الفرق بين المطر والغيث
الفرق بين المطر والغيث يوضح لنا بأن تلك الكلمتين ليستا كما يعتقد البعض بأنهما متطابقتان، بل أن كل واحدة منهما تحتوي على فروق بلاغية، وقد يكون لكل منهم استخدام مختلف.
لذا فإننا من خلال موقع زيادة سوف نطلعكم اليوم على الفرق بين المطر والغيث، وسنوافيكم بكافة المعلومات اللازمة.
الفرق بين المطر والغيث
كثيرًا ما يُقال من بعض الناس بأن الغيث والمطر كلمتان مترادفتان، وبأنه لا فرق بينهما أي أنهما شيئًا واحدًا، ويقومون بكل سهولة باستخدام كل كلمة منهما في أي جملة مكان الأخرى دون أي اكتراث.
مما أدى إلى نفي وتجاهل المعنى الأصلي للجملة التي تم فيها استخدام لإحدى الكلمتين، ففي الأغلب هؤلاء الناس قد لا يعلمون حقيقة الفرق بين المطر والغيث، أو بأنه في الأساس لا يوجد فرق.
لكن القرآن الكريم وضح بالفعل بأنه هناك فرق بين المطر والغيث، وبأن لكل كلمة منهما معنى وتوصيف خاص، وذلك الأمر بسبب أن العرب الذين هم كانوا أهل الفصاحة واللغة كانوا يقومون أيضًا باستخدام الكلمتين في نفس الموضع دون تفريق.
فإذا كنت ترغب في معرفة الفرق اللغوي بين كلمتي المطر والغيث، فإننا سوف نقوم بتسليط الضوء من خلال موضوعنا على هذا الأمر، إذ أننا سوف نعرض لكم فيما يلي الفرق بين المطر والغيث:
- كلمة الغيث تستخدم للخير فقط كما جاء في قوله تعالي “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ“ (الشورى، 28).
- المطر ينزل دون حاجة إذ أنه قد يكون خيرًا أو شرًا، بينما الغيث يكون من أجل الحاجة والاستغاثة.
- جاء لفظ المطر في القرآن الكريم من أجل العقاب والعذاب وذلك في قوله تعالي “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ“ (الطبري، 84).
- دائمًا لفظ الغيث يكون من أجل طلب الرحمة والمغفرة وإغاضة القوم الصالحين، وذلك كما جاء في قوله تعالى:
“اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ“ (الحديد، 20).
اقرأ أيضًا: كلمات جميلة عن المطر
الفرق اللغوي بين المطر والغيث
سوف نتطرق بشكل أكثر في موضوعنا الذي يعرض لكم الفرق بين المطر والغيث، إذ أننا سوف نعرض لكم الفرق اللغوي بين هاتين الكلمتين ودلالة كل منهما مرة أخرى:
1- المعنى اللغوي لكلمة المطر
إذا كنت ترغب في معرفة الفرق بين المطر والغيث، فعليك الاطلاع على المعنى اللغوي لكل منهما، إذ أنه وبالحديث عن المطر، فإن المطر عبارة عن نزول المياه من السماء إلى الأرض.
يكون السبب وراء نزول الماء هو امتلاء السحاب به، ومن ثم حدوث التصادم الذي يؤدي على ارتطام جزيئات المياه ببعضها وبالتالي سقوط القطرات، ويعتبر المطر من أبرز مصادر الحياة لدى كل الكائنات الحية، فهو مصدر المياه الجوفية.
خلاصة القول المعنى اللغوي للمطر هو الماء المنسكب من السحاب، ولا يحمل أي معنى آخر قد يعكس أمرًا ما كما سنوضح عند الحديث عن المعنى اللغوي للغيث، وبشكل كبير تستعمل كلمة مطر كفعل أي أنه يقال مطر الوعاء والقصد هنا أي ملأه.
جاء لفظ المطر في القرآن الكريم بنسبة كبيرة كمصدر للعقاب والعذاب للظالمين، إذ أنه استخدم في الآيات القرآنية الكريمة المتعلقة بالعذاب وارتكاب الجرائم، كما في قوله تعالي “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ “ (هود، 82).
كما أنه في سورة الأنفال الآية 32 قال الله تعالى:
“وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ“.
إذ أننا نستشف من ذلك وكما جاء في تفسير صحيح البخاري بأن المطر متعلق بالعقاب.
بالإضافة إلى ذلك وللتأكيد على هذا الأمر فإن سفيان بن عيينة قال ما سمى الله عز وجل في القرآن مطرًا إلا عذابًا.
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشاد على أن المطر من الممكن أن يدل على الخير وذلك من خلال قوله “مطرنا بفضل الله ورحمته، اللهم صيبًا نافعًا”.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع ماء المطر
2- المعنى اللغوي لكلمة الغيث
استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم الفرق بين المطر والغيث، فإنه وبالحديث عن معنى الغيث ومرادفه نجد بأنه لا يختلف عن المطر إذ أنه يحمل نفس المعنى وهو نزول قطرات الماء من السماء.
لكن الاختلاف هو المعنى اللغوي للغيث، إذ أن كلمة الغيث لغويًا تشير إلى الإغاثة والمساعدة، وفي الأغلب هي كلمة تحمل الخير دائمًا، وطالما كان الله عز وجل يستخدمها في القرآن الكريم من أجل الإشارة على الخير والنفع.
فالغيث هو المطر الذي ينزل من أجل مساعدة المحتاجين، ومن أجل نجاة الكثيرون من الكائنات، وفي الأغلب ينزل في وقت محدد من أجل أن يعم النفع والرحمة.
فإن الغيث الهدف منه هو المساعدة في حالات الجفاف الشديد، أو نجاة من كاد يموت من فرط العطش، وتستخدم كلمة الغيث على الأرجح كصيغة مبالغة، كما أنه من الممكن أن تطلق الغيث على السحاب كلفظ مجازي.
اقرأ أيضًا: ما هو المطر الحمضي وكيف يتكون؟
آية قرآنية جاء فيها كلمة المطر بمعنى الغيث؟
في حقيقة الأمر جاء المطر في القرآن الكريم بمعنى كلمة الغيث مرة واحدة فقط، وذلك في الآية القرآنية من سورة النساء وهي “.. وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ” (102).
على الرغم من أن الغيث والمطر يشتركان في كونهما دلالة على نزول قطرات الماء من السماء، إلا أنهما يحملان معنى لغوي مختلف جعل هناك فرق ملحوظ بينهما، فهم ليسوا بكلمات مترادفة كما يعتقد البعض.