الفرق بين الحسد والغبطة
الفرق بين الحسد والغبطة وحكمهما في الإسلام فقد يلتبس مفهوم الغبطة والحسد عند بعض الناس فيظنون أن المعنى واحد، والحقيقة أن هناك فرقًا بينهم تحدده نية الشخص، ولذا يجب علينا أن نعرف الفرق بين الحسد والغبطة وهو ما سنوضحه لكم اليوم من خلال موقع زيادة الإلكتروني.
هل ترغب في التعرف على: علامات الحسد في الرزق وما نتائجه على حياة الشخص
الفرق بين الحسد والغبطة
أولًا: الحسد
1- تعريف الحسد
- هو تمني ورغبة الحاسد في زوال النعمة عن المحسود، حتى ولو لم يتمنى الحاسد أن يكون له مثل ما للمحسود ولكن يكفيه أن يسلب النعمة من الشخص الآخر.
- والحسد ليس من صفات المؤمنين أبدًا، بل هو من صفات المنافقين.
2- أنواع الحسد
- الحسد المذموم المنهي عنه: وهو أن يكره الحاسد ما للمحسود من خير ونعم دنيوية أو طاعات فيتمنى زوالها عنه مطلقاً.
- الحسد المحمود: وهو أن يكره الشخص أن يكون أحد أفضل منه فى شيء، فيرغب ويسعى في أن يكون مثله بل ربما يتقدم عليه أيضًا، وهذه هي الغبطة.
3- مراتب الحسد
- من أكثر المراتب خُبثًا وحقدًا أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المحسود وإن كان لا يرغب أن يكون له مثل تلك النعمة، وهذه بالطبع مرتبة مذمومة.
- أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المحسود، ويرغب في أن يكون له مثل تلك النعمة ويحب ذلك وهى مرتبة مذمومة.
- أن لا يكون الحاسد راغبًا في نعمة المحسود نفسها بل يحب أن يكون عنده مثلها وفي هذه الحال لا يكون الحسد مذمومًا بإطلاق، فإن لم يصبح عنده مثلها تمنى زوالها عن الشخص الآخر لعدم التفاوت بينهما وحتى لا يتفوق عليه أحد وهنا يكون الحسد مذمومًا.
- أن يتمنى الشخص مثل ما للآخر من طاعات ومسارعة إلى الخيرات وربما نعم دنيوية أيضًا، فإن لم يحصل على مثل هذه النعمة فلا يتمنى زوالها عن غيره، ويمكن تعريفها بالغبطة، وهذه المرتبة مندوبة إن كانت متعلقة بأمر ديني وليست مذمومة بإطلاق إن كانت متعلقة بأمر دنيوي.
كما يمكنكم الاطلاع على: علامات الحسد في الشخص وآثارها عليه
4- حكم الحسد في الإسلام
- الحسد حرام في الإسلام
ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: “لا تبَاغضُوا ولا تَحاسدُوا ولا تَدَابرُوا وكُونُوا عبادَ الله إِخوانًا ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوقَ ثلاث”.
-
وقال تعالى في كتابه الكريم: “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.
- فقد وضح الله عزوجل أن الحسد في أصله شر و يجب علينا الاستعاذة بالله من الحسد ومن الحاسد ليكفينا شرَّهم.
-
أيضًا قال صلى الله عليه وسلم في شأن الحسد: “ولا تتَحاسَدُوا؛ فإنَّ الحسد يأكُلُ الإيمانَ كما تأكل النَّارُ الحَطب اليابس”.
للمزيد من المعرفة اضغط هنا: علامات الشفاء من الحسد وشروط الرقية الشرعية والفرق بين العين والحسد
ثانيًا: الغبطة
لنتوسَّع في معرفة الفرق بين الحسد والغبطة يمكننا أنت نتكلم بنوعٍ من التفصيل عن الغبطة:
1- تعريف الغبطة
- الغبطة معناها أن تتمنى أن يكون لك مثل ما عند أخيك من خير ونعمة وفى نفس الوقت لا تتمنى زوال هذا الخير عنه.
- ومن الممكن تسمية الغبطة بالمنافسة كما في قوله تعالى:
“خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”.
- كما أن الغبطة أول درجة في طريق الشخص للحسد، بمعنى أن الغبطة من الممكن أن تتحول إلى حسد؛ فلذلك يجب علينا دائمًا أن نربي أنفسنا على أن نقنع ونكتفي بما رزقه الله عزوجل لنا وأن لا ننظر إلى ما يملكه الآخرون لأن النهاية دائمًا ما تكون وخيمة.
2- هل الغبطة حرام وحكم الغبطة في الإسلام؟
- كما قلنا في تعريف الغبطة أنَّها تمني الخير للغير من غير أن تزول النعمة من الشخص الآخر.
- يقول العلماء أن الغبطة مرتبة ودرجة من درجات الحسد المحمود الحلال لذا فإنها لم تُذكر في القرآن الكريم ولم يأت التحذير منها، ويستحب للشخص أن يغبط أخاه في الخير والطاعة؛ حتى تتعلق نفسه بالمسارعة إلى فعل الخيرات أملًا أن يغمره نفس الخير الذي غمر أخاه.
-
وقد قال صلى الله عليه وسلم “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلَّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يَقضي بها ويُعلِّمها”.
- ففي هذا الحديث يخبرنا النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الغبطة فى عمل الخيرات من درجات الحسد المحمود ولكن يشترط أن تكون مقرونة بالعمل.
-
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن يغبط ولا يحسد والمنافق يحسد ولا يغبط”.
اقرأ أيضا للتعرف على: دعاء يبطل السحر فورًا وشرحه ونصائح لإبطال الحسد
3- أقسام الغبطة
الغبطة إما محمودة أو مذمومة أو مُباحة كما سنوضح لكم فيما يلي:
- الغبطة المحمودة تكون في تمنِّى الشخص أن يكون مثل أخيه فى المسارعة إلى فعل الخيرات والبعد عن المعاصي، فيطمح إلى أن يجاريه بل يتفوق عليه في أداء الطاعات، ويشترط أن تكون مقرونة بالعمل
قال تعالى “وَسَارِعُوا إلى مغفِرَةٍ من رَّبكُم”.
- الغبطة المذمومة تكون في الأمور الدنيوية؛ لأنها عادة ما تأتي مقرونة بالحسد والكثير من الأخلاق الذميمة، ولا يتبعها عمل وجهد ليصل الشخص لمثل ما يغبط عليه أخاه من أموال وأملاك وما إلى ذلك.
- وأما الغبطة المُباحة فإنها تكون في النعم المباحة مثل الزواج، والمنافسة بين الأشخاص وتمنِّي فعل المباح مثل فلان لا ينتج عنه أي آثام.
أمثلة تبيِّن الفرق بين الحسد والغبطة
المثال الأول
- عندما يمر أحدنا أمام منزل كبير جميل سيكون حسدًا أن تقول هذا المنزل الكبير ليس من مقام صاحبه، وتتمنى أن تزول عنه نعمة وملكية هذا القصر الجميل ليصبح لك في النهاية.
- ستكون غبطة أنه وإن أبهرك جمال المنزل وكبره فإنك تدعو لصاحب المنزل بالبركة في رزقه وماله وولده، وأيضًا تدعو لنفسك أن يرزقك الله واحدًا مثله.
المثال الثاني
- ومن أمثلة ذلك أيضًا إذا رأيت شخصًا لا يكاد يدخر مالًا في جيبه فينفقه كله في خدمة الناس ومساعدة الفقراء وأوجه الخير الكثيرة ومع ذلك يرزقه الله رزقًا واسعًا، فإنه:
- يكون حسدًا لو تمنيت زوال الأموال عنه، ليكون لك مثل هذه الأموال وزيادة على الرغم من أنه ينفقها ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
- تكون غبطة لو دعوت الله أن يبارك له في أمواله ويرزقه من حيث لا يحتسب، ودعوت لنفسك أيضًا وتمنيت أن يكون لك مثل هذه الأموال لتكون في خدمة الفقراء والمساكين كما يفعل هو.
أقوال بعض العلماء في الفرق بين الحسد والغبطة
-
قال الرازي: “إذا أنعم الله على أخيك بنعمة فإذا أردت زوالها فهذا هو الحسد، وإن اشتهيت لنفسك مثلها فهذا هو الغبطة”.
-
قال ابن منظور: “الغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة من غير أن يتمنى زوالها عنه، وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له، وأما الحسد فهو أن يشتهي أن يكون له ما للمحسود وأن يزول عنه ما هو فيه”.
ننصحكم أيضا بزيارة مقال: أماكن عقد السحر في الجسم والفرق بين عقد السحر وعقد العين والحسد
الخلاصة فى 5 نقاط
- يجب علينا دائمًا أن نأخذ حذرنا عندما نرى نعم الآخرين وأن ندعو لهم بالبركة، ولا حرج من أن ندعو الله عزوجل أن يرزقنا مثلهم لكن لا ندعو أن تزول النعمة عنهم.
- الفرق بين الحسد والغبطة لا يعرفه الكثير ولا يصل معظم الناس إلى إدراكه.
- الغبطة من الحسد المحمود الحلال طالما كان فى الأمور الدينية لأن الغبطة فى الأمور الدنيوية غالبًا ما تؤدي إلى الحقد والضغينة حتى تصل إلى الحسد.
- لم يختلف أحد على كون معظم مراتب الحسد مذمومة ماعدا مرتبة الغبطة.
- الحسد ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم وأمرنا أن نحصِّن أنفسنا منه دائمًا، بينما لم تُذكر الغبطة فى القرآن الكريم لأنها من الحسد المحمود ولا يترتب عليها أضرار.