الفرق بين الحضارة والثقافة
الفرق بين الحضارة والثقافة واضح وصريح ولكنهما متكاملان، حيث إن التراث الإنساني يتألف من عنصران هامان العنصر الأول الحضارة والعنصر الثاني الثقافة، ولأن أغلب الأشخاص يبحثون عن الفرق بينهم، لذا سوف نقوم بعرض ذلك من خلال هذا المقال عبر موقع زيادة.
اقرأ أيضًا: بحث عن الحضارة المصرية القديمة والمعالم الأثرية الموجودة بها
الفرق بين الحضارة والثقافة
هناك بعض الأشياء التي تجعل هناك فرق بين الحضارة والثقافة، ويمكننا أن نعرضها باستفاضة فيما يلي:
1- تعبر الثقافة عن الجوانب الروحية أما الحضارة تعبر عن ربط بين الإنسان والطبيعة البشرية
- حيث إن الثقافة ما هي إلا عبارة عن إجابات لأسئلة هامة في حياة الإنسان، تشمل كيفية نشأة الإنسان على الأرض وغيرها من الأسئلة الوجودية والتمعن في كيفية بقاؤه على الأرض.
- أما الحضارة فهي تربط بين الإنسان، والطبيعة البشرية وفهم كيفية استغلال الإنسان للطبيعة لاستمراره على الأرض مع توفير متطلباته وتحديثها.
2- الثقافة هي علاقة الإنسان بالدين أما الحضارة فهي علاقة الإنسان وتأثره وتأثيره على الطبيعة
- حيث يثبت هنا ارتباط الثقافة بالجوانب المعنوية.
- أما الحضارة فيثبت أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجوانب المادية، لما تشتمل عليه من تقدم في المعمار والصناعة وغيرها.
3- ارتباط الثقافة بالإنسان وارتباط الحضارة بالمجتمع
- الثقافة هي شيء بعض الأشخاص يقومون بالتطرق إليه بعمق، وبعض الأشخاص يقومون بالبعد عنه ولا يريدون التقرب منه، مثل الأسئلة الوجودية عن نشأة الإنسان.
- أما الحضارة فهي مستمرة ودائمة ومواكبة للعصر وتحاول إخضاع الطبيعة للمجتمع بأكمله.
4- يتم اكتساب الحضارة بالعلم والثقافة بالتأمل
- الثقافة يمكن اكتسابها من خلال التأمل في مخلوقات الله، والتأمل في الوجود.
- أما الحضارة عبارة عن التعلم للقيام بتنمية الطبيعة، وتقدمها ورقيها.
ملخص الفرق بين الحضارة والثقافة هو أن الحضارة هي عبارة عن البحث عن التقدم والرقي من خلال إخضاع الطبيعة للمجتمع، أما الثقافة فهي مرتبطة بالجانب الديني المعنوي لمعرفة أسرار الوجوديات.
اقرأ أيضًا: بحث حول عبد الحميد بن باديس
الفرق بين الحضارة والثقافة في التعريف
الحضارة هي عبارة عن إشارة للأشخاص المتحضرين أي المقيمين في المناطق الحضرية، والمناطق الحضرية عكس المناطق البدوية تمامًا، كما أنها تدل على التقدم والتحضر في جميع مجالات الحياة من صناعة وعلوم وآداب.
كما أن هناك بعض الأشخاص يرون إنها أيضًا تشمل التقدم في العمران، فالبيوت البدائية تميل للانقراض ويقوم الأشخاص ببناء بدلًا منها منازل أخرى حديثة، كما أن وسائل الترفيه الحديثة تعبر أيضًا عن الحضارة، وأيضا الحضارة تتعلق بكل ما يمكن أن يقدم الفكر الإنساني.
أما عن الثقافة فهي عبارة عن لغة الأشخاص كما أنها تشمل العلوم والمعارف المختلفة التي يعرفها الإنسان، والمقصود هنا بكلمة الثقافة زيادة قدرة الشخص على التعلم والتفتح بكم من المعلومات المختلفة، والتقدم في النظم السياسية ومعرفة جميع ما حدث مسبقًا في تاريخ البلاد، كما أنه يعني زيادة التعلم دينيًا.
وقد عرف عالم الأنثروبولوجيا الإيطالي “إدوارد بيرنت تايلور”، الثقافة بأنها هي عبارة عن مجموعة من الأشياء المادية التي يكتسبها الإنسان من فن وعلوم وأخلاق، أي تشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: مظاهر التجديد في العصر العباسي
أهمية المحافظة على الثقافة والحضارة
بعد التعرف على الفرق بين الحضارة والثقافة وإنهما متكاملان لتكوين التراث الإنساني علينا المحافظة عليهم، وذلك لما يلي:
1- معرفة الأصول الإنسانية
حيث إن الثقافة هي ما تحدد كون الإنسان، وتحدد له هويته وعندما تحدد هوية الإنسان فهي تساعده على الاستقرار النفسي.
2- التقدم علميًا وتكنولوجيًا
فهم الإنسان لمعنى الحضارة يجعله دائم البحث عن التطور، والتقدم، والرقي بإخضاع الطبيعة له وللمجتمع بأكمله.
3- التوازن بين الثقافة والحضارة
وذلك لأن الثقافة تشتمل على الجانب المعنوي والحضارة تشتمل على علاقة الإنسان بالطبيعة، مما يجعل ذلك في حالة تكامل للنفس البشرية الذي يجعلها قادرة على مواكبة العصر.
لن يقتصر التوازن بين الجانبين المكونين للتراث فقط على شخص بعينه، بل تشمل المجتمع بأكمله، فلابد من الاهتمام بالجانبين وذلك لتحقيق أعلى فائدة من الجانبين، فإذا لم يهتم الإنسان بالجانبين معًا فهذا معناه سقوط الجانب الآخر، مما يجعل الجزء الذي قمنا بالاهتمام به يفشل، وذلك لأن الجانبين الثقافة والحضارة متكاملين لذا علينا الموازنة بينهم.
اقرأ أيضًا: عادات وتقاليد الهند
العلاقة بين الثقافة والحضارة
ليس معني أن هناك فرق بين الحضارة والثقافة أن لا يوجد علاقة بينهم بل توجد علاقة وثيقة بينهم، وسوف نشير لها فيما يلي:
الحضارة تعبر عن الثقافة لكنها أعمق من الثقافة، ويتشابهان في أنهما يعبران عن أساسيات الحياة والقيم وطرق التفكير التي استخدمتها الأجيال علي مر العصور، ذلك يوضح لنا إن لكل من الحضارة والثقافة دورها الهام في الحياة البشرية.
وتعتبر الحضارة بالمعنى العام هي مرجع أساسي للثقافة، فهي لها دور مهم في تشكيل الثقافة، هذا الدور يتمثل في أن الحضارة هي قلب الثقافة التي تجعلها قادرة على البقاء حتى أوقات وأزمنة مختلفة.
مما سبق نستنتج أن الحضارة هي اليد الكبرى التي تسيطر على الثقافة بطرق مختلفة للتطور الثقافي، حيث إنه لا يمكن إضافة أي ثقافة جديدة على الثقافة الإسلامية أو المسيحية مثلا لا تتفق مع أساسيات الثقافة الإسلامية أو المسيحية، وأيضًا بالنسبة إلى الثقافات الغربية التي تشتمل على الإسبانية، الفرنسية والإيطالية.
فمثلًا بالنسبة للحضارة الإسلامية فإن الله عز وجل حرم على الإنسان أكل الخنازير، فلهذا السبب لا تستطيع الدول المتبعة للدين الإسلامي جعل الخنازير كمأكولات فيها، وأيضًا لا يمكن تربية الخنازير في المجتمعات التي تتبع الدين الإسلامي.
أيضًا الثقافة الغربية لا يعترفون بالزواج المتعدد، لذلك لا يمكن وجود شخص متزوج بأكثر من واحدة في مثل تلك البلاد الغربية.
اقرأ أيضًا: مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي
في الختام قد قمنا بعرض الفرق بين الحضارة والثقافة وأيضًا قمنا بعرض تعريف للحضارة وكذلك للثقافة، كما قمنا بعرض أهمية المحافظة على الحضارة والثقافة، وذكرنا أيضًا العلاقة بين الحضارة والثقافة، ونرجو أن يكون المقال أعجبكم وأفادكم.