الفرق بين الشعور والإحساس
الفرق بين الشعور والإحساس من الأشياء التي لا يمكن تحديدها بسهولة ويرجع ذلك بسبب ترادف كلاهما فيختلط الأمر ويعتقد البعض أن لا فرق بينهم ورغم أنهم بالفعل متقاربين إلا أن تفرقهم خيوط رقيقة كخيوط العنكبوت، اعرف معنا أكثر على موقع زيادة.
الفرق بين الشعور والإحساس
الشعور هو تلك المشاعر الإنسانية التي يملكها الإنسان فقط وتنبع من داخله وتكون تلك المشاعر ناتجة بسبب تجربة واعية أو موقف إنساني عابر.
- الشعور هو رد فعل مشاعر حسية ووجدانية مختلطة بين الشخص وذاته وبين الشخص ومن حوله.
- أما الإحساس فهو مثل الشد والجذب كما يمكن أن نقول أنه بمثابة الفعل ورد الفعل، فهو رد فعل الحواس تجاه ما تتعرض له، مثل اليد واللمس، الأذن والسمع، اللسان والتذوق.
للمزيد من الاستفادة: كم عدد الدول العربية المؤسسة لجامعة الدول العربية؟
الفرق بين الشعور والإحساس في علم النفس
يفسر علماء النفس الفرق بين الشعور والإحساس بطريقة علمية مختلفة قليلاً وأكثر عمقاً عن ما سبق حيث يرى أن :
- الشعور حالة عاطفية تنشأ من داخل أعماق الإنسان، تلك الحالة معقدة ومركبة لا يمكن التخلص منها بسهولة أو تجاوزها إلا بعد المرور بكافة مشاعرها وتجاوزها تماماً، وذلك عكس الإحساس في نظر علماء النفس فقد فسروه على أنه رد فعل مؤقت تجاه العوامل الخارجية والداخلية التي يمكن أن يكون من ضمنها الشعور أيضاً.
- الفرق بين الشعور والإحساس في تلك النقطة أن الأحاسيس عابرة تبدأ وتنتهي بوقت قليل دون أن تأخذ حيز كبير في حياة الإنسان.
- يبدأ الشعور مع الإنسان عند اختلاطه بمن حوله فتبدأ مشاعر الحب والكره والإعجاب والحزن والسعادة بالتحرك داخلة وتنمي شعوره باختلاف شعور الإنسان تنعكس حالته، أما الأحاسيس فهي مرتبطة بحواس الإنسان الخمس، لذلك فهي ملك جميع المخلوقات من إنسان وحيوان ولا تتوقف على الإنسان فقط.
ما هي المشاعر؟
قيل في تعريف المشاعر العديد من الكلمات الإيجابية والسلبية التي توضح الفرق بين الشعور والإحساس ولكن معظم تلك التعريفات اجتمعت على مجموعة من النقاط الأساسية التي تشمل الآتي:
- أنها حالة من المؤثرات الخارجية ينتج عنها ردود فعل داخلية، مثل التعرض لموقف ما قد يكون سعيد أو حزين ينتج عنه مشاعر فسيولوجيا ويكون رد الفعل تجاه ذلك أما فرح وانبساط أو حزن وبكاء.
- بالإضافة إلى ما سبق تعد المشاعر أيضاً من الأشياء التي ترتبط وتؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي وردود فعلها تظهر عليه بشكل مباشر ومستمر أحياناً، وذلك يفسر علاقة مشاعر الحزن أو الغضب بانتفاخ المعدة والتهابات القولون.
- كما أن المشاعر هي جزء لا يتجزأ من الإنسان تتيح له المغامرات والتجارب وسهوله التأقلم مع مطبات الحياة، كما أن المشاركة والردود الداخلية للإنسان هو الوحيد الذي يمكنه التحكم بها والسيطرة عليها وتحويلها من إيجابية إلى سلبية والعكس.
للمزيد من الاستفادة: ما هي العلاقة بين الطول الموجي والتردد وسرعة الضوء؟
أهمية المشاعر
دون مشاعر لا يوجد فرق بين الإنسان وباقي المخلوقات على وجه الأرض، لأن المشاعر تولد من رحم المواقف التي نمر بها كما تعد تلك الأهمية من ضمن الفرق بين الشعور والإحساس وتكمن أهمية المشاعر لدينا في الآتي:
- تساهم المشاعر بشكل كبير في تكوين شخصية الإنسان وتحديد اتجاهاته وعواطفه مثلها مثل الأفكار التي تحدد السلوك الذي يخلق بيئة حوله مشابه له تماماً.
- تنمية المشاعر الإيجابية تعد من أهم المخططات التي يجب أن يغرسها الآباء والأمهات في أولادهم منذ الصغر لأن تحليهم بالمشاعر يكسبهم عاطفة وحب ينعكس فيما بعد على الوالدين ومن حولهم، ويكسبهم مهارة خاصة في كافة مجالات حياته.
- كما أن التحلي بالمشاعر الطيبة تغيير مسار البشرية وخلق الحجج والأعذار للأشخاص فيما بينهم يساعد على تنمية بيئة خصبة بنشر الوعي والعاطفة والترابط لأن كلاً منهم يشعر بالأخر ويقدر ما يمر به.
- مرور الإنسان بمجموعة من المشاعر المختلطة يساعده على بناء شخصية قوية، تستطيع فيما بعد تحمل ومواجهة أشد الصعاب.
- كما تساهم في القدرة على تجاوز عنصر المفاجأة بالإضافة إلى القدرة على التحكم بالمشاعر و التصرف بحكمة أكثر من قبل في المواقف التي تحتاج ذلك نتيجة للتعرض لكافة أنواع المشاعر من قبل.
ما هو الإحساس؟
الإحساس مجموعة من المؤثرات الخارجية أو الداخلية تتجه بشكل مباشر إلى الخلايا العصبية وتخترق حواس الإنسان وتصطدم بها فينتج عنها ردود فعل حسب المركز الحسي الذي تم استهدافه والوصول له، على سبيل المثال: الإحساس بالألم أو الراحة أو الصداع أو الخوف وخفقان القلب أو الإحساس بمرارة الطعام، كما أن الإحساس ينقسم إلى ثلاث أنواع وهم الآتي:
الإحساس السطحي
يكون مضمون ذلك الإحساس هو المؤثرات السطحية التي تتعرض له طبقات الجلد من الخارج وهي عبارة عن الكدمات التي تصيب الإنسان من كدمة أو وخز إبرة بالإضافة إلى الشعور ببرودة الجسم أو سخونته.
الإحساس العميق
يتعمق ذلك النوع من الإحساس داخل الإنسان ويخترق طبقاته فيشمل الآم الولادة و العظام والعضلات والآم بعد كافة أنواع العمليات وتمزق الأربطة، كما أنه مسئول أيضاً عن الشعور بالعطش والجوع وتذوق الطعام ، والرغبة في النوم، الاستيقاظ.
الإحساس القشري
يعد ذلك النوع من الإحساس هو المسئول عن ملامسة الأشياء والتعرف عليها دون رؤيتها فقط عن طريق حاسة اللمس.
وظائف وأهمية الإحساس
يشمل الإحساس مجموعة من الوظائف الهامة التي تساهم بشكل كبير في بناء حياة الإنسان والتأثير عليها بالإيجاب ومن ضمن تلك الوظائف الآتي:
وظائف تفسيرية
يساعد الإحساس على التواصل بين البشر و تفسير السلوك والتصرفات، كما يكون وسيلة بين ربط العالم الخارجي والداخلي عن طريق استقبال المؤثرات من البيئة المحيطة من الخارج ونقلها إلى الداخل.
وظائف تنظيمية
يمر الإنسان بتجارب من خلاله إحساسه تساعد على تنظيم حياته، وتنظيم حركة الحواس على أداء نشاطها بنجاح وتنميتها منذ الطفولة.
وظائف معرفية
يمكن من خلالها اكتساب المعرفة والإلمام بالحواس واكتشافها من جديد، وعند الوصول لتلك النقطة يصبح التحكم في الحواس وردود فعلها من قبل الإنسان أفضل بالإضافة إلى القدرة على التحكم في الأحاسيس المختلفة نتيجة للمعرفة بها من قبل.
تحقيق توازن بين الإحساس والشعور
الآن أصبح الفرق بين الشعور والإحساس واضح بشكل كبير، لذلك سنقوم بعدة خطوات من خلالها نستطيع تحقيق التوازن بين الشعور والإحساس كالآتي:
- عدم الاستسلام للعقل الباطن، بل يجب تحفيز المخ بالإيجابيات التي من شأنها تزيد عملية التركيز بالإضافة إلى ولادة حالة من المشاعر الإيجابية، ومحاولة تجنب المشاعر السلبية بكل الطرق.
- الحصول على قسط من الراحة والقيام خلاله ببعض تمارين اليوغا التي تساعد على الاسترخاء والتخلص المؤثرات التي يمكن أن تشوش على المشاعر والأحاسيس النقية، بل تساهم بشكل كبير على تنميتها والتأمل بها فتخلق حالة من النشاط والإقبال على الحياة واكتساب المهارات.
- تخصيص ساعة يومياً قبل النوع، يتم تجميع المشاعر والأحاسيس التي مر بها الإنسان خلال اليوم وانتقاء الإيجابي والتخلص من السلبي بشكل نهائي بعد وضع حلول جذرية له.
- كما أن للإحساس وظيفة هامة وهي القدرة على التعرف على أعراض التعب والآلام المختلفة والقدرة على تحديد موقعها بالجسم بكل بساطة.
للمزيد من الاستفادة: على أي أساس تم تقسيم الطلائعيات إلى ثلاث مجموعات؟
في ختام كلامنا نكون قد وصلنا إلى الفرق بين الشعور والإحساس وأهمية كلاً منهم وأهمية تنمية كلاهما، بالإضافة إلى دورهم وتأثيرهم العميق في حياة الإنسان نحو الأفضل.