معلومات عن مدينة القدس
معلومات عن مدينة القدس فمدينة القدس لها أهمية كبيرة في قلوب الناس، فللقدس أهمية دينية للمسلمين والمسيحيين، حيث أسرى إليها النبي محمد وعرج منها إلى السماوات، وولد فيها السيد المسيح وبدأ فيها دعوته، ويوجد بها المسجد الأقصى وكنيسة المهد والقيامة، ويطلق عليها العديد من الأسماء غير القدس وتغيرت على مر العصور، فهي عاصمة دولة فلسطين ومن خلال موقع زيادة سنعرض لكم معلومات عن مدينة القدس.
معلومات عن مدينة القدس
تمتلك مدينة القدس مكانة مرتفعة في تاريخ البشر، فظهرت المدينة منذ الحضارة الكنعانية، وأطلق عليها الكثير من الأسماء مثل أورشليم وإيلياء ودار السلام ومدينة العدل، ولقد حاول اليهود تزييف الحقائق وأدعوا أنهم بناة القدس.
فكل عام يقيمون احتفالات ضخمة يحتفلون فيها بمرور ثلاثة آلاف عام على تأسيسهم للقدس، ولكن المصادر التاريخية تكشف هذه الأكاذيب وما يدعوه من باطل حيث قام العرب الكنعانيون بإنشائها منذ آلاف السنين وأطلقوا عليها أورسالم أي مدينة السلام
في العهد الإسلامي عند وفود عمر بن الخطاب إلى القدس وقابل البطريق صفرنيوس، قد أملى عليه ما يعرف بالعهدة العمرية ونصت على إعطاء الأمان لأهل بيت المقدس على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، ومن أهم نصوص العهدة ألا يسكن مع أهل القدس أحد من اليهود.
تاريخ أسماء مدينة القدس
أطلق عليها اسم يبوس نسبة إلى اليبوسيين، وعام 1049 قبل الميلاد في عهد نبي الله داوود أطلق عليها مدينة داوود، وبحلول عام 559 قبل الميلاد عرفت باسم أورسالم نسبةً إلى حكم بالبابليين لها، وعندما بلغها الإسكندر الأكبر عرفت باسم أورشليم عام 332 قبل الميلاد، ومع الفتح الإسلامي أطلق عليها القدس أو بيت المقدس وأخيرًا أثناء الحكم العثماني تمت تسميتها بالقدس الشريف.
عمر مدينة القدس
أشارت التقديرات التاريخية أن عمر مدينة القدس يصل إلى 38000 عام وقدر بعض العلماء بأن عمرها 6000 عام ويعرف مؤسس المدينة باسم ملكي صادق فكان موجود في عهد نبي الله إبراهيم.
جغرافية مدينة القدس
تمتلك القدس موقع جغرافي ومهم فيجتمع فيها مجموعة طرق خاصة بالتجارة، فتقل عند أحد التلال الصخرية، حيث تم تأسيسها على أربعة مرتفعات ويوجد حولها مجموعة أودية، ومن المرتفعات جبل موريا الذي أسس عليه حرم القدس الشريف، وجبل أكرا الذي بني عليه كنيسة القيامة وجبل صهيون وجبل بزيتا.
من الأودية التي حول المدينة وادي هنوم الذي يقع في جهة الشرق ووادي قدرون الذي يقع في الغرب، فتم تقسيم القدس من قبل اليهود إلى قدس شرقية، والتي تحتوي على المعالم الدينية مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمهد، والقدس الغربية التي تحتوي على كثير من الأماكن الجديدة والحديثة.
تاريخ مدينة القدس
مرت مدينة القدس بالكثير من المراحل التاريخية التي ساعدت على تكوين حضارتها، فعاش على أراضيها اليبوسيين وهم أفراد ينتمون إلى القبائل الكنعانية العربية، وخضعت تحت سيطرة الفراعنة بين القرنين السادس والرابع عشر، فأثناء حكم أمنحتب الرابع تعرضت القدس للهجوم من قل قبائل بدوية تعرف باسم الخابيرو، ورجعت مرة أخرى للسيطرة الفرعونية في عهد الملك سيتي الأول.
استطاع نبي الله داوود السيطرة عليها عام 977 أو 1000 قبل الميلاد وظل يحكمها لمدة أربعون عام، وبعد وفاته حكمها ابنه نبي الله سليمان من بعده وبعد وفاته ضعفت المملكة وانقسمت، فتمكن البابليون عام 586 قبل الميلاد من السيطرة على المدينة وأسروا اليهود، ولكنهم تمكنوا من العودة بعد خمس وأربعون عام، عند غزو الفرس لبابل.
في الفترة بين 63 قبل الميلاد و 636 ميلاديًا أصبحت القدس خاضعة للحكم الروماني، حيث سيطر عليها بومبيجي قائد الجيش الروماني، إلى ان فتحها المسلمون عام 636 بقيادة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكتب نع سكانها ما يعرف بالعهدة العمرية التي تضمن لأهل بيت المقدس الأمان.
في عام 1099 قام الصليبيون باحتلال القدس بعد مرور ما يقرب من خمسة قرون تحت الحكم الإسلامي، وتمكنت جيوش صلاح الدين الأيوبي عام 1187 من تحريرها، بعد ذلك حكمها المماليك ثم العثمانيون حتى سيطرت عليها بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ظهر في هذه الفترة وعد بلفور الشهير.
نتج عنه ازدياد أعداد اليهود المهاجرين إلى القدس وبذلك انتهت السيطرة البريطانية عليها ولكنها خضعت إلى السيطرة الصهيونية وبحلو عام 1967 أصبحت القدس تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
التغيرات الدينية في القدس
تعرضت القدس لكثير من الأحداث على مر العصور جعلها تشهد أديان مختلفة بطرق مختلفة وتتمثل في:
1- المسيحية
بسبب اعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية في القرن الرابع الميلادي، أدى إلى حدوث تغيير كبير في المدينة، حيث أصدر مرسوم عام 313 ينص على حرية العبادة للمسيحيين في كل الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت القدس أو أورشليم مقدسة عند المسيحيين حيث كان يحج إليها المسيح منذ صغره.
بسبب اهتمام قسطنطين وأمه بالمسيحية فتم بناء كنيسة القيامة مما عزز مكانة القدس في التاريخ وحتى الأن، وبعد وفاة قسطنطين وتولية الإمبراطور جوليان الحكم و وفاته تم تقسيم الإمبراطورية البيزنطية إلى قسمين وكانت فلسطين تابعة على القسم الشرقي، وبهذا القرار شهدت فلسطين استقرار استمر أكثر من قرن الأمر الذي عزز ازدهار التجارة والاقتصاد والعمران.
لكن لم تستمر فترة الاستقرار إلى الأبد فبحلول عام 661 دخل كسرى الثاني ملك الفرس إلى الأراضي السورية حتى وصل إلى القدس واحتلها فدمر الكنائس وخرب الأماكن المقدسة، استطاع هرقل فتح فلسطين مرة أخرى عام 623 وطرد منها الفرس وعادت القدس.
2- الإسلام
تمثلت القدس وفلسطين بأول خط دفاع للإسلام والمسلمين، وتمثلت أهمية المدينة الدينية عند المسلمين في أنها مهد للرسالات، حيث عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم على السمع ليكلم الله وفرض وقتها الخمس صلوات، ثم نزل من السماوات في المسجد الأقصى وعاد بعدها إلى مكة، فلم يختارها الله عبثًا لتكون مكان لإسراء النبي ولكن كان هذا الاختيار وفقًا لحكمة إلهية.
بعد أن جهر محمد عليه الصلاة والسلام بالدعوة الإسلامية قام بتوجيه أنظار المسلمين في اتجاه القدس مدركًا أهميتها الدينية، فتم إرسال عمرو بن العاص وأبو عبيدة الجراح لفتح فلسطين ونشر الإسلام فيها، ولكن صعب عليهم فتح القدس بسبب قوة أسوارها.
فاضطروا إلى حصارها وعندما طال الحصار أعلن رئيس البطاركة أنه لن يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب، وبالفعل اتجه عمر إلى هناك وتمت العهدة العمرية التي تحدثنا عنها بالأعلى.
مناخ مدينة القدس
تتمتع مدينة القدس في فلسطين بمناخ معتدل يجذب من خلال السياح، فالجو معتدل في فصل الشتاء، وحار جاف في الصيف، ويبلغ معدل درجة الحرارة في العام 18 درجة ونسبة الرطوبة 39%، وتصل كمية المطر في العام إلى 551 ملليمتر بسبب ارتفاع المدينة عن سطح البحر بين 530 إلى 885 متر.
عاصمة الثقافة العربية
في عام 2009 حصلت فلسطين على لقب عاصمة الثقافة العربية، فيقام في المدينة العديد من النشاطات والمهرجانات المختلفة برغم الصعوبات التي تقابل أهلها بسبب الاحتلال، ويقام أسبوع حق العودة، والأعياد والمناسبات الدينية.
معالم مدينة القدس
يوجد في القدس معالم مختلفة من حيث التراث والفكرة و الشكل، حيث تتوزع على جميع أنحاء المدينة ومنها:
1- المسجد الأقصى
ويتمثل في كل ما يقع داخل السور من مدراس وقباب ومساجد ومآذن ومحاريب ومنابر وغيرها، فتصل مساحته إلى 144000 متر مربع، فهو ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين، عرج منه النبي محمد للسماء، والصلاة فيه تعادل مئتين وخمسين صلاة.
2- المساجد القديمة
تضم الكثير من المساجد المشهورة والتي تحمل تراث و عمارة مدهشة مثل مسجد عمر بن الخطاب و مسجد مقام الشيخ شكي مكي.
3- سور المدينة
يمتد السور حول المدينة القديمة وهي القدس الشرقية التي تصل مساحتها إلى كيلو متر مربع، ويختلف الارتفاع والسمك الخاص بالسور من مكان إلى آخر، وفقًا لتضاريس المنطقة، فيتراوح طوله بين 30 و4200 متر، فقد تم بناؤه في بداية الحكم العثماني خلال حكم السلطان سليمان القانوني.
4- أبواب مدينة القدس
للمدينة سبعة أبواب مفتوحة وهم( باب الحديد، باب الخليل، باب الأسباط، باب العامود، باب الساهرة، باب المغاربة، باب النبي داوود)، وتوجد أربعة أبواب أخرى مغلقين يقعوا في الجهة الجنوبية والشرقية للمسجد وهم ( باب الرحمة، باب المزدوج، باب المفرد، الباب الثلاثي).
5- الكنائس والأديرة
مثل كنيسة القيامة التي تتمتع بقدسية مكانتها عند المسيحيين بمختلف الطوائف، وبعض الأديرة مثل( دير حبس المسيح، دير مار يعقوب، الدير الكبير، دير العذراء، دير مار مرقص، دير المخلص، دير السلطان).
6- الأسواق
تحتوي القدس على أسواق كثيرة منها سوق باب خان الزيت وسوق القطانين، وبعض الأبراج مثل برج القلق و برج كبريت.
7- المدارس
مثل مدرسة الكريمية، المدرسة العثمانية، المدرسة المزهرية، المدرسة اللؤية، المدرسة المنجكية، مدرسة الحكمة، روضة المعارف.
8- الحمامات القديمة
مثل سبيل باب السلسلة، سبيل باب الأسباط، سبيل طريق الواد، مسجد وسبيل الشوربجي، سبيل ستي مريم، سبيل باب الناظر.
مراحل انتقال أراضي القدس لإسرائيل
احتلت إسرائيل القدس وأخذت أراضيها لتتبع لها على عدة مراحل بمرور السنوات وتمثلت في:
- في عام 1917 كان السكان الأصليين يقيمون في 94% من الأرض و اليهود 4%
- عام 1947 بعد إعلان فلسطين وطن حقيقي لليهود رسميًا أصبح الفلسطينيون يقيمون في 84% من الأرض واليهود 14%
- عام 1967 سكن الفلسطينيون حوالي 25% من الأرض واليهود 73%
- عام 1979 سكن السكان الأصليين حوالي 14% من الأرض واليهود 84%
هكذا نكون قد قدمنا معلومات عن مدينة القدس، وعرفنا الأسماء المتنوعة التي أطلقت على المدينة بمرور الوقت والعصور، وعرفنا عمر المدينة وتاريخها، ولم ننسى ذكر الأديان التي مرت على المدينة والمعالم التاريخية التي تمتلكها ووضحنا أمثلة على كل معلم، وذكرنا جغرافية المدينة، وما حالها حين تم وضعها تحت الانتداب البريطاني، وفي النهاية أوضحنا انتقال الأرض من الفلسطينيين إلى اليهود بمرور السنوات، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.