أفضل أوقات الدعاء المستجاب
أفضل أوقات الدعاء المستجاب هي أكثر ما يبحث عنه الكثير رغبةً في استجابة الله لدعواتهم المختلفة، فاستجابة الدعاء بالنسبة للمسلم لأمرٍ عظيم يرغب فيه كل مسلم، ولذلك يرغب كل مسلم في تحري أفضل أوقات الدعاء المستجاب، وهناك العديد من الأوقات المختلفة التي يستجيب فيها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين المخلصين في الدعاء.
أفضل أوقات الدعاء المستجاب
من فضل الله سبحانه وتعالى أنه خصص أوقات مختلفة يزداد خلالها استجابة الدعاء، وذلك حتى يجتهد خلالها المؤمنين في دعائهم حتى يستجيب لهم الله، ومن أهم تلك الأوقات ما يلي:
- مع وقت رفع الآذان، والدليل على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال:( إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ له ضُراطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فإذا قُضِيَ التَّأْذِينُ أقْبَلَ حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ حتَّى إذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ).
- الفترة الواقعة ما بين رفع الآذان والإقامة، وهو ما أكده أنس بن مالك رضي الله عنه، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بينَ الأذانِ والإقامةِ”.
- قبل السلام عند الانتهاء من الصلاة، حيث قد قام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه الدعاء قبل السلام من الصلاة، حيث قال: “ ثمَّ لِيَتخَيَّرْ أحَدُكم مِن الدُّعاءِ أعجَبَه إليه فيَدعوَ به”.
- خلال السجود بالصلاة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ“.
أوقات استجابة الدعاء في أيام الأسبوع
- يوم الأربعاء في الفترة ما بين صلاتي الظهر والعصر، وذلك لما جاء في حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال: “ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعا في مسجدِ الفتحِ ثلاثًا يومَ الإثنين ويومَ الثُّلاثاءِ ويومَ الأربعاءِ فاسْتُجيب له يومَ الأربعاءِ بين الصَّلاتَيْن فعُرِف البِشرُ في وجهِه قال جابرٌ فلم ينزلْ بي أمرٌ مهمٌّ غليظٌ إلَّا توخَّيتُ تلك السَّاعةَ فأدعو فيها فأعرفُ الإجابةَ”.
- يوم الجمعة، وذلك لما أشار إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام، أن يوم الجمعة به ساعة يتم خلالها استجابة الدعاء، وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث قال:” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا“، كما ورد أن الاحتمال الأكبر لتلك الساعة يكون خلال الفترة ما بين اعتلاء الإمام للمنبر حتى تنتهي الصلاة، وهو ما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنه: “ هي ما بيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإمَامُ إلى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ “، كما ورد أيضًا أن تلك الساعة تكون في الفترة ما بين آخر النهار حتى غروب الشمس.
اقرأ أيضًا: الدعاء للمريض من السنة النبوية
ساعة استجابة الدعاء في الليل
فترة منتصف الليل، حيث أن تلك الفترة بها ساعة لا يرد الله تعالى خلالها دعاء، وهو ما ورد في الحديث النبوي الآتي:” تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا “.
ورد في صحيح البخاري أن تلك الساعة من الليل تكون بالثلث الأخير، وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: ” يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له “.
اقرأ أيضًا: علامات استجابة الدعاء في المنام
وقت الدعاء المستجاب الذي لا يرد بإذن الله
- خلال صلاة السنة التي تسبق صلاة الظهر، وهو ما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال: “ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبل الظهرِ، وقال : إنها ساعةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السماءِ ، وأُحِبُّ أن يصعدَ لي فيها عملٌ صالحٌ “.
- خلال أداء مناسك العمرة والحج، فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:” الغازي في سبيلِ اللهِ، والحاجُّ، والمعتمِرُ؛ وفدُ اللهِ، دعاهُم فأجابوهُ، وسأَلوه فأعطاهُم “.
- يوم عرفة، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه قال:” ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ “.
- خلال السعي بالحج عند الصعود إلى الصفا والمروة، فقد جاء في حديث لابن جابر رضي الله عنه، والذي وصف خلاله ما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم في الحج، حيث قال:” ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ “.
- يوم النحر عند الوقوف في مزدلفة، وهو ما ورد عن جابر بن عبد الله في حديث قال فيه: “ ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ، حتَّى أَتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ “.
- في أيام التشريق عقب رمي الجمرات الصغرى والوسطى، وهو ما تم التأكيد عليه في صحيح البخاري، فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، كانَ يَرْمِي الجَمْرَةَ الدُّنْيَا بسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يُكَبِّرُ علَى إثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ الوُسْطَى كَذلكَ، فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فيُسْهِلُ ويقومُ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا، فَيَدْعُو ويَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الجَمْرَةَ ذَاتَ العَقَبَةِ مِن بَطْنِ الوَادِي، ولَا يَقِفُ عِنْدَهَا، ويقولُ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفْعَلُ”.
- أثناء شرب مياه زمزم، حيث قال رسول الله صلى عليه وسلم: “ ماءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِب له”.
- يقبل الدعاء عند الوجود بالكعبة من الداخل، وبداخل الحجر الأسود، حيث روى ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم “ لَمَّا دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْتَ، دَعَا في نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، ولَمْ يُصَلِّ حتَّى خَرَجَ منه، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ في قُبُلِ الكَعْبَةِ، وقالَ: هذِه القِبْلَةُ”
اقرأ أيضًا: هل يجوز استقبال القبلة والدعاء وأنا حائض
متى يستجاب الدعاء بسرعة
- الدعاء يكون مستجاب كذلك مع نزول المطر من السماء، وهو ما ورد عن سهل بن سعد الساعدي في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، و تحْتَ المَطَرِ”.
- يتقبل الله الدعاء من عباده في أوقات السفر والصيام، وذلك كما ورد عن أنس بن مالك في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ”.
بهذا ينتهي مقالنا عن أفضل أوقات الدعاء المستجاب المختلفة، والتي أخبرنا بها رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويفضل خلالها أن يجتهد المسلم المؤمن بشكل أكبر في دعاؤه حتى يتقبله الله منه بإذنه.