خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة فهذا الخير يدوم ويبقى أبد الدهر إلى أن يشاء الله، فالزوجة قُرة عين زوجها ومستقره، والحافظة لبيته وأسرته وسره.
لذلك في هذه الفقرة من خلال موقع زيادة سنعرض لكم توضيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، وبيان شرح العلماء فيه، وصفات الزوجة الصالحة.
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
خلق الله سبحانه وتعالى آدم من الأرض كلها، ثم سواه خلقًا ثم نفخ فيه من روحه سبحانه وتعالى، ثم من ضلع أعوج في آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام خلق أم البشر السيدة حواء، وبعد أن أكلا من الشجرة نزلا إلى الأرض.
شرع الله عز وجل في سُنة عباده زواج الرجل بامرأة، وهي الفطرة التي خلقها الله في عباده، وجعل الله عز وجل النساء مستقر للرجال وحرث لهم.
كما جاء في الآية الثالثة والعشرين بعد المائتين من سورة البقرة (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
لذلك يهتم الرجل في الدنيا بأن يبحث عن المرأة الصالحة أسوة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص “الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ” الحديث صحيح حدثه الإمام مسلم في صحيحه.
المقصود بالمتاع هو كل ما ينتفع به الإنسان، لكن لمدة ولا تدوم لذلك ورد لفظه لأنها لا تدوم وتنتهي بمجرد انتهاء الحياة عليه والموت، والآخرة خير وأبقى.
أما خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة فجاء تأويلها، أي أن خير ما يجعل الرجل هانئًا في دنيته، ويعيش عيشة رضية أن يرزقه الله عز وجل بزوجة صالحة، تجعل عيشته رضية، وحياته سعيدة، وتنشئ الأولاد خير النشء.
أما عن شروطها كما حددها العلماء فهي أن تحفظ له ماله، وعياله، وتحفظ سره ولا تفشيه لأحد حتى أقرب الناس منها، وتكون حافظة لكتاب الله محبة لسُنة رسول الله، عارفة بحقوقها وواجباتها تجاه بيتها وزوجها وأبنائها.
اقرأ أيضًا: دعاء الزوجة الصالحة لزوجها للتوفيق وجلب الرزق
الزوجة الصالحة في السنة
ذكر الحديث السابق أن الزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا، لكنه لم يذكر كيفية اختيار الزوجة الصالحة، وذكرت في أحاديث أخرى، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم الأحاديث التي توضح للمؤمن علامات المرأة الصالحة للزواج.
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة عن خير النساء للزواج فأجاب رسول الله قائلاً ” التي تسرُّهُ إذا نَظَرَ وتُطيعُهُ إذا أمرَ ولا تُخالفُه في نفسِها ولا في مالِهِ بما يكرهُ” الحديث حسن، ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وحدثه الألباني عن النسائي في إرواء الغليل.
الحديث يوضح صفات الزوجة الصالحة للرجل، وهي أن تسر نظر إن نظر إليها لحسنها عنده ولم يحدد رسول الله شروط الجمال.
فالجمال من الأمور النسبية عند الإنسان التي قد تختلف من شخص لآخر، والزوجة الصالحة لا تكون زوجًا ناشزًا أي تطيع زوجها إن أمرها بأمر لا يخالف شريعة الله فيه.
أما معنى قوله صلى الله عليه وسلم “ولا تُخالفُه في نفسِها“، أي أنها لا تقول بالأفعال الفاحشة، وتحفظ له عرضه، وجاء ملازمًا لحفظ العرض في قوله صلى الله عليه وسلم بحفظ المال، أي أنها لا تنفق المال وتبذره فيما لا يحل الإنفاق فيه.
هذا هو الدليل النبوي للرجل في البحث عن الزوجة التي تصونه وتكون له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.
اقرأ أيضًا: صفات الزوجة الصالحة من الكتاب والسنة ومعايير اختيارها
شرح الحديث في الفقه الإسلامي
في الدين الإسلامي علينا بالذهاب إلى سُنة رسول الله في المقام الأول للبحث عن شيء فقهي أو تفسيره، وبعد سُنة رسول الله الذهاب إلى القول الفقهي فيها سواء من أقوال السلف الصالح، أو من أقوال في جمهور الفقهاء الأربعة.
لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم شرح حديث خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، كما ورد في كتب الأثر الإسلامي والفقه.
يقول الشيخ الشنقيطي، وهو أحد المشايخ الحنابلة الذين شرحوا كتاب زاد المستقنع، وقال في شرح الحديث إن الزوجة التي ينطبق عليها القول زوجة صالحة وقرة عين الرجل، يجب أن تكون غير مبالغة في الإسراف.
خصوصًا في غير ما يكون من أساسيات الحياة مثل المأكل والمشرب، واللبس الوسط لا المهترئ ولا الباهظ في الثمن كالدُّر، وعلى المرأة الصالحة أيضًا أن تتقي الله عز وجل في زوجها، وأن تراعي احتياجاته، ولا تعصي له أمرًا سوى ما يغضب الله.
أما الشافعية فيجدون أن الزوجة الصالحة تكون الزوجة التي تبر بأهلها، وأهل زوجها فبر الوالدين دليل على الصلاح والتقوى، وأن تكون الزوجة من بيت صالح تقي مشهود له بحسن التربية، وأن تكون على وفاق له عز وجل غير مخالفة لحدوده.
أما ابن الأثير فقال إن الزوجة الغير سوية هي فتنة يجتبي الله بها عبده، كما أن فطرة الرجل لا تخالف فطرة المرأة فكلنا لآدم، واستشهد بعض العلماء بإلزام صلاح الزوج كي يرزقه الله الزوجة الصالحة.
مستشهدين بقوله تعالى في الآية الثالثة والعشرين من سورة النور (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ).
شروط الزواج من النساء
ذكرنا في السطور السابقة أن لفظة الزوجة الصالحة تحتاج إلى شروط ليتم وصف الزوجة، وقد عرضنا لكم هذه الشروط، ولكن كيف يكون الاختيار الأول للزوجة، في هذه الفقرة سنعرض لكم شروط اختيار الزوجة الصالحة التي رغب بها الإسلام.
الشاهد في هذه الفقرة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة، والحديث في الصحيحين البخاري ومسلم.
” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ“، الحديث يوضح شروط اختيار الزوجة كما شرحه العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
فقال الشيخ ابن باز رحمه الله إن المرأة يجب أن يتوافر بها أحد الشروط السابق على الأقل للزواج منها، الدين في المرتبة الأولى بل ويأتي ملاصقًا لأي شرطٍ من الشروط السابقة، والشرط الثاني للحسب.
أما الشرط الثالث للمال، أما الرابع أن تكون الزوجة جميلة الوجه والحديث، أما عن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم للفظة “تَرِبَتْ يَداكَ“.
فقال عنها علماء اللغة العربية أنها جملة اعتراضية غرضها الدعاء الغير مخصص، والمقصود بها الحث على الزواج من ذات الدين كي لا يفتقر في الدنيا، أو الآخرة.
كما أن شرط ذات الدين مهم لأن الأم هي المدرسة التي منها يتخرج الجيل الجديد، فإن صلحت الأم صلح الأولاد، وصلح المجتمع.
أما الشيخ أسامة بدوي الفقيه بموقع الألوكة الإسلامي فقال إن الرجل عليه ألا ينخدع بجمال المرأة لأنه الفتنة التي جعلها الله في الرجال كما ذكر الشيخ أن الجمال ينقسم إلى جمالين.
جمال الروح، وهو جمال الخُلُق، وجمال الجسد الذي قال بعض العرب أنه يزول بعد خمسين يومًا على الأكثر من اعتياد الزوجين بعضهما البعض.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف الزوجة الصالحة قبل الزواج
هل الحديث ينطبق على النساء والرجال؟
بعد أن عرضنا لكم كل ما يتعلق بالمرأة الصالحة، أو الزوجة الصالحة، هل خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة يؤخذ به للنساء؟ أي هل من خير ما يوجد في الدنيا للنساء الزوج الصالح أم لا؟ في هذه الفقرة سنعرض لكم الغرض من هذا الحديث وإلى من هو موجه الرجال أم النساء.
الشاهد في الحديث أنه موجه إلى الرجال في اختيار الزوجة الصالحة التي ترعى لهم الأولاد وتحفظ لهم البيت، أما بالنسبة للمرأة فإن بعض العلماء قالوا إن الرجل الذي يبحث عن الزوجة الصالحة لا يكون إلا رجلاً صالحًا.
فالرجل الذي يبحث عن خير متاع الدنيا يبدو عليه الصدق، والهدوء، واحترام المرأة، وعدم أمرها بما يضرها، أو يخالف الشريعة الإسلامية.
فهو الحافظ لماله ولامرأته ولعياله، والمحسن لتربيتهم، وحسن المعاشرة، والشاهد من هذا الكلام هو ذكرهم للآية الثالثة والعشرين من سورة النور التي سبق ذكرها في سابق السطور.
البحث عن الزوجة الصالحة هو الخيار الأول في هذه الدنيا بالنسبة للرجال، والطريقة التي يجد بها الرجل هذه الزوجة الصالحة عن طريق الاقتداء بالسنة النبوية.