فوائد شهر رمضان الكريم الدينية والدنيوية والروحية

فوائد شهر رمضان الكريم الدينية والدنيوية والروحية ودليل مشروعيته سوف نتعرف عليها عبر موقع زيادة ، شهر رمضان هو شهر القرآن والغفران كما يسميه الكثيرون، وهو الشهر الذي ينتظره المسلمون في جميع أنحاء العالم لما له من فوائد جمة على جميع نواحي الحياة، ولفوائد شهر رمضان الدينية والدنيوية نجد المسلمون يروضون صغارهم ويعودونهم على الصيام ربما من قبل سن البلوغ، وفي هذا المقال سوف نتعرف على فوائد شهر رمضان الدينية والدنيوية.

ننصحكم بزيارة مقال: فوائد الصوم في رمضان وفضل شهر رمضان

نظرة عامة حول الصيام

الصوم لغة هو ترك الشيء أو الإمساك عنه، أما في الاصطلاح فهو الإمساك عن جميع المفطرات أو ما يعرف بشهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنية التقرب إلى الله تعالى واتباع أوامره واجتناب نواهيه، ومن لطف الله بعباده أنه جعل فريضة الصوم محددة بتوقيت معين وكيفية معينة، حيث أنه جل وعلا لا يكلف نفس إلا وسعها.

وقد فرض الله تعالى الصوم على نبيه في السنة الثانية من الهجرة، وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم 9 رمضانات ثم قبضه الله تعالى ولحق بالرفيق الأعلى في السنة ال11 من الهجرة، والصوم ينقسم من حيث الحكم الشرعي إلا فرض كصيام شهر رمضان، وهو ركن من أركان الإسلام لا يكتمل إسلام المرء بدونه، وإلى سنة مؤكدة كصيام عرفة، وإلى تطوعي كصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع.

دليل مشروعية الصيام

وقد ثبتت مشروعية الصيام بالقرآن الكريم وبالسنة المطهرة وبإجماع أئمة المسلمين وعامتهم، وفيما يلي الأدلة الواردة التي تثبت بيان حكم وقيمة الصيام.

1ـ في القرآن

ورد في القرآن الكريم آيات قرآنية تدل على فرض صيام شهر رمضان، حيث قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ  فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ  وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ  فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ  وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ  إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ  فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ  وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ  يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

2ـ في السنة

جاءت السنة النبوية المطهرة مؤيدة للقرآن الكريم، فكما ثبتت مشروعية الصيام في القرآن الكريم، ثبتت مشروعيته في السنة أيضًا.

فعن طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.

فَقَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا قَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ.

قَالَ وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ قَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا قَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ قَالَ فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ).

3ـ رأي الإجماع

يرى أئمة الفقهاء أن الإسلام كان موجودًا في الشرائع السابقة، لكن بكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى، حيث قال تعالى على لسان  السيدة مريم أم عيسى عليه السلام:

(فَكُلِي واشْرَبِي وقَرِّي عَيْناً فَإمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إنسِياً).

ولما جاء الإسلام فرض الصيام على النبي بالشكل المعروف حاليًا، وقد أقر هذا الحكم القرآن والسنة وإجماع المسلمين إلى يومنا هذا.

إليكم من هنا: فوائد الصوم الصحية والنفسية والاجتماعية

فوائد شهر رمضان الكريم الدينية والدنيوية والروحية

من فضل الله تعالى على عباده أنه لم يأمرهم إلا بما هو خير لهم، ولم ينهاهم إلا عن ما هو شر لهم، وعلى ذلك فإن فوائد شهر رمضان الدينية والدنيوية كثيرة ومتعددة، منها ما يتعلق بالجانب الصحي ومنها ما يتعلق بالجانب الروحي، ولمعرفة المزيد تابعنا:

1ـ فوائد شهر رمضان الدينية

فضل الله الشهور الهجرية على بعضها البعض، فجعل أفضلها شهر رمضان، وفضل الله تعالى الليالي على بعضها البعض، فجعل أفضلها ليلة القدر، ولشهر رمضان فوائد كثيرة دينية ومنها:

1ـ الصيام

من أفضل الفضائل الدينية لشهر رمضان، أنه شهر الصيام، والصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، وبآدائه يمتثل العبد لأوامر ربه ونواهيه، ولا شك أن العبد ينال بذلك أعظم الدرجات، ويحقق الغاية التي من أجلها خلقه الله تعالى، ألا وهى حسن عبادته.

والدليل على فرضية الصيام وأنه ركن من أركان الإسلام لا تقل أهميته عن الشهادة والصلاة ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

(بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).

2ـ الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة

من أفضل الفضائل الدينية لشهر رمضان والصيام، أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويرفع درجته، ويعظم منزلته عند الله تعالى فقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:

(الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعَانِ).

3ـ الصيام جنة

معنى ذلك أنه وقاية وحجب لصاحبه عن النيران، كما أنه يعصمه عن الميل والوقوع في الشهوات، وذلك مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

(الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ).

4ـ العتق من النيران

إن الغاية العظمى التي يسعى المسلم لأجلها، هي دخول الجنة والبعد عن النيران، ورمضان هو شهر العتق من النيران، لذلك ينبغي على المسلم أن يتحرى الأيام والليالي الرمضانية، ويكثر من الدعاء والأعمال الصالحة، لعل الله أن يستجيب له، ويدخله في زمرة من قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ).

5ـ الصيام سبب لدخول الجنان

خص الله تعالى الصائمون بمكانة عظيمة بين الخلق أجمعين، فخصص لهم باب يسمى بالريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ولا يدخل منه أحد سواهم، وذلك وفقًا لما رواه سهل بن سعد -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

(إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ).

6ـ كفارة للذنوب والخطايا

الصيام من أعظم العبادات التي يغفر الله بها الذنوب والخطايا، فكثيرًا ما قد يقع الإنسان في مخالفات شرعية، أو يصيب صغائر الذنوب أو حتى بعض الكبائر، كما قد يخطئ في حق الأهل والأقارب، وبالصيام والصدقة والأعمال الصالحة، يكفر الله عن عباده الذنوب، ومن ذلك ما جاء عن حذيفة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

(فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْىُ عَنِ المُنْكَرِ).

اقرأ من هنا: متى فرضت زكاة الفطر مع رمضان في السنة الهجرية؟

2ـ فوائد شهر رمضان الدنيوية

لا يقتصر فوائد شهر رمضان على الفوائد الدينية فقط، ذلك أن الفوائد الدنيوية كثيرة ومتعددة، فلشهر رمضان فوائد صحية واجتماعية وكذلك عسكرية ونفسية، وذلك على النحو التالي:

1ـ الفوائد الصحية

للصوم عديد من الفوائد الصحية التي تعود على الفرد، وحديثًا تم ادخال نظام يعرف باسم الصوم المتقطع لمن يعانون من المشاكل الصحية، ومن أهم فوائد الصوم الصحية ما يأتي:

• التحكم في المعدة وتناول كمية طعام قليلة مقارنة بالأيام العادية.
• تحسين صحة الدماغ عن طريق تحفيز الجسم لإنتاج مزيد من خلايا الدماغ، كما يساعد على تحسين أداء المخ وتأخير عمر الزهايمر.
• أثبتت الدراسات أن الإفطار على التمر، يؤدي إلى تحسين امتصاص الجسم للعناصر الغذائية المختلفة.
• تحسين عملية التمثيل الغذائي، وحرق المزيد من الدهون.
• تحسين الصحة العامة للفرد، وخفض نسبة الكوليسترول الضارة.
• انخفاض مستوى هرمون الكورتيزول عند الصائمين، يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية لديهم والقضاء على التوتر.
• تحسين صحة الجهاز الهضمي، وزيادة قدرته على طرد السموم من الجسم.

2ـ الفوائد الاجتماعية

للصوم عديد من الفوائد الاجتماعية التي تعود على الفرد والمجتمع، حيث يعزز الترابط بين الناس ويقوي العلاقات فيما بينهم، ومن أهم فوائد الصوم الاجتماعية:

• مظهرًا عمليًا لتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع.
• نشر روح المحبة، والإحساس بالآخرين، ذلك أن الصائم عندما يشعر بالجوع، يحفزه ذلك على كثرة البذل والإنفاق.
• تنمية السلوك البشري عن طريق ضبط النفس.
• القضاء على مبدأ الأنانية، وتحقيق التكافل والإيثار.

3ـ الفوائد العسكرية

للصوم كثير من الفوائد العسكرية، فقد تزامن فرض الصوم مع فرض الجهاد، حيث قال تعالى:

(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وفي نفس العام نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

كما أن الصوم يقوم بما تقوم به المدارس العسكرية المختلفة من إعداد النفس للتكيف مع ظروف الحياة الصعبة، وتعويدها على قلة الطعام والشراب، هذا بالإضافة إلى تهذيب النفوس وتأديبها.

4ـ الفوائد النفسية

من أهم الفوائد النفسية للصوم، هي تحقيق التقوى التي وردت في قوله تعالى(لعلكم تتقون)، كما أن التقوى هي سر السعادة في الدنيا والآخرة، حيث قال تعالى:

(وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).

3ـ الفوائد الروحية لصيام شهر رمضان

تتعدد الفوائد الروحية لشهر رمضان، ذلك باعتباره عبادة تهدف في الأساس إلى تهذيب النفس وإصلاحها، ومن أهم الفوائد الروحية لصيام شهر رمضان:

• بيان مدى سرعة الامتثال لله تعالى، وكثرة محبته.
• بيان الإرادة القوية للمسلم، وحرصه على بذل الطاعات وترك المعاصي.
• إظهار مدى عظمة الدين الإسلامي، وتمسك الأمة الإسلامية، عن طريق عرض النموذج الإسلامي المتحدد بموعد معين للإمساك وآخر للإفطار.
• تغلب الإنسان على هواه وعلى وساوس الشيطان.
• الشعور بمدى حلاوة الإيمان ولذة الطاعة في القلب.
• تقوية الصلة بين العبد وربه.
• رقة القلب ولهفته إلى دخول الجنة، بعد معرفة ما أعده الله من ثواب جزيل للصيام والصائمين.

اقرأ أيضاً: دعاء اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا مكتوب

وإلى هنا نكون قد تناولنا موضوع فوائد شهر رمضان الدينية والدنيوية، وتحدثنا عن الحكمة الإلهية من فرض الصيام، وأن الصيام كان مفروضًا على من سبقونا من الأمم، هذا بالإضافة إلى بيان جانب كبير من فضائل شهر رمضان، التي ترغب المسلم في الحرص الزائد على تحري وقته وبذل مزيد من الطاعات فيه.