شروط صلاة الجنازة .. صفة صلاة الجنازة
شروط صلاة الجنازة من الواجب أن يعرفها كل مسلم قبل القيام بها، فهي الصلاة التي تقام على الشخص المتوفي، وهي تختلف كثيرًا عن الصلوات الخمس أو عن أي صلاة أخرى، ولذلك سنتعرف معًا من خلال هذا المقال عن شروط صلاة الجنازة وكيفية أدائها وكافة التفاصيل المتعلقة بها عبر موقع زيادة
شروط صلاة الجنازة
هناك عدد من الشروط التي يجب تواجدها للقيام بصلاة الجنازة والتي يعد من أهمها التطهر باستخدام الماء في حال تواجده، أو اللجوء إلى التيمم إذا لم يتواجد الماء في وقتها، أو إذا كان هناك احتمال لوقوع ضررٍ ما عند استخدام الماء، وذلك ما اتفق عليه جميع العلماء.
وهناك قول آخر مختلف لابن الجرير والشعبي بخصوص شرط الطهارة، حيث يرى كلًا منهما أن الطهارة غير واجبة للقيام بأداء صلاة الجنازة، كما اتفق معهم الشيعة في نفس الرأي فقالوا أن الطهارة غير واجبة حيث أن الغرض الأساسي من صلاة الجنازة هو الدعاء للمتوفي، وأن الدعاء لا يشترط الطهارة.
أما عن أبو حنيفة فكان رأيه أن من خاف أن تفوته صلاة الجنازة خلال قيامه بالتطهر باستخدام الماء، فمن الممكن أن يقوم بالتيمم حتى وإن وجد الماء.
وقد كان هناك خلاف بين العلماء حول رأي أبو حنيفة، وذلك للاستدلال بقول الله سبحانه وتعالى في الآية السادسة من سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا}.
وكذلك لقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «لا يقبل الله صلاة إلا بطهور»، ولم يحدد الحديث الشريف نوع الصلاة إذا كانت صلاة الفروض أم صلاة الجنازة أو غيرها من الصلوات.
وكما تتطلب صلاة الجنازة إلى ستر المرء لعورته، وللصلاة في القبلة، والتطهر من النجاسة، فكذلك هي تتطلب التطهر من الحدث، مثلها كمثل باقي الصلوات.
صلاة الجنازة في المسجد
اختلف العلماء حول الرأي في أداء صلاة الجنازة في المسجد، ويعد الرأي الخاص بأغلب العلماء هو أن صلاة الجنازة غير مكروه أدائها في المساجد.
ويعد الدليل في ذلك هو ما جاء عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- «أنها قالت: أمرت بجنازة سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- أن تدخل المسجد، ليصلى عليها، فأنكر عليها ذلك، فقالت: ما أسرع ما نسي الناس، ما صلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا في المسجد».
كما أنه غير مكروه أداء صلاة الجنازة في أي وقت منهي فيه عن الصلاة.
وكان رأي الأوزاعي أنها تكره، وأما رأي أبو حنيفة، ومالك هو: (أن صلاة الجنازة تكره خلال الأوقات المنهي فيها عن القيام بالصلاة، وذلك بسبب الوقت، بينما يجوز أدائها في تلك الأوقات المنهي فيها عن القيام بالصلاة، بسبب الفعل).
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول كيف نصلي صلاة الجنازة نوصي بالاطلاع على هذا المقال: كيف نصلي صلاة الجنازة وما شروط صلاة الجنازة وأركانها
اجتماع الجنائز
لقد كان الرأي في حال اجتماع أكثر من جنازة في وقت واحد فأنه من الأولى أن تختص كل جنازة منهم بصلاة خاصة بها، أما في حالة إن أراد الإمام أن يقوم بصلاة واحدة فقط فيجوز ذلك أيضًا، حيث أن الغرض الأساسي من صلاة الجنازة هو الدعاء للمتوفي، وهو ما يمكن القيام به في صلاة واحدة.
وفي حالة وجود أكثر من جنازة من نفس الجنس سواء رجال أو نساء، فالطريقة التي يتم وضع الجثامين بها يوجد لها رأيان، الأول هو أن يتم وضعهم بشكل معاكس، حيث تكون رجل أولهم عند رأس من يليه وهكذا.
أما الرأي الأخر فهو وضعهم جميعًا في صف واحد بجوار بعضهم، وأن يقدم أفضلهم إلى الإمام، ويعد البغداديين هم أصحاب تلك الطريقة، وهي الطريقة الأصح.
وعند اجتماع الجنائز مع وجود اختلاف في الجنس ما بين نساء، ورجال، وخنثى، وصبي، فيكون ترتيبهم كالآتي: يتم تقديم الرجل إلى الأمام، ثم يليه الصبي، ومن بعدهم الخنثى، وأخيرًا المرأة لما يلي وجهة القبلة.
وكان رأي كلًا من الحسن البصري، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله أن الرجل هو من يجب أن يكون لما يلي القبلة، وأن تكون المرأة هي من يلي الإمام، حيث أن الوضع لما يلي القبلة هو من أفضل المواضع، ولذلك يفضل أن يختص الرجل بهذا الوضع.
ويعد الدليل خلف هذا الرأي هو ما عرف عن عمار بن أبي عمار، أنه قال: لما ماتت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وابنها زيد بن عمر بن الخطاب، فصلى عليهما سعيد بن زيد، فجعل زيدًا مما يليه، وأمه مما يلي القبلة، وفي القوم الحسن، والحسين، وابن عباس، وأبو هريرة، حتى عد ثمانين من الصحابة-رضي الله عنهم-، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هكذا السنة.
كما روي أيضًا أن ابن عمر-رضي الله عنهما-صلى على تسع جنائز، رجالًا ونساء، فجعل الرجال مما يلي الإمام، والنساء مما يلي القبلة.
موقف الإمام في الجنازة
- هناك اختلاف حول الموقف الذي يقف فيه الإمام بالنسبة للرجل للمتوفي، حيث أن هناك رأيان حول هذا الأمر، أولهما هو رأي الشيخ أبي حامد وهو أن يكون موقف الإمام عند رأس المتوفي، أما الرأي الآخر وهو الخاص بأبي علي الطبري بأن يقف الإمام عند صدر المتوفي.
- أما عن موقف الإمام من المرأة المتوفية فلا يوجد فيه اختلاف بين العلماء، فالرأي المعمول به هو أن يكون موقف الإمام ناحية عجيزتها، وهو نفس الموقف للخنثى.
- وكان رأي الإمام أبو حنيفة في ذلك الأمر هو أن يقف الإمام نفس الموقف بالنسبة للرجل أو للمرأة، وهو الوقوف عند صدرهما.
- وكان رأي الإمام مالك مختلف عن ذلك، حيث قال: أن يكون موقف الإمام بالنسبة للرجل عند وسطه، وبالنسبة للمرأة عند منكبيها.
- ويعد الدليل خلف هذا الرأي هو ما ورد عن سمرة بن جندب: «أن النبي-صلى الله عليه وسلم- صلى على امرأة ماتت في نفاسها، فقام وسطها».
- كما جاء عن أبو غالب أنه قال: «كنت في سكة المدينة، يعني: البصرة، فمرت جنازة معها ناس كثيرة، فقيل: هذه جنازة عبد الله بن عمير، فتبعتها، فإذا برجل عليه كساء رقيق، وعلى رأسه خرقة تقيه من الشمس، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا أنس بن مالك-رضي الله عنه- فلما وضعت الجنازة…
- قام أنس، فصلى عليها، وأنا خلفه، لا يحول بيني وبينه شيء، فقام عند رأسه، فكبر أربعًا، ثم ذهب، فقعد، فقالوا: يا أبا حمزة، المرأة الأنصارية، فأتي بها، وعليها نعش أخضر، فقام عند عجيزتها، وصلى عليها صلاته على الرجل، فقال له العلاء بن زياد: يا أبا حمزة، هكذا كانت صلاة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يكبر أربعًا، ويقوم عند رأس الرجل، وعند عجيزة المرأة؟ قال: نعم، فلما فرغ قال: احفظوا»
- وقد قال الترمذي أن أصل تلك المرأة هو قريش.
اختلاف أولياء الموتى
هناك اختلاف في الرأي عند وجود اختلاف لأولياء الموتى عن من يتم وضعه أولًا للصلاة، ففي هذا الحالة إذا كان من بين الأموات رجل وأنثى، فمن الأفضل أن يتم تقديم السابق، حيث أنه له السبق.
وقد كان رأي الإمام الشافعي-رحمه الله- حول ذلك الأمر أنه يجب أن يقدم الرجل على الأنثى، حتى وإن كانت الأنثى هي المسبوقة، واستند على ذلك في أن السنة في موقف الأنثى هو أن تكون من خلف الرجل.
وعن الوضع في حالة كانت الجنازة لرجل ومعه صبي، فيتم تقديم الرجل إلى الإمام إذا كان هو السابق، أما عن رأي الإمام الشافعي في حالة إن سبقت جنازة الصبي فقال: أنه لم يؤخره، حيث أن للصبي ميزة السبق، وأنه من الممكن أن يقف نفس الموقف مع الرجل، وذلك بالاختلاف مع الموقف بين الرجل والأنثى.
حكم صلاة الجنازة
الحكم الذي اتفق عليه العلماء حول صلاة الجنازة هو أنها فرض كفاية، حيث أنه في حالة قيام البعض به يتم سقوطه عن الآخرين، وقد أمر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بصلاتها وأن يحافظ عليها المسلمين.
وقد جاء عن أبي هريرة: «أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يؤتى بالرجل المتوفي عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلًا؟، فإن حدث أنه ترك وفاء صلى، وإلا قال: صلوا على صاحبكم».
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول ماذا يقال في صلاة الجنازة نوصي بالاطلاع على هذا المقال: ماذا يقال في صلاة الجنازة وشروط صلاة الجناز على الميت
فضل صلاة الجنازة
قد جاء عن أبي هريرة أنه قال: «قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟، قال: مثل الجبلين».
صلاة الجنازة قائما
في حالة أن أراد أحدهم أن يقوم بصلاة الجنازة على متوفي فمن الواجب عليه أن يكون واقفًا، حيث أن في حالة صلاته في وضع الجلوس مع إمكانية الوقوف فلا تصح صلاته.
بينما كان رأي الإمام أبو حنيفة أن صلاة الجنازة تجوز حتى وإن كانت في وضع الجلوس.
ويرجع الدليل في ضرورة الوقوف في صلاة الجنازة إلى أنها من الصلوات المفروضة، ولذلك فهي مثلها كمثل باقي الصلوات، فمن الضروري الوقوف أثناء صلاتها عند وجود المقدرة على ذلك.
كما أنه من الضروري أن ينوي من سيقوم بالصلاة قبل البدء بها، حيث ينوي بقيامه بالصلاة على المتوفي، فهي أيضًا في الجزء المتعلق بالنية فهي مثلها كباقي الصلوات التي لابد من أن ينوي الشخص قبل أدائها، كما يجب أن يحدد في النية جنس المتوفي.
كيفية القيام بصلاة الجنازة
من السنة أن يكون الإمام متقدم على جميع المأمومين، أما في حالة عدم وجود مساحة كافية خلف الإمام فمن الجائز أن يصطف بعض المأمومين على جانبيه.
ومن السنة كذلك أن يقوم الإمام برفع يديه عند كل تكبيرة في صلاة الجنازة، وذلك اقتداءً بما كان يفعله رسول الله-صلى الله عليه وسلم.
أما عن عدد التكبيرات فقد كان هناك خلاف على عددها، بينما تم الاتفاق على 4 تكبيرات فقط، ويعد الدليل خلف تحديد هذا العدد هو ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم- «أنه نعى النجاشي لأصحابه في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعًا».
كما جاء عن أبي بن كعب:« أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: إن الملائكة صلت على آدم-صلى الله عليه وسلم-، وكبرت عليه أربعًا، وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم».
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول كيفية صلاة الجنازة على المرأة نوصي بالاطلاع على هذا المقال: كيفية صلاة الجنازة على المرأة وحكم صلاة الجنازة
التكبيرات الأربعة في صلاة الجنازة
- التكبيرة الأولى: يتم فيها قراءة الفاتحة.
- التكبيرة الثانية: يتم فيها الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- مثلما يقال في التشهد.
- التكبيرة الثالثة: يتم فيها الدعاء للميت.
- التكبيرة الرابعة: يقال فيها (اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده)، وهو ما قال عنه الشيخ ابن جبرين بالأفضل، كما يمكن أن يتم السكوت قليلًا، ثم القيام بالتسليم مرة واحدة فقط على الجهة اليمنى، وهو ما قام به رسول الله-صلى الله عليه وسلم.
ومن الجائز أيضًا أن يتم القيان بتسليمة أخرى على الجهة اليسرى، وذلك استنادًا لما ورد من أحاديث حولها.
وبهذا نكون انتهينا من مقالنا حول شروط صلاة الجنازة والتي من الضروري أن يتعرف عليها كل مسلم للقيام بشكل صحيح دون الوقوع في أي أخطاء.