حديث عن حسن الظن بالناس
حديث عن حسن الظن بالناس شأنه حث الناس على حسن الظن بالغير نتيجة كثرة الكراهية وسوء الظن، حيث تحمل كلمة الظن مرادفان وهم الشك في الأمر أو اليقين به، بينما يرجح ديننا الإسلام أن يُحسن المسلم الظن في الغير لينعم براحة قلب وطمأنينة والعيش في سلام نفسي، لذا من خلال موقع زيادة سنترككم مع حديث عن حسن الظن بالناس وفوائد ذلك.
حديث عن حسن الظن بالناس
هناك الكثير من الأحاديث تلزم المسلم بحسن الظن في أخيه المسلم بسبب ما يتسبب فيه سوء الظن في الغير من عداوة وكراهية، كما يأمر المسلم بالامتناع عن التجسس والغيبة والنميمة وعدم مراعاة المسلم لشعور أخيه وكلامه، لذلك يجب على المسلم أن يحسن الظن بأخيه إلا أن يظهر ما يثبت عكس ذلك، ومن أبرز حديث عن حسن الظن بالناس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَباغَضُوا، وكُونُوا إخْوانًا، ولا يَخْطُبُ الرَّجُلُ علَى خِطْبَةِ أخِيهِ حتَّى يَنْكِحَ أوْ يَتْرُكَ).
فإن ظهر للمرء السوء له من أخيه المسلم يجب عليه الستر وإخفاء ما رآه من عورة تلك المسلم، لأن المسلم يجب أن يلتمس الأعذار للمسلمين، وذلك حسب طبيعة الإنسان ضعيف مخطئ، وفي هذا الحين يكون المسلم نقي يتمتع بقلب لا تمسه الكراهية والغل وذلك لقول الله تعالى في سورة النجم:
(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)، كذلك عَنْ أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ رَجُلَانِ مِنَ النَّارِ، فَيُعْرَضَانِ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا كَانَ هَذَا رَجَائِي، قَالَ: وَمَا كَانَ رَجَاؤُكَ؟، قَالَ: كَانَ رَجَائِي إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا، أَنْ لَا تُعِيدَنِي، فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ).
كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبعد عن تتبع عورات وأسرار الغير وأمورهم الخاصة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ! لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ”.
فيؤكد ذلك على توابع حسن الظن بالله والتأكد من ثبوت العكس حيث يترك المسلم الشيء وعدم متابعته والركض خلفه لإثبات الحقائق، لذلك يغض بصره عن الأمر والله أدرى وأعلم، ويجب أن يحرص المسلم على أن يكون سبب فضح أمر ما مادام الله سبحانه وتعالى لم يفضحه ويمدُه بالستر.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الأم
فوائد حسن الظن
يوجد أكثر من حديث عن حسن الظن بالناس وذلك لمنزلة إحسان الظن بالمسلم لِما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: “عمود الدين وغاية مجده وذروة سنامه حسن الظن بالله تعالى، فمن مات وهو يحسن الظن بالله دخل الجنة”، وتتمثل الفوائد نتيجة حسن ظن المسلم بالغير من الناس فيما يلي:
1- الإيمان والتقوى
قال الله تعالى: (وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُون* وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِين)، فالآية الكريمة تؤكد قدرة الله تعالى على تغيير أمور حياته فقط يجب حُسن الظن بالله تعالى، واليقين بذلك كي يُقدر الله تعالى له الخير في أمور حياته على عكس من يسيء الظن بالله.
2- الاجتهاد وطاعة الله
عندما يظن المسلم بالخير ويُحسن الظن واليقين في الله سبحانه وتعالى يمنحه الله الرزق والرغبات التي يبتغيها منه، لكن على المسلم التقرب إلى الله تعالى بالطاعات والأعمال الصالحة، والتنوع فيها، هذا لِما ورد قوله: (أنا عند ظن عبدي بي فاليظن بي ما شاء).
حيث يتأكد المسلم على هذه الأمنيات بالدعاء والإلحاح فيه من يكتفي بحسن الظن بالله والعمل الصالح فهو مخدوع لئلا تكتمل هذه العملية إلا بالدعاء.
اقرأ أيضًا: حسن الظن بالله عند المصائب
3- حسن الخاتمة عند الموت
قال تعالى (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين)، فمن يتقي الله ويحسن الظن به يموت على ذلك لأن من ظن بالله حسن الخاتمة وتيقن أن الله يرزقه ذلك أعطاه الله الظن الذي يظنه، وأحسن خاتمته وتقبل صالح أعماله ومات عليها وعلى نيته الصالحة.
4- طهارة القلب
يعتبر حسن الظن بالله عبادة مثل باقي العبادات، ويليه حسن الظن بالناس في العمل والقول لأن المسلم يجب أن تكون نيته لله سبحانه وتعالى في كافة أعماله، لأن حسن الظن يجعل المسلم نقي القلب وأعماله خالية من الشرك بالله أو ارتكاب المعاصي.
5- الأخذ بالأسباب
يقول الحسن البصري: “إنّ المؤمن أحسن الظنَّ بربّه، فأحسن العمل، وإنّ الفاجر أساء الظنَّ بربّه، فأساء العمل”، ارتبط حسن الظن بالعمل الصالح وحسن الظن بالمحيطين، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
اقرأ أيضًا: آيات عن سوء الظن بالناس
دلائل على حسن الظن بالله والناس
هناك العديد من الدلائل التي يحث فيها الله ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حسن الظن بالله وحسن الظن بالناس، ومنها الآتي:
- يؤكد الله تعالى في آياته على أن سوء ظن العبد به أو بالناس يدل على النفاق الذي نهى الله امتثالها وأمرنا بالبعد عنها حيث قال تعالى في آياته: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ).
- ذكر الله في آياته أن سوء الظن من أخلاق الجاهلية وسلوكهم الخالي من تعاليم الدين الإسلامي وذلك في قول الله تعالى: (يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ).
- يعتبر الظن بالله وبالناس من حسن خلق المسلم الذي يؤجر عليه في الدنيا والآخرة: “أن يظن العبدُ بالله خيرا ورحمة وإحساناً في معاملته ومكافأته ومجازاته أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة”.
لذلك يجب على المسلم أن يحسن الظن بالله لأن في ذلك عبادة لله لا تقل أهمية عن أي عبادة يمكن أن يؤديها المسلم لربه، وفي ذلك التحلي بالأخلاق التي أوصانا الله بها ورسوله.