حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد

تحرير: ليلى في 18 مارس 2022

حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد هو حكم من ضمن الأحكام الشرعية التي من الواجب علي أي مسلم بالغ معرفتها، وذلك حتي لا يقع أي مسلم أو مسلمة فيما حرم الله عز وجل، ومن أجل أهمية هذا الحكم الشرعي سنشرح في السطور القادمة هذا الحكم بالتفصيل، كما سنعرف بعض الأضرار الصحية التي تنتج من تأخير غسل الجنابة من خلال موقع زيادة.

حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد

هناك الكثير من الأحكام الشرعية في باب الطهارة، وتعتبر طهارة البدن بالنسبة للمسلم مهمة جدًا، في أمور حياته وفي أمور العبادات كذلك، فلا يقبل الله عز وجل صلاة مسلم بغير طهور.
كما تعتبر أحكام الطهارة في الشريعة الإسلامية من أهم الأحكام الشرعية التي من الضروري أن يعرفها ويتعلمها كل مسلم ومسلمة، وذلك حتى يستطيع القيام بسائر العبادات على الوجه الصحيح.
يعتبر حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد من أحكام الطهارة في الشريعة الإسلامية، وعدم معرفة هذا الحكم يقود المسلم للوقوع في الأخطاء الشرعية أو فعل ما حرمه الله عز وجل.
وقد أفتى بعض العلماء بعدم جواز تأخير غسل الجنابة فترة كبيرة، لأن ذلك التأخير يقود المسلم إلى عدم تأدية الصلاة في وقتها بسبب عدم طهارته بدنيًا، وقد وصف العلماء من يقوم بهذا الفعل بأنه مسلم غير سوي ولا يحترم شرائع الإسلام.
ولكن يستطيع المسلم أن يؤخر الغسل من الجنابة إلى بعد آذان الفجر، ويغتسل بعدها ولكن يصلي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس وبذلك يستطيع الصلاة والصيام كيفما شاء.
كما أنه يحكم علي نفسه بضيق الرزق وتضييق الأحوال وخسران الدنيا والآخرة بسبب تركه لصلاته يوم أو أكثر تهاونًا وكسلًا، كما يعتبر تأخير أداء الصلاة من صفات المنافقين.
ولذلك يجب علي أي مسلم أو مسلم ألا يتهاون في أمر الصلاة، ومعنى ذلك أن يقوم بأداء سنة الغسل بعد الجماع مباشرة، وبذلك يتمكن من أداء كل العبادات في وقتها مثل الصلاة والصيام.
يتضمن غسل الجنابة عدة أمور حيث يبدأ المسلم بالنية ثم يقوم بغسل المنطقة الحساسة وتطهيرها جيدًا، ثم يقوم بغسل يديه قبل بدأ الوضوء، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يغسل الجانب الأيمن من جسده بالكامل ثم يغسل الجانب الأيسر من جسده بالكامل، حيث يبدأ بالرأس وينتهي بتدليك قدمه، أثناء سكب الماء علي جسده يدلكه بالكامل.
ولكن إذا كان الجو باردًا يكون من الصعب على المسلم أن يقوم بالاغتسال لخوفه من الماء، ولكن يجب على المسلم أن يقوم ببعض الأمور التي تعينه على أداء الغسل.
يجب على المسلم تسخين الماء الذي سوف يغتسل به، ويجب عليه تشغيل المدفأة التي سوف تساعده على استعادة احساسه بالدفء، وغير ذلك من الأمور التي تعين العبد على عدم تأخير الغسل من الجنابة.

شاهد ايضا:الغسل من الجنابة في رمضان بعد الظهر وحكم تأخيره

حكم تأخير الغسل من الجنابة إلى طلوع الفجر

ولكن يظل بعض المسلمين في حيرة من أمرهم، حيث يقول قائل أحيانًا يكون الجو قارص البرودة ولا أستطيع تأدية الغسل نتيجة شعوري بالبرد الشديد فماذا أفعل؟
وقد أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا التساؤل وأوضحت أن هناك اجماع من معظم الفقهاء على جواز تأخير غسل الجنابة إلي بعد طلوع الفجر، كما أوضحت أن هذا التأخير في الغسل لا يفسد صيام هذا اليوم.
كما أوضحت دار الإفتاء في فتواها أن هناك دليل من السنة على هذا القول، وهو حديث روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه أذان الفجر وهو ما زال على جنابة ثم يغتسل ويصوم ذلك اليوم ويؤدى صلاة الفجر مع المسلمين، وقد جاء هذا الحديث في كتاب صحيح البخاري.
حيث لا يعني تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر، أن يضيع المسلم صلاة الفجر بل يغتسل بعد الآذان ويصلي الصلاة في موعدها مع جماعة المسلمين.
كما قدمت دار الإفتاء حديث آخر يؤكد صحة فتواها، وهو حديث صحيح رواه أبو داود في سننه، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّم: «وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَأَغْتَسِلُ وَأَصُومُ».
فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا؛ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلة وَسَلَّمَ وَقَالَ: «وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ للهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّبِعُ»
ومعنى هذا أن تأخير غسل الجنابة لا يجب أن يؤخر الصلاة بل يجب على المسلم أن يلتمس كل الأسباب الممكنة من تسخين الماء وغيره حتى يستطيع أن يغتسل قبل موعد الصلاة التالية.

شاهد ايضا:هل يجوز الصلاة على جنابة وكيفة الاغتسال من الجنابة

حكم الغسل من الجنابة بدون غسل الشعر

هناك صفة للغسل وردت في السنة النبوية الشريفة، وواجب على المسلم أن يتبع هذه السنة، حتى يكون غسله صحيحا ومقبولًا عند الله عز وجل.
يتضمن غسل الجنابة ركنيين أساسيين وهما النية وتكون بالقلب، وغسل سائر الجسم بالكامل وغمره بالماء، ويدخل في ذلك فروة الرأس ومنابت الشعر.
لهذا يجب علي المسلم تخليل شعره بالماء جيدًا، وقد أوضح العلماء أن عدم فعل هذه الأمور الأساسية في الغسل خطأ، ويجعل الغسل غير صحيح، وبالتالي لا تقبل بعده عبادة للمسلم لا صلاة ولا صيام.
وفي حالات البرد الشديد يرخص للمرأة المسلمة إن كان شعرها على هيئة ضفائر ألا تفكه بل تقوم بأداء الغسل به وهو على هذه الحال، ولكن لابد من غمر الشعر كله بالماء

الأضرار الناتجة من تأخير الغسل من الجنابة

بعد انتهاء الجماع بين الزوجين، يكون من الواجب على كل منهما أن يقوم بتطهير المنطقة الحساسة وغسلها جيدًا، لان تأجيل غسل هذه المنطقة قد ينتج عنه بعض المشاكل الصحية والجسمانية.

وتحدث هذه المشاكل للرجل والمرأة على حد سواء، وقد ذكرنا حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد وهو الجواز ولكن يستحسن صحيًا أن يسرع المسلم من الغسل.

شاهد ايضا:طريقة الاغتسال من الجنابة للرجل من الكتاب والسنة

وهذه بعض المشاكل التي قد تصيب جسم الإنسان في حالة تأخير غسل الجنابة

يؤدى تأجيل الغسل إلى ظهور البكتيريا الضارة والفطريات مما يجعلها بيئة ممتازة لوجود الالتهابات الضارة.
تسبب البكتيريا مزيد من الحكة والتهيجات، التي قد تؤدى إلى ضرر باقي الأعضاء التناسلية
يفضل أن تستخدم المرأة مطهر طبي بعد الجماع حتى لا يساعد على نقل أى ميك،وب إلي داخل الحوض
تأجيل الغسل قد يكون سببًا مباشرًا في حرقان البول، والشعور بالألم عند التبول مما يسبب الحكة
تأجيل الغسل يؤدي إلي ظهور روائح كريهة في المنطقة الحساسة
يعمل الغسل من الجنابة على تحفيز الدورة الدموية، وبذلك يساعد على تقوية العظام والمفاصل.
يساعد الغسل على تنبيه الأعصاب في الجسم، ويزيد ذلك من نشاط وحيوية المسلم، كما يساعد على تحرك الدم بصورة صحيحة في خلايا المخ، ويقضي هذا على شعور الإنسان بالكسل بعد الجماع.

وفي ختام مقالنا هذا، حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد يعتبر من أهم أحكام الطهارة في الشريعة الإسلامية، ويجب على كل مسلم حريص على دينه وحريص على نيل رضا ربه أن يقوم بتعلم هذا الحكم الشرعي حتى لا يقع في أى خطأ شرعي، وقد ذكرنا في هذا المقال هذا الحكم بالتفصيل كما ذكرنا بعض الأمور الضارة التي قد تنتج من تأجيل الغسل من الجنابة.