تكبيرات عيد الاضحى
تكبيرات عيد الاضحى من الشعائر المحببة إلى قلوب كل المسلمين الكبار والصغار، فهي سمة مميزة لهذه الأجواء الاحتفالية العظيمة بجانب صلاة العيد في الساحات وذبح الأضاحي.
تكبيرات عيد الأضحى
يسن عن النبي صلى الله عليه وسلم التكبير في العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) تكبيرات غير مقيدة بالصلاة بل تتم في كل مكان من المنازل للشوارع للأسواق للمساجد
ودليل مشروعيتها من القرآن قوله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (البقرة 185).
بصيغته: “الله أكبر الله أكبر”.
وثبت عن ابن عباس رضي الله عنه – أنه كان يكبر بصيغة: “اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ”.
اقرأ أيضًا : هل يجوز صلاة العيد في المنزل وما هو حكمها
ميقات تكبيرات العيد
في عيد الفطر تكون التكبيرات من ليلة العيد إلى صلاة العيد، وقال في ذلك الإمام الشافعي: “يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفجر فُرادى وجماعة في كل حال، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير”.
في عيد الأضحى: يسن التكبير بعد كل صلاة وهو تكبير مقيد خاص بعيد الأضحى بعد الصلاة، يبدأ من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر في أخر أيام التشريق.
وهناك تكبير مطلق دون التقيد بزمان ولا مكان يبدأ من ليلة رؤية هلال شهر ذي الحجة إلى ثالث أيام التشريق.
وفي ذلك قال ابن قدامة في كتابه المغني: ” التكبير في الأضحى مطلق ومقيد، فالمقيد عقيب الصلوات. والمطلق في كل حال في الأسواق، وفي كل زمان. وأما الفطر فمسنونه مطلق غير مقيد، على ظاهر كلام أحمد. وهو ظاهر كلام الخرقي. وقال أبو الخطاب: يكبر من غروب الشمس من ليلة الفطر إلى خروج الإمام إلى الصلاة”.
زيادة الصلاة على النبي في تكبيرات العيد
اختلف الفقهاء في حكم زيادة الصلاة على النبي في نهاية تكبيرات العيدين فالأولى تركها لأنها لا ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأعمال / العبادات في الإسلام توقيفية فلا يتعبد لله إلا بما أورده في القرآن الكريم أو قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
لك الزيادة هذه لا ينكر على أحد من قام بها، فالأمر على السعة قال الإمام الشافعي رحمه الله في هذه المسألة: “صَرِيحُ كَلَامِهِمْ أَنَّهُ لَا تُنْدَبُ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ التَّكْبِيرِ، لَكِنَّ الْعَادَةَ جَارِيَةٌ بَيْنَ النَّاسِ بِإِتيَانِهِمْ بِهَا بَعْدَ تَمَامِ التَّكْبِيرِ، وَلَوْ قِيلَ بِاسْتِحْبَابِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ: رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”.
عدد تكبيرات الصلاة في عيد الأضحى
الركعة الأولى من صلاة العيد على مذهب الإمام الشافعية تكون فيها سبع تكبيرات دون تكبيرة الإحرام، روي عن ابن عباس أن صلاة العيد في الركعة الأولى تكون سبع تكبيرات بما فيهم تكبيرة الإحرام وبذلك أخد الإمام أحمد ابن حمبل والإمام مالك.
وعليه فالأمر على السعة لأنه محل خلاف بين الفقهاء.
اقرأ أيضًا : عدد أيام عيد الفطر ومكان أداء صلاة العيد وآداب عيد الفطر وموعده
حكم التهنئة بالعيدين
التهنئة بالعيد من الامور المباحة والمندوبة لنشر الألفة والتآخي بين المسلمين و حين سُئل الإمام ابن عثيمين – رحمه الله – عن حكم التهنئة بعيد أجاب أنا قد وقعت من الصحابة رضوان الله عليهم، وإن لم تقع – على فرض ذلك – فإنها من الأمور المعتادة لدى الناس أن يهنئ الرجل أخاه بقدوم العيد واستكمال الصيام والقيام.
وورد في المغني لابن قدامة: “أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك“.
التكبير في العشر من ذي الحجة
ذكر الله تعالى مندوب في كل وقت وكل مكان إلا أن الأعمال الصالحة والذكر بالأخص له منزلة كبيرة في العشر الأيام من ذي الحجة فعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: ” وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أيَّامُ العَشرِ، والأيَّامُ المعدوداتُ: أيَّامُ التَّشريقِ” (384/3).
أي أن المقصود بالأيام المعلومات في الآية الكريمة ” لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” (البقرة 203)، هي الأيام العشر من ذي الحجة.
و الأيام المعدودات في قوله تعالى: ” وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (الحج 28) هي أيام التشريق.
وعلى هذا – كما أورد الإمام البخاري بصيغة معلقة – أن أبا هريرة وعبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – كانا يخرجان في هذه الأيام إلى الأسواق ويكبران فيكبر الناس معهما وذلك لعظم فضل التكبير في هذه الأيام؛ وبالطبع لم يكونا ليفعلا ذلك إلى على علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الفعل.
اقرأ أيضًا : كيفية صلاة العيد بالتفصيل ومكانها وشروطها وسننها ومشروعيتها
فضل العمل الصالح في الأيام العشر
عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما من أيامٍ أعظم عند اللهِ ولا أحبّ إليه العملُ فيهن من أيامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ من التسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ والتكبيرِ” (المتجر الرابح 153)
في هذا الحديث الكريم يوجهنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى فضل وعظم العمل الصالح في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة وأنها أعظم أيام السنة عند الله عز وجل ويكون فيها العمل الصالح مضاعف الأجر وأقرب إلى القبول ويرشدنا إلى الإكثار من الذكر في هذه الأيام.
قوله ” فأكثروا فيهنَّ من التسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ والتكبيرِ” يعني:
التسبيح: قول سبحان الله.
التحميد: قول الحمد لله.
التهليل: قول لا إله إلا الله.
التكبير: قول الله أكبر.
بذلك نكون قد نقلنا لكم أقوال الفقهاء في تكبيرات عيد الاضحى وصفة التكبيرات وعددها، فيجب علينا إحياء هذه الأيام المباركة بذكر الله حتى ننال أجر الذكر وأجر اتباع السنة ،أعاد الله عليكم الأعياد بالخير واليمن والبركات.