أحكام التجويد كاملة
أحكام التجويد كاملة وتعريف كل حكم وطريقة إتقانه وما يترتب عليه بعد ذلك من إتقان للقراءة الصحيحة للقرآن الكريم ومعرفة معانيه أيضًا.
وعلم التجويد هو العلم المعنيُّ بتلاوة القرآن الكريم تلاوةً صحيحة وذلك عن طريق اتباع الأسس الموضوعة من قِبل علماء لتجويد، والتي وضعوها بناءً على طريقة قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم، فتعريف التجويد المتفق عليه من قِبل علماء التجويد هو إعطاء كلّ حرفٍ حقه من المخارج والصفات ومستحقه من المد أو الغنّ أو الإظهار أو غيره دون لحن أو تحريف.
هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال عن أحكام التجويد إن شاء الله.
أحكام التجويد كاملة
في البداية يجب أن نعرف أن أحكام التجويد لها عدة فروع وأقسام يكمل بعضها بعضًا، وهذه الأقسام هي:-
- أحكام الاستعاذة والبسملة.
- أحكام النون الساكنة والتنوين.
- أحكام النون والميم المشددتين.
- أحكام الميم الساكنة.
- المد وأقسامه.
وسوف نتناول كل هذه الأقسام بشيء من التفصيل في مقالنا هذا بإذن الله، فدعونا نبدأ بالقسم الأول.
أحكام الاستعاذة والبسملة
الاستعاذة هي التحصن بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوسه، ولها عدة صيغ وردت في القرآن الكريم منها: “فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” وهو قولك: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
ومنها أيضًا قوله تعالى: “وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” وهو قولك: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وغيرها الكثير من الصيغ الأخرى.
وحكمها في القراءة مستحبة وقيل واجبة، والأصح أنها مستحبة
ولها حالتان:
- الحالة الأولى هي الجهر: وهذا يكون في حالة القراءة أمام جماعة من الناس كتعليم الطلاب والقراءة في المناسبات، وهنا يبدأ القارئ بالاستعاذة أولًا قبل القراءة.
- الحالة الثانية هي الإخفاء: وهذا يكون في حالة القراءة في الصلاة أو في غير ما ذكر من حالات الجهر كأن يقرأ القارئ قراءة سرية لا يعلو فيها صوته أو أن يقرأ مع جماعة من الناس ولا يكون هو البادئ بالقراءة، أو عندما يكون خاليًا بنفسه سواءً كانت القراءة سرية أو جهرية، وفي هذه الحالات يلفظ القارئ البسملة مباشرة دون الاستعاذة قبلها.
وأما البسملة فهي كلمة مشتقًة من قول: بسم الله الرحمن الرحيم.
وحكمها واجبة في أول كل سورة ما عدا سورة (التوبة)، أما في أواسط السور فيكون القارئ مخيرًا بين البسملة أو عدمها.
وأما إذا وقعت البسملة بين سورتين فلها عدة حالات هي:
- قطع الجميع: وهو قراءة آخر السورة الأولى ثم الوقوف، ثم قراءة لفظ البسملة ثم الوقوف، ثم قراءة أول السورة الثانية، مثل:
“وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” ثم يقف، ثم يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم” ثم يقف، ثم يقول: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”
- وصل الجميع: وهو قراءة آخر السورة الأولى ثم البسملة ثم أول السورة الثانية دون توقف بينهم، مثل: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بسم الله الرحمن الرحيم وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”
- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: وهو قراءة آخر السورة الأولى ثم الوقوف، ثم قراءة لفظ البسملة مع أول السورة الثانية دون الوقف بينهما، مثل: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” ثم يقف، ثم يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”.
- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: وهو قراءة آخر السورة الأولى ثم البسملة ثم الوقوف ثم قراءة أول السورة الثانية، وهذا الوجه ممتنع لا يجوز للقارئ القراءة به، والسبب هنا يرجع لئلا يلتبس على المستمع فيظن أن البسملة هي آخر السورة الأولى، وذل مثل: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بسم الله الرحمن الرحيم” ثم يقف، ثم يقول: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”.
وللبسملة مع الاستعاذة أوجه مشابهة لهذه الأوجه الأربعة، وهي:
- قطع الجميع: وذلك مثل: “أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” ثم يقف، ثم يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم” ثم يقف، ثم يقول: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”
- وصل الجميع: وذلك مثل: “أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”
- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: وذلك مثل: “أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” ثم يقف، ثم يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”
- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: وذلك مثل: “أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بسم الله الرحمن الرحيم” ثم يقف، ثم يقول: ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”.
إقرأ أيضًا: أحكام النون الساكنة والتنوين
أحكام النون الساكنة والتنوين
في البداية، وقبل أن نعرف أحكام النون الساكنة والتنوين، يجب أولًا أن نعرف ما تعريفهما والمقصود بهما.
النون الساكنة: هي ما ليس فوقها أيًا من الحركات الثلاثة (الفتحة – الضمة – الكسرة)
أما التنوين فهو نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم، وتكون منطوقة لا مكتوبة، على سبيل المثال كلمة (عليم) تكون (عليمًا) ولا تكون (عليمن).
وللنون الساكنة والتنوين أربع أحكام سنتناول كلًا منها في هذ المقال بالتفصيل:
أولًا: الإظهار
وهو بيان الحرف وإخراجه من مخرجه بدون إدغام أو إقلاب أو إخفاء
والحروف التي يكون فيها الإظهار هي ستة: “الهمزة – الخاء – الحاء – الهاء – العين – الغين” وهي جميعًا حروف تخرج من الحلق، ولذلك يسمى بالإظهار الحلقي.
والإظهار على ثلاث مراتب:-
- مرتبة الإظهار العليا: وفي هذه المرتبة يخرج حرفي الهمزة والهاء من أقصى الحلق، لذلك سميت بالمرتبة العليا لأن حروفها تخرج من أعلى الحلق.
- مرتبة الإظهار الوسطى: وحروفها العين والحاء، وتخرج هذه الحروف من وسط الحلق.
- مرتبة الإظهار الدنيا: وتشمل حرفي (الغين والخاء) واللذان يخرجان من أدنى الحلق.
والأمثلة على الإظهار كثيرة، وسنذكر مثالًا لك حرف منها:
- الهمزة: (كلٌ آمن)
- الخاء: (يومئذٍ خاشـعة)
- الحاء: (عليمٌ حكيم)
- العين: (حقيقٌ على)
- الغين: (قولاً غير)
- الهاء: (جرفٍ هار)
وفي هذا يقول صاحب التحفة الشيخ سليمان الجمزوري -رحمه الله-
أربعُ أحكام فخُذْ تبييني للنون إن تسكنْ وللتنوين
فالأول الإظهار قبل أحرفِ للحلق ستُّ رتِّبت فلتعرف
همزٌ فهاءٌ ثم عين حاء مهملتان ثم غين خاء
ثانيًا: الإدغام
وهو الجمع بين الحرف الساكن والحرف المتحرك لينتجا حرفًا واحدًا مشددًا.
وحروفه ستة هي: (الياء – الراء – الميم – اللام – الواو – النون) وهي مجموعة في كلمة يرملون.
وحكمه هو الوجوب، فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام فيما بينهما.
والإدغام ينقسم إلى قسمين:
أولًا الإدغام بغنة أو ما يسميه علماء التجويد بالإدغام الناقص.
وحروفه أربعة وهي: (الياء – النون – الميم – الواو)، وهي مجموعة في كلمة (ينمو).
وهذا مثال على وجوب الإدغام بغنة إذا اجتمعت أحد هذه الحروف الأربع مع النون الساكنة والتنوين، وهو قوله -تعالى-: (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا).
وهناك أمثلة أخرى على كل حرف من هذه الحروف الأربعة:
- الياء: (مَنْ يَّعْمل) – (عيناً يَّشرب)
- النون: (مِنْ نَّاصرين) – (أمشاجٍ نَّبْتَليه)
- الميم: (مِنْ مَّال) – (شيئاً مَّذكوراً)
- الواو: (مِنْ وَّال) – (جوعٍ وَّآمنهم)
ثانيًا الإدغام بغير غنة
يحدث عندما تلتقي النون الساكنة أو التنويم بأحد الحرفين المتبقيين من حروف الإدغام الستة (الراء واللام)، حيث يجب الإدغام في هذا النوع، ولكن إظهار الغنة غير واجب.
كما قال الله – تعالى-: “قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا”
ملاحظة هامة: هناك أربع كلمات في القرآن الكريم حروفها حروف إدغام ولكنها لا تدغم وتسمى حروف إظهار مطلق، وهي (الدنيا – بنيان – قنوان – صنوان)
وفي هذا قال صاحب التحفة:
والثاني إدغامٌ بستة أتت في يَرْمُلُون عندهم قد ثبتت
لكنها قسمان قسم يدغما فيه بغنة بينمو عُلِما
إلا إذا كان بكلْمةٍ فلا تدغم كدنيا ثم صنوان تلا
والثاني إدغام بغير غنَّه في اللام والرا ثم كرِّرنه
ثالثًا: الإقلاب
هو وضع حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف الأول وهو النون الساكنة والتنوين، ويكون بقلب النون الساكنة والتنوين إلى حرف الميم ثم إخفاء حرف الميم هذا في الباء فيصبح النطق أكثر سهولة ويسرًا.
وحرف الباء هو الحرف الوحيد للإقلاب، وعلامته في المصحف وضع حرف (م) فوق النون الساكنة أو التنوين.
والإقلاب أيضًا حالات وصور يأتي عليها:
فقد يأتي الإقلاب في كلمة واحدة مثل: (لَيُنبَذَنَّ)
وقد يأتي فيما بين حروف كلمتين مثل: (مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ)
وقد يأتي مع التنوين مثل: (عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور)
وفي هذا قال صاحب التحفة:
والثالث الإقلاب عند الباء ميمًا بغنة مع الإخفاء
رابعًا: الإخفاء
هو مرتبة بين الإظهار والإدغام بدون تشديد مع بقاء الغنة في النون الساكنة أو التنوين.
وحروف الإدغام هي الخمسة عشر حرفًا المتبقية من إجمالي حروف اللغة العربية بعد حذف حروف الإظهار والإدغام وحرف الإقلاب.
وقد تم جمعها في البيت الذي ذكره صاحب التحفة قائلًا:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمَا
فعند جمع الحرف الأول من كل كلمة من هذا البيت ينتج لنا أن حروف الإخفاء هي: (الصاد – الذال – الثاء – الكاف – الجيم – الشين – القاف – السين – الطاء – الزاي – الفاء – التاء – الضاد – الظاء).
والإخفاء كالإظهار له ثلاث مراتب، عليا ووسطى ودنيا
العليا: فحروفها ثلاثة وهي: (الطاء – الدال – التاء)، وفيها تكون هذه الحروف قريبة المخرج من النون الساكنة والتنوين.
والدنيا: فحروفها هي (القاف والكاف)، وفيها تكون هذه الحروف بعيدة المخرج عن النون الساكنة والتنوين.
أما الوسطى: فحروفها هي الحروف المتبقية من الحروف الخمس عشرة للإخفاء، وهي: (الصاد – الذال – الثاء – الجيم – الشين – السين – الزاي – الفاء – الظاء – الضاد)، وفيها تكون هذه الحروف ليست ببعيدة عن مخرج النون وليست بقريبة منها أيضًا بل وسطًا بين الحالتين.
وفي هذا الجزء أمثلة توضيحية لكل حرف من هذه الحروف:
- الصاد: (مِّن صَدَقَةٍ)
- الذال: (مَّن ذَا الَّذِي)
- الثاء: (شَهِيداً ثُمَّ)
- الكاف: (كِتَابٌ كَرِيمٌ)
- الجيم: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)
- الشين: (غَفُورٌ شَكُور)
- القاف: (سَمِيعٌ قَرِيبٌ)
- السين: (قَوْلاً سَدِيدًا)
- الدال: (وَكَأْسًا دِهَاقًا)
- الطاء: (مِن طِينٍ)
- الزاي: (مِن زَوَالٍ)
- الفاء: (مِن فَضْلِ)
- التاء: (وَمَن تَابَ)
- الضاد: (مَن ضَلَّ)
- الظاء: (مِن ظَهِيرٍ)
وفي الإخفاء وأحكامه ذكر صاحب التحفة:
والرابع الإخفاء عند الفاضل من الحروف واجب للفاضل
في خمسةٍ من بعد عشر رمزُها في كلم هذا البيت قد ضمَّنتها
صِفْ ذا ثَنَا كم جَادَ شخصٌ قد سما دُمْ طيبًا زِدْ في تقى ضَعْ ظالمًا
إلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر أحكام الاستعاذة والبسملة، وأحكام النون الساكنة والتنوين، وهما ليس سوى بابين فقط من علم واسع غزير هو علم التجويد.
وسوف نبدأ الآن في باب أحكام النون والميم المشددتين.
إقرأ أيضًا: ما هي حروف الإدغام؟ وملخص أحكام النون الساكنة والتنوين
أحكام الميم والنون المشددتين
والميم المشددة هي ما كانت في الأصل ميمًا وراء ميمًا أخرى، ثم جُمعا وجُعِلا ميمٍ واحدة وأضيفت الشدة ( ّ) دلالة على ما حدث لهما من تغيير.
والنون المشددة كذلك.
وفي هذه الحالة يجب غنّهما والوقوف عليها بمقدار حركتين.
والغنة هي صوت رنين خفيف يخرج من أقصى الأنف (تحديدًا منطقة الخيشوم)
والحركة الواحدة هي مقدار ضمّ إصبع اليد وبسطه.
وحكم الميم والنون المشددتين وهو الغنة وجوبًا يكون في حالة وقوعهما وسط الكلمة مثل: (لمّا – إنّما)، أو آخرها مثل: (إنّ – ثمّ).
وفي هذا قال صاحب التحفة:
وغنّ ميمًا ثم نونًا شددا وسمّ كلًا حرف غنة بدَا
أحكام الميم الساكنة
تعريف الميم الساكنة هو كتعريف النون الساكنة تمامًا، وهي الخالية من الحركات الثلاثة (الفتحة والضمة والكسرة).
وللميم الساكنة ثلاث أحكام في التجويد، وهي:
- الإظهار الشفوي
- الإخفاء الشفوي
- إدغام المثلين الصغير
فدعونا نبدأ بمعرفة كلٍ منهم باستفاضة.
أولًا: الإظهار الشفوي
وهو كالإظهار الحلقي في التعريف، فهو بيان الحرف وإخراجه من مخرجه بدون إدغام أو إقلاب أو إخفاء.
وحروفه تقدّر بستة وعشرون حرفًا، وهي جميع حروف اللغة العربية الثمانية والعشرون عدا الباء والميم.
والإظهار الشفوي يكون واجبًا إذا وقعت الميم الساكنة قبل أيٍ من هذه الحروف الستة وعشرون.
وسمي بالشفوي لخروج الميم الساكنة من الشفتين عندما تسبق أحد الحروف الستة والعشرين.
وإليك أمثلة الإظهار الشفوي من القرآن الكريم:
- الهمزة: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)
- التاء: (أَمْ تَقُولُونَ)
- الجيم: (أَمْ جَعَلُواْ)
- الحاء: (أَمْ حَسِبْتُمْ)
- الخاء: (أَمْ خُلِقُوا)
- الدال: (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ)
- الذال: (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم)
- الراء: (جَاءَكُمْ رَسُولٌ)
- الزاي: (أَمْ زَاغَتْ)
- السين: (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ)
- الشين: (لَهُمْ شَرَابٌ)
- الصاد: (وَهُمْ صَاغِرُونَ)
- الضاد: (آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ)
- الطاء: (عَلَيْهِمْ طَيْرًا)
- الظاء: (وَهُمْ ظَالِمُونَ)
- العين: (هُمْ عَنِ اللَّغْوِ)
- الغين: (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)
- الفاء: (وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ)
- القاف: (أَوْ هُمْ قَائِلُونَ)
- الكاف: (إِلَيْكُمْ كِتَابًا)
- اللام: (أَمْ لَكُمْ)
- النون: (أَمْ نَحْنُ)
- الهاء: (بُرْهَانَكُمْ هَذَا)
- الواو: (حِسَابُهُمْ وَهُمْ)
- الياء: (أَمْ يُرِيدُونَ)
ثانيًا: الإخفاء الشفوي
تعريفه أيضًا كتعريف الإخفاء الذي تحدثنا عنه سابًقا، وهو مرتبة بين الإظهار والإدغام بدون تشديد مع بقاء الغنة في النون الساكنة أو التنوين.
وحرف الإخفاء الشفوي هو حرف واحد فقط وهو الباء، فإذا سبقت الميم الساكنة هذا الحرف وجب الإخفاء الشفوي.
وسُمي بالشفوي أيضًا لخروج الميم والباء الساكنة من الشفتين.
ومثاله من القرآن الكريم: (ترميهمْ بحجارة)
ثالثًا: إدغام المثلين الصغير
يُدعى أيضًا بالإدغام الشفوي لنفس السبب الذي سمي به الإظهار والإخفاء شفويين، وتعريفه أيضًا كتعريف الإدغام الذي سبق وتحدثنا عنه في أحكام النون الساكنة والتنوين، وهو الجمع بين الحرف الساكن والحرف المتحرك لينتجا حرفًا واحدًا مشددًا.
وحرفه الميم وحكمه الوجوب أيضًا إذا كانت الميم المتحركة (حرف الإدغام) مسبوقة بميم ساكنة، مثل: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)، وقوله -تعالى-: (أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ).
وفي أحكام الميم الساكنة قال صاحب التحفة:
والميم إن تسكن تَجِي قبل الهجا لا ألف لينةٍ لذي الحجا
أحكامها ثلاثةٌ لمن ضبط إخفاء ادغام وإظهار فقط
فالأول الإخفاء عند الباء وسمِّه الشفْوي للقراء
والثاني إدغام بمثلها أتى وسمِّ إدغامًا صغيرًا يا فتى
والثالث الإظهار في البقيه من أحرف وسمِّها شفوية
واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي لقربها ولاتحاد فاعرفِ
المد وأقسامه
المد هو إطالة النطق بأحد حروف المد الثلاث (الألف – الواو – الياء)، والإطالة تعني أن يزيد القارئ عدد الحركات إلى أكثر من حركتين وهذا يرجع لوجود أحد أسباب المد التي سنذكرها أيضًا في هذا المقال.
أنواع المد
المد له نوعان، أحدهما الطبيعي والآخر فرعي.
المد الطبيعي
هو أحد حروف المدّ الثلاثة (الألف – الواو – الياء)، بشرط أن يكون ما قبل الألف مفتوحًا، وما قبل الواو مضمومًا، وما قبل الياء مكسورًا.
ومقدار المد الطبيعي حركتين، والحركة كما ذكرنا هي مقدار ضمّ الإصبع وبسطه.
وأمثلة المد الطبيعي من القرآن الكريم:
(والضحَى) فالألف المقصورة هنا ساكنة وما قبلها مفتوح، ولذلك وجب المد الطبيعي بمقدار حركتين.
(قالُوا) فالواو هنا ساكنة وما قبلها مضموم.
(إنّ المتّقِين) فالياء هنا ساكنة وما قبلها مكسور.
وهذا هو المد الطبيعي.
المد الفرعي
فهو على خمسة أنواع: (المد المتصل – المد المنفصل – مد البدل – المد العارض للسكون – المد اللازم) وسوف نبدأ في ذكر بيانها وحكم كلٍ منها بالتفصيل.
المد المتصل
يسمّى أيضًا بالمد الواجب، وهو ما كان فيه أحد حروف المد الثلاثة متبوعًا بهمزة بعده مباشرة في كلمة واحدة.
وفي تلك الحالة يجب المد بمقدار ست حركات، عند وصل الكلمة التي بها حرف المد بالكلمة التي تليها، وبمقدار أربع أو خمس حركات عند الوقف على آخر الكلمة التي يوجد بها حرف المد.
مثال للوصل: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا)، وفي هذه الحالة يجب المد ست حركات لأن القارئ يصل الكلمة بالتي تليها.
مثال للوقف: (والسَّمَآءُ) ثم تقف، ثم تكمل قراءتك، وفي هذه الحالة يجب المد أربع أو خمس حركات فقط.
المدّ المنفصل
وهو ما كان فيه أحد حروف المد الثلاثة متبوعًا بهمزة في الكلمة التالية.
وفي تلك الحالة يكون المد جائزًا بمقدار أربع أو خمس حركات فقط، ومعنى كلمة (جائز) أي أنه يمكن مدّه بمقدار أربع أو خمس حركات، ويمكن مده حركتين فقط ويسمى قصرًا.
ومثاله: (قُوآ أَنفُسَكُمْ)، وقوله -تعالى-: (بِمَآ أُنزِلَ)
مد البدل
وهو أن تأتي الهمزة أولًا قبل أحد حروف المد الثلاثة.
وفي هذه الحالة يجوز المد أيضًا، بمعنى أنه يمكن للقارئ مدّه بمقدار حركتين فقط، ويمكن له أيضًا قصره، وعدم مده من الأساس.
ومثاله: (ءامنوا)، (إيمانًا)، (أُوتوا).
المد العارض للسكون
وهو أن يأتي حرف المد متبوعًا بحرف ساكن سكونًا عارضًا، والسكون العارض هو ما كان في حالة الوقف فقط، بمعنى أن الحرف يكون متحركًا في الأساس ولكن سكونه كان عارضًا بسبب الوقف عليه.
وحكمة جواز المد ست حركات أو القصر حركتين فقط، ويمكن التوسط فيما بينهما والقيام بالمد أربع حركات فقط لا غير.
وأمثلته في القرآن الكريم: (الْمُسْتَقِيمَ) فإذا وقف القارئ على هذه الكلمة ولم يصلها بما يليها يكون مد الياء هنا مدًا عارضًا للسكون.
وكذلك القوا في (العالمين)، (الرحيم) وما شابههم في الحكم.
المد اللازم
وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكونًا أصليًا في أصل الكلمة وجذرها اللغوي، وليس سكونًا عارضًا كما ذكرنا آنفا.
وحكم هذا المد لازمٌ كاسمه، فالمد هنا يكون ست حركات لزومًا لا أقل ولا أكثر.
ولكن المد اللازم له قسمان:-
القسم الأول المد اللازم الكِلمي
(بكسر الكاف وتسكين اللام)، وهو ينقسم إلى قسمين:
- المد اللازم الكِلمي المثقًل: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكونًا أصليًا ولكنه مشدد، ويكون ذلك فقط في الكلمات التي تحتوي على أكثر من ثلاثة أحرف.
مثل قوله -تعالى-: (الضَّآلِّينَ) حيث جاء حرف الألف متبوعًا بحرف اللام الساكنة المشددة، فلزم المد ستً حركات بتمامها وكمالها.
- المد اللازم الكِلمي المخفف: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكونًا أصليًا ولكنه ليس مشددًا، ويكون ذلك فقط في الكلمات التي تحتوي على أكثر من ثلاثة أحرف.
مثل قوله -تعالى-: (ءَآلْـَٰٔنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) حيث جاء حرف الألف متبوعًا بحرف اللام الساكنة المخففة (أي غير المُشددة)، فلزم المد ستً حركات مدًا لازمًا كِلميًا مخففًا.
القسم الثاني هو المد اللازم الحرفي
وهو أيضًا ينقسم إلى قسمين:
- المد اللازم الحرفي المثقًل: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكونًا أصليًا ولكنه مُشدد، ويكون ذلك فقط في الكلمات التي تحتوي على ثلاثة أحرف فحسب.
مثل قوله -تعالى-: (الم) في أول سورة البقرة
- المد اللازم الحرفي المخفف: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ ساكن سكونًا أصليًا غير مُشدد، ويكون ذلك فقط في حرف واحد فقط يكون عند هجائه مكونًا من ثلاث حروف أوسطها حرف مد.
مثل: قوله -تعالى-: (ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) فهجاء حرف الصاد على ثلاثة أحرف: هي الصاد والألف والدال، والألف في وسطها وهو حرف مد.
وفي باب المدود ذكر صاحب التحفة:
والمد أصلي وفرعي له وسمِّ أولاً طبيعيًّا وهُو
ما لا توقفٌ له على سبب ولا بدونه الحروف تجتلب
بل أي حرف غير همزٍ أو سكون جا بعد مد فالطبيعيَّ يكون
والآخر الفرعي موقوفٌ على سببْ كهمزٍ أو سكون مسجلا
حروفه ثلاثة فَعِيها من لفظ واي وهي في نوحيها
شرط وفتح قبل ألْفٍ يلتزم والكسر قبل اليا وقبل الواو ضم
واللين منها اليا وواو سكنا إن انفتاح قبل كلٍّ أعلنا
للمد أحكام ثلاثة تدوم وهي الوجوب والجواز واللزوم
فواجب إن جاء همز بعد مد في كلْمة وذا بمتصْل يعد
وجائز مد وقصر إن فُصِل كل بكلمة وهذا المنفصِل
ومثل ذا إن عَرَض السكونُ وقفًا كتعلمون نستعينُ
أو قدِّم الهمز على المد وذا بدلْ كآمنوا وإيمانًا خذا
ولازمٌ إنِ السكونُ أصِّلا وصلاً ووقفًا بعد مد طوِّلا
أقسام لازم لديهم أربعة وتلك كلْمي وحرفي معه
كلاهما مخفَّف مثقَّل فهذه أربعة تفصَّل
فإنْ بكلْمة سكونٌ اجتمع مع حرف مد فهو كلْمي وقع
أو في ثلاثيِّ الحروف وجدا والمد وسْطه فحرفي بدا
كلاهما مثقَّل إن أدغما مخفَّف كلٌّ إذا لم يدغما
واللازم الحرفي أول السور وجوده وفي ثمان انحصر
يجمعها حروف كم عسل نقص وعين ذو وجهين والطول أخص
وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف فمده مدًّا طبيعيًّا أُلِف
وذاك أيضًا في فواتح السور في لفظ حي طاهر قد انحصر
ويجمع الفواتح الأربعْ عَشر صِلْه سُحيرًا مَن قَطَعْكَ ذا اشتهر
إلى هنا نكون قد ذكرنا بإيجاز أحكام المد ومقدار حركاته، ونكون أيضًا قد انتهينا من الكثير من أحكام تجويد القرآن الكريم وسبيل قراءته قراءة صحيحة خالية من اللحن والتحريف، وهذا هو السبيل أيضًا للحفاظ على اللغة العربية وألفاظها جزلة ورصينة خالية من التحريف، فالحفاظ على القرآن يستلزم بالضرورة الحفاظ على اللغة العربية.
إقرأ أيضًا: ما هي حروف الاظهار وفق أحكام التجويد
بعض النصائح للوصول إلى غايتك في التجويد
هذا المقال هو مدخل مختصر لعلم التجويد، ولا يغني بحال عن دراسة علم التجويد ككل، فإذا أردت حقًا تعلم علم التجويد فهناك العديد من الكتب لدراسة هذا العلم العظيم ومنها:
- بُغية الطالبين في تجويد كلام ربّ العالمين، للشيخ حسن عبد النبي عبد الجواد عراقي.
- المختصر المفيد في أحكام التجويد.
- القول السديد في علم التجويد، للشيخ علي الله بن علي أبو الوفا.
- فتح البرية في شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد، للشيخ صفوت سالم.
ينبغي عليك عزيزي القارئ التدريب والتمرين العملي باستمرار بجانب معرفة أحكام التجويد النظرية، فالغرض من تعلّم العلم هو العمل به، وفي خاتمة هذا الموضوع نرجو من الله أن يكون قد نال إعجابكم واستطعتم أن تخرجوا منه بأكبر قدر من الاستفادة الممكنة.