تجربتي مع سورة الفلق وفضل قرائتها

تجربتي مع سورة الفلق ساعدتني على التخلص من السحر والحسد، وذلك لما بها من فضل في التخلص من تلك الأمور وشرور النفوس؛ لذا سيصحبكم موقع زيادة عبر جولة قصيرة لنتعرف سويًا من خلالها على تجربتي مع سورة الفلق، كما سنتطرق للتعرف على سبب نزولها، وفضلها الذي جاء في القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة، كل ذلك وأكثر ستجده خلال السطور التالية.. لنتابع.

تجربتي مع سورة الفلق

إن سورة الفلق من سور القرآن الكريم التي جاء في فضل تلاوتها أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر فضلها كثير من علماء الدين، وهي من السور التي عند تكرار تلاوتها في كل يوم وليلة تحدث فوائد كثيرة.

يحكي عن تلك الفوائد كثير من المسلمين والمسلمات، فتحكي أحد المسلمات عن سورة الفلق، وتقول: “تجربتي مع سورة الفلق أرويها لكم حتى تستفيدوا منها، لقد كنت أعاني من الكسل والخمول والضيق كلما هممت لفعل شيء فيه خير لي، وسمعت عن فضل تلاوة سورتي الفلق والناس كل صباح ومساء ثلاث مرات.

عند مداومتي على تلاوة السورتين ثلاث مرات في كل يوم وليلة أصبحت أشعر بالنشاط في أداء العبادات، ومزاولة نشاطاتي اليومية دون الشعور بالكسل أو الضيق، بل أصبحت لدي همة عالية، ولا أشعر بضيق بل بالرضا والحمد لله رب العالمين، وأرجو أن تستفيدوا من تجربتي مع سورة الفلق، وتداوموا عليها”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أسرار سورة الفلق الروحانية

تجربتي مع سورة الفلق في دفع العين والحسد

تحكي أم عن تجربتها في فضل ترديد سورة الفلق، وتقول: “كانت ابنتي تأكل ذات يوم عند إحدى أقربائنا، وكانت جائعة جدًا، فقالت لي لقد أكلت ابنتك كل ما في الطبق هل أضف لها مزيد، إن ابنتك تحب هذا الطعام جدًا.

ثم امتنعت ابنتي عن تناول أي طعام بعدها لمدة ثلاثة شهور، وكانت تعيش على العصائر والألبان والسوائل، من ثم ضعفت ابنتي كثيرًا، وذهبت بها عند الأطباء ووصفوا لها عدد من الأدوية، وداومت على أذكار الصباح والمساء والدعاء لها حتى عادت لها شهيتها.

لكنني أصبحت أخشى من أن أطعمها أمام أحد حتى سمعت بفضل ترديد سورتي الفلق والناس للوقاية من الحسد، وبالفعل أكلت ابنتي أمام هذه القريبة، فدخلت إلى المطبخ وكررت سورتي الفلق والناس ثلاث مرات.

بعد ذلك لم تمتنع ابنتي عن الطعام، ولم أعد أخشى من الحسد عليها بفضل الله تعالى ما دمت استعين به سبحانه وتعالى، وما أمرنا به، وتلك كانت تجربتي مع سورة الفلق”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تجربتي مع سورة الواقعة

 فضل قراءة سورة الفلق

إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي نزل جبريل عليه السلام به على محمد صلى الله عليه وسلم، وفي تلاوة آياته كلها خيرًا كبيرًا، وفيها ثواب عظيم، وفيما يلي سنذكر بعض فضائل تلاوة سورة الفلق:

• ورد في صحيح الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
  

  “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ“.

إن تلاوة سورة الفلق وتكرارها فيها من الثواب العظيم على كل حرف من حروف كلماتها، وهذا من عظيم فضل القرآن وجزاء تلاوته.

• تتفاضل سور القرآن الكريم وآياته بحسب حكمة الله تعالى في محكم تنزيله، ولا علم لنا إلا بما أخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم، وجاء في فضل تلاوة سورة الفلق أنها من أحب السور إلى الله تعالى، وأمر رسوله بتلاوتها بعد كل صلاة.

روى عقبة بن عمر رضي الله عنه عن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

“يا عقبةَ بنَ عامرٍ، إنَّكَ لن تقرأَ سورةً أحبَّ إلى اللهِ، ولا أبلغَ عِندَهُ من أن تقرأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فإنِ استطعْتَ أن لا تفوتَكَ في صلاةٍ فافعلْ“، فهي من الأذكار التي نصح بها أهل العلم الشرعي بعد كل صلاة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة

فائدة قراءة سورة الفلق

استكمالًا لما سبق.. يوجد عدد من الفضائل الأخرى لقراءة سورة الفلق، وتضمنت:

• ورد في فضل تلاوة سورة الفلق وسورة الناس أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم منها:

عن عقبة بن عامر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“يا عقبةُ أَلا أُعَلِّمُكَ سِوَرًا ما أُنْزِلَتْ في التوراةِ و لا في الزَّبُورِ و لا في الإنْجِيلِ و لا في الفرقانِ مثلهُنَّ ، لا يأْتِيَنَّ عليكَ إلَّا قرأْتَهُنَّ فيها ، قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ“.

قال علماء الدين عن سبب فضائل تلك السور أن فيها التوحيد الخالص لله، فالالتجاء والاحتماء لا يكون إلا بالله وحده.

• سورة الفلق وسورة الناس من أفضل ما يتعوذ به المتعوذون، فعن ابن عابس الجهني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له: .
  

  “يا ابنَ عابِسٍ، ألَا أُخبِرُك بأَفضَلِ ما تَعَوَّذَ به المُتَعوِّذونَ؟ قال: قلْتُ: بلى. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”، و”قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ”، هاتَينِ السورتَينِ.”

• سورة الفلق من السور التي ذكرت في أذكار الصباح والمساء، وتقرأ ثلاث مرات كل صباح ومساء، والتي يقرأها المسلم للتحصين من كل شر.
• تقرأ سورة الفلق أيضًا في الرقية الشرعية للعلاج من السحر والحسد.

سبب نزول سورة الفلق

ذكر بعض المفسرين أن سبب نزول سورة الفلق أنها رقية للنبي صلى الله عليه وسلم من سحر سحره به يهودي، ومن ذلك بيان لفضل هذه السورة العظيمة في العلاج من السحر والوقاية منه، وجاء في كتاب (لباب النقول في أسباب النزول) للحافظ السيوطي رحمه الله:

“أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال: صنعت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لما به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا.”

قال ابن حجر العسقلاني في كتاب (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، كتاب الطب، باب السحر: “في حديث زيد بن أرقم عند عبد بن حميد وغيره: فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وفيه فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال.”

مما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرقي نفسه بهاتين السورتين العظيمتين كلما مرض حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، وورد في صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:

“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَنْفِثُ علَى نَفْسِهِ في مَرَضِهِ الذي قُبِضَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أنَا أنْفِثُ عليه بهِنَّ، فأمْسَحُ بيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا فَسَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ: كيفَ كانَ يَنْفِثُ؟ قَالَ: يَنْفِثُ علَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تجربتي مع سورة مريم لفك السحر

تفسير سورة الفلق والتعوذ من الشرور الأربعة

إن سور الفلق في مجملها أمر من الله تعالى بالتعوذ به من الشرور الأربعة، ونفصلها فيما يلي:

“قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)“

(أعوذ) جاء في معناها ألجأ وأعتصم وألوذ، (برب الفلق) أي فالق الحب والنوى وخالق كل شيء، وفالق الإصباح، وخص فلق الصبح بالتعوذ، كما قال المفسرون؛ لأنه فلق الصبح بعد ظلمة الليل مثل مجيء الفرج بعد الشدة.

“مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2)”

جاء التعوذ في هذه الآية شامل جميع ما خلق الله سبحانه وتعالى من جن وإنس وحيوانات، فيستعيذ المسلم بخالقها من شرورها، وفي الآية تعوذ من الشرور العامة جميعها مما نعلمه ومما لا نعلمه ولا نحيط به، ولكن الخالق سبحانه يحيط به ويعلمه فهو وحده القادر على دفعه جميعًا.

“وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)”

قيل عن معنى الغاسق أي شدة ظلام الليل، ومعنى وقب أي دخل، فيستعيذ المسلم من شر ما يكون في الليل إذا دخل في ظلامه وعتمته الشديدة.

قالوا أن هذه الآية وما بعدها من باب ذكر الخاص وتفصيله بعد ذكر العام، وتخصيص الليل بالذكر لما فيه من الظلمة والوساوس والطوارق التي تخفى رؤيتها في الظلام عن البشر، وهو الشر الثاني.

“وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)”

أي من شر السواحر اللاتي ينفثن في العقد ليسحرن العباد الساعيات للأذى، والسحر من الشرور التي يصعب على كثير من الناس اكتشافها وعلمه، لكن الله سبحانه وتعالى يعلمه ويعلم من يسحر لعباده ويؤذونهم، ووحده قادر على دفع وإبطال سحرهم جميعًا.

“وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)”

جاء في معنى الحاسد أنه هو الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود، ولا يكون ذلك إلا من شرير الطبع الذي خبثت نفسه، وهو الشر الرابع الذي نلجأ إلى الله في أن يحمينا منه ويشفينا إذا أصبنا به.

إن العين حق، وجاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا”.

يقول القرطبِيُّ في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) في تفسيره عن هذه الآية: “الحسد أوَّل ذَنْب عُصِي الله به في السَّماء، وأوَّل ذنب عُصي به في الأرض؛ فحسَدَ إبليسُ آدمَ، وحسدَ قابيلُ هابيلَ، والحاسد مَمْقوت، مبغوض، مَطْرود، ملعون”.

بذلك نكون قد عرضنا لكم موضوع بعنوان تجربتي مع سورة الفلق، وذكرنا فيه فضل تلك الصورة في دفع العين والحسد، كما بينا فائدة قراءتها، وسبب نزولها كما جاء في كتب التفاسير، كذلك ذكرنا تفسير آيات سورة الفلق، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.