ما هي السور التي فيها سجدة؟
ما هي السور التي فيها سجدة؟ وفي أي الآيات توجد سجدة التلاوة؟ فالقرآن الكريم يحمل معانٍ شتّى بها حكم بالغة، بها ما يخص الحث على السجود، وهذا ما تناولته آيات السجود، فلو نظرنا إلى الجانب العلميّ نجد أن السجود فوائده متعددة للإنسان، لذا من خلال موقع زيادة سنشير إلى إجابة سؤال ما هي السور التي فيها سجدة؟ كما سنتناول آيات السجود بالتفصيل.
ما هي السور التي فيها سجدة؟
يقدم السجود فوائد عديدة للإنسان حيث يعود على صحته بالنفع، علاوةً على كونه من أفضل ما يحب الله أن يراه من العبد، ففيه تتجلى معاني الخشوع والتضرع لعظمة الخالق وجلاله.
إن السجود واحدٌ من أفضل ما يقوم به العبد تقربًا لربه سبحانه وتعالى، فبغض النظر عن فوائده الصحية، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه في حالة سجوده، ذلك استنادًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ” (صحيح مسلم).
فكلما كان العبد خاشعًا مُتضرعًا لله عز وجلّ كلما كان الله أكثر قربًا للعبد، لذا حث النبيّ صلى الله عليه وسلم على كثرة السجود والإكثار من الدعاء في وقت السجود.
كما يوجد دليلًا آخر يبين الأهمية من السجود تجلت في ذكر السجود في أكثر من موضع في القرآن الكريم، فهناك العديد من السور التي تناولت آيات تستدعي القيام بالسجود.
هذه السجدات التي يتضمنها القرآن الكريم لها علامات معينة تميزها حتى يستطيع قارئ القرآن أن يتبين موضعها فيقوم بالسجود لله تعالى، بذلك يكون قد جمع بين عبادتين من أفضل العبادات عند الله، قراءة القرآن والسجود، بل وإن أكثر من الدعاء في سجدته بإخلاص لله تعالى وتقربًا إليه كان له ثوابًا أكبر.
وجب علينا الإشارة هنا إلى السور التي تتواجد فيها السجدات، مع ذكر الآيات التي تحتوي على سجدة، ورقم الآية، حتى يتسنى للقارئ معرفتها والعمل على إحياء سنة رسولنا الكريم والعمل على السجود لله تعالى عند قراءتها.
سجدة سورة الأعراف
احتوت سورة الأعراف على سجدة في الآية رقم 206، ذلك في قول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩”، فالآية الكريمة تحمل في معناها أيضًا النهي عن الاستكبار في العبادة والسجود لله، فهي تحتوي على سجدة وهذا ما تبين من خلال العلامة الموضوعة، كما أنها تحث على السجود، فأجلّ العبادة هو ما لا يتضمن استكبارًا عن الخشوع لله تعالى.
اقرأ أيضًا: علامة السجود في القرآن الكريم
سورة السجدة
إن السورة ذاتها سُميت بسورة السجدة، ونجد بها سجدة في الآية رقم 15، ويتبين لنا أن كل آية تحتوي على سجدة، نجد فيها لفظة السجود، كأنها تحث قارئ القرآن على فعل هذه السنة المُحببة، وهو ما تبين في قول الله تعالى: “إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩”، فالآية تُقرن الإيمان والتصديق بآيات القرآن بطاعة هذه الآيات في القول والفعل، فيفعلون العبادات دونما استكبار كالجهلة والكفار.
سجدات سورة الحج
قد ذُكر في سورة الحج آيات السجود مرتين، أولهما في قول الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩” (الآية 18).
فالله تعالى هو الذي يستحق العبادة والسجود له وحده، فلا شريك له، فنجد كل شيء يسجد لعظمته طوعًا، الملائكة والإنس والجن والطير وكل المخلوقات.
ثانيهما كان في الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩” (الآية 77)، فالركوع والسجود من شروط الصلاة ومن أفضل العبادات وفيها الفلاح والصلاح، وهنا قرن الله سبحانه وتعالى الركوع بالسجود، وفيه دلالة على أهمية السجود.
اقرأ أيضًا: هل يجوز سجود سجدة التلاوة بدون وضوء؟
السجدة في سورة الرعد
استكمالًا لإجابة سؤال ما هي السور التي فيها سجدة نشير إلى الآية الكريمة في سورة الرعد والتي تحتوي على سجدة أيضًا، وهي قول الله تعالى: “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩” (الآية 15).
فنجد أن المؤمنين في الأرض من العباد، والملائكة المُسبحين بالله، يسجدون لله طوعًا وخشوعًا ورغبةً في التقرب إليه سبحانه وتعالى، أما الكافرين يسجدون له كرهًا، فهم مُكرهون على السجود لا يشعرون فيه بتضرع أو خشوع، فالمكروه على السجود هو من دخل للسجود بالسيف وليس برغبته طائعًا.
سجدة سورة النحل
نجد أن سورة النحل تضمنت هي أيضًا آية للسجود وذلك في قول الله تعالى: “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ” (الآية 49).
آية السجود في سورة الإسراء
في إطار الحديث عن إجابة ما هي السور التي فيها سجدة، نشير إلى سورة الإسراء التي تضمنت آية تحتوي على سجدة، فقد قال الله تعالى: “قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا” (الآية 107).
أي سواء آمن الكافرون أو لم يؤمنوا بالقرآن الكريم وآياته فهو حقٌ، فالله أنزل القرآن على رسوله بالهدى ودين الحق، وجاءت كلمة يخرون للأذقان، بمعنى أنهم يخشعون لله عزّ وجلّ شكرًا وحمدًا لله على ما أنعم عليهم به بإدراكهم آيات القرآن الكريم وقراءتهم لها.
سجدة سورة مريم
تحمل سورة مريم الكثير من المعاني الجليلة ومنها ما يخص السجود، فهي تضمنت آية للسجود ظهرت في قول الله تعالى: “أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩” (الآية 58).
فالذين يُنعم الله عليهم من عباده يجعلهم يهتدون للسجود، ويجعل قلوبهم خاشعة بذكر الله وتلاوة آياته، كالأنبياء والمصطفين من الخَلق.
سجدات في سور أخرى
تعددت السجدات في القرآن الكريم، ونجد أن عددها جميعًا 15 سجدة، منها ما ذكرناه وما سنذكره في السور التالية، فهناك حديث عن عمرو بن العاص قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرأهُ خمسَ عشرةَ سجدةً في القرآنِ منها ثلاثَ عشرةَ سجدةً في المُفَصَّلِ وفي الحَجِّ سجدتانِ” (رواية بن ماجة).
- في سورة الفرقان يقول الله تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ۩” (الآية 60).
- في سورة النمل: “أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ” (الآية 25).
- في سورة ص يقول الله تعالى: “قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩” (الآية 24).
- سورة فصلت يقول الله تعالى في الآية الكريمة: “وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (الآية 37).
- كما ذُكر السجود في عدة مواضع منها سورة العلق في قول الله تعالى: “كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩” (الآية 19).
- في سورة النجم: “فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ۩” (الآية 62).
- في سورة الانشقاق: “وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩” (الآية 21).
ما يٌقال في سجدة التلاوة
بعدما ذكرنا ما هي السور التي فيها سجدة، نشير إلى ما يجب قوله في أثناء سجدة التلاوة، فإذا أردنا إتباع السنة النبوية الشريفة نشير إلى ما كان يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم في سجدة التلاوة استنادًا إلى الحديث الشريف: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ” (صحيح الترمذي).
كما أن بعض العلماء أجازوا قول “سبحان ربي الأعلى” كما نقول في سجود الصلاة المفروضة، فيكون مثل سائر السجود.
كما من الممكن الدعاء في هذه السجدة كما أشرنا سلفًا فالدعاء من أحب العبادات عند الله التي يُمكن أن يؤديها العبد وقت سجوده.
شروط سجدات التلاوة
بدايةً بالنسبة لحكم سجود المسلم عندما يقرأ هذه الآيات، فقد اتفق الأئمة والفقهاء على أن الأمر يعتبر سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي ليست فرضًا على قارئ القرآن، بالتالي من يتركها ليس عليه حرج ولا يكون آثمًا، وإنما يفعل ذلك اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما نشير إلى أن السجود يشترط الطهارة والوضوء تمامًا كما الصلاة، حتى يكون سجودًا صحيحًا، علاوةً على شرط استقبال القبلة، وهذا السجود يُسمى سجدة التلاوة، أي تلك السجدة التي تتخلل تلاوة القرآن الكريم، وكانت سُنة مُحببة عند الرسول.
اقرأ أيضًا: كم عدد السجدات في القران الكريم مع ذكر السور ومواضعهم؟
هكذا قمنا بتوضيح آيات القرآن الكريم التي تناولت سجدات التلاوة من خلال موضوعنا عن الإجابة على سؤال ما هي السور التي فيها سجدة، فلنتخذها سُنة حسنة كما كانت مُحببة لدى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.