دعاء يوم عاشوراء مكتوب

دعاء يوم عاشوراء يحتاجه العديد من المسلمون عند اقتراب هذا اليوم، فهو اليوم الذي نجى فيه الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، فهل هناك دعاء مخصوص لهذا اليوم ندعو به، ذلك ما سوف نتناوله في موضوعنا هذا.

دعاء يوم عاشوراء

لم يرد في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا بها يوم اشروا، لا يرد عن الصحابة أو التابعين أي ذكر محدد عن الدعاء في هذا اليوم، لكن من السنة هناك عبادات في هذا اليوم.

دعاء الله تعالى في أي وقت وأي صيغة وأي لغة، فالله هو السميع البصير وهو من قال:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (غافر 60).

فهو عز وجل من أمرنا بالدعاء والتوجه له عند حاجتنا في الدنيا والآخرة.

كما قال الله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (البقرة 186).

فهكذا نرى أنه هو سبحانه وتعالى من وعدنا بالاستجابة إذا دعوناه.

كما روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“ليس شيءٌ أكرمَ على الله تعالى من الدُّعاء” (صحيح الترمذي 2684).

أي أن دعائنا لله مسموع ولا محدد بوقت وزمان معين، فلا يجب علينا انتظار يوم عاشوراء لكي نقول دعاء يوم عاشوراء الغير موجود من الأساس، وأتفق الفقهاء على أي صيغة دعاء يدعوا بها المسلم وهو موقن إنها من عند الله في يوم عاشوراء هي بدعة.

اقرأ أيضًا: افضل دعاء يوم الجمعة قبل الغروب وفضل دعاء يوم الجمعة وأفضل الأوقات للدعاء

الدعاء سبيل لرضا الله

كما أن دعاء الله والطلب منه سبيل لرضائه، فهو واسع الفضل، فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يسألِ اللَّهَ يغضبْ عليهِ” (تخريج مشكاة المصابيح 2/411).

في هذا الحديث الشريف يبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الدعاء ومنزلته عند الله فهو من أفضل العبادات، فيرشدنا إلى أن ترك الدعاء والاستعانة بالله في أمور الدنيا أو الأخرة كالتوبة مثلا، تسبب في غضب الله تعالى على عبده.

ذلك لأن الله تعالى يحب أن يسأله عباده، بجانب أن في ذلك اعتراف بالربوبية والألوهية، وترك الدعاء فيه استغناء عن خلقه وتكبر منه.

لذلك يجب علينا أن نطلب من الله قضاء حوائجنا في الدنيا والدين ولا نخجل أبدًا فما عنده لا يقل هو من قال عن نفسه الكريم:

“فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ” (المؤمنون 116)،

وكيف لا نطلب من الكريم، فلا يجب علينا انتظار يوم معين للدعاء بدعاء مثل دعاء يوم عاشوراء.

اقرأ أيضًا: خير الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل وقت للدعاء يوم عرفة

صيام يوم عاشوراء

من الثابت أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يوم عاشوراء، لكن ورد أنه من السنة صيام هذا اليوم.

فعن عبد الله بن العباس رضي الله عنه قال: “أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ لهمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما هذا اليَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فيه مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ” (صحيح مسلم 1130).

في هذا الحديث نتعرض لقضية مهمة جدًا في جوانب إيمان المسلم، وهي الإيمان بكل الرسل السابقين لأن شرعية الإسلام هي الشريعة الخاتمة، ويحصل الإيمان لدى المسلم بالإيمان بكافة الرسل والأنبياء السابقين.

في ذلك يقول الله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (البقرة 285).
فالإيمان بالله والملائكة وكل الكتب السماوية الصحيحة والرسل السابقين و القدر خيره وشره من أصول الإيمان لدى المسلم.

لأن اليهود حرفوا كتبهم وما أنزله الله عليهم من خير أضاعوا بالتحريف، فنحن -المسلمين- أولى بحب سيدنا موسى عليه السلام منهم، ولهذا لما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يحتفلون بيم عاشوراء لأن الله نجى فيه موسى من فرعون؛ قال: “فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم”.

كما صام الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا اليوم وأمر المسلمين بصيامه سنة عنه مستحبة وليست فرضًا.

اقرأ أيضًا: هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج وفضل صيام يوم عرفة

حديث آخر عن صيام يوم عاشوراء

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، و السنَةَ التي بَعدَهُ، و صِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ” (رواه مسلم 1162).

هذا الحديث يوضح فضل صيام يوم عاشوراء، وأنه باب من أباب مغفرة الذنوب، ولم يرد في الحديثين كما رأينا أي ذِكر عن دعاء يوم عاشوراء.

اقرأ أيضًا: دعاء يوم السبت وزيارته ودعاء ما بعد زيارة النبي وبعض أقاويل زيارة النبي

أحاديث مشهورة لا تصح عن يوم عاشوراء.

هناك الكثير جدًا من الأحاديث الموضوعة المكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء، من هذه الأحاديث:

  • “من أحيَى ليلةَ عاشوراءَ فكأنَّما عبَد اللهَ تعالَى بمثلِ عبادةِ أهلِ السَّماواتِ، ومن صلَّى أربعَ ركعاتٍ يقرأُ في كلِّ ركعةٍ {الْحَمْدُ} مرَّةً، وخمسين مرَّةً {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، غُفِر له ذنوبُ خمسين عامًا ماضٍ، وخمسين عامًا مستقبَلٌ، وبُني له في الملأِ الأعلَى ألفُ ألفِ منبرٍ من نورٍ” (موضوعات ابن الجوزي 2/432) قال عنه أنه لا يصح.
  • “مَن صلَّى يومَ عاشوراءَ، ما بينَ الظُّهرِ والعَصرِ أربعَ رَكَعاتٍ يقرأُ في كلِّ رَكْعةٍ بفاتحةِ الكتابِ مرَّةً وآيةِ الكرسيِّ عشرَ مرَّاتٍ وقل هوَ اللَّهُ أحدٌ إحدى عشرةَ مرَّةً والمعوِّذتينِ خمسَ مرَّاتٍ. فإذا سلَّمَ استغفرَ اللَّهَ سبعينَ مرَّةً أعطاهُ اللَّهُ في الفردوسِ قبَّةً بيضاءَ” (الفوائد المجموعة للشواكني وقال عنه إنه موضوع)

هناك العديد من الأحاديث الأخرى المكذوبة في فضل هذا اليوم، فبعد البحث لم نجد سوى حديث الصوف الذي سبق وذكرناه، لكن يمكن للمسلم الدعاء فيه مثل أي يوم عادي أو الدعاء عند الإفطار فهذا من مواطن استجابة الدعاء.

اقرأ أيضًا: دعاء للميت في يوم الجمعة مستجاب إن شاء الله

حديث التوسعة يوم عاشوراء

نص الحديث يقول: “مَنْ وسَّعَ على عيالِهِ يومَ عاشوراءَ وسعَ اللهُ عليهِ سائرَ سنتِهِ”

هذا الحديث لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذكره في عدة كتب أنه بين منكر وضعيف نحو:

  • الدارقطني في كتاب “العلل المتناهية” (2/)553.
  • ابن عدي في كتاب “الكامل في الضعفاء” ( 6/361).
  • الألباني في كتاب “السلسلة الضعيفة” (6824 )قال عنه أنه ضعيف.
  • الألباني في كتاب ” تخريج مشكاة المصابيح” (1868) قال عنه أنه ضعيف من جميع طرقه، وحكم عليه شيخ الإسلام بالوضع.

بذلك نكون قد جمعنا لكم أقوال الفقهاء حول دعاء يوم عاشوراء وما ورد فيه من أخبار في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل صيام يوم عاشوراء وسبب صيامه، ندعو الله تعالى أن يتقبل منكم ومنا صالح الأعمال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.