دعاء الانتهاء من الطعام

دعاء الانتهاء من الطعام وآداب الطعام في الإسلام من المعارف المهمة التي يجب معرفتها كل إنسان مسلم، في أغلب الأحيان يتعلم بعضها مع بداية نطقه للكلام، وذلك يكون مدعاة لفرحة الأهل به.

لكن بالطبع يجب معرفة النصوص الصحيحة لهذه الأذكار والأدعية من السنة الصحيحة.

دعاء الانتهاء من الطعام

قد ورد دعاء قبل الطعم في حديث عن معاذ بن أنس – رضي الله عنه – قال: ” من أكل طعامًا فقال الحمدُ للهِ الَّذي أطعمني هذا ورزقني من غيرِ حوْلٍ منِّي ولا قوَّةٍ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه ومن لبِس ثوبًا جديدًا فقال الحمدُ للهِ الَّذي كساني هذا ورزقني من غيرِ حوْلٍ منِّي ولا قوَّةٍ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه وما تأخَّر” (سنن الترمذي 3458)
يرشدنا الحديث الشريف إلى ما ينبغي على المسلم من حمد ربه وشكره على ما أنعم عليه من مأكل ومشرب وملبس رزقه إياه؛ وإن هذا الشكر باب من أبواب غفران الذنوب وأن هذا الرزق دون فعل من العبد ولولا توفيق الله عز وجل ما تيسر هذا الطعام، ولولا الله ما كان قدر الإنسان صحيًا على أكله، “غفر له” أي محى الله ما تقدم له من ذنوب أي ما سبق له من سيئات وخطايا فعلها.
كذلك يشكر المؤمن الله عن الثوب الذي لبسه.

إقرأ أيضًا: دعاء وداع شهر رمضان مكتوب وما يستحب في العشر الأواخر

دعاء آخر بعد الانتهاء من الطعام وفضل شرب اللبن

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: ” دخلتُ مع رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى خالَتي ميمونةَ رضي اللهُ عنها ومعَنا خالدُ بنُ الوليدِ رضيَ اللهُ عنهُ فقالت له ميمونةُ: يا رسولَ اللهِ ألا نقدِّمُ لكَ شيئًا أهدَتهُ لنا أمُّ عفيفٍ؟ قال: بلَى فأتَتْهُ بضِبابٍ مشويَّةٍ, فلما رآها تفَلَ ثلاثَ مرَّاتٍ, فقال له خالدُ: لعلَّكَ تقذُرُهُ, قال: نعَم , ثمَّ أتى بإناءٍ فيهِ لبنٌ فشربَ وأنا عَن يمينِهِ وخالدٌ عن يسارِهِ, فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الشَّربَةُ لكَ وإن شئتَ آثرتَ بها خالدًا, فقال: لا أوثِرُ بسؤرِكَ أحدًا فناولَني رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الإناءَ ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: من أطعمَهُ اللهُ طعامًا فليقُلْ: اللَّهمَّ بارِكْ لنا فيهِ وأطعِمنا خيرًا منهُ, ومن سقاهُ اللهُ لبنًا: فليقُلْ: اللَّهمَّ بارِكْ لنا فيهِ وزِدنا منهُ: فإنِّي لا أعلَمُ شيئًا يَجزي عن الطَّعامِ والشَّرابِ إلَّا اللَّبنَ”
في هذا الحديث يحكي عبد الله بن عباس موقف حدث مع النبي في بيت السيدة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها (ميمونة بنت الحارث وهي خالة عبد الله بن عباس) فجاءت للنبي بضباب مشوية (الضب حيوان من الزواحف يجوز أكله)، فتفل الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات أي أنه كره ويتقذر أكله، فساله عن ذلك خالد بن الوليد رد عليه بأجل (أي أن النبي صلى الله عليه وسلم ذاته هو من عافاه وكرهه وهو من النفس البشرية لمثل هذا النوع من الأطعمة، ولا الكراهة الشرعية).
وموضع شاهدنا هنا عندما أُتِيَ إلى النبي بلبن  فشرب وقال: “من أطعمَهُ اللهُ طعامًا فليقُلْ: اللَّهمَّ بارِكْ لنا فيهِ وأطعِمنا خيرًا منهُ” وهذا الدعاء المأثور عن النبي.
أردف النبي عن فضل اللبن وقال: ” فإنِّي لا أعلَمُ شيئًا يَجزي عن الطَّعامِ والشَّرابِ إلَّا اللَّبنَ” أي أنه يصلح بدل الأكل إذا جاع الإنسان ويصلح بدل الماء في ري العطش.

إقرأ أيضًا:  الدعاء عند الأفطار للصائم في رمضان بالأدلة والأحكام الإسلامية التفصيلية

دعاء قبل الطعام

ورد دعاء قبل الطعام في حديث السيدة عائشة – رضي الله عنها – قالت: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يأكلُ طعامًا في ستَّةِ نفرٍ من أصحابِهِ فجاءَ أعرابيٌّ فأَكلَهُ بلُقمَتينِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أما أنَّهُ لو كانَ قالَ بِسمِ اللَّهِ لَكفاكُم فإذا أَكلَ أحدُكُم طعامًا فليقُل بِسمِ اللَّهِ فإن نَسِيَ أن يقولَ بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ فليقُلْ بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ وآخرِهِ” (صحيح ابن ماجة 2659).

في هذا الحديث تروي السيدة عائشة – رضي الله عنها – موقف رأته مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يأكل مع ستة من الصحابة فجاء رجل أعرابي ( الأعرابي هو العربي لكنه يسكن الصحراء بعيد عن المدن ويعيش على الرعي والترحال وراء المرعى والماء) فأكل الطعام كله في مرتين بلقمتين، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم: إنه لو كان قال بسم الله لنزلت البركة على الطعام، وحرم الشريطان من الأكل منه ” وسلَّمَ أما أنَّهُ لو كانَ قالَ بِسمِ اللَّهِ لَكفاكُم”
بعد ذلك يرشدنا إلى ضرورة التسمية قبل الأكل وإذا نسي الإنسان ثم تذكر فليقل: ” بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ وآخرِهِ” بذلك يتم الوفاء بسنة النبي الذي علمنا إياها وهذا من لطيف رحمة الله تعالى.

آداب الطعام في الإسلام

وردت بعض آداب الطعام في حديث عمر بن أبي سلمة قال: ” كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ” (صحيح البخاري 5376)
يتناول الحديث مجوعة من آداب الطعام قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بتعليمها لعمر بن أبي سلمة لكن الحديث هنا لعموم الأمة إلى يوم الدين وليس قول خاص به، حينها عمرو كان طفل عند النبي – صلى الله عليه وسلم – “في حجر” أي عنده تحت تربيته ورعايته وكعادة الأطفال لا يلتزمون الأكل بطريقة رزينة ويحرك يده في جوانب الإناء الذي به الطعام؛ فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم: بثلاث وصايا “سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ”.
التسمية قبل الطعام (قول بسم الله، أو يزيد بسم الله الرحمن الرحيم)، والأكل باليد اليمنى، والأكل من الجانب الذي يقابله من إناء الطعام.
ويردف عمر بن أبي سلمى إنه التزم بهذه الوصية منذ يومها، وهذه طريقة أكله.

إقرأ أيضًا: دعاء للحصول على عمل وقواعد طلب الرزق

من آداب الطاعم في الإسلام عدم إهداره

عن أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: “إذا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أصابِعَهُ، فإنَّه لا يَدْرِي في أيَّتِهِنَّ البَرَكَةُ” (صحيح مسلم 2035)

وفي روايةٍ بهذا الإسنادِ غير أنه قال: “ولْيَسْلُتْ أحَدُكُمُ الصَّحْفَةَ، وقالَ: في أيِّ طَعامِكُمُ البَرَكَةُ، أوْ يُبارَكُ لَكُمْ”.
يعلمنا نبينا الكريم في هذا الحديث العديد من آداب الطعام منها إنه إذا أكل المصلم طعم بيديه العاريتين فليلعق (يَلْحَسْ) ما علق بأطراف أصابعه فإنه لا يعلم في أي قطعة تكمن البركة وهي زيادة الخير وثبوته والانتفاع به والمراد هنا تمام التغذية والانتفاع بنعمة الله تعالى وعدم تهدير أي فضلات طعام.
” لْيَسْلُتْ” أي وليمسح وتجمع ما تبقى من طعام في الصفحة (أناء يكفي لطعام خمسة رجال والمراد هما أي إناء طعام) فإنه لا يدري في أي قطعة طعام البركة تكمن، في ذلك الحض على عدم تهدير أي طعام.

بذلك نكون قد نقلنا لكم أقوال الفقهاء والأحاديث الصحيحة في دعاء الانتهاء من الطعام ودعاء قبل الطعام وآداب الطعام في الإسلام نرجو أن نكون قد أفدناكم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.