سنن وأركان الصيام
سنن وأركان الصيام وحكمه ومبطلاته وشروطه وحكم العلم والجهل بمبطلات الصيام يمكنك التعرف عليهم الآن وأكثر عبر موقع زيادة ، حيث أن الصوم واجب على المسلم لأنه ركن أساسي من أركان الإسلام.
حتى غروب الشمس، ولا تقتصر عبادة الصوم على صيام شهر رمضان فقط، يجوز للإنسان أن يصوم فريضة أو متطوعًا، والصوم من حيث حكمه الشرعي المتعلق به أنواع عديدة، قسمها الفقهاء إلى أقسام مختلفة دعونا نتعرف الأن على سنن وأركان الصيام وحكمه.
اقرأ أيضا: هل يقبل الصيام بدون صلاة
رأي العلماء في أركان الصيام
اختلف العلماء في تحديد أركان الصيام وانقسموا إلى رأيين:
- الأول: وهو رأي الحنابلة والحنفية وقد حددوا أركان الصيام في أمر معين ليكون صحيحا وهو الإمساك عن المفطرات فقط، أما النية فقد اعتبروها شرطا من شروط الصيام وليس ركنا له.
- الثاني: وهو للمالكية والشافعية وقد تمثلت أركان الصيام في المذهبين المالكي والشافعي في النية، والإمساك عن المفطرات، وقد أضاف الشافعية الصائم إلى تلك الأركان أيضا.
ما هي أركان الصيام؟
1_ النية
- سنن وأركان الصيام وحكمه هي تعرف على أنها قصد في القلب لا يتلفظ به ولكن يجب تنفيذه، وتأخذ حكم الوجوب، وذلك وفقا لما جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال إنما الأعمال بالنيات.
- وقد أشترط مذهب الشافعية تبييت النية قبل طلوع فجر يوم الصيام أي من ليلة الصيام، معتمدين على قول النبي من لم يبيت نية الصيام قبل الفجر فلا صيام له ويجب أيضا تحديد نوع الصيام ويجب أن تتم النية قبل طلوع الفجر في يوم الصيام.
- وذلك يكون في جميع أنواع الصيام سواء فرض أو نافلة، أما عن رمضان فقد أوجب الشافعية عقد نية الصيام عن كل يوم في الشهر موضحين ذلك بأن شهر رمضان يتضمن أكثر من عبادة وأن لكل عبادة نية خاصة بها فما هي سنن وأركان الصيام وحكمه المعروفة.
- أما المالكية: فقد جاء قولهم موافقا لقول الشافعية من حيث عقد النية ليلا وتحديدها أن كان صيام فرض أم نافلة وأيضا للكفارة والنذر، ويمكن عقد نية الصيام قبل الفجر بقليل أو حتى مع طلوع فجر يوم الصيام.
- ولكن لم يشترط المالكية تكرار النية برمضان أي أنهم أجازوا صيام رمضان بينة واحده أول الشهر وينطبق ذلك على أي صيام متصل سواء كان نافلة أو غيرها ولكن يتوجب على من أفطر لعذر أن يعيد نيته عند الرجوع للصيام.
2 _ الإمساك عن المفطرات
- وتقسم المفطرات لمفطرات الحسية منعا الأكل والشرب والاستمناء والجماع ومفطرات معنوية وهي النميمة والغيبة.
- والامتناع عن المفطرات هو الإمساك عن كل ما يتسبب في إفطار وذلك من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.
3_ الصائم
- وهو أحد أركان الصيام لدى الشافعية، وقد جاء تفسيرهم لجعل الصائم ركنا من أكان الصيام بناءا على مبدأ الكيفية.
- حيث أن الصيام ليس له كيفية يمكن إدراكها بدون الصائم قياسا على الصلاة التي يمكن أداؤها دون مصلٍ، فالصلاة تتم الحركات والأقوال عكس الصيام الذي لا يتم دون وجود الصائم وهي أحد سنن وأركان الصيام وحكمه.
اقرأ أيضا: هل الصيام يضر الحامل في الشهور الاولى
أحكام خاصة بأركان الصيام
1_ أكل الصائم وشربة نسيانا
- انقسم فيه العلماء إلى قولين الأول واجتمع فيه الحنفية والحنابلة والشافعية وقد أجازوا للصائم الذي أكل أو شرب إذا نسى، وذلك وفقا لما جاء في الحديث الشريف بقول النبي، إذا نسى فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه.
- أما المالكية فقد أفتوا فساد الصيام لمن أكل أو شرب سواء كان ناسيا أو مكرها، ووجب على من أفطر ناسيا قضاء ذلك اليوم.
2_ حكم تأخير الاغتسال إلى ما بعد الفجر في رمضان
- جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن السيدة عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع لا من حلم ثم لا يفطر ولا يقضي.
- ومن ذلك أجاز العلماء صيام المسلم إذا تأخر إلى ما بعد الفجر في الاغتسال من الجنابة سواء كان التأخير متعمدا أو ناسيا، وكذلك للحائض التي تطهرت من الحيض قبل فجر يوم الصيام ولم تغتسل إلا بعد الفجر يصح صيامها أيضا.
3_ حكم الصيام عن الميت
- في حكم جمهور العلماء أجازوا الصيام عن الميت، وأنكره البعض بعدم الوجوب والاكتفاء بطعام مسكينا عن كل يوم، واستحب البعض الصيام عنه، وأجاز البعض الآخر صيام النذر دون رمضان.
- أما ابن حزم فقد أجاز الصيام عن الميت في جميع الحالات سواء كان صيام رمضان أو صيام نذر.
اقرأ أيضا: ما الفرق بين الصوم والصيام في الشريعة الإسلامية
مبطلات الصيام
انقسمت العلامات فيما يخص مبطلات الصيام فهناك مبطلات اتفقوا على جمهور العلماء وأخرى اختلفوا عليها.
1_ المبطلات المتفق عليها جمهور العلماء
الجماع
- طبقا لرأي جمهور العلماء فإنه من الممكن إبطال الصيام عند الجماع في نهار رمضان ولكنه جائز في ليل رمضان وذلك لقوله تعالى:
( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم).
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال ما لك قال وقعت على امرأتي وأنا صائم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا قال فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر والعرق المكتل قال أين السائل.
فقال أنا قال خذها فتصدق به فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فو الله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك.
القيء المتعمد
- القيء المتعمد أو الاستقاءة وهي ما تعمد إخراجه من الجوف وقد أجمع العلماء من جميع المذاهب أن الاستقاء من مبطلات الصيام وذلك لما جاء في صحيح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال من ذرعه القيئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض.
الأكل والشرب عمدا
- أتفق جمهور العلماء في الشأن أيضا حيث اتفقوا على أن تعمد الأكل والشرب أثناء الصيام فعل آثم ويبطل الصيام وعلى من تعمد وجود قضاء ذلك اليوم.
- وقد جاء في كتاب المجموع عن الإمام الشافعي:
( إذا أبتلع الصائم ما لا يؤكل في العادة كدرهم أو دينار أو تراب أو حصاة أو حديد أو حشيش أو خيط، أفطر بلا خلاف ).
- وقد اتفق معه جميع المذاهب الأخرى وجمهور العلماء.
- وجاء أيضا أنه يعتبر من المفطرات كل ما يقاس على الأكل والشرب أو ما يؤدي نفس وظيفته مثل الأبر المغذية حيث أنها تقوم مقام الأكل والشرب فتأخذ حكمها.
- أما تلك الأبر الغير مغذية فهي ليست مفطرة حيث أنها لا تقوم مقام الأكل والشرب سواء كانت تأخذ في الوريد أو عن طريق العضل.
دخول أي شيء في الجوف
والجوف هو كل فارغ يقبل الشغل والامتلاء، وجاء أيضا أن الجوف هو الواسع من الشيء وقد اتفق جمهور العلماء أن أي شيء يدخل جوف الصائم يفسد صيامه مستدلين بقول النبي; الفطر مما دخل وليس مما خرج.
الردة
وهي خروج المسلم عن الدين وهي من مبطلات الصيام فمن خرج عن الدين لا صيام له وذلك باتفاق جمهور العلماء.
الحيض والولادة والنفاس
دم الحيض ودم النفاس من المبطلات الأساسية عند النساء، حتى وإن نزل هذا الدم قبل غروب الشمس مباشرة، ووجب الإفطار على الحائض والنفاس وقضاء أيام الإفطار بعد التطهر.
2_ مبطلات الصيام المختلف عليها
الاغماء
أجمع عليه العلماء بأنه من المبطلات والموجب قضائها، ولكن خالف في ذلك الإمام البصري حيث ذهب إلى عدم وجوب القضاء مفسرا ذلك بأن الإغماء يؤدي إلى زوال العقل، وزوال العقل يلغي وجوب الأداء، ووجوب الأداء يقوم على وجوب الأداء.
الجنون
- أبطلت فريضة الصيام عن المجنون، وذلك في حالة أن كان الجنون ملازما، وذلك كما روى عن علي ابن أبى طالب رضي الله عنه حين قال:
(يا أمير المؤمنين أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يعقل ).
- أما الجنون المؤقت فيجب عليه الصيام وقد اختلف العلماء في حالة صيام المكلف الذي طرأ عليه الجنون أثناء صومه، فقد ذهب المالكية والشافعية إلى بطلان صيامه قياسا على بطلان صيام الحائض.
- أما الحنابلة فقد قاسوا الجنون الطارئ على الاغماء، والإغماء لا يبطل الصيام وعليه فمن طرأ عليه الجنون لا يبطل صيامه وقد وافقهم في ذلك الحنفية.
الحجامة
اتفق الشافعية والحنفية والمالكية على صحة صيام المحجوم مع اختلاف الأحكام لكل منهم حيث جاء في مذهب الحنفية إلى جواز صيام المحجوم أن لم تكن سببا في ضعفه وعدم تحمله للصيام.
أما المالكية فقد قالوا بتحريم الحجامة للصائم إن كان يظن أنه لن يستطيع الصيام بسببها، وجاء في مذهب الحنابلة أن الحجامة تبطل الصيام.
حكم العلم والجهل بمبطلات الصيام
- يعتبر العلم والجهل بتلك المبطلات شرطا لإفساد الصيام، حيث أن الإتيان بأحد مبطلات الصيام مع الجهل بحكمها لا يؤدي إلى إفساد الصوم، وكذلك النسيان فلا يؤخذ على المكلف بالصيام إتيانه أحد المبطلات إن كان ناسيا.
- أما من اغمى عليه قبل طلوع الفجر، فقد جاء فيه أن من صام وقد أغمى عليه ولم يفق حتى الغروب فقد بطل صيامه وذلك عند الشافعية والحنابلة والمالكية، وذلك بناء على أن الصيام الإمساك مع النية.
- أما الحنفية فقد أجازت صيام المغمى عليه قبل الفجر وإفاقته قبل غروب الشمس إذا ارتكب الصائم أحد المبطلات ظنا منه أن الفجر لم يأتي وكان قد مر وقت الفجر فأنه قد بطل صيامه ووجب عليه القضاء.
- وينطبق الحكم على من جاء بأحد المبطلات ظنا أن المغرب قد حل وعليه أيضا بقضاء ذلك اليوم.
اقرأ أيضا: هل العادة السرية تبطل الصيام في الليل
شروط الصيام
رأى المذاهب الأربعة في تحديد شروط الصيام:
1_ رأي الشافعية
- الصيام ركن من أركان الإسلام الخمس، فلا يصح إلا للمسلم.
- التكليف والمكلف في الإسلام هو البالغ العاقل وذلك يدخل في سنن وأركان الصيام وحكمه.
- عدم وجود عذر مانع للصيام وتلك الأعذار هي: الحيض والإغماء والنفاس والجنون الدائم وجميعها أعذار مانعة للصيام، وهناك أعذار تبيح الإفطار كالمرض الشديد والسفر.
2_ رأي الحنفية
لم يختلف الحنفية في شروط الصيام عن الشافعية إلا بزيادة شرط العلم بوجوب الصيام، للمسلم الذي نشأ بعيدا عن الإسلام عذر عدم الصيام، وأضاف الحنفية شرطين لصحة الصيام وهم:
- المعافاة من المرض والطهارة من الحيض والنفاس.
- أما لوجوب الصيام فقد اشترط الحنفية الإسلام والنية وعدم وجود مبطلات أو مفسدات للصيام.
3_ رأي المالكية
اشترط المالكية لصحة الصيام البلوغ والقدرة على الصيام أما لصحة الصيام فقد اشترطوا الإسلام والنية والزمن الذي يصح فيه الصيام ولوجوب الصيام وصحته فقد اشترط المالكية العقل والطهارة من الحيض والنفاس وثبوت شهر رمضان.
4_ رأي الحنابلة
لم تختلف عن المالكية في صحة الصيام ووجوبه إلا أنهم أضافوا التمييز كشرط لصحة الصيام فلا يجوز لغير المميز الصيام وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور وتعجيل الإفطار وكذلك الابتعاد عن كل ما ينافي آداب الصيام ووصى باستخدام السواك في نهار الصيام.
كانت هذه نبذة عن سنن وأركان الصيام وحكمه حيث يمكنكم التعرف على شروط الصيام ليكن صحيحا وما هي مبطلات الصيام التي من الممكن أن تؤثر على صحة الصيام.