العلاقة بين الشمس والقمر والأرض

العلاقة بين الشمس والقمر والأرض وطيدة وكل منهم يكمل الآخر بإرادة المولى عز وجل فنحن نعيش في هذا الكون على سطح كوكب من عدد لا نهائي من الكواكب، في مجرة فضائية تزدحم بالكويكبات والنجوم والأجسام المعتمة والمضيئة التي تتباين في أحجامها وخصائصها وبعدها عن الشمس، ومع أن المجموعة الشمسية التي ينتمي إليها كوكبنا هي جزء صغير من الفضاء الكوني اللامتناهي إلا أننا نتعامل معها بوصفها مركز الكون، وهنا سوف نتحدث عن العلاقة بين الشمس والقمر والأرض عبر موقع زيادة

أهمية الشمس

الشمس هي جسم فضائي مضيء، يصنف كنجم وتحتل الشمس النقطة المركزية في المجموعة الشمسية، تأخذ الشمس شكلا كرويًا يبلغ  قطره حوالي 1,392,684 أي ما يساوي 109 مرة ضعف حجم الأرض، تتكون الشمس من مجموعة من الغازات  منها الهيدروجين والهليوم والأكسجين والكربون والنيون وغيرهم، كما تحتوي على بلازما حارة تتشابك مع الحقل المغناطيسي، والشمس هي نجم  ضمن 200 مليار نجم تتكون منهم مجرة درب التبانة.

» شاهد أيضًا: كم تبعد الشمس عن الارض والقياسات الحديثة للمسافة بينهما

أهمية القمر

القمر هو جسم سماوي معتم يعكس ضوء أشعة الشمس الساقطة عليه، والقمر الأرضي هو القمر الوحيد التابع لكوكب الأرض، وبالنسبة لحجمه فهو خامس أكبر أقمار المجموعة الشمسية يعادل قطر القمر ربع قطر الأرض تقريبا، ويعد ثاني أكبر قمر من حيث الكثافة بعد آيو.

يحتل القمر مكانة خاصة فقد أولاه علماء الفضاء اهتمامًا كبيرًا، واستطاعوا أن يهبطوا عليه ولعل تجربة برنامج لونا التابع للاتحاد السوفييتي عام 1959م حبقت نجاحا ومكنت مركبة فضائية من الوصول إلى سطح القمر، ثم توالى نجاح المحاولات في الهبوط على سطح القمر بواسطة مركبات فضائية تقل بعثات من العلماء.

ولعل دوران القمر حول الأرض وما يتبع ذلك من تأثيرات مختلفة مثل حدوث ظاهرة الليل والنهار وظاهرة المد والجزر، وحدوث الظواهر الطبيعية الغريبة مثل الكسوف الشمسي والخسوف القمري وما إلى ذلك قد أحدث تأثيرًا كبيرًا على الثقافة والتقويم وغيره، وتتجه جهود علماء الفضاء إلى محاولة إيجاد حياة على سطح القمر باعتبار أن بيئة القمر صالحة للحياة البشرية إذا تم التغلب على بعض المصاعب مثل انعدام الجاذبية.

يشبه القمر الأرض في بعض الأشياء مثل وجود الصخور المشابهة للصخور الأرضية، ويختلف عنها في عدة أشياء مثل عدم وجود غلاف جوي، كما أن سطحه خال من الماء، ودرجة الحرارة على سطح القمر عالية جدًا في النهار، ومنخفضة جدًا في الليل، كما أنحجمه أصغر بكثير من الأرض.

» شاهد أيضًا: حوار بين الشمس والقمر والكواكب ومناقشة بينهم

أهمية الأرض

الأرض هي كوكب مثل بقية كواكب المجموعة الشمسية التي تدور حول الشمس، من حيث الحجم يعد كوكب الأرض خامس أكبر الكواكب حجمًا، ومن حيث البعد عن الشمس فهو الكوكب الثالث، ويتكون كوكب الأرض من الماء التي تحتل ثلاثة أرباع ساحته واليابسة التي تحتل ربع الكوكب.

وعلى خلاف الكواكب الأخرى فإن كوكب الأرض يتميز ببعض الخصائص التي جعلته صالح للحياة، مثل وجود غاز الأوكسجين ووجود قوة الجاذبية، ووجود الماء والمسافة المناسبة من حيث بعده عن الشمس فلا هو قريب لدرجة كبيرة تسبب هلاك الكائنات الحية بفعل حرارة الشمس، ولا هو بعيد لدرجة تسبب تجمد الكائنات الحية.

» شاهد أيضًا: سرعة دوران الأرض حول نفسها وتأثير دوران الأرض حول الشمس

العلاقة بين الشمس والقمر والأرض

أما عن العلاقة بين الشمس والقمر والأرض فثمة علاقة أزلية تربط بين هذه العناصر الكونية ينتج عنها الليل والنهار ، واختلاف الليل والنهار من مكان لآخر، واختلاف التوقيت من بلد لآخر، وتقسيم العام إلى شهور، والكثير من الظواهر الكونية والخصائص الفيزيائية التي تتضافر جميعها لتحفظ الحياة للكائنات الحية على سطح الأرض في تدبير رباني وترتيب إلاهي بنظام محكم لا يتطرق إليه الخلل ولا الخطأ، إلى أن يشاء الله، ويمكن بيان العاقة بين العناصر الثلاثة على الوجه التالي:

على خلاف المعتقد القديم الذي كان يقول أن الأرض ثابتة وأن الشمس تدور حول الأرض، فد أثبت العلم أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وأن الأرض كغيرها من الكواكب تدور  وليست ثابتة.

تدور الأرض حول نفسها وحولل الشمس، أما دورانها حول نفسها فيكون حول محورها، ومحورها هذا هو خط وهمي يصل بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وهي تتم دورتها حول نفسها مرة كل 24 ساعة، فيكون اليوم، ومع دورانها المستمر تحدث الحركة الظاهرية وهي أننا نرى ضوء الشمس طالما كانت المنطقة التي نحن عليه في مواجهة الشمس، ونشعر بالغروب مع ابتعاد تلك البقعة عن الشمس حتى تصبح في نقطة بعيدة عن الشمس فيحل الظلام الكلي، وهذا يفسر وجود النهار في مكان والليل في مكان آخر في الوقت نفسه، كما يفسر شعورنا المستمر بتغير مظهر السماء والنجوم حيث تبدوا لنا وكأنها تتحرك، في حين أن المتحرك الفعلي هو الأرض، وهذه الحركة هي تفسير تعاقب الليل والنهار.

يقول تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (44))، كذلك تنتج عن دوران الأرض حول نفسها ظاهرة الظل، والظل يحدث عندما تعوق الأجسام وصول أشعة الشمس إلى الأرض، ويتغير طول الشمس مع دوران الأرض فيكون أطول ما يكون في الصباح، ثم يقصر حتي يصير ظل كل شيء مثله في الظهيرة، ثم يأخذ في الطول ثانية حتى تغرب الشمس، يقول تعالي: (أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)).

أما عن دورة الأرض حول الشمس فهي تتم في مسار بيضاوي وتستغرق ثلاث مائة وخمس وستون يومًا، أي سنة كاملة، ومع العلم بأن محور الأرض مائلا بزاوية 23.5 درجة، فينتج عن دوران الأرض حول الشمس مع ميل المحور ظاهرة الفصول الأربعة حيث تختلف زوايا سقوط أشعة الشمس على الأرض ، فيستقبل كل من نصف الشمس الشمالي والجنوبية كيات مختلفة من ضوء الشمس وحرارتها، مما ينتج عنه الفصول الأربعة، الصيف والخريف والشتاء والربيع.

أما عن القمر والأرض فإن الأقمر هو أقرب الأجسام الفضائية إلى الأرض حيث يبعد عنها فقط بمقدار384 ألف كيلو متر، وهو يدور حول الأرض في دورة ثابتة تستغرق 29 يوما أي حوالي شهر تقريبا، ومن ذلك يأتي التقويم الهجري القمري، ويتغير الجزء المضاء من القمر في أثناء دورانه حول الأرض فنراه بأشكال مختلفة تسمى أطوار القمر، وقد وصف القرآن هذه الظاهرة قائلا: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)).

وترتبط ظاهرة خسوف القمر وكسوف المس بالحركة المستمرة للأرض والقمر والشمس، فالخسوف يحدث حين تقع الأرض بين المس والقمر فتلقي بظلها عليه وتمنع وصول أشعة الشمس إليه فنراه معتما، ويحدث الكسوف عندما يقع القمر بين الأرض والمس ويحجب عنها ضوء الشمس، ويكون كليا حين يحجب عنها جميع الضوء ويكون جزئيًا حين يحجب عنها جزءا من الضوء، قال تعالي : (” قال تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.

وفي الختام نكون قد تعرفنا على العلاقة بين الشمس والقمر والأرض العناصر الكونية الثلاثة ونتمنى أن يكون مقالنا نافعًا وماتعًا.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.