قصص عن الرفق بالأطفال
قصص عن الرفق بالأطفال وعدم إيذائهم هي من المواضيع المهمة التي تؤثر في تحديد شخصيات وسلوكيات الأطفال أثناء مرحلة النمو؛ حيث إن الحكايات الخاصة باللين وعدم إيذاء الآخرين من القصص التي يجب اختيارها بدقة.
لكي ينمو لدى الطفل كيفية التعامل السلسة اللينة مع الأطفال الآخرين، ويوجد العديد من القصص والمواقف في السيرة النبوية عن الرفق بالأطفال، ونعرض لكم كمًّا وافيًا من القصص عبر موقع زيادة.
قصص عن الرفق بالأطفال
من المهم توعية الأطفال بالطريقة التي يتعاملون بها مع الآخرين وخاصةً الأطفال من حولهم، وقد تكون القصص عن الرفق بالأطفال من أكثر الطرق الإيجابية في هذا الأمر.
إن رسول الله صلى عليه وسلم كان يحب الأطفال بشدة، وكان حنونًا معهم، يعطف عليهم، ومواقفه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وغيرهم هي أسمى قصص يضرب بها المثل في الرفق واللين.
فقد كان يعاملهم بحب ولين، وأوصانا صلى الله عليه وسلم في قوله: ” ليسَ منَّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِفْ شرَفَ كبيرِنا“، صحيح الترمذي.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ“، والرفق هو اللين في التعامل مع الآخرين، وهو من وصايا الدين الإسلامي.
حيث إن الأساليب التربوية المطبقة على الطفل منذ طفولته هي التي تقود سلوكياته خلال مراحل نموه إلى المسار الصحيح، وحتى يتحقق ذلك ينبغي التعرف على بعض قصص عن الرفق بالأطفال، وهي تتمثل في السطور الآتية.
اقرأ أيضًا: قصص أطفال قبل النوم مكتوبة
قصة عن اللين بالأطفال
ضمن قصص عن الرفق بالأطفال يذكر في يوم ما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأخ الصحابي أنس بن مالك ووجده يلاعب عصفور صغير فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن حال العصفور، فتبسم الطفل بشدة وذلك لأن نبي الله صلى الله عليه وسلم ألقى اهتمامًا للعصفور والذي يعد أمرًا صغيرًا للغاية.
بعد عدة أيام مر النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل وسأله عن حالِ عصفوره، فما كان من الطفل سوى أن ألقى بنفسه في أحضان النبي صلى الله عليه وسلم وبكى بكاءً شديدًا حزنًا على العصفور وأخبر النبي بأنه مات، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم لأمره وشارك الصبي في حزنه.
فعلى الرغم من انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بكثير من الأشياء الهامة إلا أنه ولى اهتمامًا كبيرًا بالطفل وشاركه حزنه ومشاعره، فقد أصبح هذا الموقف ضمن قصص عن الرفق بالأطفال.
قصة الفلاح وجرائه في الرفق بالطفل
كان يا مكان كان يتواجد فلاح بسيط في قرية بعيدة صغيرة، وكان يملك بعض الجراء الصغيرة التي يريد بيعها، فخطر بباله تعليق إعلان على سور الحديقة للعلم بتواجد أربعة جراء صغيرة للبيع.
بينما كان المزارع البسيط يعلق اللوح الإعلاني على سور حديقته أحس بيد خفيفة تطلب منه النظر إليها، فنظر الفلاح فإذا بطفل صغير يريد أن يشتري أحد الجراء، فقال له الفلاح بأن هذه الجراء غالية الثمن لأنها من النوع الجيد.
فوضع الطفل يده في جيبه وأخرج مبلغ صغير من المال، ثم سأل المزارع: أيكفي هذا المال أم لا؟ أخبره الفلاح أن المبلغ كافٍ ليشتري به الجرو.
عندها قام الفلاح بالتصفير فخرج كلبًا يتبعه عدد من الجراء، وبينما ينظر الطفل للجراء تجري نحو الفلاح لاحظ جرو آخر يتحرك ببطيء داخل منزل الكلاب، ويمكن القول بأنه أصغر حجمًا من الجراء الأخرى.
بدأ الجرو في محاولة اللحاق بالجراء الأخرى الذين قد وصلوا للمزارع، فقال الطفل: أريد شراء هذا الجرو، مشيرًا إلى الجرو الصغير البطيء.
أخبره الفلاح أنه لا يشبه الكلاب الأخرى ولا يستطيع اللعب والجري بنشاطهم، فأصر الطفل على شراء الجرو، وذهب في طريقه ناحية الجرو الصغير رافعًا سرواله ليكشف عن الدعامة الفولاذية بقدمه متصلة بالحذاء المصنوع خصيصًا له ليساعده على المشي.
اصطحب الطفل الجرو وذهب للمزارع وقال له: انظر يا سيدي، أنا أيضًا لا أتمكن من الجري واللعب جيدًا مثل الآخرين، وهذا الجرو في حاجة لمن يفهمه ويهتم به مثلي.
حمل الفلاح الجرو وأعطاه إلى الطفل بعينين ممتلئتين بالدموع.
قصة عن الرفق في نصح الأطفال
يحكي عن طفل يدعى حسن كان دائم الاعتزاز بنفسه لدرجة الحماقة معتقدًا أنه أقوى من الجميع، وفي يوم من الأيام نزل حسن إلى الشارع مناديًا: هل من أحدًا يريد مبارزتي؟
ثم ذهب لأحد الصبية وطلب منه أن يبارزه، فرفض الطفل متعللًا بكونهم أصدقاء، ثم ذهب لطفل آخر وطلب منه مبارزته ليختبر الصبي قوته، فأخبره بأن والدته أرسلته لشراء بعض حاجيات المنزل، ولا يرغب في التأخر.
ثم ذهب لطفل آخر فرفض الطفل وحاول أن يأخذه معه ليقرأ معه، لكن انزعج حسن من الصبي وترك الطفل وذهب، ومن شدة غضبه تعثر وسقط أرضًا مما تسبب في كسر قدمه، وبقي حسن ملازمًا للسرير مدة أسبوعين بعد هذه الحادثة.
حينها جاءته معاتبة له على ما فعله، وأخبرته بأن الكبرياء والغرور لا ينتهي أمر صاحبهم سوى بالخزي والألم وابتعاد الأصدقاء عنه، فالقوي يكون ذا شخصية لينة تساعد الآخرين ولا تزعجهم.
فأحس حسن بالندم وقرر ألا يزعج الآخرين مجددًا، ويعاملهم برفق ولين، ويتحلى بالتواضع، وهي من الأساليب التربوية التي تحققها قصص عن الرفق بالأطفال.
اقرأ أيضًا:قصة عن الرفق بالحيوان للأطفال
قصة اعتذار عن الرفق بالأطفال
في يوم الجمعة استيقظت الأم بنشاط كالعادة، وانتهت من الأعمال المنزلية، وحضرت الإفطار لطفلها أحمد، ثم ارتدت ملابسها استعدادًا للذهاب إلى السوق.
عند خروج الأم من المنزل سألت طفلها إذا كان يريد شيئًا من السوق، فأخبرها أنه يريد كعكة فأجابته بأنها ستحضرها لها إذا كان مطيعًا، وأوصته بألا يخرج العصافير من القفص وألا يخرج من المنزل.
ذهبت الأم إلى السوق وتركت حسن وحيدًا، في البداية أحضر ألعابه ولعب قليلًا حتى بدأ يشعر بالملل، ثم لاحظ الصوت العالي للعصافير، فأحضر الكرسي ووقف عليه، ثم أنزل قفص العصافير وظل متأملًا لهم.
لاحظ أن وعاء الطعام بداخل القفص مقولبًا فأراد أن يضعه بشكل صحيح، وحينما فتح أحمد باب القفص طارت العصافير في أرجاء المنزل.
خاف أحمد بشدة فقرر إحضار المفتاح الاحتياطي الذي تحتفظ به والدته في إحدى المزهريات، وأثناء محاولته إخراج المفتاح من المزهرية علقت يده بداخلها، ثم بدأ أحمد بتلويح المزهرية يمينًا ويسارًا حتى سقطت وانكسرت.
عندها تمكن أحمد من الحصول على المفتاح، وأسرع وفتح الباب فطارت العصافير لخارج المنزل في الحال وابتعدت كثيرًا.
عادت والدة أحمد من السوق وجدته جالسًا على السلم فسألته عما حدث وسبب سقوط المزهرية، فأخبرها بلا مبالاة أنه من تسبب في كسرها.
استمرت الأم بالبكاء قائلة له بأن عليه الاعتذار بسبب الفوضى التي سببها، فلم يهتم أحمد وجلس ليتناول كعكته.
في اليوم التالي ذهب أحمد إلى المدرسة، وخلال الفصل طلب منه صديقه عمر أن يتبادل معه الكتب لأن كتابه مظهره أفضل، فرفض أحمد قائلًا لعمر بأن كتابه يبدو فوضوي.
غضب عمر كثيرًا وحاول أن يأخذ الكتاب من أحمد عنوة مما تسبب في قطع الكتاب، حينها جاءت المعلمة، وبعد أن أخبرها أحمد بما حدث طلبت من عمر الاعتذار إلى أحمد أمام الجميع.
بالفعل قام عمر بالاعتذار وتقبيل رأس صديقه، وحينها تذكر أحمد ما قام به بالمنزل وبدأ بالبكاء.
أحاديث من السنة عن التعامل بلين مع الأطفال
أظهرت الأحاديث النبوية الحرص على إدخال الطفولة في مخططاته –صلى الله عليه وسلم- لبناء مجتمع إسلامي، فالأطفال هم رجال المستقبل، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل بالحرص في اختيار المرأة الصالحة التي ستكون أمًا لأولاده.
كما ينبغي على المرأة تحري الرجل الصالح الذي سيكون أبًا للأطفال يعلمهم الخير والشر ويؤمن بيئة آمنة مستقرة لإنشاء بيت سوي وصالح، وتشتمل قصص عن الرفق بالأطفال على ذلك.
كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بإعطاء الطفل اسمًا ينادى به، فقال –صلى الله عليه وسلم-: “تسمَّوا بأَسماءِ الأنبياءِ، وأحَبُّ الأسماءِ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ: عَبدُ اللَّهِ، وعبدُ الرَّحمنِ”.
كما كان صلى الله عليه وسلم حريص على أن يملأ الإيمان قلوب الأطفال، فعن ابنِ عباسٍ، قال: كنت خلفَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يومًا، فقال: “يا غلامُ احفظ اللهَ يحفظك، احفظ اللهَ تجده تجاهك، إذا سألت فاسألِ اللهَ، وإذا استعنت فاستعن بالله.
واعلم أن الأمةَ لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ؛ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ؛ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رفعتِ الأقلامُ، وجفَّت الصحفُ“.
عن الرفق قال –صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع السيدة عائشة: “ يا عائِشَةُ إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ”، صحيح مسلم.
عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورُ الأنصارَ، ويسلّمُ على صبيانهِم، ويمسحُ برؤوسهِم”، حسن صحيح.
الرفق واللين
إن خلق الرفق هو من أعظم الأخلاق التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يعد من الأخلاق الرفيعة التي يصعب الوصول إليها، والرفق هو البعد عن القسوة وإيذاء الآخرين.
كذلك الحرص على اختيار الكلمات وإيصال الأمور للآخرين بطريقة لينة، والابتعاد عن الغلظة، ومن الرفق بالأطفال هو الحرص الدائم على إيذائهم أو التصرف بطرق قد تؤدي بهم إلى أمراض نفسية أو معنوية أو جسدية.
يجب العلم بأن العادات المنتشرة في الأوطان العربية تتضمن العديد من العادات الخاطئة، حيث إن التعامل مع الأطفال بقسوة حتى يكونوا رجالاً صالحين هو أمر خاطئ للغاية.
فلا تنتج تلك التصرفات سوى أطفال مشوهين نفسيًا يعاملون أطفالهم لاحقًا بنفس الطريقة، وعند التعامل بصرامة مع الطفل منذ الصغر، في الغالب يصبح الطفل قاسٍ على أهله في الكبر، أي يحصدوا نتائج ما يقومون به.
اقرأ أيضًا: كيفية تربية الأطفال والتعامل معهم
علامات الرفق بالأطفال
بعض الأطفال تميل شخصياتهم إلى العزلة والانطوائية أكثر، لشعورهم الدائم بأن من حولهم لا يعطونهم اهتمام كافي، وفي هذه الحالة من مظاهر الترفق بالأطفال الاهتمام بهم، ومشاركتهم الأحاديث ومحاولة الاستماع إلى أفكارهم.
من ألطف مظاهر الرفق بالأطفال الثقة القائمة بين الطفل وأهله، وحرص الأهل الدائم على بث الروح الإيجابية لدى الطفل، وهذا يدفع الأطفال لعدم الكذب واللين في المعاملة.
التبسم في وجوه الأطفال من أبسط علامات الرفق، وهذا ما يدفعه للشعور بالأمل والتفاؤل، كذلك الحرص على اللمسات الحنونة على وجه طفلك وإشعاره بالاهتمام، وإبراز الفرحة عندما يروي لك حدث ما وإن كان بالغ الصغر من أهم مظاهر الرفق بالأطفال.
إن الرفق بالأطفال والتعامل معهم بلين واهتمام له يعد عامل كبير للغاية في إنشاء مجتمع سوي مليء بالثقة والاحترام والتفاهم، كما أن الرفق من الصفات المهمة الذي أوصى بها القرآن والسنة.