فوائد سورة القمر الروحانية
فوائد سورة القمر الروحانية كثر التحدث عنها وتناولها بين العامة، خاصة تلك الرسائل النصية التي ترد على وسائل التواصل الاجتماعي ويتناقلها طيبوا القلب بكل صفاء نية، دون التأكد من صحتها، لذلك كان للفقهاء كما كان يفعل الطيبون في العصور القديمة أيضًا لكنها كانت مجرد أوراق مطبوعة توزع أو تعلق في المحال التجارية.
لذلك كان للفقهاء قول سديد حول هذا الموضوع وتبين الصحيح وغيره في موضوع فوائد سورة القمر الروحانية، وهذا ما سنتناوله في هذا الموضوع على موقع زيادة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تفسير سورة الشمس للأطفال وقصتها وأسباب نزولها
فوائد سورة القمر الروحانية
كما ذكرنا آنفًا أن هناك عدد كبير من الأحاديث الموضوعة المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سورة القمر لكن بعد البحث في كتب الفقه والتفسير لم نجد إلا حديث وحيد ورد في بعض التفاسير مثل تفسير ابْن مرْدَوَيْه، كما أورده الواحدي في تفسيره الوسيط
الحديث هو:
… عن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال: “
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سُورَة اقْتَرَبت السَّاعَة فِي كل غب بعث يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه عَلَى صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَمن قرأهَا فِي كل لَيْلَة فَهُوَ أفضل وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وَوَجهه مُسْفِر عَلَى وُجُوه الْخَلَائق…”
إلا أهل العلم من محققين الحديث قد اجمعوا أن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنجد أحد أكبر الشافعين الإمام شمس الدين الخطيب الشربيني يقول في كتابه (لسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير) قد نفى الصحة عن هذا الحديث بالكلية وقال إنه موضوع.
كما انه لم يكن وحده من جزم بهذا الرأي فنجد أن صاحب كتاب (الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي) عبد الرؤوف بن تاج العارفين قال عنه أنه موضوع لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أنه ذكره آخرون وقالوا أنه أيضًا أنه موضوع نحو ابن مردويه (في فضائل السور) الثعالبي (في تفسيره) والواحدي.
مما سبق نتأكد أنه لا صحة لما ورد في فوائد سورة القمر الروحانية خاصة بها دون الفضل العام للقرآن الكريم كله.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم وأحاديث عن فضلها
سبب تسمية سورة القمر
كما نؤكد أنه لا صحة لما يشاع حول فوائد سورة القمر الروحانية وأنها سُميت بذاك الاسم لأن قرائها يكون مثل القمر يوم القيامة، فنجد أن الترمذي في سننه قد قال أنها تسمى سورة القمر أو تسمى سورة (اقتربت) ذلك بسبب أول آية فيها: ” اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1)”
تسمى سورة (القمر) لذكر القمر فيها
تسمى سورة (اقْتَرَبَت) لأنها أول كلمة فيها.
هذا فقط ما ورد في سبب تسميتها.
خطورة نقل أحاديث فضائل السور الموضوعة
قد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الأحاديث عنه دون تحقق وخاصة التي يعلم قائلها أنها ليست عنه، ووعد الذي ينقل الكذب أو يكذب عليه بمقعد في جهنم وبئس المصير، فعن عبد الله بن عباس أنه قال:
” اتَّقوا الحديثَ عنِّي إلَّا ما علِمتُمْ فمَن كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ ، ومَن قال في القرآنِ برأيِّهِ، فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ” (صحيح الترمذي 2915)
ففي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه:
- “اتَّقوا الحديثَ عنِّي إلَّا ما علِمتُمْ” هذا أمر غرضه الإرشاد من النبي لكافة المسلمين لعدم نقل الأحاديث عنه دون تحقق من صحته.
- “فمَن كذبَ عليَّ” أي من نقل عن النبي خلاف ما قاله أو لم يقوله ولم يرد في السنة…
- “مُتعمِّدًا فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ” أي من فعل ذلك وهو عامد وقاصد فقد استوجب لنفه مقعد في النار، وهذا من أغلظ المعيد الذي ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعده الفقهاء من الكبائر.
- “ومَن قال في القرآنِ برأيِّهِ” أي الذي يتكلم في تأويل وتفسير القرآن وهو جاهل بالقواعد الأصولية للتفسير ولا يعلم شيء عن التفسير المنقول يعتبر تجرؤ على كتاب الله.
- “فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ” أي أن من يفعل ذلك فليتأكد أنه سيصل نار جهنم لا محال
قال الفقهاء في تفسير هذا الحديث أن دخول النار هنا لا يُحمل على الخلود فيها إلا لمن استحل هذا الفعل، فداخلها يجازى على قدر فعله أو يعف عنه لأنه موحد بالله تعالى، ومن ثم يدخله الله في جنته بعفوه ورحمته.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم؟ وأسماء أخرى لها
خلاصة الموضوع في 5 نقاط
في نقلنا لأقوال الفقهاء حول فوائد سورة القمر الروحانية قد خلصنا إلى:
- هناك عدد كبير من الأحاديث الموضوعة في باب فضائل السور.
- أجمع العلماء على أن الحديث المشهور في فضل سورة القمر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- سبب تسمية سورة القمر بهذا الاسم أنها ورد في أولها ذكر القمر، ولا صحة لما يُقال حول إنها سميت بذلك لأن قارئها يأتي يومك القيامة وجهه مثل القمر ليلة تمامه.
- حذرنا النبي صلى الل عليه وسلم من نقل الأحاديث عنه دون التأكد من صحتها ومن فعل ذلك متعمدًا فقد وعده بمقعد في النار.
- كذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التحدث في تأويل القرآن أو تفسيره دون علم أو معرفة بالتفسير المنقول ووعد من فعل ذلك بمقعد في النار.