علاج حساسية الجلد بالعسل
علاج حساسية الجلد بالعسل يعتبر من الموضوعات التي تشغل بال الكثير خصوصًا بعد انتشار الطب البديل والطب التكميلي وغيره من أنواع الطب المعروفة قديمًا قبل الطب الحديث بآلياته المعروفة اليوم، وقبل أن نتحدث عن علاج حساسية الجلد بالعسل علينا أولًا معرفة حساسية الجلد وأسبابها وأنواعها.
علاج حساسية الجلد بالعسل
تكمن فكرة علاج حساسية الجلد بالعسل في كون الجسم قادرًا أن يحصل على قدر بسيط من المادة التي تسبب حساسية الجلد، فيما يعرف بمصطلح “العلاج المناعي”.
فعندما يحصل الجسم وجلده على هذا القدر الضئيل جدًا يكون باستطاعته مجابهة مسببات الحساسية بالمناعة، وبالتالي يكون الشخص أقل عرضة لحساسية الجلد، على أن يتم إضافة كميات أكبر تدريجيًا إلى أن يكون الجسم قد كون مناعة تامة تجاه حساسية الجلد، وهي نفس فكرة تطعيم الصغار بإعطاهم نسبة صغيرة جدا من الداء حتى يتأقلم الجهاز المناعي للجسم على إفراز مضاداته.
وقد أجريت دراسات تبحث عن تأثير العسل على علاج حساسية الجلد فوجد أن استخدام العسل يقلل من حدة التعرض للحساسية، في حين أنه أجريت دراسة أخرى تبحث في علاج العسل لحساسية الجلد، فوجدت أن تناول العسل بكميات كبيرة وجرعات عالية في غضون ثمانية أسابيع تحسن فرص عدم التعرض لمرض حساسية الجلد.
إقرأ أيضًا: علاج حساسية الجلد وما هي أسبابها وأعراضها
العسل في العلاج النبوي
ومما لا شك فيه أن علاج حساسية الجلد بالعسل شأنه شأن علاج عدد من الأمراض بالعسل فهو ملين للمعدة ويساعد على الهضم، كما يساعد على التئام الجروح بشكل سريع، كما أنه يساعد في التخلص من كثير من الأمراض التي يستخدم فيه علاجها الطب الحديث.
إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد أوصانا بشرب العسل للمداواة، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله –صلى عليه الله وسلم قال: “الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ”، وفي ذلك تصريح واضح من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على أهمية العسل وفائدته.
كما ذكرت الأحاديث النبوية عن أهمية العسل وعلاجه في صحيح البخاري بطرق أخرى كما أورد ابن ماجه والإمام أحمد والكسائي وغيرهم من رواة الحديث وعارفيه في فضل العسل في الاستشفاء والوقاية على حد سواء.
طرق أخرى للعلاج
صحيح أن علاج حساسية الجلد بالعسل أصبح أمرًا مفروغًا منه، إلا أن هناك طرق عديدة للحد من الإصابة بحساسية الجلد وذلك عن طريق استخدام وسائل أخرى والتي من بينها، استعمال الشوفان وعصير الليمون بطرق احترافية ثم بتدليك المنطقة المصابة بالحساسية، كذلك يعمل جل الصبار على علاج المناطق المصابة بالحساسية من خلال تدليكها، كما أن خل التفاح بإمكانه علاج حساسية الجلد، وأيضًا زيت الكافور وكذلك قشور الفواكه تستطيع علاج حساسية الجلد، وغير ذلك من المنتجات الطبيعية قد يمكنها أن تعالج حساسية الجلد، إلا أن أنفعها هو علاج حساسية الجلد بالعسل.
إقرأ أيضًا: علاج الحساسية الجلدية بزيت الزيتون
حساسية الجلد
إن علاج حساسية الجلد بالعسل يعتمد على تعريف حساسية الجلد ذاتها، فحساسية الجلد أو كما يشاع عنها بمصطلح “الإكزيما” فهي حالة مرضية تصيب معظم البشر، ويظهر هذا المرض على شكل بقع حمراء أو على شكل طفح جلدي في مناطق مختلفة على الجلد فيصبح متورم ويأخذ اللون الأحمر، وفي أغلب الظن تكون أعراض تلك الحساسية ظاهرة على شكل هجمات تروح وتغتدي عندما يتعرض المصاب لسبب من أسباب الحساسية، غير أنه لا يوجد علاج محدد لعلاج حساسية الجلد، وإنما توجد بعض العلاجات التي من شأنها أن تخفف من حدة الآلام الناجمة عنها.
أعراض حساسية الجلد
يرتكز علاج حساسية الجلد بالعسل على معرفة أعراض تلك الحساسية والتي بدورها تصيب الأطفال والبالغين وحتى كبار السن، ويمكن أن نستعرض أعراض حساسية الجلد فيما يلي:
- جفاف الجلد.
- الاحتكاك الشديد للجلد، وعادة تكون تلك الحكة في وقت المساء.
- بقع حمراء، وقد تكون تلك البقع حمراء مائلة إلى اللون البني وهي تظهر في مناطق متفرقة على الجلد من مناطق مختلفة، ممكن أن تكون على اليدين أو القدمين أو على الرقبة وفوق الجفنين، وقد تظهر على الكاحل أو فوق الرقبة، كما توجد في منطقة الركبة أو خلف الكوعين، كما تظهر أعراض حساسية الجلد من بقع حمراء عند الأطفال صغار السن والرضع في الجبين والوجه على وجه الخصوصية.
- الحطاطات الجلدية، قد تظهر على الجلد حطاطات مرتفعة كعرض من أعراض حساسية الجلد وقد تتجمع بها بعض السوائل والتي تسيل بمجرد حكها بشدة فيما يعرف بالدمامل.
- سماكة الجلد، ويعد الجلد مريضًا كعرض آخر من بين أعراض حساسية الجلد إذا كان سميكًا بشكل ملحوظ أو أن يصبح متورمًا.
إقرأ أيضًا: اسباب حساسية الجلد المفاجئة وأعرضاها وكيفية علاجها بالتفصيل
أسباب حساسية الجلد
في الغالب تظهر حساسية الجلد عند المصاب نظرًا لتعرضه بشكل مباشر لواحد من المسببات للمرض كاللمس مثلًا.
وقد يكون تناول بعض الأطعمة سببًا من مسببات الحساسية، وهي تختلف من شخص لآخر؛ فمثلا قد يتناول شخص ما الفراولة فتتسبب له بحساسية في الجلد وتظهر أعراضها عليه من بقع حمراء فرضًا، بينما لو تناولها آخرون لا يحدث لهم شيء مما حدث للأول، وهكذا.
كذلك فإن من مسببات الحساسية عند بعض الأشخاص التعرض أحد الأسباب المؤدية لها في الجو مثل التعرض لحبوب اللقاح أو التعرض لبعض الأتربة أو لعوادم السيارات مثلا؛ فجميعها تختلف من شخص لآخر.
وأما عن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حساسية الجلد شهرة ما يأتي:
- صبغات الشعر، وذلك كونها تحتوي على مادة تسبب الحساسية عند بعض الأشخاص تعرف باسم “بارافينلينديامين / PPD”
- المواد الحافظة، فهناك بعض المواد الحافظة والموجودة في الأطعمة الجاهزة والمعلبات وأكياس الأطعمة قد تسبب حساسية الجلد عند بعض الأشخاص، ومن بين تلك المواد الحافظة مادة “فورمالدهايد”.
- الصابون والشامبو، فهناك بعض أنواع الصابون والشامبو يحتوي على مواد تسبب الحساسية عند بعض الناس، وخصوصا هذا الصابون الذي يحتوي على مادة “كوكاميدو بروبيل ميثين” .
- العطور، حيث أن بعض الأشخاص لديهم حساسية تجاه عطر بعينه.
- ميثيل إيزوثيا زينولين، والذي يعتبر من ضمن المواد الداخلة في تكوين بعض المنتجات المصنعة كمضاد للفطريات كما يعمل كمضاد للجراثيم، وعند التعرض بشكل مباشر لتلك المنتجات فقد يُصاب الشخص بمرض حساسية الجلد.
- بعض المعادن، إذ أن كثير من الناس تظهر عليه أعراض حساسية الجلد بسبب تعرضهم لواحد من المعادن المسببة لذلك والتي من أشهرها النيكل والكروم والكوبالت.
وعلينا أن نعلم أن الله عز وجل قد خلق الداء وخلق معه الدواء من صنعه لا دخل للإنسان فيه أبدًا، حتى وإن تقدم الطب وتطورت آلياته وأساليبه وإمكانياته؛ فما الإنسان إلا مجرد سبب قد سببه الله –عز وجل- ليكون في الكون تدبير وحكمة وتصرف، وليكون في الكون منطق يسير الناس على دربه مدركين ربوبية الله خالق الداء والأدواء، فصدق الله العظيم حين قال في كتابه العزيز على لسان إبراهيم “وإذا مرضت فهو يشفين”، فالحمد لله على الداء والحمد لله على الدواء ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم وأن يمنن علينا وعليكم بالشفاء والصحة دائما وأبدا.