علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية

علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية واضحة يتم الاستناد إليها للتيقن من أنها الليلة المباركة المشهودة؛ حتى يغتنمها المسلمون كطوقًا للنجاة، إن ليلة القدر هي الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم، وهي من الليالي الوترية التي نتبينها من العشر الأواخر لشهر رمضان، كما أن قيام هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا يجعلنا ممن يغفر لهم الله عز وجل ويجعلهم من عتقاءه من النار، ومن خلال موقع زيادة سنقوم بتوضيح علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية.

علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية

علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية

سميت ليلة القدر، من القدر الذي معناه الشرف والرفعة، وهو المعنى الذي يحمل فيه تعظيمًا لذاتها وفضلها، كما أنها سميت كذلك إشارة لأن مقاديير البشر تُقدر وتكتب في هذه الليلة.

بحلول العشر الأواخر من رمضان، يبدأ الناس في الاستعداد لليلة القدر المباركة، التي لا تأتي غير مرة في العام، وتعادل ألف عام، فما أعظم هذه الليلة، التي انفردت بسورة من القرآن الكريم، وهي سورة القدر، فيقول الله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”.

كثرت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر المباركة، كما كثر الاهتمام بها من الصحابة الكرام والتابعين، وذلك نظرًا لفضلها وثوابها العظيم، فيطمع في قيامها والتقرب إلى الله عز وجل فيها لنوال أجرها العظيم، فهي بمثابة عبادة ألف شهر.

إن علامات ليلة القدر عبارة عن إشارات معينة ينتظرها الناس ويشعرونها، فهي لا يتم التحدث عنها بقدر ما يتم الشعور بهذه الليلة المباركة، لذا فهي فرصة يجب اغتنامها.

علامة في طلوع الشمس

فإن الليلة مستمرة حتى صباح اليوم الذي يليها، فيستدل المسلمون بأنها ليلة القدر إذا رأوا أن الشمس تُشرق في صباح اليوم التالي دون شعاع، فيكون الجو صافيًا نقيًا.

فلا يكون الجو المناخي في صبيحة اليوم التالي باردٌ أو حار، فهي ليلة سمحة طلقة، تكون الشمس فيها ضعيفة حمراء، إشارة للصفاء والنقاء، ونشير إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ” (صحيح).

فتكون إمارة ليلة القدر إذًا أن صباحها صافي كأن فيها القمر ساطع ساكن، فتكون الشمس شبيهة بالقمر ليلة البدر، فلا يخرج الشيطان في صباح هذا اليوم.

عن أبي كعب رضي الله عنه قال: “أخبرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها” (صحيح مسلم)، والمعنى أن الشمس حينها يسهل النظر إليها دون أن تؤذي البصر، كما أن قُرصها يميل إلى الحمرة عن الصفار.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء نشر المصاحف ليلة القدر

نزول الملائكة أفواج

من علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية أن تكون الملائكة في ليلة القدر بأكثر من عدد الحصى في الأرض، بإذن الله تنزل الملائكة، فتكون الليلة نقية صالحة بوجود الملائكة فيها.

فينزل في هذه الليلة المباركة جبريل عليه السلام، ومعه كثير من الملائكة الكرام إلى الأرض، ليؤمنوا على أدعية الداعين وحتى طلوع الفجر.

علامات حالة الطبيعة والإنسان

نشير أن ليلة القدر المباركة ما يميزها هو الحالة الوجدانية التي يشعر بها المسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التمسوها في العشرِ الأواخرِ، فإنْ ضعُفَ أحدُكُم أو عجزَ فلا يُغْلَّبنَّ على السَّبعِ البَواقِي” (رواه مسلم)، ومن بعض علاماتها:

  • سكون الرياح وعدم هبوبها بشكل مؤذي.
  • يشعر المؤمن بانشراح صدره، وطمأنينة في قلبه.
  • استجابة الدعاء لمن وُفق في هذه الليلة المباركة.
  • يرى المسلم أنوارًا ساطعة في كل مكان.
  • يشعر المسلم بنشاط في أداء الطاعات والعبادات.

سبب إخفاء ليلة القدر عن العباد

إن الله لم يوضح لعباده ليلةً محددة بأنها ليلة القدر، فأخفى الأمر عن عباده، لينتظرونها خلال العشرة الأواخر في الليالي الفردية، وذلك ما هو إلا رحمة بهم، حتى يزدادوا إيمانًا، فيُكثروا من الأعمال الصالحة في هذه الليالي المباركة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء.

كما أن في إخفاءها تحديدًا فيه اختبارًا للعباد أيضًا، حتى يتم التفرقة بين من هو جادٌ في قيامها والتعبد فيها، وبين ما هو متهاون كسلان، فإن المرء إن حرص على شيء كان جادًا في طلبه بل يهون عليه التعب حتى ينال مراده وهو الفوز برضا الله وثوابه.

لا تختص ليلة القدر بليلة معينة كل عام، بل يختلف توقيتها في ليالي العشر الأواخر من رمضان، وهو ما اتفق عليه الفقهاء والأئمة، فتتحدد وفقًا لمشيئة الله وحكمه، وتختلف من عام لآخر.

البعض يذهب إلى أن ليلة القدر هي الليلة 27 من رمضان، والبعض الآخر يقول إن وافقت ليلة الجمعة ليلة وترية تكون هي الأجدر في أن تكون ليلة القدر، لكننا نشير أن مثل هذه الاجتهادات حتى وإن كانت بقدر من الصحة، فإنه لا يجوز أن نُجزم بشيء في علم الغيب، لا يعلمه إلا الله، فإن كان يريد الله أن يخبرنا بها لأخبرنا، ولكن في إخفاءه حكم بالغة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف نصلي صلاة التسابيح في ليلة القدر؟

فضل ليلة القدر

ليلة القدر لها فضل عظيم، كما أن كل العبادات التي يقوم بها المسلم في رمضان، يكون ثوابها أكبر ومضاعف في ليلة القدر، وهي سلامٌ من كل أذى فلا يحدث فيها شرور.

من استغفر للمؤمنين والمؤمنات بنية صادقة في مثل هذه الليلة، كان له عن كل مؤمن ومؤمنة حسنة، ومن دعا لإخوانه في ظهر الغيب في ليلة القدر رددت له الملائكة الدعاء.

كما أنه من فضل الليلة المباركة هو كتابة المقادير والأرزاق والأعمار فيها للعام القادم، ويملأ الأرض حينها الخير والرحمة والمغفرة.

أفكار ذهبية خلال ليلة القدر

انظر كرم أكرم الأكرمين واحتسب باليقين والتصديق للرسول باب القبول المبعوث وأمته رحمة للعالمين، وبعد أن قدمنا علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية، فعليك أن تغتنم الفرص خلال العشرة الأواخر من رمضان، وهي أيام العتق من النيران.

أولًا: صلي كل ليلة ركعتين قيام الليل بمائة آية

فإن وافقت صلاتك ليلة القدر كتب عند الله تعالى من القانتين يوميًا لمدة 84 سنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ” (صحيح).

ثانيًا: اقرأ كل ليلة سورة الإخلاص ثلاث مرات

فالقرآن الكريم يُستحب قراءته في أيام صيام رمضان، فهو حبل الله المتين، خاصة العشر الأواخر منه، لاسيما إن كانت في ليلة القدر، فإن وافقت قراءتك ليلة القدر كنت كمن قرأ القرآن الكريم كاملًا يوميًا لمدة 84 سنة.

استشهادًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ” (صحيح مسلم).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء الرسول في ليلة القدر مكتوب

ثالثًا: قراءة خواتيم سورة البقرة

أي قراءة آخر ثلاث آيات من سورة البقرة، فإن وافقت ليلة القدر، فقد كتب لك قيام ثلاثين ألف ليلة، لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: “الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ” (صحيح البخاري)، دلالة على أن هذه الآيات تحفظ المرء من الشرور والمكروه، وقيل أن قراءتها تُغني عن قيام الليل.

رابعًا: الإكثار من الصدقات والعطايا

فلينُفق كلٌ من سعته، فإن الصدقة ثوابها مضاعفٌ في مثل هذه الأيام، كمن تصدق طيلة 84 سنة، كما أن الصدقات تطهر القلوب والنفوس وتبارك في الأموال.

خامسًا: ذكر الله ذكرًا كثيرًا

فعلاوةً على قراءة القرآن وأداء الصلوات والنوافل في هذه الأيام المباركة، يجب أن يكون ذكر الله وتسبيحه وحمده ملازمًا لألسنتنا، حتى يعتاد المرء عليه دائمًا، فهو مفتاح طمأنينة القلب، فإن كانت ليلة القدر في الليلة التي يقضيها المرء في التسبيح والاستغفار وقراءة الأذكار، كان له عظيم الأجر على ذلك.

نسأل الله جميعًا أن يبلغنا ليلة القدر وأن نقوم بها إيمانًا واحتسابًا، فبعد أن تعرفنا على علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية، وفضل الليلة المباركة، علينا ألّا نغفل، فلنشمر ساعد الجد لنستعد لهذا الفوز العظيم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.