ما هي علامات حب الله للعبد العاصي؟
ما هي علامات حب الله للعبد العاصي؟ وكيف يتعامل الله مع العصاة المذنبين؟ فالله تعالى عادل في حكمه، يضع كل عبد في المنزلة التي تليق به وبأعماله، حتى الجنة فهي درجات، إن العباد المؤمنين الصادقين يحبهم الله ويحبونه، فكيف الحال مع العصاة المذنبين؟ فسنقدم لكم من خلال موقع زيادة ما هي علامات حب الله للعبد العاصي.
ما هي علامات حب الله للعبد العاصي؟
إن الله يبعث للعبد العاصي إشارات معينة واضحة حتى يبتعد عن المعصية، وهذا من علامات حب الله لعباده ورحمته سبحانه وتعالى بهم حتى من عصى منهم.
الفترة التي يعصي العبد فيها لربه يكن بمثابة الأعمى الذي لا يرى النور، فيلهمه الله نورًا يقذفه في قلبه ليرجعه إليه وإلى الفطرة السليمة النقية، بإرشاده إلى طريق الصواب، ومن ثم يتبعه العبد ويمشي في طريق الصواب بعد إعراضه عنه.
إن الله يحب أهل الإيمان، ولذلك حببهم في الإيمان وزينه في قلوبهم، وكذا مع أهل الكفر بالله فالله يبغضهم لذلك لا يسعون إلى الإيمان ولا يحبونه.
العبد المؤمن العاصي يختلف عن الكافر، فالعاصي أشبه بالجاهل، الذي لا يعلم الصواب، أو الذي يعلمه ولكن غلبته نفسه وشيطانه، أما الكافر هو الذي مات قلبه فلا يرى أو يسمع إلا لهواه وشيطانه.
قال الله -تعالى-:
“أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَلك زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (الآية 122 سورة الأنعام).
عند الحديث عما هي علامات حب الله للعبد العاصي يجب أولًا نشير أنه يجب على المؤمن أن يأخذ بها وينتبه لها، فهي دالة على سعة رحمة رب العالمين التي تفضل بها على عباده، فالله وعد من تاب وعاد إليه أن يغفر ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر.
قبل أن تسأل ما هي علامات حب الله للعبد العاصي؟ فاسأل نفسك أولًا هل أنت تحب الله وهل تعمل ما يحبه الله؟ أو هل من فرصةً اغتنمتها لنفسك محاولًا تكفير ما على عاتقك من ذنوب؟ إن الله إذا أراد أمرًا هيأ له الأسباب، والعبد العاصي يجب أن يستجيب لفطرته ليهيئ نفسه إلى الانتباه لإشارات الله إليه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معلومات عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إشارات الرحمن لعباده العصاة
قال الله -تعالى-: “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا” (الآية 110 سورة النساء)، فالمؤمن المذنب أمامه خيارين:
- أن يتوب توبة نصوحة، فيتوب الله عليه ويغفر له ذنوبه.
- إذا لم يتب إلى الله، يبتليه الله بمصائب حتى تكفر عن ذنوبه، وهو من فرط رحمة الخالق، أنه لا يريد رؤية عبده مذنبًا خطاءً، وفي هذه الحالة يصبر المؤمن على هذه المصائب، فيرفع الله من قدره ويكفر عنه سيئاته.
جدير بالذكر هنا أن نوضح أن إرادة الله لها صورتان:
- كونية قدرية: تتعلق بالطاعات والمعاصي (بما يحبه الله أو بما يبغضه)، وهي واقعة لا محالة.
- شرعية دينية: تتعلق باختيار العبد للطاعة والمعصية، فقد تقع أو لا تقع، (متعلقة بما يحبه الله فقط).
إن محبة الله وبغضه متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى فقط، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، كلٌ مرهون بأعمال العبد ومقاصده، وهو برحمته فتح باب التوبة لمن يعصيه.
الحب شيء معنوي، يتجسد في السلوك عن طريق الود، فلابد أن يتجسد حبك لله تعالى في سلوكك، حتى تلتمس حبه عز وجلّ، والله هو السند والمعين لإلهامك الصواب، فالتمس الصلاح وهو غفّار للذنوب ومبدلٌ للأحوال.
العبد العاصي يلهمه الله الصبر على شهواته، لحمل نفسه على الطاعة، والصبر جزء من تجديد الإيمان، ويصل الصابر إلى أهدافه عن طريق ضبط نفسه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى وأمثلة عليها
علامات حب الله للعبد
إن محبة الله ورضاه هي المنزلة التي يجب أن يتنافس فيها الخلق، وعلامات حب الله للعبد كثيرة فمنها:
- إتباع هدى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وسيرته وسنته الشريفة.
- أن يزرع الله الطمأنينة في قلب العبد فلا يخشى سوى الله.
- عندما يحب الله أحدًا يُحبب فيه من حوله من الناس، فلا يجد نفسه وحيدًا منبوذًا، ويجد القبول من الناس، جزاءً لحب الله له وملائكته.
- ييسر أمر العبادة على العبد ويجعله صوامًا قوامًا، ولا يكل من الطاعات، سواء الفرائض أو النوافل والسنن.
- (عظم الجزاء من عظم البلاء)، فابتلاء العبد هو إشارة واضحة على حب الله له.
- أن يتصف بصفات حسنة كالتواضع ولين القلب، والرحمة وعزة النفس، وجهاد الهوى.
- ألّا يكون في قلبه عداءً لأحد أو كراهية وضغينة، وينشغل بعيوبه عن عيوب الناس.
- أن يجد نفسه مشغولًا بذكر الله، وأن يكون محبًا للطاعات.
- أن ييسر الله له الخير في أهله وعشيرته وأصدقائه.
- التنزه عن الانشغال بالدنيا وملذاتها المحرّمة.
- أن يكون عبدًا سويًا لا متطرفًا في دينه ولا منحرفًا عنه.
- يرزقه الله الفطنة والبصيرة والعلم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: 5 علامات تؤكد على حب الزوج لزوجته
الابتلاء للعبد العاصي
قال الله -تعالى- في سورة محمد: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ” (الآية 31).
قد يصيب الله عبده العاصي بمرض ما، كي يطهره مما اقترف من ذنوب، فإذا شُفي السقيم من سقمه، ولم يحمد الله ولم يرضى عن مرضه من الأساس، تكمن هنالك المشكلة، فكيف يتوب إلى الله الغافل عن الله؟
استكمالًا إلى الحديث عما هي علامات حب الله للعبد العاصي؟ نشير إلى أمر في غاية الضرورة وهو أن الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء وليس توزيع جزاء، وإنه من أجر الابتلاء هو رفع درجات المؤمن والتجاوز عن سيئاته.
إن الابتلاء بالأمراض وغيرها كان للأنبياء والرسل، فكيف يسخط العبد الذي يبتليه الله، إن الله يبتلي من يحبه، إما يكون الغرض هو تثبيت إيمان المؤمن الصالح، أو رفع الذنوب عن العبد العاصي.
لا يتساوى أصحاب الابتلاءات في الأجر والدرجات، فكلٌ حسب ابتلائه، وهذه الدرجات لا يعلمها إلا الله وحده.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا أراد الله بعبدٍ الخيرَ عجَّلَ له العقوبةَ في الدُّنيا، وإذا أراد الله بعَبدِه الشَّرَّ أمسك عنه بذَنبِه حتى يوافيَه يومَ القيامةِ” (صحيح الترمذي).
قال الله -تعالى-: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ” (الآية 7 سورة هود).
إذًا خلق الله الناس ليبتليهم، يكون ذلك من خلال مراعاتهم للأوامر والنواهي أو إغفالهم عنها، إما بالتعرض لمصائب في الرزق أو الأبناء أو العمل أو أي أمور أخرى، فإما أن يرضي العبد أو يسخط ويستمر في المعصية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك مكتوب كامل
هكذا وعلمنا ما هي علامات حب الله للعبد العاصي، إنها فرصة إما أن يغتنمها العبد العاصي وإما أن تذهب من بين يديه، ولكن إذا لم ينتبه سيندم كثيرًا عن إهمال رعاية خالقه به، وجدير بالذكر هنا الإشارة إلى قول الله -تعالى-: “قُل إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (الآية 31 سورة آل عمران).