علامات قبول التوبة من الزنا
علامات قبول التوبة من الزنا يمكن اعتبارها دلائل تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى قد تقبل التوبة من عبده، وقد تكون أمور روحانية يشعر بها الشخص بداخله، وقد تكون إشارات تحدث أمامه في أمور حياته، إذ إن التوبة تغسل الذنوب بشرط أن تكون توبة نصوحة بعدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى، كما سوف نوضح اليوم عبر موقع زيادة.
علامات قبول التوبة من الزنا
فتح الله سبحانه وتعالى لعباده التوبة وأمرهم بالإنابة إليه، والرجوع إليه كلما طغت ذنوبهم عليهم وغلبتهم سيئاتهم ما دام باب التوبة ما زال مفتوحًا، كما أن الله يحب التائبين عن ذنوبهم خاصةً إن كانت تلك التوبة ناتجة عن الرغبة في الابتعاد عن الزنا وعدم الرجوع إليه مرة أخرى.
إلا أن التائب ينتظر من ربه علامات قبول التوبة من الزنا التي يتأكد من خلالها بأنه قد نال رضا الله، وأن توبته قد تم قبولها، بعد أن كتب الله لعبده التوفيق والهدايا إلى التوبة والشعور بالخوف من عقاب الله، وهو السبب وراء أن يغفر الله لعبده المذنب، وتتمثل العلامات الدالة على تقبل الله لتوبه العبد فيما يلي:
- أن تتحسن أحوال العبد بعد توبته عما كانت عليه قبل التوبة وقد يرى ذلك في جميع مجالات حياته ويشعر بذلك فيما داخله، وهي من علامات قبول التوبة من الزنا الروحانية.
- الخوف المصاحب للعبد الفاعل الذنب بعد توبته، إذ إن العبد بعد التوبة يسعى جاهدًا لنيل رضا الله.
- الندم المستمر حتى البكاء والندم الشديد على ما فعله العبد، والشعور المستمر بالخوف من اقتراف المعصية مرة أخرى.
- الإكثار من الاستغفار والسعي وراء فعل الخير، والرغبة في الاعتذار لكل ما فعله وشعوره المستمر بالندم.
- الإقبال الشديد على محبة المولى عز وجل من العبد بعد توبته، مبتعدًا عن المعصية وعن كافة الطرق التي قد تجعله يصل إليها بأي شكل من الأشكال.
- كره المعصية التي كان يفعلها والتي تتمثل في الزنا، والشعور بالطمأنينة والسكينة بالصلاة والتقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار، فالله يقبل على عبده المقبل على التوبة، ومن أتاه مهرولًا يخشى ما فعله بندم.
- حب الجلوس مع الأشخاص الصالحين والشعور بالانكسار بين يد الله، كما يشعر التائب في حياته بالبركة في ماله وأهله وجميع أمور حياته، وقد يرى تيسيرًا في جميع أمور حياته.
- الشعور بالطمأنينة والسكينة التي تملأ قلبه مع الدعاء بالثبات على التوبة والحق بعد ما فعل من ذنوب قد ندم عليها.
اقرأ أيضًا: هل يغفر الله الزنا
شروط التوبة من الزنا
في سياق توضيح علامات قبول التوبة من الزنا يمكن القول بأنه حتى يمكن للعبد أن يتوب إلي المولى عز وجل عليه أن يحقق مجموعة من الشروط الواجبة، حتى يطمئن قلبه وتكون توبته توبة نصوحه، فالله لا يبطش بعباده ولا يعذبهم ولا يهلكهم في ذات الوقت بل يمهل لهم.
فيتركهم لبعض الوقت حتى يتدبرون أمورهم ويراجعون أنفسهم فيما فعلوه من ذنوب قد ندموا عليها، وبالتالي يبدأ العبد في الاستقامة بعد التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بتطبيق مجموعة من الشروط التي وضعت للتوبة من الزنا، والتي تتمثل في:
- أن يتوجه العبد إلى الله سبحانه وتعالى بشكل تام من خلال صفاء قلبه من الكراهية والبغضاء، وأن ينقيه لله وحده لا شريك له.
- من ضمن الشروط الواجبة لكي يتبل الله التوبة عن عبده بعد قيامه بالزنا أن يقوم بالاستغفار بشكل دائم، وأن يكون عازم على عدم الرجوع إلى ما كان يفعل من معصية مرة أخرى بأي شكل من الأشكال.
- شرع أهل العلم والفقهاء أنه من شروط التوبة من الزنا الرجوع إلى أهل من وقع الزنا معه، وإن لم يستطع فعل ذلك فعليه أن يرجع على الله ويدعوه بأن يسامحه على ما فعل، وأن يعود إلى الشخص الذي وقع معه الزنا ويطلب منه أن يسمعه ويعتذر إليه.
- من الضروري ألا يتحدث الشخص التائب عن ذنبه المتمثل في الزنا مع أي شخص عما كان يفعل فالحديث بالمعصية والتباهي بها قد يفسد توبته ورجوعه، وهو من الأمور غير المحبوبة، فيجب عليه أن يستتر بما فعل وألا يقوم بذكره مرة أخرى.
- من ضمن شروط التوبة من الزنا أن يواصل الشخص فعله للأعمال الصالحة، وأعمال الخير راجيًا رضا الله، وأن يقوم بالتصدق بنية التوبة والتقرب إلى الله عز وجل.
- من أهم شروط التوبة قضاء الفروض وطاعة الله الواجبة من نوافل واستغفار وقول الأذكار والإكثار من ذلك، مع الابتعاد عن كافة الأشخاص الذين يشجعون على الرجوع إلى فاحشة الزنا مرة أخرى.
- تجنب كافة المسببات والدوافع التي يمكن أن تعود الشخص إلى تلك الفاحشة مرة أخرى، وذلك من خلال غض البصر والنهي عن المنكر، وتجنب تلك المجالس التي يذكر فيها الحديثة عن فاحشة الزنا، لأنه قد تذكره بما كان يفعل، ويكون ذلك ذات تأثير سلبي على الشخص.
اقرأ أيضًا: هل الزاني التائب يدخل الجنة
طرق التخلص من فاحشة الزنا
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ضعيفًا يقع في العديد من الأمور الفاحشة والتي تعتبر منها الزنا، وقد لا يستطيع بعض الأشخاص التوقف عن فعل تلك الفاحشة، مما يجعله يبكي ندمًا على ما يفعله لكنه لا يستطيع التوقف، ولكن لا يعلم ما السبب وراء ذلك.
إلا أن الشيطان هو الذي يتسبب في ذلك بأن يوسوس إلى المرء في كل مرة بأنها هي تلك المرة الأخيرة ولن يعود إلى فعل ذلك مرة أخرى، ولكن دون جدوى تكون العودة متكررة، ولا يشعر الشخص بالندم إلا بعد ارتكاب الفاحشة، وينتظر علامات قبول التوبة من الزنا.
جدير بالذكر أن التوقف عن الزنا يتطلب إرادة داخلية من الفرد، وقد يحتاج ذلك إلى تغيير أفكار بعض الأشخاص داخليًا، ذلك بأن يتذكر كيف سيكون حاله إن مات وهو يرتكب تلك الفاحشة، أو أن الشخص الذي يرتكب معه تلك الفاحشة هو الذي انقبضت روحه، وكيف سيكون عقابه يوم القيامة، وهل سيتحمل أن ينكشف سره بما يفعل أمام جميع الناس في يوم القيامة.
حسنًا، إن تلك التساؤلات كفيلة بأن تجعل الشخص ينظر إلى ذلك الموضوع وإلى فاحشة الزنا بنظرة مختلفة، فقد يكون الشخص مغيب بما يفعل دون أن ينظر إلى جميع تلك الأمور، وذلك طبيعي، لأن الشيطان يزين للإنسان كافة الأمور السيئة ويجعلها من أكثر الأشياء التي يجد فيها ملزته ومتعته.
بعد أن ترددت تلك التساؤلات بداخلك، وتشعر بإجابتها التي يصاحبها شعور بالخوف، تأكد أن هناك رغبة في الرجوع عما تفعله بداخلك كامنة، ولكنها قد تحتاج إلى بعض الأمور التي يجب عليك أن تقوم بها وهي التي تتمثل في:
- عليك أن تستمع إلى القرآن الكريم، وخاصةً تلك السور التي تتكلم عن فاحشة الزنا وعقابها يوم القيامة، حتى ولو لم تستطع القراءة، أو أن الشيطان قد يلجمك عن فعل ذلك، فقد يمكن البدء في الاستماع إلى القرآن في البداية والتدبر في تلك الآيات.
- إن كان بداخلك شعور يرفض الصلاة فحاول أن تكون دائمًا معاكس لذلك الرأي، وذلك من خلال أنك تقوم بالصلاة في وقتها، حتى وإن كان هناك صوت يخاطبك بأن تنتظر إلى أن تنتهي لما تفعله ثم تقوم لتصلي، فلا تقوم بذلك لأن التأخر في الصلاة سيجعل بينك وبين أدائها الكثير من الأعذار مما يجعلك عرضة لتركها مرة أخرى.
- لا تجلس بمفردك، حتى لا تقوم بمشاهدة الوسائط التي قد تجعلك تعود إلى فاحشة الزنا مرة أخرى، وتجنب أيضًا الجلوس في خلوة مع أحد النساء المحللات إليك لأن ذلك قد يجعلك تعود إلى التفكير في بعض الأمور المتصلة بالزنا، حتى وإن كنت لا تريد ذلك فالشيطان يعلم أن الإنسان ضعيف ويدخل إليه من ثغراته.
- أكثر من الصوم، لأنه سيساعدك كثيرًا في التحلي بالصبر والتدبر في جميع أمورك، كما أنه سيساعدك في التخلي عن كافة الأمور التي قد تشعر أنك لا تستطيع الابتعاد عنها.
اقرأ أيضًا: هل تقبل صلاة الزاني؟
إن الله يقبل التوبة من عباده ما دام العبد يريد ذلك من داخله، لذا لا تخجل من العودة إلى المولى مهما تثاقلت ذنوبك.