قصص قصيرة عن الصدق
قصص قصيرة عن الصدق متعددة، فالصدق من الخصال الحميدة التي يجب أن نغرسها في نفوس الصغار حتى يعرفوا معنى الصدق وقيمة الأمانة مع الآخرين في الأفعال والكلام، ويبتعدوا عن الكذب الذي يضع صاحبه في الكثير من المهالك، وذلك لأن الصدق مع الله والآخرين هو طريق النجاة الوحيد في الدنيا، لذا سنوضح هذه القصص بشيء من التفصيل من خلال موقع زيادة.
قصص قصيرة عن الصدق
صفة الصدق من الصفات الرائعة التي يجب أن يتحلى بها الشخص من أجل أن يحصل على محبة الناس المحيطة به، لذا سنوضح القصص التي توضح قيمة الصدق بشيء من التفصيل في الفقرة التالية:
1- قصة بائع الرمان
يُحكى أن هناك امرأة كانت ترغب في شراء الرمان، فذهبت إلى السوق، ووجدت رجل يبيع الرمان فسألته عن نوع الرمان الذي لديه هل هو حامض أم حلو؟ فأجاب البائع بأن الرمان حلو للغاية حتى تشتري منه بالرغم من أنه حامض، وبالفعل انخدعت هذه المرأة واشترت منه الرمان، وعندما عادت إلى المنزل علمت أن البائع قد كذب عليها وغشها.
ذهبت هذه المرأة بعد عدة أيام إلى السوق مرة أخرى ومرت بنفس البائع، وقالت له ألديك رمان حامض أن زوجي مُصاب بمرض يعمل الرمان الحامض على تخفيفه، فأجاب مسرعًا: نعم لدي، فهذا الرمان حامض، نظرت إليه المرأة قليلاً ثم قالت له: لماذا خدعتني المرة الماضية وقلت لي أن الرمان حلو وهو حامض؟ لن أثق بك مرة أخرى، ولن أشتري منك أي شيء، فإني قد خدعتك مثلما خدعتني تمامًا.
ظل البائع يعتذر لهذه السيدة لكنها لم تقبل كافة أعذاره، وذهبت تخبر الأهل والأصدقاء ما فعله هذا البائع الكاذب حتى لا يشتروا منه، وتلك القصة من قصص قصيرة عن الصدق التي تعلمنا أن الكذب يجعل الناس لا تقدر على الثقة بك مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة عن الصدقة
2- قصة أحمد وزجاجة العصير
يُحكى أن هناك طفل صغير وسيم، ويعمل على تقديم العون لوالدته بشكل دائم حيث إنه يشتري لها كافة الأشياء التي ترغب بها من محلات البقالة، وفي مقابل ذلك كان أحمد لا يقدر على تقضية الوقت دون أن يلهو ويلعب، وفي يوم من الأيام جاء ضيوف إلى منزل أحمد، فطلبت منه والدته أن يذهب لشراء زجاجة من العصير للضيوف، كما أنها أكدت عليه ألا يلهو في الشارع ويعود إلى المنزل مسرعًا حتى لا تسقط الزجاجة على الأرض وتنكسر.
منحته والدته المال، ومن ثم ذهب إلى محل على مقربة من المنزل، واشترى زجاجة العصير بالفعل، ولكن في طريق عودته وجد أصدقائه يلعبون كرة القدم في الشارع وتظهر على ملامحهم السعادة الشديدة حيال ذلك، فأراد أحمد أن يذهب ليلعب معهم، ولم يفكر في كلام والدته حيث إنه ترك علبة العصير على الأرض، ومن ثم بدأ في لعب كرة القدم مع أصدقائه، وأثناء اللعب انكسرت الزجاجة وسقط العصير كله على الأرض، وذلك بسبب ارتطام الكرة بها.
أحمد لم يعرف ما الذي يفعله في ذلك الموقف حيث إنه بكى كثيرًا، ولكن البكاء لن يعيد الزجاجة مرة أخرى، فأقترح أحد أصدقائه عليه أن يقول لوالدته أنه تعثر أثناء المشي، فسقط الزجاجة وانكسرت، ولا يقول لها أنه لعب كرة القدم معهم حتى لا تغضب منه، أخذ أحمد يفكر في كلام صديقه وهو عائد إلى المنزل، وقرر ألا يفعل ذلك، ويقول لوالدته ما حدث بالفعل مهما كانت النتيجة.
بالفعل عندما وصل أحمد المنزل سألته والدته عن زجاجة العصير، فقال لها أنها انكسرت بسبب لعبة كرة القدم مع أصدقائه، فرحت الأم بأن ابنها كان صادق معها ولم يكذب، وبسبب ذلك لم تفكر في معاقبته بالرغم من إنه لم ينفذ ما أمرته به، وتلك القصة تبين لأطفال قيمة الصدق الحقيقة، لذا تعتبر من أفضل قصص قصيرة عن الصدق.
3– قصة الطفل والبحر
يوسف طفل صغير يسكن في منزل قريب للغاية من البحر، وكان يوسف يحب البحر كثيرًا، وذلك لأنه يسبح بشكل جيد، ولكن والدته كانت تمنعه من الذهاب إلى البحر بمفرده خوفًا عليه من الغرق، وطلبت منه ألا يذهب إليه إلا بمصاحبتها حتى يكون في مأمن، وفي يوم من الأيام خدع يوسف والدته حيث إنه قال لها أنا ذاهب إلى صديقي في حين إنه ذاهب إلى البحر.
كان يوسف معروف بالكذب في كل شيء حيث إنه كان يدخل البحر، ومن ثم يتظاهر أمام الجميع بأنه يغرق، ومن ثم يطلب النجدة، وعندما تحاول الناس مساعدته يضحك كثيرًا على مخادعته لهم، وفي يوم من الأيام كان البحر هائج للغاية، وكانت الأمواج عالية، ولكن يوسف لم يهمه ذلك ونزل البحر ليسبح به قليلاً، وفجأة جاءت موجة قوية قامت بسحب يوسف إلى منطقة تبعد عن الشاطئ بمسافة كبيرة.
تأخر يوسف عن العودة إلى المنزل وشعرت الأم بالقلق الشديد عليه، فأخبرها أنه لم يأت إليه، وهنا عرفت الأم أن عمر يكذب عليها، وفي نفس الوقت كان عمر يصرخ كثيرًا وينادي على الناس حتى تقوم بإنقاذه ولكن لم يذهب أحد لمساعدته لأنهم اعتادوا على كذبه، فزاد صراخه ولم يتوقف عنه حتى لاحظت الناس أن هناك أمر غريب، فذهبوا لمساعدته وعلموا أنه كان على وشك الغرق حقًا.
منذ هذا الحين أخذ يوسف عند على نفسه بألا يقوم بذلك الأمر مرة أخرى، كما أنه وعد والدته بأنه لن يكذب عليها في أي شيء آخر، وتعتبر هذه القصة من قصص قصيرة عن الصدق التي توضح لنا أن الصدق ينجي الناس من الخطر، لذا يجب أن نحرص على التحلي به، كما يجب أن نقوم بتنفيذ جميع أوامر الأم لأنها تكون أكثر دراية بمصلحتنا.
4- قصة دفتر الواجبات
عند التحدث عن قصص قصيرة عن الصدق يجب ألا نغفل عن سرد هذه القصة حيث يحكى أن هناك طفل يدعى سامر كان جميل ويذهب إلى المدرسة يوميًا، وفي يوم من الأيام كان لديه حصة علوم حيث قام المعلم بشرح الدرس كله، ومن ثم قام بتحديد بعض الواجبات المنزلية، لم يسمع سامر أمر الواجبات المنزلية، وذلك لأنه كان يتحدث مع صديقه الذي يجلس بجانبه، وفي صباح اليوم التالي ذهب سامر إلى المدرسة وأثناء وقوفه في الطابور المنزلي سمع أصدقائه يتحدثون عن واجب العلوم المنزلي.
في هذه اللحظة عرف سامر أنه لن يقدر على حل الواجب فقد فات الآوان، وبدأ في التفكير بأي شيء يقوله للمعلم حتى لا يعاقبه على عدم إتمام الواجب المنزلي، عندما دخل المعلم الفصل وطلب أن يرى الواجبات، قام سامر من مقعده، وقال: أنا أسف يا أستاذ، أنا قد أديت كل الواجبات بشكل جيد، لكني أكتشفت الآن أني لم أحضر دفتر الواجبات معي اليوم، صدقه المعلم، وقال: لا عليك يا سامر، شعر سامر في قرارة نفسه بفرح كبير لأنه المعلم لم يكتشف أنه يكذب وصدقه.
بعذ ذلك امر المعلم سامر بأن يقرأ الدرس الجديد، فأسرع سامر بإخراج كتاب العلوم من الحقيبة، وهنا كانت المفاجأة حيث سقط كل ما في الحقيبة على الأرض، وهنا لاحظ المعلم وجود دفتر الواجبات مع الأدوات المدرسية الأخرى، فعلم أن سامر قد خدعه، وقام بمعاقبته عقابًا شديدًا أمام كل الطلاب في الفصل، ومنذ ذلك الحين وقد قرر سامر أنه لن يكذب مرة أخرى مهما كلفه الأمر.
5- قصة الراعي الكاذب
يُحكى أن هناك قرية صغيرة في الأرياف، وكانت تسود المحبة والمودة هذه القرية حيث إن كل الناس كانت تحب أن تساعد بعضها، وكان هناك رجل يدعى سالم يعمل على تربية الأغنام في تلة على مقربة من القرية، وذلك الأمر كان يصيبه بالملل أحيانًا حيث إنه يذهب إلى التلة بمفرده مع الأغنام، ففكر أن يجعل الأهل والأصدقاء يذهبوا معه إلى التلة من خلال ابتكار خدعة تجعلهم يرغبون في الذهاب إلى هناك.
فقرر أن يقف على التلة ويبدأ في الصراخ بصوت عالي بأن هناك ذئب يود أن يأكله ويأكل أغنامه، وبالفعل قام بذلك، فعندما سمع ذلك أهل القرية أسرع إليه الأهل والأصدقاء حتى يساعدوه، وعندما وصلوا إليه لم يعثروا على أي ذئب، فضحك سالم كثيرًا وقال لهم أنه يشعر بالمل الشديد وما فعل ذلك إلا ليتسلى فقط، وذلك الأمر أصابهم بالغضب الشديد، وذهب كلاً منهم لاستكمال أعماله، وبعد مرور فترة من هذه الخدعة، تعرض سالم لهجوم ثلاثة ذئاب عليه وعلى أنغامه.
أسرع سالم ليطلب النجدة من أهل القرية، ولكن لم يذهب أحد لمساعدته ظنًا منهم أنه يكذب ويتسلى، وقد ماتت جميع الأنغام، ومنذ ذلك الحين وسالم لا يعرف طريق الكذب حيث إنه وعد أهل القرية بألا يكذب عليهم في أي شيء آخر، وتعتبر هذه القصة من قصص قصيرة عن الصدق التي تؤكد لنا أن الشخص الذي يكذب مرة واحدة يكون من الصعب تصديقه مرة أخرى حتى لو كان يقول الحقيقة.
6- قصة العصفور الكاذب
قصة شيقة من قصص قصيرة عن الصدق حيث إنه يُحكى بأن هناك ثلاثة عصافير يعيشون في عش فوق شجرة، وكانت حياتهم سعيدة للغاية، ولكن الأب والأم في صباح كل يوم يذهبان خارج العش بحثًا عن الطعام لهما وللصغير، وكان الأب قبل أن يخرج يؤكد على الصغير ألا يخرج من عشه لأي سبب من الأسباب، ووافق الصغير على ذلك مثلما يفعل كل مرة، ولكن في ذلك اليوم قد تأخر الوالدن كثيرًا عن الصغير.
ظل الصغير وحيدًا منتظرًا والديه حتى شعر بالملل الشديد، فأخذ يفكر في أي شيء يفعله حتى يعودا، فقرر أن يخرج مع العش حتى يغرد مع العصافير، ومن ثم يعود سريعًا قبل أن يأتي الوالدان، وظل الصغير يفعل ذلك في صباح كل يوم حيث إنه كان يخدع أهله ويوهمهما بأنه سوف يظل بالعش، وبمجرد خروجهما يخرج للعب واللهو مع العصافير الصغيرة الأخرى، وفي ذات مرة حدث ما لم يكن في الحسبان حيث هاجم العصفور الصغير طائر كبير، وكان يريد أن يأكله.
بسبب ذلك الامر ذهب أحد أصدقاء العصفور ليخبر والدته بالحقيقة، فدهشت الأم قائلة: ابني لا يخرج من العش نهائيًا، ومن ثم بحثت عن صغيرها فوجدته يبكي، وعندما سألته عن سبب بكائه أعترف لها أنه خرج من العش دون أن تعلم، وأنه يقوم بفعل ذلك يوميًا، شعر الأم بالغضب الشديد حيال ما فعله الصغير، ولكن سرعان ما سامحته، وطلبت منه ألا يكذب مرة أخرى مهما كلفه الأمر، وأخدت تحكي له قصص قصيرة عن الصدق حتى يفهم معناه.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق والأمانة
7- سارة تخفي الحقيقة
عند التحدث عن قصص قصيرة عن الصدق يجب ألا نغفل عن سرد هذه القصة حيث يحكى أن سارة فتاة جميلة للغاية عمرها 10 سنوات فقط، تحب أن تعاون والديها في كل شيء، ولكن تخفي عنهما الكثير، ودائمًا ما تكذب عليهما، وفي يوم وقفة العيد، كان الجميع يستعد إلى العيد بطريقته الخاصة حيث إن والدتها بدأت في إعداد الكحك والحلويات التي كانت رائحتها جميلة للغاية.
كما أن شكلها كان رائع لأنها مزينة بالكثير من المكسرات، كما أن والدها اشترى كل ما يحتاجونه لقضاء أيام العديد حيث إنه اشترى اللحم، والأرز، والفواكه المختلفة، ورغبت سارة في أن تعاون والدتها في تحضير الكحك الشهي، وعندما طلبت ذلك من والدتها وافقته في الحال، وبدأت سارة تعمل على تشكيل الحكك في هيئة أشياء تحبها، مثل البطة، والقطة، وتعالت ضحكاتهن بسبب ذلك.
من ثم قامت الأم بخبز الكحك في الفرن، وانتشرت رائحته التي لا تقاوم في جميع أركان المنزل، وبعد أن نضح الكحك قامت الأم بوضعه في علبة، ومن ثم حذرت سارة من الاقتراب من الحكم في ذلك الوقت لأنه ساخن للغاية، وقد يتلف بسبب ذلك، ثم ذهبت الأسرة كلها لتناول الطعام، ولكن سارة كل ما يشغل تفكيرها هو مذاق الكحك الذي أعدته مع والدتها منذ قليل، وفكرت بأن تذهب إلى مكان العلبة لتنظر إلى الكحك فقط، وبالفعل قامت بذلك لأنها لم تكتفي بالنظر.
حيث إنها أخذت تتناول الكثير من الحكك حتى لاحظت أنها تناولت الكثير منه، كما أنها تلفت باقي الكحك، ولم تعمل بوصية والدتها، شعرت سارة بالخوف الشديد من العقاب، فقررت أن تأخذ العلبة وتضعها أسفل سريرها حتى لا يكتشف أحد ما قامت به، وفي المساء ذهبت سارة إلى السرير حتى تنام، ولكن سرعان ما رأت رجل عجوز يدخل غرفتها، فصرخت سارة، وقالت له: من أنت؟ فأجاب بأنه الصدق، وأخبرها بأنه يشعر بالحزن الشديد منها لأنها جعلت الكذب صديقها بدلاً منه.
ثم سمعت سارة صوت والدتها تناديها حتى تصلي صلاة العيد، في تلك اللحظة أدركت سارة أن ذلك كله حلم. وأسرعت إلى والدتها حتى تقول لها الحقيقة، غضبت الأم من سارة قليلاً، ولكنها سامحتها لأنها اعترفت بخطأها، وأخذت تحكي لها قصص قصيرة عن الصدق.
8- سامي وزعيم العصابة
يحكى أن هناك طفل يدعى سامي، وكان سامي يسكن مع والدته فقط، وذلك لأن والده توفى نتيجة الإصابة بمرض خطير، وكانت الأم تمثل للأبن كل شيء فهي كانت الأم والأب في آن واحد، وكان تسعى الأم دائمًا إلى الاهتمام بالابن سواء كان ذلك الاهتمام من جانب المأكل والمشرب والملبس أو من جانب الأخلاق والتربية الصحيحة، وكان سامي لديه عم ذو خبرة كبيرة في مجال التجارة، وكانت الأم حريصة على ذهاب سامي معه في رحلاته المختلفة.
وكان هدف الأم من ذلك أن تنشيء رجل لا يهاب تحمل المسؤولية، كما أن الرحلات تعلم الشخص الصبر، لأنها تستغرق ساعات طويلة، وأخذ سامي يكتسب العديد من الأخلاق الحسنة في كل رحلة، وفي يوم من الأيام كان سامي في رحلة مع عمه، وفجأة اعترض طريقهم لصوص، حيث إنهم قاموا بسرقة كل شيء معهم، ومن ثم بدأوا في التحدث مع كل شخص بمفرده حتى يحصلوا على كل ما يمتلكه من مال.
وعندما وجه رجل من هؤلاء اللصوص سؤال إلى سامي يسأله عما يوجد في جيبه، أجاب سامي بكل صراحة وجرأة أنه يمتلك 30 دينار فقط في جيبه، فضحك اللص كثيرًا، وجعل رجل آخر يوجه إليه السؤال فما كان من سامي إلا نفس الإجابة، فسخروا كلهم منه، ومن ثم أخذوه إلى رئيس العصابة، فسأله: لما قلت الحقيقة عندما سألوك ألا تخاف من أن أخذ منك أموالك؟ فأجاب سامي: بأن الناس تكذب خوفًا على ضياع أموالهم، وأنا أقول الصدق لأنني عاهدت والدتي على قول الحق والصدق مهما كلفني الأمر.
أندهش رئيس العصابة من هذه الإجابة التي لم تكن في الحسبان، كما أنه فكر في إنه بسرقة هذه القافلة سيكون خالف عهده مع الله تعالى، وفعل ما يغصبه، ورق قلب رئيس العصابة، وقرر أن يمنحهم كل أشيائهم مرة أخرى قائلاً لسامي: يا صبي أنت لم تخن عهدك مع والدتك، وأنا لم أخن عهدي مع الله، وتعتبر هذه القصة من قصص قصيرة عن الصدق المؤثرة للغاية.
قصص دينية قصيرة عن الصدق
يمكن أن نغرس الخصال الحميدة في الأطفال من خلال تشجيعهم على قراءة القصص التي تتحدث عن الصدق حيث إن هناك قصص قصيرة عن الصدق في الدين الإسلامي، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:
1- قصة صدق وتوبة
غزوة تبوك من الغزوات التي رجع عن الخروج بها الكثير من المسلمين، وكان منهم كعب بن مالك رضي الله عنه، وعندما جلس كعب مع نفسه وفكر بشكل جيد فيما فعله، أحس بالندم والحزن لأنه فاته خير وثواب كبير، وجلس يفكر في طريقة يعتذر بها للرسول –صلى الله عليه وسلم- وكان لا يعرف ما الذي سوف يقوله له هل يكذب عليه حتى لا يتعرض لأي عقاب أم يقول له الحقيقة، وقرر كعب بن مالك في نهاية الأمر أن يخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- بالحقيقة كاملة حيث إنه شعر أن الصدق هو طريق النجاة الوحيد.
عندما عاد الرسول-صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك قام بزيارته المسلمون الذين لم يخرجوا في الغزوة، وكل مسلم قال عذره، فسامح الرسول-صلى الله عليه وسلم- لأنه مؤمن بأن الله أعلى وأعلم بالحقائق التي توجد في نفوسهم، ومن ثم اقترب كعب بن مالك من الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهو يشعر بالخجل الشديد لعدم خروجه معهم، فسأله الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن سبب غيابه، فاعترف كعب بأن ليس لديه أي عذر، وأعترف بذلك أيضًا هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع.
أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- المسلمين بألا يتعاملون مع هؤلاء الرجال الثلاثة، فشعروا بالحزن الشديد، والضيق، والوحدة، وذات يوم كان كعب بن مالك يصلي الفجر، فسمع شخص يناديه حتى يقول له أبشر، فأدرك كعب بن مالك أن الله عفا عنه وغفر له، وبذلك كان الصدق له فضل عظيم على هؤلاء الثلاثة، وهو فضل التوبة، ولذلك تعتبر هذه القصة من أجمل قصص قصيرة عن الصدق.
2- قصة الصادق والصديق
في يوم من الأيام حدثت رحلة الإسراء والمعراج للرسول- صلى الله عليه وسلم- وكل الناس في مكة كانت نائمة حيث كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ورحلة المعراج من المسجد الأقصى للسماوات، ومن ثم عاد مرة أخرى إلى مكة، ولم يشعر أي شخص بذلك، ومن عظمة المعجزة أخذ الرسول –صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس إلى الدخول في الدين الإسلامي، ولكن الكفار عندما سمعوا خبر تلك المعجزة ما كان منهم إلا إتهام الرسول –صلى الله عليه وسلم بالكذب.
كانت حجة الكفار أن الليلة الواحدة لا تكفي لهذه الرحلة، وأخذوا يسخرون من حديث النبي-صلى الله عليه وسلم- ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا إلى أبو بكر حتى يشعلوا نار الفرقة بينه وبين الرسول- صلى الله عليه وسلم- وذلك من خلال إخباره بأن محمد يزعم بأنه ذهب إلى المسجد الأقصى وصلى به، كيف له أن يكون فعل ذلك في ليلة واحد، فسأل أبو بكر: وهل قال هذا؟ فأجابوا بأنه قال ذلك، فأعلن أبو بكر تصديقه للرسول –صلى الله عليه وسلم- مشيرًا إلى أن الرسول لا يكذب قط، ولو قال غير ذلك لصدقه أيضًا.
قام أبو بكر وذهب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فوجد الناس تلتف حوله في عجب من هذه المعجزة، ولكن أبو بكر قال للرسول-صلى الله عليه وسلم- صدق أشهد أنك رسول الله، ومنذ ذلك الحين ويعرف أبو بكر بالصديق، وهذه القصة من قصص قصيرة عن الصدق التي توضح لنا وجوب التحلي بالصدق لأنه من صفات الرسول-صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة عن التواضع
3- قصة كلام صدقه الله
في غزوة من الغزوات التي كانت في عهد الرسول-صلى الله عليه وسلم- سمع زيد بن أرقم عبد الله بن أبي بن سلول وهو يتحدث عن المسلمين بطريقة سيئة للغاية، وكان يتفق مع رجاله على أن يهجم على المدينة حتى يخرج منها كافة المسلمين، ويسكنها هو وأتباعه، فشعر زيد بالغضب الشديد حيال ما سمعه، وقرر أن يذهب إلى المدينة ويخبر المسلمين حتى يحذروا شر ذلك الرجل وأتباعه، فقال ما سمعه إلى عمه، وذهب عمه إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى يخبره بما سمع.
فطلب الرسول-صلى الله عليه وسلم أن يرى زيد حتى يتأكد من ذلك الحديث، فأكد له زيد أنه سمع لك بالفعل، ومن ثم أمر الرسول برؤية عبد الله بن أبي سلول وأتباعه، وسألهم عن ذلك فأنكروا أنهم قالوا ذلك، فصدقهم الرسول-صلى الله عليه وسلم- فشعر زيد بالحزن الشديد ولم يخرج من بيته بسبب تكذيب الرسول-صلى الله عليه وسلم- له، حتى جاء الوحي بسورة المنافقين التي أثبتت أن زيد لم يكن كاذبًا، فأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- برؤية زيد وقرأ عليه السورة، ومن ثم قال له (إن الله قد صدقك يا زيد).
تعلمنا هذه القصة من قصص قصيرة عن الصدق أن نقول الصدق والحق حتى وإن أنكروا الجميع، فسوف يأتي وقت لتظهر الحقيقة واضحة أمام الجميع، فالله تعالى ينصر دائمًا الصادقين عاجلاً أم آجلاً.
هناك قصص قصيرة عن الصدق كثيرة، ولذلك يفضل ألا تغفل الأمهات عن قراءة هذه القصص للأطفال منذ الصغر حتى ينشأوا على الخصال الحميدة.