بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته يوضح مدى قيمة الدعوة النبوية، ومدى عظمة وامتلاء حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعظات والعبر.
التي تعد بمثابة حصن للمسلم طيلة حياته من فتن الدنيا والنفس، لذا سوف نتطرق اليوم إلى عرض بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته من خلال موقع زيادة.
بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته
نبدأ بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، بقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنبياء: الآية 107].
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أشرف خلق الله تعالى، فقد أرسله الله بدين الحق الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى السلام بين الناس والتآلف، وإكمالًا لما جاء به سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام، ليكون صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
قد وُلد نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة المكرمة في الثاني عشر من ربيع الأول بعام الفيل، الذي حاول فيه أبرهة الحبشي أن يهدم الكعبة المشرفة بفيل كبير، لكي يحث الناس على الحج في الحبشة بدلًا من مكة.
لكن الله تعالى قد أرسل له المعجزة التي جعلت الطيور تلقي عليهم حجارة من السماء فسقطوا قتلى، وقد امتلأت مكة بالنور في يوم مولده وظهرت العديد من المعجزات التي نقلتها كتب السيّر النبوية، والتي كان أولها أن أمه السيدة آمنة قد رأت وكأن نورًا يخرج منها.
اقرأ أيضًا: من هي زوجة علي بن ابي طالب
معجزات مولد الرسول عليه الصلاة والسلام
إكمالًا لعرض بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، نتطرق إلى ذكر بعض العلامات الإعجازية التي ظهرت في 12 ربيع الأول التي أوضحت أن شخصًا عظيمًا قد ولد على الأرض، والتي تتمثل أولها في انتشار النور في قصور الشام فور مولده.
وُلد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يتيمًا فقد مات أبوه قبل أن يرى مولده، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ألم يجدك يتيماً فآوي) [سورة الضحى: الآية 6]، وكانت عادة العرب في القدم أن يقوموا بإرسال الأطفال إلى الصحراء لكي يتعلموا الصفات القوية وتكون أجسادهم ذات بناء مميز.
إلا أن نساء بني سعد قد رفضت أن ترضعن النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك نظرًا لأنه يتيمًا ولن تعود الرضاعة عليهن بالنفع المادي، فوافقت السيدة حليمة السعدية أن تُرضع رسول الله تعالى، ونالت من الخير والبركة ما لم ترَ مثله طيلة حياتها.
من ثم عادت حليمة السعدية بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى أمه مرة أخرى، وذلك حينما بلغ عامه الثاني، وكان شديد البنية عكس الأطفال من نفس سنه، وقامت بأخذ الإذن من أمه أن يبقى معها وهو في سن الخامسة خوفًا عليه من الأمراض المتواجدة في مكة المكرمة، فظلّ نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لدى حليمة السعدية حتى تجاوز عمره الخمس سنوات.
معجزة نزول جبريل إلى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو طفل
قبل التطرق إلى شق نزول الوحي في البحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، فقد مرّ محمد صلى الله عليه وسلم بالعديد من المواقف المختلفة حتى نزل الوحي عليه.
من ضمنها أن نزل إليه رجل بثياب بيضاء وناصع البياض وهو في عمر الثالثة عشر ويلعب مع أصدقائه، وكان سيدنا جبريل ـ عليه السلام ـ، لكي يميّزه عن سائر البشر.
فقام سيدنا جبريل عليه السلام بنزع أية أمور سيئة من قلب سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والتي تتمثل في الحقد أو الحسد أو أية صفات سيئة قد تكون في القلب، فطهّر قلبه بماء زمزم، ومن ثم تركه وذهب، وقد امتلأ قلب الطفل محمد صلى الله عليه وسلم بالخوف والذعر من هول الموقف.
فذهب إلى أمه في الرضاعة حليمة السعدية والتي امتلأ قلبها بالرعب وأعادته إلى أمه مرة أخرى، وحكت لها الموقف بأن ملكًا قد شق صدر محمد صلى الله عليه وسلم وأخرج منه شيئًا.
فلم تفزع أو تهلع أم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حكت لها ما رأته لحظة ولادته، وأنها رأت النور الذي امتد إلى قصور الشام، وأنها تعلم أن ابنها سيكون له شأن عظيم.
وفاة أم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
إكمالًا لعرض بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، نتطرق إلى الحديث عن الشق الخاص بوفاة أم النبي عليه الصلاة والسلام، فقد ماتت آمنة بنت وهب أثناء زيارتها لأخواله في المدينة، وهو ما كان ابتلاء في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأصبح يتيم الأم والأب.
من ثم كفله جده عبد المطلب لبعض الوقت، وترعرع في بيته وكان يفضله عن بقية أبنائه، فكان الأبناء يتصارعون من أجل الحصول على الطعام، ولم يحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الأمر، فكان ينزوي عن تناول الطعام، وأمر عمه عبد المطلب بأن يتم تجهيز الطعام الخاص به بشكل منفرد.
كما أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد تمتع بالصفات الحميدة، والتي ظهرت بدايةً من ترعرعه في بيت عمه أبي طالب، فقد بدأ محمد صلى الله عليه وسلم بالعمل لمساعدة عمه في مصاريف المنزل بسبب رؤيته أن تكاليفه زادت عليه، فأصبح يجمع المال ويقوم بإعطائه لعمه.
نزول الوحي على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
من هنا نبدأ في عرض أول شق من بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، فقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يخلو بنفسه في غار حراء بشهر رمضان، وذلك للابتعاد عن كل ما هو باطل، ومحاولة التقرب بشكل أكثر إلى الله تعالى، فكان يتأمل في خلق الكون، وآيات الله سبحانه وتعالى في خلقه.
بينما كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس في مرة ما بغار حراء، قد نزل عليه جبريل عليه السلام، قائلًا له (اقرأ) فرد عليه ـ صلى الله عليه وسلم قائلًا: “ما أنا بقارئ” ثم أعادها عليه سيدنا جبريل ثلاث مرات، حتى قال الملك في الأخيرة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) [سورة العلق: الآية 1].
لتكون أول آية تنزل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم وهو في سن الأربعين، فعاد إلى السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ بعدها خائفًا، وهو في فزع وهول شديد مما رآه، فقامت رضي الله عنها بطمأنته، وذلك حسب ما روي في كتب السيرة النبوية بعهد الصحابة.
فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلمـ قال: “…. فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} …“ [حديث صحيح البخاري].
فكانت تلك هي بداية قصة نزول الوحي أثناء البحث في كتب السيرة النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته.
اقرأ أيضًا: آخر زوجات الرسول
معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبوته
نكمل حديثنا في بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، فمن ثم قامت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ بأخذ نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان من أكبر الشيوخ وضريرًا.
إلا أنه كان يقوم بكتابة الإنجيل باللغة العبرية، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بما حدث معه، فقال له ورقة بن نوفل أن ذلك هو الوحي الذي قد نزله الله تعالى على موسى.
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: “هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ؛ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا” [حديث صحيح البخاري].
انقطاع نزول الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إكمالًا لحديثنا في بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، نتطرق إلى عرض جزء هام في نزول الوحي، فبعد ذلك ما لبث ورقة ابن نوفل إلا وقد مات، وقد انقطع بعدها نزول الوحي عن سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
قيل إن تلك الفترة ما تعدت بضعة أيام فقط، وقلق نبي الله عليه الصلاة والسلام وحزن، وكانت خديجة ـ رضي الله عنها ـ تطمئنه بشكل دائم، حتى أن سمع يومًا وهو في غار حراء جبريل ـ عليه السلام ـ ينادي من السماء، وقد نزل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِر* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [سورة المدثر: الآية 1-5 ]، وبذلك أمره الله تعالى بالتوحيد بالله.
استمر الوحي في النزول على النبي بعد ذلك لمدة 23 عامًا، وبدأت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم سرية خوفًا من بطش أهل قريش وأذيتهم للمسلمين، وبعدما مرت حوالي ثلاث سنوات، نزل الوحي بأمر من الله تعالى بأن يتم الجهر بالدعوة.
فبدأ ينتشر الإسلام في مكة شيئًا فشيئًا، ومن ثم بدأ النزاع بين قريش والمسلمين، واشتد عليه الحصار مما جعل سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضطر إلى الذهاب ليثرب، وذلك بعد 14 عامًا من الدعوة، فكانت الهجرة النبوية عام 622 من الميلاد.
استقبله المسلمون بفرح وسعادة وقد تم تسمية يثرب بمدينة الرسول أو المدينة المنورة، ومن تلك المدينة تأسست بعد ذلك دواعم الدولة الإسلامية، واستمر انتشار الإسلام وتم فتح مكة المكرمة، وقد أسلم معظم قبائل العرب.
عمل النبي صلى الله عليه وسلم
من ضمن المعلومات الهامة في بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، هي حرفته فقد عمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الرعي والتجارة.
فهما من المهن الفاضلة، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم قال: “ما بَعثَ اللهُ نبيًا إلا رَعَى الغَنَمَ، وأنا كُنتُ أرْعَاها لأهلِ مَكَّةَ بِالقرارِيطِ“ [حديث صحيح الجامع]، والقراريط في الحديث الشريف معناها الدينار والدرهم.
زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
نتطرق هنا لشق هام في بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، والذي يخص زوجاته رضي الله عنهن، واللاتي تعددت ولم يتزوجهن سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا رعايةً وحبًا.
اللاتي قد فضلهنّ الله تعالى عن سائر الخلق، وقد تم الإطلاق عليهن أنهن “أمهات المؤمنين”، كما أنزل الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) [سورة الأحزاب، الآية: 32].
فكان عددهن إحدى عشر ولم يتزوج ـ صلى الله عليه وسلم ـ منهن في نفس الوقت، فلم يجمع بين أكثر من أربعة سيدات، وتوفت منهما اثنان وتوفى هو قبل التسع الباقيات.
فبالحديث عن الشق الخاص بزوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته.
نجد أن زواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ليس إلا لمصلحة شرعية أو دعوية، أو لدواعٍ سامية وتطييب خواطر، وجبر المصائب وتوثيق العلاقات لخدمة الإسلام، وبعض من الزيجات كانت امتثالًا لوحي الله تعالى.
اقرأ أيضًا: اقوال الامام علي عن الدنيا
1ـ السيدة خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ
أولى زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي قد أحبها حبًا شديدًا، وذلك لما تتصف به من صفات حميدة فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في حديث صحيح: “ فَقالَ: رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا.” [حديث صحيح مسلم].
فتزوج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة ابنة خويلد وهو في سن الخامسة والعشرين، وكانت هي في سن الأربعين وذات تجارة نافعة ومال وفير، فاستأمنته ـ رضي الله عنها ـ على تجارتها وأموالها، وهي من قامت بعرض الزواج على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلمـ لما رأت فيه من أمانة.
فكانت السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ هي أولى زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي لم يتزوج بغيرها حتى لقيت حتفها، وقد كانت أول من أسلم بنبوته، وقد أحبها كثيرًا لدرجة أن العام الذي ماتت فيه قد سُمي بعام الحزن.
2ـ السيدة سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ
ثاني زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي قد تزوجها بعد وفاة خديجة وقبل هجرته، وكانت في سن السادسة والستين من عمرها، وكما سبق القول بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن يتزوج من أجل الاستمتاع أو غير ذلك بل للأهداف الحميدة.
فكان سبب زواجه من سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ هو أنها قد هاجرت مع زوجها من قريش إلى الحبشة، ومات زوجها فعادت إلى قريش وكادت أن تُفتن في دينها وترتد إلى أهلها المشركين، إلا أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تزوجها لحمايتها من الفتنة.
3ـ السيدة عائشة بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ
قد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنة أعز أصدقائه وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهي عائشة بنت أبي بكر ولم يدخل بها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم إلا بعد هجرته.
ذلك لتوثيق صحبته بأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ، وقد كانت جميع زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثيبات ما عدا عائشة بنت أبي بكر فكانت البكر الوحيد.
قد تميزت عائشة بنت أبي بكر بالعديد من الصفات الحميدة من ضمنها أن الله تعالى قد برأها مما يصفها به أهل الإفك، وأن الوحي كان ينزل في لحافها دونًا عن غيرها من زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان الرجال الأكابر يسألونها إن أشكل عليهم أمر ما في الدين فيجدون علمه لديها.
4ـ السيدة حفصة بنت عمر ـ رضي الله عنها ـ
استرسالًا للحديث في البحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته فمن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، والتي كان زواجه منها توثيقًا لصحبته بعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ، وهو الوزير الثاني لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
5ـ السيدة زينب بنت خزيمة ـ رضي الله عنها ـ
من زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي كانت في الستين من عمرها حينما تزوجها، وكانت تُلقّب بأم المساكين، وكان زواج النبيّ صلى الله عليه وسلم منها إيواءً لها بعدما مات زوجها في غزوة أحد، وتشجيعًا لما تفعله من خير في رعاية المساكين.
6ـ السيدة هند بنت أبي أميّة ـ رضي الله عنها ـ
استرسالًا في عرض بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، نتطرق إلى ذكر واحدة من زوجات الرسول التي كانت من المهاجرين وهي هند بنت أبي أمية والمعروفة بلقب “أم سلمة”.
التي مات زوجها وهي شابة، ورأى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أطفالها في حاجة إلى رعاية، فكان ذلك سبب الزواج، ولحقت بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانقطعت عن أهلها وذويها.
اقرأ أيضًا: اناشيد اسلامية رائعة عن الرسول
7ـ السيدة زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ
من ضمن زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي كانت زوجة لزيد بن حارثة الذي تبنّاه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل إنزال تحريم التبني في الإسلام، وقد طلقها زيد بن حارثة، وهو السبب الذي جعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتزوجها.
فقد قام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم بالزواج منها، لرفع الحرج عن المؤمنين بزواج المطلقات، وقد نزل في ذلك الأمر قول الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب: 37]
8ـ السيدة جويرية بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ
من ضمن زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي تزوجها لما انصرف من غزوة بني المصطلق، والتي أسلمت فقام الصحابة بإطلاق الأسرى من أيديهم، وتم عتق حوالي 100 من أهل البيت، لأنها أصبحت في ذلك الوقت من زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
9ـ السيدة صفية بن حيي بنت أخطب ـ رضي الله عنها ـ
من ضمن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هي “أم المؤمنين” صفية بنت حيي بن أخطب، والتي كانت من بني إسرائيل، التي كانت في عهد الجاهلية من ذوي الأشراف والمكانة، وهي من نسب سيدنا هارون ـ عليه السلام ـ وكانت تدين باليهودية.
قد تزوجها سلام بن مشكم ومن ثم فارقها، فتزوج منها كنانة بن الربيع النضري، والذي قتل في يوم خبير، وتم أسرها مع أختها في يوم فتح خبير، وقد وقعت وقتها صفية في نصيب حية الكلبي.
فعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه جارية فأذن له أن يأخذ صفية، وقيل إنها بنت من ملك من ملوكهم، فكان من المصلحة العامة أن يتم ارتجاعها منه، واختص النبي ـ صلى الله عليه وسلم بها، فاصطفاها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السبي بذاته.
فأسلمت صفية بنت حيي بن أخطب بعد ذلك، وقد حسن إسلامها فتزوجها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت فاضلة وحكيمة، وقد توفيت في السنة الخمسين للهجرة وتم دفنها في مدينة البقيع.
10ـ السيدة رملة بنت أبي سفيان ـ رضي الله عنها ـ
استرسالًا في الحديث ببحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، فكانت السيدة رملة بنت أبي سفيان قد هاجرت قد سافرت إلى الحبشة مع زوجها، لكنه قد أنصر هناك فكانت رملة بنت أبي سفيان والتي قد لُقبت ب “أم حبيبة”.
محتارة في أن ترجع إلى أبيها ـ الذي كان عدو لنبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك الوقت، وبين أن ترجع إلى الشرك، كذلك كانت محتارة في مصاهرة أبي سفيان فكان من تقاليد العرب هو احترام المصاهرة، والصهر لديهم بابًا من أبواب التقريب بين العوائل المختلفة.
11ـ السيدة ميمونة بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ
قد قامت السيدة ميمونة بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ بوهب نفسها لنبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد نزّل الله تعالى في كتابه الكريم: “(وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الأحزاب: الآية 50].
بهذا يكون الشق الخاص بزيجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، قد أوضح سبب الزواج بكل مرة، والتي توضح صفاته الكريمة والشجاعة.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن اللغة العربية وكيفية الحفاظ عليها
خطبة الوداع
من أهم النقاط في بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الحي عليه وزوجاته ووفاته هي خطبة الوداع، فقد ألقى محمد نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطبة الوداع في يوم عرفة من أعلى جبل الرحمة، وقد نزل فيها قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [سورة المائدة: الآية 3].
فبدأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ بنصح الناس وإعطائهم إرشادات تعاليم دينهم الإسلامي التي إن تمسكوا بها لن يفتنوا في الدنيا أبدًا بإذن الله فأمر فيها بسبع وصايا، منها:
- تحريم الربا.
- الابتعاد عن عادات الجاهلية.
- وقاية النفس من طريق الشيطان.
- احترام النساء ومعاملتهن بلطف وفق.
- النهي عن السرقة.
- المساواة بين البشر.
- تحريم القتل.
- النهي عن انتهاك الأعراض.
فكانت حجة الوداع بمثابة إشارة لقرب دنو أجل الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما يلي الجزء الهام من بحثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي وزوجاته ووفاته، والذي تخص كلام حجة الوداع نقلًا عن كتب السنة والسيرة النبوية:
“الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم ألا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت… اللهم فاشهد.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت … اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم.”
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا يونس
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
هنا نتطرق لآخر شق في البحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته، فتوفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد فترة قليلة من إلقائه لخطبة الوداع، بعدما أصابه المرض، وكان ذلك في الثاني من ربيع الأول لسنة 11 هـ، والموافق 8 من شهر يونيو لعام 632 م.
ليتوفى أشرف الخلق وهو في الثالثة والستين عامًا، لكن لا تزال الألسن معطرة بذكره، وتزال سنته وتعاليمه هي المثل الذي يحتذى به حتى وقتنا هذا.
فخاف أبو بكر من أن تنشأ فتنة بين المسلمين فخرج وقال للناس أن من كان يعبد محمدًا فقد مات، وأن من يعبد الله تعالى فإن الله حيّ لا يموت، فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن وفاة الرسول وقول أبو بكر.
قال: “فَقالَ: أَمَّا بَعْدُ، فمَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ” [حديث صحيح البخاري]، كما أنزل الله تعالى قوله في الكتاب الكريم: (وَما مُحَمَّدٌ إلَّا رَسولٌ قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران: 144].
كان ولا يزال محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشرف خلق الله تعالى، وسيظل المثال الذي يُحتذى به في الأخلاق والشرف والعفة وجميع الصفات الحسنة لأمة المسلمين.