بحث عن سورة يوسف

بحث عن سورة يوسف يُبين كافة العبر والحكم التي تحملها إلى الناس، حيث إن العديد من المدرسين يطلبون من الطلاب كتابة مواضيع تعبير متنوعة، وأكثر شيء يطلبوه هو التعبير عن السور القرآنية والأمور الدينية؛ حتى تزداد ثقافة الطلاب عند البحث والكتابة عنها، ومن هنا سنعرض أفضل بحث حول سورة سيدنا يوسف – عليه السلام – عن طريق موقع زيادة.

بحث عن سورة يوسف

يحرص أغلب المعلمين على أن يجعلوا الطلاب يكتبون الأبحاث الدينية حتى تزداد معرفتهم الدينية والإلمام بجميع العبر والمواعظ التي تحملها كل سورة في القرآن الكريم، وموضوعنا اليوم هو بحث عن سورة يوسف.

مقدمة بحث سورة يوسف

تُعد سورة يوسف من أبرز وأهم السور المكية، أي أنها نزلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد سورة هود في مدينة مكة المكرمة، وعدد آياتها 111 آية، وتحتل الترتيب الـ 12 في القرآن الكريم.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة يوسف

التعريف بسورة يوسف

لقد نزلت سورة يوسف في مرحلة عصيبة للغاية من الدعوة المكية، وبالأخص في الفترة الواقعة بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، إذ إن أذى كفار قريش قد اشتد على نبي الله الكريم – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين الذين معه أيضًا.

لذلك أنزل المولى – عز وجل – هذه السورة الكريمة لتكون تهوينًا وتسليةً لرسول الله وبشرى له باقتراب الفرج بعد الضيق والحزن، كما حدث مع سيدنا يوسف – عليه السلام – من قبل، وتم تسميتها بسورة يوسف؛ لأن موضوعها الأساسي هو ما حدث مع نبي الله “يوسف”.

مناسبة سورة يوسف لما قبلها

خلال الكتابة في بحث عن سورة يوسف، فلا بد من توضيح مناسبة هذه السورة الكريمة بالسورة التي نزلت قبلها ألا وهي “سورة هود”، حيث إن سورة يوسف جاءت مكملة لما ورد في سورة هود من أخبار الأنبياء – عليهم السلام – ولتكون برهان على صدق نبوة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ودليل على أن القرآن الكريم وحي أنزل عليه من الله – سبحانه وتعالى – لكن بالطبع يوجد خلاف بين السورتين.

حيث إن سورة هود تحدثت حول قصص الأنبياء – عليهم السلام – من حيث الدعوة التي كانوا يحملونها لأقوامهم، وتتحدث حول تكذيب الكفار لهم أكثر من مرة، وكذلك توضيح عاقبة المكذبين والمؤمنين بالله؛ وهذا لكي تكون عبرة لكفار قريش ومن كذب دعوة رسول الله من العرب.

بينما سورة يوسف – عليه السلام – بينت أدق التفاصيل التي مر بها هذا النبي الكريم مع قومه أثناء دعوته، وكيف أن أخواته أخرجوه من بين أبيه، وأنه تربي بعيدًا عن أهله منذ صغره، وأنه بلغ وأشتد عوده، وصار نبيًا يدعو القوم إلى عبادة دين الله الواحد الأحد.

بعد ذلك تولى الملك وكان خير من يحكم مصر، فقد كان حسن الإدارة والسياسة، وكان الناس يأخذونه قدوة لهم في حياتهم، ويحاولون التصرف مثله بحكمة وتدبر، وتُعد من أطول القصص المذكورة في القرآن الكريم.

مناسبة سورة يوسف لما بعدها

من الجدير بالذكر أن سورة يوسف ترتبط بالسورة التي جاءت بعدها ألا وهي “سورة الرعد” ارتباطًا عظيمًا، وذلك لأن الغرض الرئيسي من ذكر قصص الأنبياء – عليهم السلام – وما حدث معهم خلال دعوتهم لأقوامهم هو التأثير على نفوس الناس حتى يهتدوا ويؤمنوا بالله وحده.

بالإضافة إلى ذكر الآيات القرآنية التي تحث الأشخاص إلى التدبر والتفكر في الكون وخلق المولى – عز وجل –، فجاءت سورة الرعد لتكون هداية للبشر وتؤثر فيهم، وكانت أول آياتها ما يلي:

(اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ) [الرعد: 2].

الظروف التي نزلت فيها سورة يوسف

خلال حديثنا حول بحث عن سورة يوسف، فمن الجدير بالذكر أنها نزلت على نبي الله الكريم – صلى الله عليه وسلم – كنوع من أنواع المواساة وتخفيف الآلام والأحزان التي يمر بها في ذلك الوقت، وتخفيفًا له على وفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد – رضي الله عنهما – في مكة المكرمة.

فهي تُشير إلى اقتراب الفرج وأنه آتٍ لا محالة في هذا مهما اشتدت المصاعب وكثر أهل الباطل، وهذا عن طريق معرفة ما حدث مع سيدنا يوسف – عليه السلام – من أخوته حيث إنهم ألقوه في البئر، ومن بعدها انتقل إلى بيت العزيز بمصر، وتعلقت امرأة العزيز به، ودخل إلى السجن ولكنه ظل صابرًا على كل هذه الابتلاءات التي حلت عليه.

كما أنه صبر على أعباء الدعوة، ومن ثم انقلب الحال تمامًا فخرج سيدنا يوسف – عليه السلام – من السجن عزيزًا كريمًا، وتولى مُلك مصر، وهذا دليل قاطع على أنه بعد الضيق والحزن سوف يأتي الفرج والنصر، حيث قال تعالى:

(وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ) [يوسف: 21].

عفة سيدنا يوسف

تعتبر قصة سيدنا يوسف – عليه السلام – من أعظم القصص التي يتمكن جميع الأشخاص كبيرهم وصغيرهم التعلم منها الكثير من العبر والمواعظ، حيث إن دخول سيدنا يوسف إلى مصر كان محط أنظار جميع الناس؛ لأن جماله لم يكن طبيعيًا، وقد أحبته زوجة العزيز وتعلق قلبها به بشدة، وراودته عن نفسها ولكنه رفض هذه الفتنة.

بالإضافة إلى أن هذا الخبر انتشر في جميع أنحاء مصر، وتحدث النساء بالأمر، فقال تعالى:

(وَقالَ نِسوَةٌ فِي المَدينَةِ امرَأَتُ العَزيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ قَد شَغَفَها حُبًّا إِنّا لَنَراها في ضَلالٍ مُبينٍ) [يوسف: 30]

وعلمت زوجة العزيز بمكرهن فقررت أن تفعل مثلهن.

هذا عن طريق انها دعتهن جميعًا إلى بيتها لتناول الطعام معها، وبعد ما دخلوا أدخلت زوجة العزيز سيدنا يوسف – عليه السلام – عليهن، وعندما رأوه سُلب جماله عقولهن، وقمن بتقطيع أيديهن بالسكاكين التي كانوا يحملونها لتقطيع الطعام، فقال تعالى:

(فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَقَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَقُلنَ حاشَ لِلَّـهِ ما هـذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ * قالَت فَذلِكُنَّ الَّذي لُمتُنَّني فيهِ وَلَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ وَلَئِن لَم يَفعَل ما آمُرُهُ لَيُسجَنَنَّ وَلَيَكونًا مِنَ الصّاغِرينَ) [يوسف: 31,32].

اقرأ أيضًا: قصة يوسف عليه السلام

موضوعات سورة يوسف

خلال تحدثنا حول بحث عن سورة يوسف، فتجدر الإشارة إلى أن هذه السورة حملت بداخلها العديد من الموضوعات والدلالات الهامة والعبر الجليلة التي يحتاج إليها كل مسلم ليتعلم منها ويستخدمها في حياته، فهي تحتوي على تقلب الأحوال من الضيق إلى الفرج والفقر والغنى، وسنعرضها عبر السطور التالية:

1- رؤيا سيدنا يوسف

إن قصة سيدنا يوسف – عليه السلام – بدأت أحداثها بتحدثه مع والده حول الرؤيا التي شاهدها في منامه، حيث قال تعالى:

(إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ) [يوسف: 4]

فمن خلال هذه الرؤيا علم والده يعقوب – عليه السلام – أنها بمثابة دلالة على كرامة يوسف عند المولى – عز وجل – وأن الـ 11 كوكبًا دليل على إخوة يوسف.

2- إخفاء الرؤيا بسبب حسد إخوة يوسف

بعد أن استمع سيدنا يعقوب – عليه السلام – إلى رؤيا ابنه يوسف، أمره بكتمانها وعدم مشاركتها مع إخوته، وجاء في كتاب الله تعالى:

(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ) [يوسف: 5]

وقد أوضح السبب وراء هذا أنه يخشى على ابنه من حسد إخوته وكيدهم له.

3- غيرة إخوة يوسف ومكرهم

تمتلئ قلوب إخوة يوسف – عليه السلام – بالحسد والحقد عليه، وهذا بسبب محبة والدهم له دونًا عنهم، فقرروا أن يتخلصوا منه بأي طريقة حتى يهتم بهم والدهم، فتآمروا على قتله أو إلقائه في الصحراء بعيدًا عن موقع عيش أهله، ويتفرغ لهم أبوهم ويمضي الوقت معهم، وبعد ذلك يتوبون إلى الله تعالى.

4- مؤامرة التخلص من يوسف

بعد انتهاء الحوار الذي دار بين إخوة سيدنا يوسف – عليه السلام – قرروا أن يأخذوه معهم أثناء رعي الغنم ويضعوه في بئر بعيد لا يمكن لأحد العثور عليه فيه، وبعد ذلك يذهبون إلى والدهم ويخبرونه أن الذئب أكله، وهذا ما فعلوه بالفعل.

فقد جاؤوا بدماء شاة ولطخوا بها الثياب التي كان يرتديها وهو معهم، بعد أن وضعوه داخل البئر وتأكدوا أنه بالداخل ولن يستطيع الخروج منه، وعادوا إلى أبيهم يبكون وأخبروه أن الذئب أكله كما اتفقوا.

فلما أمسك والدهم يعقوب – عليه السلام – القميص لم يجد به أي قطع أو تمزق علم أنهم يكذبون عليه، فقال تعالى:

(وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ) [يوسف: 18].

5- خروج يوسف من البئر

كان يجلس سيدنا يوسف – عليه السلام – على صخرة داخل البئر بعد أن تركوه إخوته، ومرت قافلة بالقرب من هذا البئر وأرسلوا أحد منهم ليحضر الماء منه، وعندما كان يحضرها رأى يوسف داخل البئر ففرحوا بما وجدوا وأخفوه عن أنظار الناس حتى وصلوا إلى مصر، فباعوه إلى رجل هناك بعدة دراهم معدودة.

اشترى عزيز مصر يوسف، وهو وزير المالية في ذلك الوقت وكان رجلًا عقيمًا لا يُنجب، فأمر زوجته أن تكرمه جيدًا، فعاش معهم في منزلهم مكرمًا، وبعد أن بلغ أشده صار هو الذي يأمر وينهي في بيت العزيز.

6- دخول السجن

كان سيدنا يوسف – عليه السلام – دائم الدعاء إلى المولى – عز وجل – عندما كان داخل السجن، ولم يترك نفسه للاستسلام لمكائد الشيطان، أو الوقوع في الفاحشة، وحصل على حب رفقائه الموجودين معه في السجن، وعندما فسر رؤيا أحد السجناء معه كان هذا سبب في خروجه من السجن ولقاء ملك مصر.

7- حيلة يوسف ليبقي أخاه في مصر

خلال حديثنا حول بحث عن سورة يوسف، فلا بد من توضيح أنه بعد تعرف سيدنا يوسف – عليه السلام – على إخوته رغب في إبقاء أخاه معه في مصر، فأمر أحد أعوانه بوضع مكيال الملك في أوعية أخيه، ومن ثم نادى منادٍ بأن هناك شخصًا سرق مكيالًا، وأن القافلة لن تمر إلا بعد تفتيشها جيدًا.

فبدأ الحراس بالتفتيش ووجدوا المكيال في وعاء أخيه ولم يسمح سيدنا يوسف بذهابه فأخذه معه، وجعل باقي أخوته يعودون إلى أبيهم بدونه، وعندما ذهبوا إليه وأخبروه بما حدث بكل صدق صبر واحتسب، وطلب من أبنائه البحث عن أخيهم ويوسف.

8- لقاء يوسف بأبيه

عاد إخوة سيدنا يوسف – عليه السلام – مرة أخرى إلى مصر طالبين استرجاع أخيهم، فأخبرهم يوسف أنه أخيهم الذي ألقوه في البئر منذ زمن، وعاتبهم على ما فعلوه به عندما كان صغيرًا، وبعد ذلك عفا وصفح عنهم، وأعطاهم قميصه ليضعوه على وجه أبيهم.

عندما أخذوا القميص وعادوا إلى والدهم ووضعه على وجهه ارتد بصره مرة أخرى وعاد بمشيئة الله تعالى، وأخذوه معهم وذهبوا إلى مصر والتقى الأب بابنه بعد مرور سنوات عديدة.

اقرأ أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها الخبز؟

خاتمة بحث سورة يوسف

تُبين سورة يوسف كيفية التعامل مع الأبناء بشكل عادل، وعدم التفرقة بينهم، وأيضًا حب الأخوة وعدم التفريط في أحدٍ منهم، والصبر أمام الفتن والابتلاءات وعدم الاستسلام مهما حدث، والتوكل على الله تعالى.

يُعد بحث عن سورة يوسف من أفضل الموضوعات التي يمكن أن يطلبها أحد المعلمين من الطلاب، فهي تجعلهم يستفيدون بالعبر التي تحتوي عليها، ومعرفة أهمية الدعاء لله في أي كرب وهم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.