بحث عن سورة الأعراف

بحث عن سورة الأعراف يهدف إلى التعرف على أسباب نزول هذه السورة الكريمة وفضائلها والهدف من تسميتها بهذا الاسم، إذ إن هذه السورة المباركة تحمل في طياتها العديد من المعاني الجليلة والأحداث الهامة من القصص القرآنية عن الرسل والأنبياء منذ بداية سيدنا آدم عليه السلام، ولذلك سنتناول هذا البحث بحيث يشمل كافة التفاصيل عن سورة الأعراف من خلال موقع زيادة.

بحث عن سورة الأعراف

تناول سورة الأعراف من خلال كتابة بحث عنها يحمل أهمية كبيرة في توضيح وشرح سور القرآن الكريم الذي أنزله الله على نبيه المصطفى صلاة الله وسلامه عليه، حيث تحمل هذه السورة العديد من القصص والمعجزات التي يجب التعرف عليها والاقتداء بها ولهذا سيتم عرض بحث عن سورة الأعراف بالشكل المثالي وهو ما سيتضح في الفقرات التالية.

مقدمة البحث عن سورة الأعراف

تحمل سورة الأعراف فضل كبير إذ تدل على العديد من الأمور التي يجب على كل مسلم أن يكون على دراية كاملة بها، كما نجد في هذه السورة المباركة كيفية تطهير المجتمع من الذل والفساد وضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الاغترار بالحياة ومتاعها وتقويم النفس الأمارة بالسوء وبعدها عن الشهوات والملذات.

التعريف بسورة الأعراف

تعتبر سورة الأعراف من أطول السور المكية التي تتكون من مئتين وستة آية، ويتمثل تعريفها بالتفصيل في النقاط الآتية:

  • سورة الأعراف من السور المكية ما عدا الآيتين مائة وثلاثة وستين ومائة وسبعون مدنيتان، ونزلت في السنة العاشرة من البعثة النبوية في الفترة بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج.
  • تقع سورة الأعراف في الجزء السابع في ترتيب المصحف العثماني الشريف وتحمل الرقم سبعة في الحزب السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، كما أنها نزلت بعد سورة ص وقبل سورة الجن.
  • تعتبر سورة الأعراف من السور التي تبدأ بحروف هجاء مقطعة {المص}.
  • ترتيب السورة بين السور التي تبدأ بحروف الهجاء هي الرابعة، والترتيب بين طوال السور من حيث النزول فهي السورة الأولى.

اقرأ أيضًا: سورة الهمزة لمعرفة مكان السحر

سبب تسمية سورة الأعراف بهذا الاسم

تم تسمية هذه السورة المباركة بهذا الاسم لورود اسم الأعراف بها، حيث إن الأعراف هو سور قائم يفصل بين أهل الجنة والنار، وأهل الأعراف هم من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فتم وقوفهم على هذا السور حتى يفصل الله في أمرهم.

حيث ورد عن ابن جرير الطبري إنه قال بشأن هذا الأمر: “هم ‏قومٌ ‏استوت ‏حسناتهم ‏وسيئاتهم ‏فقعدت ‏بهم ‏سيئاتهم ‏عن ‏دخول ‏الجنة ‏وتخلّفت ‏بهم ‏حسناتهم ‏عن ‏دخول ‏النار ‏فوقفوا ‏هنالك ‏على ‏السور ‏حتى ‏يقضي ‏الله ‏بينهم“.

الموضوعات التي تناولتها سورة الأعراف

عند تلاوة سورة الأعراف والبحث عن تفسيراتها نجد أن هذه السورة المباركة تحمل العديد من المقاصد والموضوعات الجوهرية، والتي تتمثل فيما يلي:

  • تدعو سورة الأعراف إلى تسليم البشر وتوحيد قلوبهم على عبادة الله عز وجل الواحد القهار، وتطبيق الشريعة الإسلامية على أكمل وجه.
  • تناولت السورة حكمة الله تعالى في الأرض وسنته التي ليس لها تبديل على الإطلاق، والتأمل في خلق الكون وأسراره التي تكون في علم الله وحده مما يلزم خشوع القلوب وتوجهها إلى الله تعالى.
  • تحتوي السورة المباركة على تكريم الله للإنسان وتسخير الأرض بكل ما فيها لخدمته، حيث إن الله تعالى هو خالق كل شيء ومدبر الأمر كله.
  • ذكرت سورة الأعراف الكثير من أحداث يوم القيامة مثل البعث والميزان وحساب العباد على أعمالهم وسؤالهم عن تبليغ الرسالة.
  • تحمل السورة العديد من التوجيهات للمسلمين حيث الدعوة للتسامح والتحلي بالمرونة في التعامل والحفاظ على الفطرة البشرية التي خلق الله الإنسان عليها، كما حثت السورة على آداب الإنصات إلى القرآن الكريم وحسن الاستماع إليه والمداومة على الذكر وتلاوة القرآن.
  • تحتوي السورة على قصص الأنبياء ورحلتهم في توصيل رسالة الله والصعوبات والاضطهادات التي واجهتهم من قومهم والمشركين.
  • يحذر الله من خلال السورة الكريمة من الشيطان وشروره والنهي عن المنكر والحرص على الأمر بالمعروف ونشر السلام.

أسباب نزول سورة الأعراف

لم يرد عن أهل العلم والفقهاء سبب شامل لنزول سورة الأعراف، ولكن وردت أسباب عن نزول بعض الآيات منها، والتي تتمثل فيما يلي:

  • نزلت الآية الكريمة {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف-31] بسبب وجود امرأة عارية كانت تطوف على كل منزل وتطلب ما يستر عورتها حيث ورد عن عبد الله بن عباس انه قال كَانَتِ المَرْأَةُ تَطُوفُ بالبَيْتِ وَهي عُرْيَانَةٌ، فَتَقُولُ: مَن يُعِيرُنِي تِطْوَافًا؟ تَجْعَلُهُ علَى فَرْجِهَا، وَتَقُولُ: الْيَومَ يَبْدُو بَعْضُهُ، أَوْ كُلُّهُ، فَما بَدَا منه فلا أُحِلُّهُ”.
  • {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175] نزلت هذه الآية الكريمة بسبب رجل من بني إسرائيل كان يعلم باسم الله الأعظم، وعند تولي نبي الله موسى عليه السلام الرسالة طلب من قومه أن يرده عنهم بدعائه حيث كان مُستجاب الدعوة لعلمه باسم الله الأعظم، ولكنه خاف من ذلك لأنه خاف من عذاب الله، ولكنهم استمروا في الإلحاح عليه حتى استجاب لطلبهم، كما ذُكر أن نزول هذه الآية مرتبط برجل يدعى أمية بن أبي الصلت، حيث كان يعرف بوجود نبي آخر فترة بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فآمن بالنبي الآخر ولم يؤمن برسول الله.
  • {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف-187] نزلت الآية الكريمة بسبب سؤال الناس المتكرر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن موعد يوم القيامة، وذكر عن ابن عباس- رضى الله عنه- أن أصحاب هذا السؤال رجلان من اليهود وقوم من قريش.
  • {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} [الأعراف-188] سبب نزول هذه الآية يتمثل في سؤال أهل مكة للرسول صلى الله عليه وسلم عن أمور تجارتهم وهل يخبره الله بأسعار السلع وما الغالي منها والرخيص، وهي الأرض الخصبة التي عليهم شرائها.
  • {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [الأعراف-189] يتمثل سبب نزول هذه الآية بأن آدم عليه السلام والسيدة حواء كان لم يعيش لهما أولاد، فوسوس لهما الشيطان أن يسميا ولدهما القادم عبد الحارث، حيث كان اسم الشيطان من قبل الحارث فاستجابا لوسوسة الشيطان وهذا كان سبب نزول هذه الآية.
  • {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف-204} نزلت هذه الآية بسبب قيام المسلمين بالحديث خلف النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة ويرفعون أصواتهم فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم بالإنصات واحترام سماع القرآن الكريم، حيث ورد عن ابن عباسإنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرأ القرآن الكريم في إحدى الصلوات المفروضة، فقرأ الصحابة خلفه وهم يرفعون أصواتهم فخلطوا عليه قراءته فنزلت هذه الآية، وقال قتادة إنّ ذلك كان أول ما فُرضت الصلاة يأتي الرجل فيسأل صاحبه كم صليتم فيجيبه،” وقال الزهري إنّها نزلت في فتى من الأنصار كان كلّما قرأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقرأ هو، وقيل إنّها نزلت في وجوب الإنصات للإمام في خطبة الجمعة.
  • {قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّـهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ} [الأعراف-6] تم نزول هذه الآية الكريمة بسبب قوم قريش حيث كان من عاداتهم في فترة الجاهلية الطواف حول الكعبة والتصفيق والتهليل، فأنزل الله هذه الآية ليأمرهم بالستر واحترام البيت الحرام.

اقرأ أيضًا: أطول سورة في القرآن

أسماء الأنبياء في سورة الأعراف

عند كتابة بحث عن سورة الأعراف لا بد من ذكر الأنبياء الواردين بها، حيث اشتملت سورة الأعراف على العديد من القصص النبوية وأسماء الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهم:

  • نبي الله آدم عليه السلام.
  • سيدنا نوح عليه السلام.
  • هود عليه السلام
  • صالح عليه السلام.
  • لوط عليه السلام
  • شعيب عليه السلام
  • موسى وهارون صلوات الله عليهم.

التناسب في سورة الأعراف

يوجد تناسب كبير في سورة الأعراف مع عدة أمور، ومنها:

  • تناسب الأعراف مع السور التي تسبقها: نزلت سورة الأنعام قبل الأعراف وورد فيها العديد من القضايا الموجزة عن بعثة رسول الله والحديث عن القرون السابقة، حيث جاءت سورة الأعراف لتوضح كل هذه القضايا بالتفصيل.
  • تناسبها مع طوال السور: تعتبر سورة البقرة من أطول السور في القرآن الكريم وتذكر العديد من أصول الدين والعقيدة وتوحيد الله تعالى، كما أنها تحدثت عن أهل الكتاب والمشركين، حيث جاءت طوال السور لتتم ما فيها ومن بينها سورة الأعراف حيث ذكرت سنن الله عز وجل مع رسله وأنبيائه والأحداث التي دارت مع أقوامهم من أهل الكتاب والمشركين.
  • تناسب الأحداث داخل سورة الأعراف: حيث تحتوي السورة الكريمة العديد من القصص بشكل متسلسل ومنسجم بدأ من زمن سيدنا آدم عليه السلام وصولًا إلى زمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وذكرت السورة ما واجهه النبيون من صعوبات في الرسالة كما وضحت مصير الكافرين بدين الله ورسله في الدنيا والآخرة.
  • التناسب في اسم سورة الأعراف: الأعراف هو المكان المرتفع الذي يجلس فيه كل من تساوت فيه مقدار حسناته مع سيئاته، حيث حددت سورة الأعراف أن الإيمان بالله تعالى وملائكته ورسله هو ما يرفع العبد يوم القيامة.

اقرأ أيضًا: معلومات عن سورة البقرة

خاتمة البحث

سورة الأعراف من أعظم السور المكية التي تسرد العديد من الأحداث وتعرفنا على معاناة رسل الله في توصيل الرسالة ونشر الدين الحنيف، وهذا بجانب الفضل الكبير والبركة التي يحصل عليها المسلم عند قراءته لسورة الأعراف، حيث يرجع ذلك لما ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

مَن أخَذَ السَّبعَ فهو حَبرٌ“، كما قالت رضي الله عنها أنَّ النبيَّ قرَأَ في المغربِ بسورةِ الأعْرافِ فَرَّقَها في الركعَتَينِ

كتابة بحث عن سورة الأعراف يجب أن يشمل كل جوانب السورة الكريمة لإيضاح أحداثها والتفسيرات المرتبطة بآياتها الكريمة للتعرف على عظمة الدين الإسلامي والتفكر في خلق الله وحكمته.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.