بحث عن عمر بن الخطاب

بحث عن عمر بن الخطاب سيكون من الأبحاث الغنية بالمعلومات، حيث إن السيرة الذاتية لسيدنا عمر بن الخطاب مليئة بالفضائل، كما أن له العديد من المواقف التي يجب على المسلم الاستشهاد بها في حياته، لذا سيعرض لكم موقع زيادة بحث عن عمر بن الخطاب مفصلًا يوضح كل مواقفه بعد وقبل توليه الخلافة.

بحث عن عمر بن الخطاب

هناك العديد من النقاط الأساسية التي سنحتاج إلى معرفتها نُلِم بسيرة سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- إلمامًا كاملًا.

اقرأ أيضًا: قصة حياة سيدنا عمر بن الخطاب كاملة

التعريف بنسب سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

للبحث عن عمر بن الخطاب، يجب أولاً التعريف باسمه

اسمه: عمر بن الخطّاب بن نُفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدويّ.

يلتقي نسب سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- مع نسب الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- في كعب بن لؤي بن غالب، ويعود نسبه إلى بني عديّ.

العدنانيون هم أحد قبائل قريش، وتعتبر من أفضل عشرة قبائل بقريش وذات مكانة رفيعة، وكان عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- من أشراف قبيله عديّ كما اعتبروه سفيرًا لهم، فكان العدنانيون يباهون به القبائل ويرسلونه للحروب ويدافعون به أمام القبائل المتفاخرة الأخرى.

كنيته: سمى النبي-صلَّ الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب بأبي حفص بعد غزوة بدر، ومعنى كلمة حفص في معجم اللغة العربية هو الشِبل (صغير الأسد)، يعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى ابنه البكر وأول ابن له حيث توفي ابنه صغيرًا، وبعد ذلك سمى ابنته حفصة- رضي الله عنها- كما أن تلك الكنية أيضًا تعود إلى طبيعة سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- الصلبة المتينة.

ألقابه

لقب سيدنا عمر بن الخطاب بالعديد من الألقاب سنذكرهم تفصيلًا فيما يلي:

لقب عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بالفاروق

عند البحث عن عمر بن الخطاب نجد أن أشهر ألقابه كانت عمر الفاروق.

كما تعددت آراء أهل العلم حول سبب تسمية سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بالفاروق، وكانت أكثر هذه الآراء شيوعًا أنه-رضي الله عنه- سمي بالفاروق لأن الله تعالى فرق به بين الحق والباطل.

كما تعددت الأقوال حول من لقبه بذلك اللقب، حيث قال بن أبي شيبة وبن سعدٍ إن الرسول-صلَّ الله عليه وسلم-هو أول من لقبه بالفاروق، وروى بن سعدٍ عن الزهري أن أهل الكتاب هم أول من سماه-رضي الله عنه- بالفاروق، وقال البغويّ أن سيدنا جبريل-عليه السلام- هو من لقّبه بذلك.

يقال إنه حين سُئل سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- عن سبب تسميته بالفاروق أجاب بقصة إسلامه الشهيرة حين شرح الله صدره للإسلام.

لقب عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بأمير المؤمنين

كان سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- هو أول من لُقِب بأمير المؤمنين، والسبب في ذلك هو حين أتى رجلين من العراق تلبيةً لطلب سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- ليسألهم عن حال العراق وأهلها.

فعندما دخلوا إلى المسجد وجدوا سيدنا عمرو بن العاص-رضي الله عنه- فطلبوا منه أن يدخلوا لرؤية سيدنا عمر بن الخطاب قائلين: “استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر” فرد سيدنا عمرو بن العاص عليهما قائلًا: ” والله أصبتما اسمه، إنه الأمير ونحن المؤمنون”.

فعندما دخل بن العاص على سيدنا عمر بن الخطاب فقال: ” السلام عليك يا أمير المؤمنين ” فسأله عمر ” ما بدا لك بهذا الاسم يا بن العاص ” فروي له ما حدث بينه وبين الرجلين من العراق، ومن وقتها لقب سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بأمير المؤمنين.

أسرة سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

سنذكر في السطور التالية كل ما يخص أسرة سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- وزوجاته وذلك ليكتمل البحث عن عمر بن الخطاب وسيرته.

والدة سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه

اسم أمه هو حنتمة بن هاشم بن مُغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

والد سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

لم يكن الخطاب من عليين قريش، وكان يتبع دين آباءه ويعبد الأصنام ويعاقب كل من يخرج من ملته إلى أخرى، حتى بن أخيه زيد بن عمرو بن نُفيل حين قرر دخول حنيفية دين إبراهيم-عليه السلام- وكل له من يراقبه ومنعه من الخروج من مكة، ومنعه من الاختلاط بين الناس حتى لا ينشر فكره بينهم ويفسد عقيدتهم.

زوجات سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

لم يجمع سيدنا عمر بن الخطاب بين زوجاته، لكنه تزوج من العديد من النساء وأنجب منهم، وهم:

  • فاطمة بنت الوليد.
  • زينب بنت مظعون.
  • قٌريبة بنت أبي أمية.
  • أم كلثوم بنت علي.
  • مليكة بنت جرول.
  • أم كلثوم بنت جرول الخُزاعية.
  • عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.
  • جميلة بنت أبي الأقلح.
  • أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المُغيرة.
  • بلُهية.
  • فُكيهة

اقرأ أيضًا: قصة معاذ بن جبل رضي الله عنه

أبناء سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

كان لعمر بن الخطاب-رضي الله عنه- من الأولاد أربعة عشر ولدًا، أسماء الذكور منهم:

  • عياض، وأمه تكون عاتكة بنت زيد بن عمرو
  • عبيد الله، قتل عبيد الله يوم صفين، وأمه تكون أم كلثوم بنت ابن أبي ربيعة.
  • عاصم، والذي ولد بالعام السادس من الهجرة، وهو من صغار الصّحابة.
  • عبد الرحمن الأصغر، وأمه تكون فكيهة أم ولد.
  • عبد الرحمن الأكبر، وأمه تكون زينب.
  • عبد الرحمن الأوسط، وهو منهم من رأى النبي-صلَّ الله عليه وسلم-
  • زيد الأصغر الذي مات صغير السن، وأمه تكون أم حكيم بنت الحارث بن هشام.
  • زيد الأكبر، وأمه تكون أم كلثوم بنت علي.
  • عبد الله، وأمه تكون زينب وشهد العديد من الغزوات كالخندق وبيعة الرّضوان، كم أنه روى عن النبي-صلَّ الله عليه وسلم ما يزيد عن ألفي حديث.

الإناث هم:

  • جميلة.
  • رقيّة، وأمها هي أم كلثوم بنت علي.
  • حفصة، وهي أحد زوجات رسول الله -صلَّ الله عليه وسلم- وهي من أمّهات المؤمنين، وأمها تكون زينب.
  • زينب، وهي أصغر من أنجب-رضي الله عنه-
  • فاطمة، وأُمها هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام.

نشأة سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

من أول أركان البحث عن عمر بن الخطاب هو المعرفة الشاملة بنشأته، فقد نشأ سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- في بني قريش بمدينة مكة المكرمة، وتعلم القراءة والكتابة، ونشأ نشأةً لم يعرف فيها معنى الترف والرفاهية، فقد تحمل المسؤولية منذ صغره وعاش على هذا الحال في الجاهلية لنصف عمره تقريبًا.

كما أنه كان يرعى الإبل لأبيه وأقاربه في بني مخزوم، وكان أبوه يعامله معاملة قاسية ليس بها رحمة وقد أثر ذلك في نفسه حتى عن الكبر.

أما عن شبابه فقد قضى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- شبابه مثل باقي شباب القرية، يعتنق الوثنية ويشرب الخمر التي كلان متأصلة في القبائل وقتها، وعمل بعد ذلك بالتجارة حتى صار من أغنى أغنياء قريش.

كما أشتهر عمر بن الخطاب في الجاهلية بالبطولة وكانوا يتخذونه حكمًا بينهم لما يحمله من رجاحة العقل، كما أنه كان سفيرًا بينهم وبين باقي القبائل.

عندما جاء رسول الله-صَّل الله عليه وسلم- بدين الإسلام، كان عمر بن الخطاب من أكثر الناس كرهًا للدين، وقام باضطهاد كل من كان يفكر في اعتناق الإسلام من بني كعب وغيرهم، كما اضطهد أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها حين علم بإسلامهما، وكان يعذب جاره المسلم ويضربه حتى يمل.

إسلام عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

من الأساسيات الواجب معرفتها عند بحث عن عمر بن الخطاب هي كيفية اعتناقه لدين الإسلام.

قبل إسلام سيدنا عمر كان هناك العديد من الدلالات التي كنت توحي بقرب إسلامه، فبالرغم من شدة كرهه للإسلام واضطهاده لكل من يعتنق الدين إلا أن ذلك الكره كان يخفي ورائه رحمة وفضولًا لهذا الدين الجديد.

كما أن الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- كان قد دعا الله أن يهدي عمر بن الخطاب وأبي جهل إلى الإسلام، فقد علم الرسول أنه إذا أسلم هذين الرجلين سيعود ذلك على الإسلام بالنفع، كما روى بن عمر-رضي الله عنهما- أن الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- قال: اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ رواه: عبد الله بن عمر، المحدث: أحمد شاكر.

كانت من أسباب إسلام سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- أنه سمع سورة طه تُتلى في بيت أخته فاطمة، فسمع منها قول الله تعالي: طه *مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ * تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ تلك الآيات التي تكون أول أركان بحث عن عمر بن الخطاب.

فنزلت السكينة في قلبه وانشرح صدره للإسلام حين أخذ منها الصحيفة وقرأ الآية التي يقول الله عز وجل فيها “إنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري” وقرر اعتناق الإسلام لما نزل عليه من سكينة، ففرح المسلمون بإسلامه فرحًا عظيمًا، وازدهر الإسلام وأسلم الكثيرون من بعده، وكان في وقتها يبلغ السادسة والعشرون من عمره، وكان قد دخل الإسلام بعد أن اعتنقه تسع وثلاثين رجلًا فكان الرجل الأربعين.

إعلان عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- إسلامه

من أكثر المواقف المشهورة عند البحث عن عمر بن الخطاب هي قصة إعلانه للإسلام وكيف فرح به النبي.

فبعدما سمع الآيات من سورة طه طلب أن يدله خباب على مكان الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- حتى يعلن إسلامه، فوجد الرسول في دار الأرقم بن الأرقم وطرق الباب، وعندما سمع الصحابة صوت عمر بن الخطاب فزعوا فقال لهم سيدنا حمزة إن يرد الله به خيراً يُسلم، وإن يُرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً

فدخل على الرسول فسأله عن سبب مجيئه، وعندما أخبره عمر بن الخطاب أنه يريد اعتناق الإسلام كبَّر الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- وعرف الصحابة عند سماعه أن عمر قد أسلم.

أثر إسلام عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- على الإسلام

عند إسلام عمر بن الخطاب شعر المسلمون بالعزة، وازدادت قوتهم، وبعد أن كانوا يخافون الصلاة علنًا أصبحوا يطوفون بالبيت ويصلون أمام الناس أجمع حتى يكوم دليل على أنهم انتقموا ممن ظلمهم.

عندما عرف المشركين بخبر إسلام عمر خافوا وأصابتهم الكآبة لفقدان ركن وحصن منيع مثل عمر بن الخطاب، وكذلك قال بن مسعود: ما كنا نقدر أن نُصلِّي عند الكعبة حتى أسلم عمر” وبذلك أعلن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه إسلامه-

اقرأ أيضًا: اكتب ما تعلمته من قصة عمر بن الخطاب

هجرة عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

في الهجرة هاجر عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة علنًا ولم يخفي ذلك، بل أنه ذهب إلى الكعبة الشريفة وقام بالطواف سبع مرات وصلى ركعتين عند المقام، ثم ذهب للمشركين حاملًا سيفه وقال لهم: ” شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلّا هذه المعاطس، مَن أراد أن تثكله أمّه ويُيتّم ولده وتُرمّل زوجته، فليلقني وراء هذا الواديفلم يستطع أحد من المشركين اللحاق به أو منعه من الهجرة.

جهاد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- خلف النبي-صلَّ الله عليه وسلم-

عند البحث عن عمر بن الخطاب سنجد أنه لم يتغيب عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- عن أي غزوة كانت في حياة الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- بل أنه اشتهر ببسالته وحبه للجهاد في سبيل الله، كما اشتهرت مواقفه في الجهاد ومن أشهرها:

  • في غزوة بدر قام عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بقتل خاله العاص بن هشام، مما أكد أن رابطة العقيدة والتمسك بالدين أهم من روابط الدم.
  • في غزوة تبوك تعرض الناس لمجاعات، فما كان على الفاروق -رضي الله عنه- إلا أن تصدق بنصف ماله للمسلمين في تلك الغزوة، كما أن الرسول-صلَّ الله عليه وسلم أخذ بمشورته في الدعاء للناس بالبركة في تلك الغزوة.
  • في الغزوات التي كاد يهزم بها المسلمون كأحد والخندق وبني المصطلق، ظهرت بسالة سيدنا عمر بن الخطاب العالية في لحظات الضعف التي تعرض لها المسلمون، فقد واجه المشركين بكل عزمه وقوته إلى أخر وقت.
  • في غزوة حُنين حين باغت المشركون المسلمون وكادوا يقتلوا رسول الله-صَّل الله عليه وسلم- كان عمر بن الخطاب أول من وقف أمامهم دفاعًا عن نبي الله وثبت الصحابة حوله، حتى آتاهم نصر من الله وأنزل الله السكينة في قلوب المسلمين.
  • كان الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- يثق في قدرات عمر بن الخطاب العسكرية وقدرته على قيادة الجيش، فأمره أن ينطلق على رأس قبيلة هوازن والتي كانت من أقوى القبائل حينها، وانتصر عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- على هوازن بعد هروبهم.

إعانة عمر بن الخطاب لأبي بكر أثناء خلافته

عند البحث عن عمر بن الخطاب سنجد له دورًا كبيرًا في فترة خلافة أبس بكر، فكان لعمر بن الخطاب دورًا عظيمًا في منع الفتنة التي كان على وشك الدخول بين المسلمين في بداية عهد خلافة سيدنا أبي بكر الصديق، حيث جمع عمر بن الخطاب المسلمين ليبايعوا أبو بكر على تولي الخلافة بعد وفاة الرسول-صلَّ الله عليه وسلم-

كما أن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بذل كل ما يملك في سبيل معاونة أبي بكر الصديق في فترة خلافته، ومن أشهر المواقف التي اشتهر بها هي حين أشار على أبي الصديق ألا يقاتل المرتدين عن الإسلام، واقترح إعادة أسامة بالسرية التي كان يقودها ويتم استبداله بقائد غيره.

رغم أن أبي بكر الخليفة رفض ما قاله عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- إلا أنه وقف بجانب أبي بكر الصديق ولم يخرج عن أمر خليفة رسول الله-صلَّ الله عليه وسلم-

أيضًا من أحد مواقف سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- في عهد خلافة أبي بكر، حين استشاره أبو بكر في فترة حروب الردة وأشار عليه بعدم أخذ دِية لشهداء المسلمين في حرب الرِّدة وذلك لأن ثوابهم عند الله فقد قاتلوا حبًا في الجهاد وفي سبيل الله فقط.

اعتُبِر عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- من أحد أهم الأركان التي كان يستند عليها أبي بكر الصديق في خلافته، فكان يعاونه في تدبير أمور المسلمين والحروب والفتوحات، وكان أبي بكر الصديق دائمًا ما يستشيره في شتى أمور الخلافة.

عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- وجمع القرآن

من أهم الأدوار التي يذكرها التاريخ عند البحث عن عمر بن الخطاب هي دوره في جمع القرآن الكريم.

فكان-رضي الله عنه- هو صاحب فكرة جمع القرآن الكريم في عهد خلافة أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- ففي حرب اليمامة استشهد عدد كبير من حفظة القرآن، فخاف عمر بن الخطاب حيث إن الغزوات القادمة كثيرة وقد يستشهد الكثير من حاملي القرآن.

فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق بضرورة جمع القرآن الكريم في صحيفة واحدةٍ خوفًا من ضياعه،

فقال لأبي بكر إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعه وإني لأرى أن تجمع القرآن وظل يقنعه حتى شرح صدر أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- بالفكرة وأمر بجمع القرآن الكريم في صحيفة واحدة.

خلافة عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

حين أحس أبو بكر الصديق أن أجله قد اقترب، خاف من حدوث فتنة بعد مماته بسبب الخلافة، فقرر أن يجمع كلمة المسلمين على رجلٍ واحدٍ ليكون خليفة المسلمين من بعده وتستمر الفتوحات والانتصارات كما في عهده.

حين أخذ أبي بكر الصديق يفكر ويراجع سيرة الصحابة ومواقفهم، لم يجد لخلافته أفضل من علي بن أبي طالب أو عمر بن الخطاب، فكانت الأفضلية لسيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- حيث إنه عُرِف باللين وتفضيل المصلحة العامة للمسلمين على نفسه وبيته، فلم يجدوا من يمكنه تحمل مسؤولية الخلافة غيره.

فلما استقر المسلمون على اختيار عمر بن الخطاب خليفتهم، جمع أبي بكر الناس وقال لهمفإن تروه عدل فيكم، فذلك ظني به ورجائي فيه، وإن بدَّل وغيَّر فالخير أردت، ولا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبونوأمر عثمان بن عفان بكتابة أمر الاستخلاف، ووصى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- باستكمال الفتوحات من بعده وأملى عليه دور من يولى أمر المسلمين.

الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

كم الجدير بالذكر عند البحث عن عمر بن الخطاب أن نذكر فتوحاته التي تسببت في نشر الإسلام.

ففي عهد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- انتشر الإسلام في المثير من بقاع الأرض، حيث قاتل الفرس وفتح البصرة والكوُفة، ثم توسع بعد ذلك وأرسل الجيوش إلى خُرسان ومكران وسجستان زكرمان واصطخر وغيرها.

كما أنه فتح كلًا من:

  • هراه.
  • أرجان.
  • شيراز.
  • النوبندجان.
  • كازون.
  • سرخس.
  • نيسابور.
  • مرو الروذ.
  • توج وجور.

تلك الفتوحات وغيرها ستظهر عند البحث عن عمر بن الخطاب وسيرته، فحين سمع رضي الله عنه أن الفرس قد أتوا إلى البصرة، تصدى لهم في معركة نهاود وانتصر بجيش المسلمين عليهم، كما هزمت الفرس أيضًا في عهد الفاروق في معركة القادسية، كما أنه تصدى للروم في معركة اليرموك التي قادها سيدنا عبيدة وساعده بالقيادة خالد بن الوليد.

ثم على يده وفي عصر خلافته فتحت الشام والأقصى وحمص وحماة وأنطاكية وغيرهم، كما أنه حارب في مِصر حين كانت تحت حكم الروم، وفتحها بالصلح في العام العشرين من هجرة الرسول-صلَّ الله عليه وسلم- بقيادة عمر بن العاص ثم فتح الإسكندرية، وتوسعت الرقعة الإسلامية بشكل كبير في عهده بشكل دلَّ على حكمته وبسالته العسكرية.

اقرأ أيضًا: بحث عن المولد النبوي الشريف PDF جاهز للطباعة

 استشهاد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

كم المؤكد عن إجراء بحث عن عمر بن الخطاب أننا سنتحدث عن موقف استشهاده، ففي يوم الأربعاء وقبل أن ينتهي شهر ذي الحجة بثلاثة أيام، كان الفاروق-رضي الله عنه- يصلي بالمسلمين صلاة الفجر، في هذه الأثناء جاءته طعنة الغدر من أبي لؤلؤة المجوثي الذي طعنه ست طعنات، فأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف وقدمه للصلاة، وحين علم أن من طعنه هو أبي لؤلؤة المجوثي حمد الله أن من طعنه لم يكن مسلمًا.

وبعث ابنه عبد الله يستأذن من السيدة عائشة-رضي الله عنها- أن يدفن بجانب أبي بكر الصديق والرسول-صلَّ الله عليه وسلم- فأذنت له -رضي الله عنها- بذلك.

قبل وفاة الفاروق لم يرجح أحدًا من الصحابة ليتولى خلافة المسلمين من بعده، إنما ذكر الصحابة الأفاضل الذين مات رسول الله –صلَّ الله عليه وسلم- وهو راضٍ عنهم.
بذلك نكون قد عرفنا أغلب الأحداث الرئيسية التي يذكرها التاريخ عند البحث عن عمر بن الخطاب، فقد تعددت مواقفه التي أثبتت بسالته ورجاحة عقلة قبل وبعد توليه الخلافة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.