بحث عن الشعر العربي
بحث عن الشعر العربي يصنف كواحد من أهم الأبحاث التي يجب تقديمها بشكل وافٍ، وذلك لما يمثله الشعر العربي من أهمية وتأثير كبير على مستوى العالم وأهميته في تطور ورقي الأدب بصفة عامة.
سنقدم عبر موقع زيادة موضوع بحث عن الشعر العربي، لكي يتمكن القارئ من معرفة كل ما هو متعلق بالشعر العربي منذ النشأة الأولى وحتى وقتنا الحالي.
بحث عن الشعر العربي
لعل أكبر ما يدفعنا إلى كتابة بحث عن الشعر العربي هو أهمية الشعر العربي ودوره في إثراء فكر وعاطفة العرب، والشعر أيضًا هو علم قائم بحد ذاته وهو دومًا معين لا ينضب، حيث نجد في كل يوم عناصر جديدة تظهر على ساحة الشعر العربي، نجد تلك العناصر تضيف إلى الشعر ويضيف الشعر إليها الكثير والكثير.
لقد برز دور الشعر على مدار العصور والأزمنة حيث إنه كان ذا قدرة كبيرة على تحريك دفة الأحداث السياسية والوطنية، فنجد على سبيل المثال أن قصيدة شعرية كانت هي السبب في اندلاع حروب قبلية في العصر الجاهلي، ونجد الشعر مرة أخرى سببًا في اشتعال ثورة وطنية تحريرية في عهد الاحتلال الأوروبي للدول العربية.
لن يخلُ موضوع بحث عن الشعر العربي من ذكر كل ما يتعلق بالشعر ولا سيما دوره في حياتنا اليومية، فنحن لم نزل حتى اليوم نتعامل مع الشعر العربي بكافة درجاته حتى وإن لم نرتجله أو نتغنى به، فنجده في الأغاني العاطفية والوطنية والدينية التي نستمع إليها في كل يوم وتولد في نفوسنا شعورًا بالبهجة.
إن الشعر كلمة مشتقة من شَعَرَ أي إنه كلمة الشعر مردودها هو الشعور، نعم فإن الشعر يتمركز دوره الحيوي حول قدرته الكبيرة في تحريك عاطفة الإنسان سواءً للحزن او للفرحة أو الغضب والغيرة وغيرها من المشاعر الإنسانية الأخرى، ولن نغالي إذا قلنا إن الشعر كان هو دينامو الحماسة التي طغت على أفئدة الشعوب العربية في حركتهم الاستقلالية ضد الاستعمار.
اقرأ أيضًا: تعريف البحر الطويل في الشعر
تعريف الشعر العربي
لا يمكن أن نشرع في كتابة بحث عن الشعر العربي من دون أن نذكر تعريفًا تفصيليًا لمفهوم الشعر بأكمله، ويمكن تعريف الشعر على أنه كلام موزون مقفى يعتمد على استخدام موسيقى خاصة بها وتسمى بالموسيقى الشعرية، كما يعرف الشعر على أنه نوع من الكلام يعتمد على وزن دقيق ويقصد فيه فكرة شاملة لتوضيح أو وصف الفكرة الرئيسية الخاصة بالقصيدة.
يوجد تعريف آخر للشعر وهو إن الشعر عبارة عن كلمات تحمل الكثير من المعانِ اللغوية التي تؤثر على عاطفة الإنسان حينما يقرأه أو يسمعه، والكلام الذي لا يحوي وزنًا شعريًا لا يمكن أن يصنف كشعر لأنه خرج عن معايير ومقاييس الشعر ولم تتوافر فيه الشروط التي يجب أن تكون موجودة في الشعر.
الشعر العربي
من خلال طرح موضوع بحث عن الشعر العربي يجب أن نذكر حقيقة أن الشعر كان هو الفن الأول عند العرب قديمًا، ولقد برز ذلك الفن في تاريخ الأدب العربي منذ أمد بعيد حتى أضحى وثيقة يمكن من خلالها التعرف إلى طبيعة حياة العرب ووضعهم، كما يمكن الاستدلال من وثائق الشعر القديمة المكتوبة والتي ترجع على العصور العربية الأولى على ثقافة العرب وعاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم أيضًا.
لقد عمد العرب إلى التمييز فيما بين الشعر وغيره من الكلام الفصيح العادي الآخر عن طريق استخدام الوزن الشعري والقافية، حتى أصبح الشعر لديهم كلامًا موزونًا يعتمد على تواجد قافية تتناسب مع أبياته، وكان نتاج ذلك أن ظهرت الكثير من الكتب الشعرية والثقافية العربية، التي أوضحت كيف يتم ضبط وزن وقافية الشعر وأشكاله البلاغية التي يجب اتباعها والاعتماد عليها عند التشبيه أو الاستعارة والكناية وأنواع البديع.
تاريخ الشعر العربي
إن من يكتب موضوع بحث عن الشعر العربي إذا تتبع تاريخ الشعر العربي سيجد أنه يرجع إلى شبه الجزيرة العربية وفي حقبة ما قبل ظهور الإسلام على وجه التحديد، حيث نجد أن العرب قديمًا قد حرصوا على ربط الأحداث الخاصة بهم ومناسباتهم أيضًا بقصائد الشعر، ومن بعدها عمدوا إلى تطوير صورة القصيدة ولقد أثمر هذا التطوير بنتائج مهمة لا تزال محفوظة حتى الآن في كتب تاريخ الشعر العربي القديم.
عندما نزل الإسلام وعم شبه الجزيرة العربية كان الشعر العربي آنذاك لا يزال محافظًا على تطوره، والتغيير الوحيد الذي أحدثه الإسلام في كتابة الشعر هو المحافظة حيث أصبح كتاب الشعر أكثر حرصًا وحذرًا من ذي قبل، فلقد منع الإسلام الكثير من العبارات والألفاظ النابية والإيحاءات الجنسية التي لا تليق بحياء وورع الدين الإسلامي.
لقد كان للدين الإسلامي دور حيوي وفعال في انتشار الشعر وتطوره وظهور شعر أكثر حداثة، وكان ذلك من خلال نشر الدعوة الإسلامية التي عملت بدورها على نشر اللغة العربية في جميع الأمصار خارج شبه الجزيرة العربية، ونتاج ذلك ظهر الشعر الحديث والذي كان اعتماده على الشعر العاطفي إلى جانب اهتمامه بتطوير لغة العشر القديم والتي صارت لا تتوافق مع ما وصل إليه الشعر العربي من تحديث.
عناصر الشعر العربي
في إطار تقديمنا بحث عن الشعر العربي جدير بالذكر أن الشعر عملية غير منفردة قائمة لوحدها، بل على العكس تمامًا فإن الشعر يتألف من عناصر خمسة إذا غاب أحدها أصبح تكوين ونظم القصيدة الشعرية شبه مستحيل، وتلك العناصر الخمسة تتمثل في:
1- العاطفة
إن العاطفة هي الشعور أو الإحساس الذي يضيفه الشاعر إلى قصيدته الشعرية لتكون تعبيرًا عنه مثل السعادة أو الفرح أو الحزن أو الغضب، وهي التي تساهم في توضيح الهدف أو الدافع الذي جعل الشاعر يقوم بنظم القصيدة من الأساس.
2- الفكرة
إن الفكرة هي العمل الفكري الذي يعتمد على أفكار الشاعر ويقوم باستخدامها لبناء نص قصيدته على أساسها، وبطبيعة الحال يعتمد الشعراء على فكرة رئيسية واحدة وتتشعب منها وتندرج تحتها أفكار أخرى لا تخرج عن نطاق موضوع الأبيات الشعرية.
3- الخيال
إن الخيال هو كل ما لا يرتبط بالواقع ويقوم الشاعر بالاستعانة به من اجل أن يصوغ أبيات قصيدته الشعرية، وعادةً ما يرتبط الخيال بشتى صور الشعر الفنية ويساهم كثيرًا في إضفاء طابع شاعري جميل ومميز للقصيدة الشعرية.
4- الأسلوب
إن الأسلوب هو الطريقة التي يستخدمها الشاعر في كتابة القصيدة والأسلوب هو أيضًا ما يميز الشعراء عن بعضهم البعض في كتابتهم للشعر، بمعنى أن لكل شاعر أسلوب وطريقة خاصة به وهو ما يجعل قصيدته مميزة عن غيرها من القصائد الأخرى.
- كما إن الأسلوب الشعري غير مقتصر على نوع أو اثنين بل هو ينقسم إلى العديد من الأنواع مثل:
- الأسلوب العلمي.
- الأسلوب الأدبي.
- الأسلوب الخطابي.
- الأسلوب التجريدي.
- الأسلوب الحكيم.
- الأسلوب المولدين.
- الأسلوب المتكلف.
5- النظم
يقصد بنظم القصيدة الشعرية الأسلوب الذي يعمد الشاعر إلى استخدامه من أجل الجميع فيما بين الألفاظ الشعرية والمعاني المقصودة في نص القصيدة الشعرية، وكلما تمكن الشاعر من نظم قصيدته بشكل صحيح كلما كانت أكثر بلاغة وتأثيرًا على مسامع الجمهور.
اقرأ أيضًا: التوابع في اللغة العربية
أغراض الشعر العربي
مازلنا حول حديثنا حول بحث عن الشعر العربي، حيث إن الشعر هو تعبير عن الشعور الإنساني الكامن في نفس كل البشر والذي قد تبلغ قوته حدًا لا يستطيعون فيه التعبير عنه مطلقًا لفرط قوته.
فإن الشعر من العلوم الوجدانية التي خلقت لكي تُبعث من نفس الإنسان إلى الإنسان بمعنى لكي تكون موهبة يعبر صاحبها من خلالها عن شعور إنسان آخر غير قادر على وصف ما يدور بداخله وما يكنه من مشاعر.
إن كتابة الشعر كانت لها دوافع وأسباب ولعل من أبرز الأسباب أو الأغراض التي عناها الشعر العربي:
1- الهجاء في الشعر العربي
إن الهجاء هو واحد من فنون أو أغراض الشعر التي عرفت منذ العصر الجاهلي، وهو يعتمد على مجموعة من الصفات أو الألفاظ النابية المسيئة للشخص، والتي تذكر كل مساوئه أو تصفه بأبشع الأوصاف، وكان الشاعر في الماضي إذا ما أراد أن يهجو أحد فإنه كان يلبس رداءً كحلل الكهان، ويقوم بحلق رأسه مع ترك ذؤابتين ثم يدهن أحد شقي وينتعل نعل واحدًا وذلك بهدف أن تصيب لعناته الشخص المراد هجائه، فيصبح بذلك نحسًا بالنسبة إلى الناس ويتشاءمون منه أينما حل أو ارتحل.
هناك الكثير من أمثلة الأبيات الشعرية الهجائية نذكر منها لابن الوردي:
“إذا ما هجاني ناقصٌ لا أُجيبُهُ فإنِّيَ إنْ جاوبتُهُ فلِيَ الذَّنْبُ
أُنزِّهُ نفسي عن مساواةِ سفْلةٍ ومنْ ذا يعضُّ الكلبَ إنْ عضَّهُ الكلبُ“
2- الحماسة في الشعر العربي
يقصد بالحماسة هنا إثارة الشعور بالشجاعة والقوة والبأس سواءً في القتال أو في النضال الوطني، ولقد تم استخدام شعر المعبر عن الحماسة من أجل التغني بصفات الرجولة والبطولة، بمعنى أن هذا الغرض من أغراض الشعر يصور المُثُل العليا للفروسية التي كانت تقوم عليها صلاة الصحراء، وكان ذلك الغرض هو الأول في طليعة فنون الشعر العربي قديمًا وكان هو الأقرب إلى النفس.
توجد الكثير من الأمثلة على شعر الحماسة عند العرب ومن بينها بعض الأبيات لأبو الطيب المتنبي مثل:
“لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ
لَيسَ عَزماً ما مَرَّضَ المَرءُ فيهِ لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ
وَاِحتِمالُ الأَذى وَرُؤيَةُ جانيـ ـهِ غِذاءٌ تَضوى بِهِ الأَجسامُ
ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ
كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ“
3- الغزل في الشعر العربي
إن هذا الغرض من أغراض الشعر العربي هو الأقرب والأحب إلى القلب وهو الأكثر ميولًا إلى طبيعة الإنسان، وبطبيعة الحال تكون المرأة هي موضع وموطن الغزل إذا يتناول الشعراء ذكر صفات جمالها الجسدي والمعنوي، وهناك ملايين الأبيات التي خطها الشعراء من أجل التغزل في جمال المرأة ومنها قول الشعر الجاهلي عمر بن أبي ربيعة:
“أُلامُ على حُبي، وكأنّـى سننتـهُ وقد سُنّ هذا لحبُّ من قَبلِ جُرهُـم
فقلت: اسمعي، يا هندُ، ثم تفهمي مقالـةَ محـزونٍ بحُبِّـكِ مٌغـرمِ
لقد مات سرى واستقامت مودتـي ولم ينشرح بالقولِ يا حبّي فمـي
فإن تقتلي في غير ذنبٍ، أقل لكـم مقالـةَ مظلـومٍ مشـوقٍ متـيـمِ
هنياً لكم قتلي، وصفـو مودتـي فقد سط من لحمى هواك ومن مديِ”
4- الوصف في الشعر العربي
إن الوصف أيضًا هو واحد من أقدم أغراض الشعر على الإطلاق ولقد عرف منذ العصر الجاهلي، إذ استخدمه شعراء الجاهلية في وصف الطبيعة الصحراوية بما فيها من وصف للنبات والحيوانات والأمطار والأطلال وغيرها، ولقد كان الشاعر في الوصف يقوم باستخدام كلمات شعرية معينة بهدف التعبير عن أمر أو ربما موقف محدد.
إن الوصف في الشعر قد يكون متضمنًا وصف شيء طبيعي أو جماد فكان الشاعر يصف جمال حبيبته أو حتى جمال البلد أو المكان الذي يقيم فيه كالقرية أو المدينة، وهناك الكثير من أبيات الشعر التي سطرت بهدف الوصف مثل قول أبو القاسم الشابي:
“يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ
كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ
بالنُّورِ، بالهوى، بِالنّشيدِ
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،
فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا
من الورد غضّة ٍ أملُود”
5- الرثاء في الشعر العربي
إن الرثاء هو استخدام الشاعر لبعض الكلمات التي تعمل على ذكر الصفات الجميلة التي كان يتمتع بها الميت، ولقد اختص غرض الرثاء من أغراض الشعر بالأشخاص ذوي المكانة الاجتماعية والمنزلة المرموقة كالحكام أو القادة العسكريين وشيوخ القبائل، ويعد الرثاء تعبيرًا عن صدق المشاعر الحزينة على فراق أحد المقربين وهناك الكثير من أبيات الشعر الرثائية، كقول شاعر الحب نزار قباني في رثاء زوجته بلقيس:
بلقيسُ…
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي..
ترافقُها طواويسٌ..
وتتبعُها أيائِلْ..
بلقيسُ.. يا وَجَعِي..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ؟
6- الحكمة في الشعر العربي
إن الحكمة هي واحدة من أقدم أغراض الشعر العربي على الإطلاق وهي عبارة عن خلاصة خبرة الحياة ودروسها التي تلقاها الشاعر في حياته، ويقوم الشاعر بسردها على شكل أبيات شعرية جميلة ذات موسيقى تطرب لها الأذن، وتوجد أمثلة عديدة على أبيات الشعر التي تهدف إلى إبراز حكمة الشعر مثل قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
“لا شيء مما ترى تبقى بشاشـته
يبقى الاله ويفني المال والولد
لم تغني عن هرمز يوماً خزائنه
والخلدُ قد حاولت عـاد فما خلدوا
ولا سليمان اذ تجري الريـاح له
والإنس والجن فيما بينها تردُ
أين الملوك التي كانت لعزتهـــا
مـن كــل أوب إليها وافـد يفــد
حوض هنالك مورود بلا كـدب
لابد مـن ورده يوماً كما وردوا”
اقرأ أيضًا: بحث عن نهر النيل
7- الفخر في الشعر العربي
كانت قبائل الجاهلية تحب دومًا أن تمتدح تاريخها وتاريخ أجدادها الأوائل، ولا يزال هذا الغرض الشعري موجودًا حتى الآن حيث يتغنى به الشعراء من أجل الفخر بأوطانهم وأمجادها، وتوجد الكثير من الأمثلة على هذه الأبيات الشعرية مثل قول الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد:
“فخْرُ الرِّجالِ سلاسلٌ وَقيُودُ
وكذا النساءُ بخانقٌ وعقودُ
وإذا غبار الخيل مد رواقه
سُكْري بهِ لا ما جنى العُنْقودُ
يا دهرُ لا تبق عليَّ فقد دنا
ما كنتُ أطلبُ قبلَ ذا وأريد
فالقتْلُ لي من بعد عبْلة َ راحَة ٌ
والعَيشُ بعد فِراقها منكُودُ
يا عبْلَ! قدْ دنتِ المَنيّة ُ فاندُبي
إن كان جفنك بالدموع يجود
يا عبلَ! إنْ تَبكي عليَّ فقد بكى
صَرْفُ الزَّمانِ عليَّ وهُوَ حَسُودُ
يا عبلَ! إنْ سَفكوا دمي فَفَعائلي
في كل يومٍ ذكرهنّ جديد
لهفى عليك إذا بقيت سبية
تَدْعينَ عنْترَ وهوَ عنكِ بعيدُ
ولقد لقيتُ الفُرْسَ يا ابْنَة َ مالكِ
وجيوشها قد ضاق عنها البيد
وتموجُ موجَ البحرِ إلا أنَّها
لاقتْ أسوداً فوقهنَّ حديد
جاروا فَحَكَّمْنا الصَّوارمَ بيْننا
فقَضتْ وأَطرافُ الرماحِ شُهُود
يا عبلَ! كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُهُ
والجوُّ أسودُ والجبالُ تميدُ
فسطا عليَّ الدَّهرُ سطوة َ غادرٍ
والدَّهرُ يَبخُلُ تارة ويجُودُ”
مقومات القصيدة الشعرية
إذا عمدنا إلى كتابة بحث عن الشعر العربي فيجب أن نذكر كل ما هو متعلق بالشعر، وحري بنا أن نذكر المقومات التي تدعم بناء القصيدة الشعرية وتجعلها أهلًا بأن تصنف كقصيدة شعرية عربية، ولقد وضع كل من أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي وعبد العزيز الجرجاني بعض المقومات التي تضمن نجاح بناء قصيدة الشعر، وتلك المقومات تتمثل في:
- توظيف المعنى الشريف الصحيح.
- الحرص على جزالة اللفظ واستقامته.
- ضرورة استخدام الوصف بجزئية المستعار والمستعار له بشكل صحيح.
- استخدام أساليب التشبيه المتقاربة.
- ظهور البديهة بصورة متضحة ومكثفة في الأبيات الشعرية.
- استخدام الأمثال بشكل وفير وبالأخص في القصيدة العمودية.
- اتساق النظم وتناسبه.
- اختيار الوزن بدقة وعناية شديدة.
- مشاكلة كل من اللفظ والقافية من دون إحداث منافرة بينهما.
أنواع الشعر العربي
إن الشعر العربي بحر عميق واسع كلما أبحر وتعمق فيه الإنسان لم يمته بل أمده بحياة فوق حياته، وبما أن البشر أنواع وحياة كل منهم أنواع فإن للشعر أيضًا أكثر من نوع ولون، ومن أنواع الشعر العربي:
1- الشعر العمودي
يمكن تعريف الشعر العمودي في ظل كتابة بحث عن الشعر العربي على أنه الشعر الذي يأخذ شكل أو هيئة الشطرين، وكل شطرين في القصيدة يمثلان مقطعًا منفردًا ويكون الأول منهما هو الصدر أما الثاني فيكون هو العجز، ويشترط أن يكون الشعر العربي موزونًا على أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي أو بمعنى آخر أن يكون موزونًا على أحد البحور التي قام بوضعها الخليل.
إن الشعر العمودي لا يمكن أن يصنف عموديًا في حال لم يكن الحرف الأخير من كل بيت واحدًا منذ بدء القصيدة وحتى انتهائها، ومن الأمثلة على الشعر العمودي قول الشاعر الراحل إبراهيم ناجي:
“يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى …………… كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ………….. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً………….. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجوى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ …………….. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَا رِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا …………. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا.. ………….. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ ……………….. لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ.. ……………. كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا“
هناك الكثير من الشعراء الذين برعوا وتخصصوا في نوع الشعر العمودي الذي عرف منذ العصر الجاهلي، ومن هؤلاء الشعراء عنترة بن شداد وامرؤ القيس وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهم من أعلام ورواد الشعر العربي.
2- الشعر الحر
إن الشعر الحر هو القصيدة المكونة من شطر واحد فقط من دون عجز وهو ذو تفعيلة واحدة، ولقد سمي الشعر الحر بهذا الاسم لأنه تحرر من قيود وحدة الشكل والوزن والقافية، وللشاعر مطلق الحرية في اختياره وتنويعه للتفعيلات التي يستخدمها وكذلك الطول، ولكنه يلتزم كل الالتزام بالقواعد العروضية بمعنى أن القصيدة إذا تم نظمها على أساس بحر معين من بحور الشعر فإن جميع أبياتها تسير على نفس البحر.
لقد ظهر الشعر الحر على الساحة العربية بدءً من الحرب العالمية الثانية لما أحدثته الحرب من دمار وخراب حل على الشعوب، والسبب الثاني هو انتماء الكثير من الشعراء إلى تيارات سياسية خلقت في أذهانهم أفكار مغايرة، أما العامل الثالث فيتمثل في التأثر الذي ظهر في الشعر العربي بالشعر الأوروبي الرومانسي وكل ذلك كان نابعًا من رغبة الشعراء في التجديد والتحرر من قيود الشعر القديمة.
هناك الكثير من الأمثلة على الشعر الحر ومنها قول الشاعر الراحل بدر شاكر السياب:
“بَعدما أنزَلُوني سَمِعتُ الرِّياح
في نوَاحٍ طَويل تسفّ النَّحيل
والخُطى وهي تنَأى، إذن فالجِراح
والصَّليب الذي سَمروني عَليه طَوال الأصِيل
لم تَمتني، وأنصت: كانَ العَويل
يعبُر السَّهل بَيني وبَين المَدينة
مِثلُ حبل يشدّ السّفينة
وهي تَهوِي إلى القاع كان النّواح
مثل خيط من النور بين الصباح
والدّجَى، في سَماءِ الشّتاءِ الحَزينة
ثم تغفو على ما تحسّ المَدِينة“
لقد ظهر في العالم العربي وخاصةً في مصر العديد من الشعراء الذين يمكن اعتبارهم هم الذين تبنوا فكرة الشعر العربي وطوروها على أبعد حد ممكن، ومن أمثلة هؤلاء الشعراء نازك الملائكة وفدوى طوقان ومحمود درويش وأمل دنقل وعبد الوهاب البياتي.
3- الشعر المرسل
إن الشعر المرسل هو شعر يتحرر من قيود الوزن والقافية الواحدة ولكنه يحتفظ بالإيقاع، بمعنى أنه يحتفظ بوحدة التفعيلة البحر من دون أن يحتفظ بالوزن، وفي بعض الأحيان يحافظ الشاعر على القافية باتباع نظام قريب الشبه بنظام الشعر في اللغات الأجنبية ذو القوافي المتعانقة، وفي بعض الأحيان الأخرى يلتزم الشاعر بكل من القافية والإيقاع في آن واحد ولكن مع اختلاف الوزن.
هناك الكثير من الأمثلة على الشعر المرسل الذي يعد علي أحمد باكثير هو رائده في الوطن العربي، مثل قول الشاعر كيلاني سند:
“لا تقلقي إنا بذرنا دربنا بالزنبق
ستبصرينه غدًا خميلة من عبق
أتعرفين جارتي بثوبهــا الممـزق
وكفَّها المشقق كم قلت لي
جارتنا ككومة من خرق
غدًا ترينها غدًا في ثوبها المنمق”
4- شعر الرباعيات
إن الرباعيات أو الرباعية تسمى كذلك باسم الدوبيت وهي واحدة من الفنون الشعرية التي ظهرت للمرة الأولى في الشعر الفارسي ومن بعدها انتقلت إلى الشعر العربي، وكلمة دوبيت مكونة من مقطعين الأول دو بمعنى اثنين أما المقطع الثاني بيت ويعني بيت الشعر.
إن من شروط الرباعية أن يتطابق البيت الأول والثاني والرابع منها في الوزن والقافية، على أن يكون البيت الثالث كاسرًا للقعدة شاذًا عنها وهناك الكثير من الأمثلة على الرباعيات مثل قول عمر الخيام رائد شعر الرباعيات:
“سمعتُ صوتًا هاتفًا في السحرْ نادى من الغيبِ غفاةَ البَشَرْ
هبُّوا املؤوا كأسَ المُنى قبلَ أنْ تَمَلأ كأسَ العُمرِ كفُ القَدرْ
القلبُ قد أضناهُ عشقُ الجَمالْ والصَّدرُ قد ضاقَ بما لا يُقالْ
أفْقٌ خفيف الظلِ هذا السَّحرْ نادى دَعِ النومَ وناغِ الوترْ”
اقرأ أيضًا: الاقتباس في اللغة العربية
ألوان الشعر
إن موضوع بحث عن الشعر العربي لا يجب أن يغفل ذكر ألوان الشعر العربي التي عرفت على مستوى الوطن العربي، وجدير بالذكر أن هذه الألوان من الشعر بعضها عرف منذ حقبة ما قبل الميلاد وبعضها الآخر عرف خلال القرن الماضي فقط، وألوان أو أشكال الشعر العربي تتمثل في:
1- الشعر الغنائي
يقصد بالشعر الغنائي القصائد التي تصلح للتلحين والغناء وفيها من مرونة الألفاظ وخفة الإيقاع والموسيقى، مما يؤهلها لتكون أغنية منتشرة بين الناس، والشعر إذا لاحظنا من البداية يعتمد على الموسيقا في نشأته فعلى سبيل المثال نجد اليونان كانوا وهم يقولون الشعر يعزفون معه موسيقى عذبة جدًا تتماشى مع إيقاع القصيدة ولقد كان الشاعر هوميروس من رواد الشعر الغنائي في بلاد اليونان.
أما بما أن موضوعنا بحث عن الشعر العربي يتضمن كل ما يتعلق بالشعر العربي فقط، فجدير بالذكر أن هناك الكثير من النماذج اللامعة التي جعلت من الشعر الغنائي العربي أكثر شهرة ونجاحًا وانطلاقًا، وتوجد الكثير من القصائد الشعرية العربية التي تم تلحينها وغنائها منذ ما يقرب إلى قرن كامل ولكنها لا تزال حية إلى الآن مثل قصيدة الأطلال من ملحم السراب للراحل إبراهيم ناجي، والتي لحنها رياض السنباطي وتغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم:
“يا فؤادي رحم الله الهوى كانَ صرحًا منْ خيالٍ فهوَى
اسقِني واشربْ على أطلالِه واروِ عنِّي طالَما الدَّمعُ روى
كيف ذاكَ الحبُّ أمسى خبرًا وحديثًا منْ أحاديثِ الجوى
وبساطًا من ندامى حلم هم تواروا أبدًا وهو انطوى“
على سبيل المثال أيضًا وليس الحصر كتب الأخطل الصغير الراحل بشارة الخوري الكثير من القصائد التي تغنى بها كوكبة متألقة من فنانو العصر الذهبي للغناء في القرن الماضي، كقصيدة عش أنت التي لحنها وتغنى بها الراحل فريد الأطرش:
“عش أنت انّي مت بعدك وأطل الى ما شئت صدّك
كانت بقايا للغرام بمهجتي فختمت بعدك
أنقى من الفجر الضحوك وقد أعرت الفجر خدّك
وأرقّ من طبع النسيم فهل خلعت عليه بردك
وألذّ من كأس النديم وقد أبحت الكأس شهدك
ما كان ضرّك لو عدلت أما رأت عيناك قدّك“
2- الشعر الملحمي
إن الشعر الملحمي يعرف باسم الشعر الملحمي البطولي وفيه الكثير من المعاني الجليلة التي تتجه إلى التعبير عن النزعة الإنسانية، لذلك فلا يمكن إغفاله بينما نتحدث عن بحث عن الشعر العربي.
حيث إنه في غالب الأحيان يكون الشعر الملحمي ذاكرًا لسيرة بطل ما يعد قدوة ومثالًا يحتذى به يقود جماعته إلى الانتصارات ويبث فيهم روح الحماس ويعلق شعبه كل آمالهم على عاتقه.
يعد الشعر الملحمي من ألوان الشعر القديمة التي يمتد تاريخها إلى ما قبل الميلاد حيث كان الشاعر اليوناني هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسا واحدًا من أشهر الشعراء الملحميين، كما يعبر الشعر الملحمي عن الانتصارات والبطولات التي تحققها البلاد والشعوب في معارك بلادها.
لقد انتشر الشعر الملحمي في الوطن العربي منذ أوائل القرن الماضي وكان من أشهر روداه بدر شاكر السياب وأدونيس وخليل حاوي ومحمود درويش، وكانت قصيدة المطر لبدر شاكر السياب من أجمل قصائد الشعر الملحمي العربي على الإطلاق:
“تثاءبَ المساء والغُيوم ما تزال
تسِح ما تسِح مِن دُموعِها الثقال
كأنَ أقواسَ السَّحاب تشرب الغُيوم
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر
وتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسن شفيف
كالبحر سرَّح اليدين
فوقه المساء دفءُ الشِتاء
وارتِعاشةُ الخريف
ويهطُلُ المطر
مطر.. مطر.. مطر“
3- الشعر المسرحي
إن فكرة الشعر المسرحي العربي تم أخذها من المسارح الأجنبية العريقة حيث كان المجتمع اليوناني وكذلك المجتمع الروماني القديم يعتمد على الشعر في لغة الحوار، ولقد تم استخدام الشعر من أجل كتابة الأساطير والملاحم التاريخية الكبيرة التي تم تصويرها على خشبة المسرح، وإذا تتبعنا في ظل كتابتنا لموضوع بحث عن الشعر العربي تاريخ المسرح لوجدناه مختلفًا كل الاختلاف عن المسارح الموجودة في عصرنا الحالي.
لقد كانت اللغة الشعرية هي اللغة التي تكتب بها المسرحيات والتراجيدية منها على وجه التحديد، حيث كان يتم التعبير عن مجريات الأحداث والحوار والتقمص باستخدام الشعر فقط دون غيره، ولقد برع في هذا اللون من ألوان الشعر رواد من الشعراء العرب مثل صلاح عبد الصبور وعزيز أباظة وعبد الرحمن الشرقاوي، ومن نماذج المسرحيات الشعرية التي تم تقديمها في الوطن العربي مسرحية كليوباترا للراحل أحمد شوقي:
“أنا أنطونيو وأنطونيو أنا
ما لروحينا عن الحبِّ غنى
غنِّنا في الشَّوقِ أو غنِّ بنا
نحنُ في الحبِّ حديث بعدنا
رجعتْ عن شجونا الرِّيح الحنون
وبعينينا بكى المزنُ الهتون
وبعثنا من نفَّاثاتِ الشُّجون
في حواشي اللَّيلِ برقًا وسنا“
4- الشعر القصصي
لقد برز مفهوم الشعر القصصي في الوطن العربي خلال القرن الماضي وهو عبارة عن رواية للوقائع والأحداث، باستخدام الشعر وأوزانه وقوافيه بجانب الإطراء والمغالاة الذي ينتئيان به عن الإطار التاريخي البحت، وهذا الشكل من أشكال أو ألوان الشعر قديم لدى بعض الحضارات الأخرى مثل حضارة الهند وحضارة الرومان واليونان.
بينما نتحدث عن بحث عن الشعر العربي فحري بنا ذكر أن الشعر القصصي ينقسم إلى نوعين الأول وهو الملحمة أما الثاني فهو القصيدة القصصية، ففي النوع الأول يهتم الشاعر برواية الصراع القائم بين الإنسان وبين قوى الطبيعة وبطولات الإنسان، بينما يهتم الشاعر في النوع الثاني برواية القصص القصيرة التي تركز في غالبية الأحيان على بطل واحد فقط في كل واحدة منها.
لقد برز في العالم العربي الكثير من الشعراء الذين برعوا في تقديم قصائد الشعر القصصي مثل نزار قباني ومحمود درويش، ومن الأمثلة على الشعر القصصي النص الناقد الذي قدمه الشاعر أحمد مطر تحت سمى السكتة القلبية:
“لي صاحبٌ في الكليَّة الطِّبيَّة
تأكَّد المخبر من ميولِه الحزبيَّة
وقام باعتقالِه حين رآهُ مرَّةً
يقرأ عنْ تكوُّنِ الخليَّة
وبعد يومٍ واحدٍ
أفرجَ عن جثَّتِه بحالةٍ أمنيَّةٍ
في رأسِه رفسةُ بندقيَّة
في صدرِه قبلةُ بندقيَّة
في ظهرِه صورةُ بندقيَّة
لكنَّنِي حين سألتُ عن أمرِه
حارسَ الرَّعيَّة
أَخبرَني أنَّ وفاةَ صاحبي
قد حدثتْ بالسَّكتةِ القلبيَّة“
اقرأ أيضًا: كم عدد حروف اللغة العربية
بحور الشعر
استكمالًا لكتابتنا موضوع بحث عن الشعر العربي يجب أن نتطرق إلى التعريف بمعنى ومفهوم بحر الشعر، ويمكن تعريف بحر الشعر على أنه مجموعة التفاعيل التي يتم تنظيم أبيات الشعر بناءً عليها والتفاعيل هي الأوزان، والبحر أيضًا هو العقد الخيطي الذي ينظم عليه الشاعر لآلئ قصيدته الشعرية.
إن أول من اكتشف بحور الشعر هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، بينما يرجع وضع مفاتيح بحور الشعر إلى صفي الدين الحلي، وينقسم بحر الشعر إلى شطران متطابقان في نوعية التفاعيل وعددها أيضًا، وعدد بحور الشعر يبلغ ستة عشر بحرًا وهي:
- بحر الطويل وزنه فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
- بحر المديد وزنه فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
- بحر البسيط وزنه مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن.
- بحر الوافر وزنه مفاعلتن مفاعلتن فعولن.
- بحر الكامل وزنه متفاعلن متفاعلن متفاعلن.
- بحر الهزج وزنه مفاعيلن مفاعيلن.
- بحر الرجز وزنه مستفعلن مستفعلن مستفعلن.
- بحر الرمل وزنه فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.
- بحر السريع وزنه مستفعلن مستفعلن فاعلن.
- بحر المنسرح وزنه مستفعلن مفعولات مستفعلن.
- بحر الخفيف وزنه فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن.
- بحر المضارع وزنه مفاعيلن فاعلاتن.
- بحر المقتضب وزنه مفعولات مستفعلن.
- بحر المجتث وزنه مستفعلن فاعلات.
- بحر المتقارب وزنه فعولن فعولن فعولن فعولن.
- بحر المحدث وزنه فعلن فعلن فعلن فعلن.
لقد جميع أبو الطاهر البيضاوي بين كل تلك البحر في بيتين اثنين من الشعر وهما:
“طَوِيلٌ يَمُدُّ البَسْطَ بِالوَفْرِ كَامِلٌ وَيَهْزِجُ فِي رَجْزٍ وَيَرْمُلُ مُسْرِعَا
فَسَرِّحْ خَفِيفًا ضَارِعًا يقْتضِبْ لنا مَنِ اجْتثَّ مِنْ قُرْبٍ لِنُدْرِكَ مَطْمَعَا“
مدارس الشعر العربي الحديث
لقد ظهرت خلال نهايات القرن التاسع عشر وطوال فترة القرن العشرين الكثير من المدارس الشعرية التي هدفت إلى التحرر من قيود الشعر، والتي لابد من ذكرها خلال حديثنا عن بحث عن الشعر العربي ولقد كان الدافع الأقوى وراء ظهور تلك المدارس هو انتشار النزعة الوطنية واشتعال روح الحماسة والغضب والثورة على الاستعمار ومساوئه، فكان الشعل آنذاك من وجهة نظر الشعراء يجب أن يتحرر كما ترغب عزتهم في التحرر من سيطرة الاستعمار.
من أشهر المدارس الشعرية التي ظهرت في العصر الحديث:
1- مدرسة الإحياء والبعث
تسمى كذلك مدرسة الإحياء والبعث بالمدرسة الكلاسيكية، وهي كانت تابعة للتيار المحافظ وتزعمها الشعراء الكلاسيكيون مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمود سامي البارودي.
2- مدرسة الديوان
كانت هذه المدرسة حركة تجديدية للشعر العربي وظهرت في الربع الأول من القرن الماضي على يد عباس محمود العقاد، وكان من أبرز روادها عبد الرحمن شكري وعبد القادر المازني، والعامل المشترك بين كل هؤلاء أن ما جمعهم على رأي واتجاه واحد هو الميل والتأثر بالرومانتيكية الغربية التي يخيم طابعها على الأدب الإنجليزي آنذاك.
3- مدرسة المهجر
لقد ظهرت تلك المدرسة الشعرية من خلال الشعراء العرب الذين هربوا من بلادهم، ملتمسين أبواب البلاد الأوروبية سعيًا في الحصول على حرية الرأي والتعبير التي حرمهم إياها الاستعمار، ولقد انقسمت تلك المدرسة إلى رابطتين الأولى وهي الرابطة القلمية التي أسسها الشعراء المهاجرون من الشام إلى أمريكا.
أما الرابطة الثانية فهي العصبة الأندلسية والتي تم تأسيسها في مدينة سان باولو في البرازيل، وكان على رأس قائمة شعراء المهجر الشاعر اللبناني جبران خليل جبران ومن بعده إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة وأمين مشرق ونعمة الله حاج.
4- مدرسة أبولو
سميت تلك المدرسة نسب على صحيفة أبولو التي ظهرت فيها لأول مرة في عام 1932م، ويرجع السبب في اختيار هذا الاسم بالذات إلى الطابع الذي حمله شعراء هذه المدرسة والذي يتمثل في الرغبة إلى الانطلاق صوب الطبيعة، والتمتع بجمال الحضارة والرقي والثقافة فاتخذوا من اسم إلهة الجمال عند الإغريق أبولو اسمًا يعبر عما يحملونه من أفكار.
إن تأسيس هذه المدرسة يرجع إلى الشاعر المصري أحمد زكي أبو شادي ومن أبرز روادها إبراهيم ناجي ومحمد عبد المعطي الهمشري، وكامل كيلاني وأبو القاسم الشابي وعلي محمود طه.
اقرأ أيضًا: بحث عن الدولة العثمانية و نشأتها
مميزات الشعر الحديث
لعل آخر ما نذكره في حديثنا حول بحث عن الشعر العربي، هو مميزات الشعر العربي الحديث، فلقد ظهر الشعر الحديث وهو يحمل صفات وخصائص تعبر عما أصبح عليه بفضل الرغبة المستمرة في تجديد الشعراء لسمات الشعر العربي مع الحفاظ على قوامه، فنجد أن الشعر الحديث يتميز بخصائص فريدة من نوعها تتمثل في ظهور عدة نتائج وهي تتمثل في:
- ظهور الشعر الحر والشعر المرسل.
- تنوع المدارس الأدبية.
- الدعوة للتجديد الشعري في الموضوعات والجنوح للشعر الوجداني.
- محاكاة الشعر القديم في أوج عزته والنهوض به من حالته المتردية.
- الواقعية في التعبير والتحرر وعدم التقييد باللغة والصياغة وانطلاق الفكر.
- الرجوع للنفس والذات والتغني بالطبيعة.
في ختام موضوع بحث عن الشعر العربي يجب أن نذكر المقولة الشهيرة للفاروق عمر بن الخطاب حين قال “ كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه”