دعاء ختم القران في رمضان مكتوب وحكم التنافس في حفظه
دعاء ختم القران في رمضان مكتوب يفضل الدعاء به أو أي دعاء آخر لعموم حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم: ” اقرؤوا القرآن، وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن، فيسألون به الناس” (رواح الطبري) فهي فرصة سانحة للمسلم الذي يتحرى مواضع الاستجابة في كل وقت، وسوف نعرض إليكم التفاصيل من خلال موقع زيادة.
دعاء ختم القران في رمضان مكتوب
لم يصلنا عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – دعاء مخصوص لختم القرآن ثابت بالسند الصحيح إنه كان يدعو به أو أرشد أحد الصحابة إليه لكن يستحب لمن أكرمه الله تعالى بختم القرآن بعد قراءته أن يحمد الله على نعمه ويثني عليه ويدعوه عز وجل بما يطلب من خير الدنيا والآخرة ويسأله من فضله.
عند سؤال الشيخ “محمد صالح العثيمين” عن دعاء ختم القرآن كان رده لا يعلم أن دعاء الختم للقرآن أصلا من السنة، وأقصى ما ورد إلى علمه في ذاك الباب إنه ذُكر عن “أنس ابن مالك” إنه إذا أراد أن يقوم بختم القرآن جمع أهله فيدعو.
أما أن يكون الدعاء في داخل الصلاة لا يعلم عنه إنه من السنة، فمن الواجب أن يقوم المسلم بالعمل بمقتضى الدليل الذي لديه إذا كان يدل على الوجوب، أو يستحب العمل به إذا كان الدليل يدل على الاستحباب.
لكن إن لم يعلم لذلك سنة صحيحة فلا يعمل، فإن العبادات على التوقيف.
الدعاء المكتوب في المصحف لم يرد عن الرسول – صلى الله عليه و سلم – لكن لا حرج في الدعاء به.
ورد عن عمار بن حصين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة” وبلفظ آخر “خيركم من قرأ القرآن وأقرأه، إن لحامل القرآن دعوة مستجابة يدعو بها فيستجاب له” وزاد البخاري جملة “عند كل ختمة دعوة مستجابة” (أخرجه الخطيب في تاريخه والمزي)
- قال علماء الحديث إن هذا الحديث غير صحيح.
- قال النسائي: متروك وقال عنه أبو حاتم: أن الراوي كان يكذب، ولا يصدق منه حديث.
- قال البيهقي: إن الحديث موقوف، قد روى من عن قتادة ابن أنس مرفوع، ولي بشيء
- قال الهيثمي: فيه سنده الراوي عبد الحميد بن سليمان، وهو ضعيف .
على ذلك مما سبق يتبين لنا أنه حكم دعاء ختم القرآن “لا يطالب به لا أثناء الصلاة ولا قبل الركوح ولا بعده، إلا من دعا به في صلاة الوتر بعض الفقهاء قالوا بعد الركوع والبعض قال قبل الركوع.
إقرأ أيضًا: دعاء ختم القران في رمضان وما هو فضل قراءة القرآن برمضان
حكم الاجتماع والدعاء عند ختم القرآن
عند جمهور الفقهاء أنه لا بأس إذا أوشك المسلم على ختم القرآن أن يجمع أهله لختمته معهم والدعاء في جماعة.
فقد روى الدارمي عن أنس ابن مالك إنه كان إذا قرُب على ختم القرآن بالليل أبقى منه بعض الشيء حتى يصبح، فيجتمع بأهله ويختمه معهم.
حكم التنافس في حفظ القرآن وختمه تلاوة
يستحب التنافس في حفظ القرآن وأي عبادة دون رياء فإن ذلك من التعاون على البر والتقوى، ويندرج تحت عموم قوله تعالى: “خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ” (المطففين 26)
ومهما حاول الشيطان التثبيط من العزيم ويوهم المسلم إنه يعمل لغير الله فصدق النية يكفي والصحبة تُعين على فعل الخير.
حكم ثني أطراف المصحف لتحديد موضع انتهاء القراءة
لا يجوز ثني أطراف المصحف لما فيه من تشويه لشكله، ومخافة أن تنقطع الورقة لكن من الأفضل وضع ورقة بيضاء أو استخدام خيط المصحف.
إقرأ أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب وطريقة ختم القرآن الكريم وفضله
حكم من يجد صعوبة في قراءة القرآن ويخطأ
إذا كان الشخص يقع فيما يسمى اللحن الجلي الذي يتغير فيه المعنى والإعراب فعليه أن يتوقف عن القراءة إذا كان يستطيع تعلم القراءة الصحيحة ويكون ذلك دافع له.
إما إذا كان لا يستطيع التعلم لكبر السن أو أن لغته الأم غير العربية فليكمل قراءة ولا يتوقف مدام يغلب على قراءته الصحة وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ” لَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران”
أي أن من يقرأ القرآن بصعوبة يُثاب على القراءة ذاتها ويُثاب على المشقة التي يلاقيها، فلا يثبط عزيمته الشيطان.
وأما إذا كانت قراءته لا تكاد تبين شيئًا والخطأ كثير أكثر من الصواب؛ فمن الأفضل أن يقتصر على تعلم قراءة الفاتحة قراءة صحيحة وأن يعوض ما فاته بالاستماع إلى تلاوة القرآن من القراء المتقنين.
حكم تلاوة القرآن دون وضوء
أجمع الفقهاء على إنه يشترط الطهارة لمس المصحف للقراءة منه (لا الحوادث العارضة مثل رفعه من على الأرض فحفظ كلام الله أولى) لقوله تعالى: ” لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ” (الواقعة 79) وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين كتب إلى أهل اليمن “أن لا يمس القرآن إلا طاهر”
إما إذا كانت التلاوة من الذاكرة فيجوز للمحدث الحدث الأصغر أن يقرأ القرآن دون تجديد الوضوء فقد روى الإمام أحمد عند على رضي الله عنه أنه قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الغائط وقرأ شيئًا من القرآن، وقال هذا لمن ليس بجنب أما الجنب فلا ولا آية” والمقصود هنا أن الجنب لا يقرأ القرآن
قراءة القرآن من الهاتف
الجوال ونحوه من الأجهزة الإلكترونية فلا يوجد حرج في القراءة منهم دون وضوء ولمسهم لأنها ليست مصحف وإنما مجرد ذبذبات تتكون منها الصورة عند طلبها فقط وتختفي عندما تذهب إلى أخرى.
إقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القران بدون وضوء من المصحف وما هي آداب تلاوة القرآن الكريم
قراءة القرآن دون حفظه
مما لا شك فيه إن تلاوة القرآن خير ما قد ينطق به لسان الإنسان أفضل من ذكر الله والكلام المباح فلا حرج إن كان المسلم يقرأه مرارًا وتكرارًا دون أن يعلق في ذهنه شيء؛ فقلبه مثل الثوب حين يتم غسله بالماء، لا تعلق به في النهاية وتجف لكن تتركه نظيف ناصع؛ هكذا هو القرآن يغسل قلوبنا ويتركها على المحجة البيضاء.
بل يزيد على رصيد حسنات المؤمن جبال من الحسنات فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في حديث عبد الله بن مسعود: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” (الترمذي في سننه)
حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال أنه سمع رسول الله يقول: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ” (رواه مسلم)
فالحديث يأمرنا بتلاوة القرآن لآنه سيكون شفيعنا يوم القيامة، أن نكون متمسكين بهديه تاركين لما نهانا عنه
حديث عبد الله بن عمر بن العاص – رضي الله عنهما عن النبي – صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها”
يشير هذا الحديث إلى أن حافظ القرآن المداوم على تلاوته ودراسته والعمل به يرتقي في مراتب الجنة حتى يبلغ منزلة على قدر عمله وحفظه للقرآن.
بذلك نكون قد نقلنا لكم أقوال الفقهاء في دعاء ختم القران في رمضان مكتوب وبعض الأحكام المتعلقة بحفظ القرآن وتلاوته جعلكم الله وإيانا من أهل القرآن وخاصته الذين حكى عنهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال: “إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ” ( رواه ابن ماجة وأحمد عن أنس بن مالك) أي أن أهل القرآن هم أهله العاملين به.