حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع
حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع اختلف عليه الفقهاء حول وضع فتوى لتلك المسألة، فقد يقوم الكثير من النساء بالتوجه إلى زيارة القبور بغرض الدعاء إلى بعض الأموات أو بغرض الموعظة، ولكن ذلك له بعض المقاييس والمعايير التي نص عليها الدين الإسلامية والسنة، وهذا ما سوف نوضحه اليوم على موقع زيادة.
حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع
إن مسألة زيارة القبور بالنسبة للنساء من الأمور الشرعية التي يمكن القيام بها تحت أحكام وشروط معينة، وهو ما يمكن على أساسها القول بأن زيارة القبور مستحبة وجائزة، وهو ما يرتبط بحالة خروج المرأة من منزلها وتزينها
بالإضافة إلى مجموعة من الضوابط الخاصة التي ترتبط بالزيارة في حد ذاتها وبوجه عام وهو ما يتمثل بعدم الدعاء بما فيه سخط أو ما لا يرضى عنه المولى عز وجل، كما لا يجوز قيام المرأة بزيارة القبور في حالة قيامها باللطم على الخدين، فإذا انتفت تلك الأمور لا حرج على المرأة أن تقوم بزيارة القبور.
كما أشار بعض الفقهاء أن زيارة القبور من الأمور الموجبة على المرء للموعظة وتذكر أن الحياة زائلة وأن الأخرة هي دار الخلود، أما البعد الثاني الذي يستحب على أساسه زيارة القبور هو ما ينتفع به الميت من خلال تلك الزيارة من دعاء له بالخير وتلاوة القرآن الكريم على قبره وهو ما يزيد ثوابه عند الله.
من خلال ذلك يمكن القول إنه لا حرج من قيام المرأة بزيارة القبور أسبوعيًا ولكن الأمر الأهم هو الالتفات إلى الشروط الموجب تطبيقها عند التوجه لزيارة القبور بغض النظر عن تلك الفترات التي تقوم على أساسها زيارة القبور بشكل متكرر.
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء للشعراوي
شروط زيارة القبور للنساء
إن زيارة النساء للقبور حلال وفي حالة الالتزم بالآداب الشرعية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا… الحديث»؛ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ».
حيث إن الأصل في هذا الحديث أن المرأة مثل الرجل تحتاج إلى التذكير، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: “النساء شقائق الرجال”، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله زوارات القبور” رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
من خلال هذه الأحاديث يمكن القول بأن المرأة يمكن لها أن تقوم بزيارة القبور إن حققت تلك الشروط التالية:
- أن يكون القصد من زيارة القبور هو زيارتها لوجه الله والاعتبار والتذكرة بحقيقة الموت.
- أن تلتزم بالتحلى بالسكينة والهدوء أثناء تواجدها بالقبور بمعنى ألا تقوم بالنواح أو الندب أو الصياح أو التجهش في البكاء أو اللطم وهي أمور غير مستحبة بشكل نهائي في زيارات القبور للمرأة بالشريعة الإسلامية.
- أثناء تواجدها بالقبور لا تقوم بالاختلاط مع الرجال بأي شكل من الأشكال.
- أن ترتدي ملابس ساترة لها ولا تتزين أو تتبرج وتكون محتشمة ومتواضعة في زيها، ولا تكون متعطرة
- في حالة كون القبور مهجورة أو بعيدة عن سكن المرأة الراغبة في الزيارة يجب عليها إلا تزولها بمفردها ولكن يفضل أن يكون معها بعلها أو أحد إخوانها أو أبيها أي لا بد أن يكون من المحارم.
- يجب ألا يترتب على هذا الخروج للقبور التمسح في أحد قبور أولياء الله الصالحين لأن هذا يعتبر من الأمور غير المستحبة والذميمة في الدين الإسلامي.
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور في العيد
أحكام زيارة القبور ترتبط بحالة المرأة
وردت بعض الاستفسارات التي تشير إلى الرغبة في معرفة أحكام زيارة المرأة الحائض للقبور أو الجنب، وهل يشترط لها الطهارة قبل توجهها للزيارة، باعتبار أنها من الأمور التي ترتبط بحالة المرأة وحكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع إذا كانت من تلك الحالات.
حيث توجهت أحد النساء لدار الإفتاء المصرية بطرح سؤال ” هل يجوز للمرأة الحائض أن تزور القبور؟ وأجاب مفتي الجمهورية على هذا الاستفسار مؤكدًا على أن المذهب الحنفي قد أجاز زيارة القبور للنساء، وذكر دليلًا على قوله حديث بريدة قال رسول الله ” كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها” رواه مسلم
هذا يعني أنه يجوز للمرأة الحائض زيارة القبور ما دامت تلتزم بآدابها.
كما قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق أنه لا يشترط على المرأة الطهارة سواء كان الأمر مرتبط بالحدث الأكبر أو الأصغر عند زيارة القبور بشرط ألا تدخل المسجد، حيث إن الحائض يحرم عليها دخول المسجد أو المكوث فيه، أما الاضرحة والقبور فلا أثم عليها بزيارتها حتى وإن لم تتطهر.
دلائل أصحاب الرأي من السنة النبوية عن زيارة القبور للنساء
يمكن الاستدلال على جواز زيارة القبور للنساء بعرض مجموعة من آراء الفقهاء من خلال ذكر مجموعة من الدلائل المرتبطة بالسنة النبوية وأقوال الصحابة حول تلك المسألة، كما هو على النحو التالي:
- حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عندما مر على امرأة عند القبر تَبْكِي على ابنها، فَقالَ “اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي قالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي، ولَمْ تَعْرِفْهُ، فقِيلَ لَهَا: إنَّه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَتْ بَابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقالَ: إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى”
يوضح هذا الحديث إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- إمكانية زيارة القبر، وهي حقيقة جائزة لا يمكن إنكارها.
- قول أم المؤمنين عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ماذا أقول إذا أتيت المقبرة يا رسول الله؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”
يشير هذا الحديث أن إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- أن تدخل المقابر وتدعو الدعاء، دليل على جواز زيارة النساء للقبور.
- رواية أبي هُريرة -رضي الله عنه-، قال: “زار النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قبرَ أمِّه فبَكى وأبكى مَن حَوْلَه، فقال: استأذَنْتُ ربِّي في أن أستَغْفِرَ لها، فَلَمْ يُؤْذَنْ لي، واستأذَنْتُه في أن أزورَ قَبرَها فأَذِنَ لي؛ فزُوروا القبورَ؛ فإنِّها تُذَكِّرُ الموتَ”
أما عن حالات تحريم زيارة المرأة للقبور فهو ما يتمثل في فعلها لإثم ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال قول الصحابة من السنة النبوية، والتي تتمثل فيما يلي من أقوال:
- روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: “لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زوَّاراتِ القبورِ “، إن في قول لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لزوارات القبور، دليل على حرمة هذا الفعل التي تقوم به بعض النساء عند زيارتهن للقبور
- ورد عن أم عطية -رضي الله عنها-، أنها قالت: (نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، ولَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا)
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء
أفضل وقت لزيارة القبور
ورد عن المذاهب الإسلامية مواقيت مستحب فيها زيارة القبور، وتتمثل تلك المواقيت فيما يلي بناءً على رأى كل مذهب
- المذهب الحنفي: يرى أن يوم الجمعة هو أكثر الأيام المستحب فيها زيارة القبور، وكذلك اليوم الذي قبله واليوم الذي بعده.
- المذهب المالكي: يتفق مع المذهب الحنفي ولكنه يضيف تفضيل الزيارة في وقت العصر من يوم الخميس إلى شروق شمس يوم السبت وفي ذلك تحديد دقيق للوقت المستحب فيه زيارة القبور.
- المذهب الشافعي: شرع بأن الوقت المستحب فيه زيارة القبور هو عصر يوم الخميس إلى شروق شمس يوم السبت.
- المذهب الحنبلي: أشار إلى أن منذ فجر يوم الجمعة وقبل شروق الشمس قليلًا هو الوقت المناسب لزيارة القبور، وفيما دون ذلك لا تؤكد الزيارة.
لعل في زيارة القبور للنساء الكثير من اللغط والأحكام غير معروفة المصدر، ولكن من المؤكد إن بعد ما تم ذكره عن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام فقد انقضى الحديث في تلك المسألة معلنةً معها جواز تلك الزيارة مع الالتزام بالضوابط الشرعية.