حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر
حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر يعتبر من الأحكام الواجب معرفتها في العلاقات الزوجية، فالأصل أن الإسلام أباح للزوجين أن يستمتع أحدهما بالآخر كيفما يشاء، وفق الضوابط الشرعية التي حددها، وبالتالي يجب مراعاة هذه الضوابط حتى تكون العلاقة سوية، ومن خلال موقع زيادة نقوم بتسليط الضوء على إحدى هذه الضوابط في الحديث عن حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر.
حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر
يجب التفريق أولًا ما بين مجرد المداعبة أو الإيلاج، فالمحرم هو إيلاج العضو الذكري في الدبر، سواء من خلال الواقي الذكري أم لا، فلا يوجد فرق في الحكم، أما مجرد المداعبة دون ما غير ذلك فهو أمر جائز لا إثم فيه.
فتعتبر ملامسة الدبر فقط كأمر ظاهري مثله مثل سائر جسد المرأة جميعه مباحٌ لزوجها دون ما حرم الله وهو إتيانها من الدبر.
إن القول الأرجح إذًا المستند إلى السنة الشريفة والقرآن الكريم، أن إتيان الزوجة من الدبر، بغض النظر عن الوسيلة حتى لو كان من خلال استعمال الواقي الذكري هو أمر محرم، سواء في حالة مخالفة الزوجة أو حتى برضاها حتى تطع زوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
نستند إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
“الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ” (صحيح البخاري).
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم إتيان الزوجة من الدبر عند الشيعة؟
ما بين المكروه والمحرم
أشرنا سلفًا أن حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر لا يجوز ومحرم إن كان لغرض الإيلاج، أما إن كان لغرض المداعبة والملامسة فقط فلا مانع من ذلك.
على الرغم من ذلك يختلف العلماء في هذا الصدد، فمنهم من يقول إن مجرد الملامسة أو الوطء إلى هذه المنطقة يستدعي الإيلاج، كما أن هناك عدم يقين في إمكانية ضبط النفس والتحكم فيها، لذا فاعتبروه أمر مكروه، كما الحال عند الماوردي.
أما بالنسبة للواقي الذكري فنشير إلى قول “السيوطي” في الأشباه والنظائر فيما معناه، أنه لا فرق في الإيلاج بين أن يكون بحائل أم لا، لذا لحكمه نفس الحكم من دونه.
مع العلم أنه هناك حرمة في إتيان الحائض بشكل عام سواء في القبل أو الدبر حتى لو كان بحائل أو باستخدام الواقي الذكري.
كما أن إتيان المرأة في دبرها بشكل عام سواء باستعمال الواقي الذكري أو بدونه، فإن ذلك لا يحرمها على زوجها، ولا يستدعي الطلاق طالما أنهما عزما على التوبة النصوحة إلى الله والاستغفار عن الفعل، فيتقيد الأمر بالقصد من تكرار الفعل وعدم الإحجام عنه.
إذًا فإنه في الحديث عن حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر، نشير أنه فعل محرم تنفر منه الفطرة، لكنه مجردًا في ذاته لا يوجب التفريق بين الزوجين، ما دام كلاهما شرع في التوقف عن تكراره، أما إذا اتخذه الزوج كعادة له وطاوعته الزوجة على ذلك، فهنا يوجب الشرع التفريق بينهما.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم نزول نقطة دم بعد الاغتسال من الحيض
الدلالة من الأحاديث النبوية
حديث شريف عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في قولِهِ: “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ يعني صِمامًا واحدًا” (صحيح الترمذي)، فيه دلالة على أن الإتيان في الدبر أمر قبيح وله أضرار كثيرة، ودائمًا ما ينهي الإسلام عن كل ما هو يضر المرء.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا ينظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى رجُلٍ أتى رجُلًا أو امرأةً في دُبُرِهَا” (صحيح الترغيب).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنَّ رجلًا سألَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن إتيانِ النساءِ في أدبارِهنَّ أو إتيانِ الرجلِ امرأتَهُ في دُبُرِهَا فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حلالٌ فلمَّا وَلَّى الرجلُ دعاهُ أو أمَرَ بهِ فدُعِيَ فقال كيفَ قلتَ في أيِّ الخُربَتَينِ، أو في أَيِّ الخَرَزَتَينِ، أو في أَيِّ الخَصْفَتَينِ أمن دبرِها في قُبُلِهَا فنعم أم من دبرِها في دبرِها فلا فإنَّ اللهَ لا يستحيى من الحقِّ لا تأتوا النساءَ في أدبارِهنَّ” (صحيح).
فالرسول -صلى الله عليه وسلم- حرم تمامًا ونهى عن إتيان الزوجة في دبرها، كما أنه أوضحه توضيحًا صريحًا لا تعميم أو شك فيه.
فنشير هنا أن الوطء المحرم في الدبر هو إدخال رأس حشفة العضو الذكري في دبر المرأة، بمعنى الإيلاج وليس فقط لمجرد إنزال ماء الرجل، فلا يكون استعمال الواقي الذكري هنا فيه إباحة للأمر.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية
الدلالة من الناحية النفسية
إن كل ما هو ممنوع مرغوب، يثير الفضول والعَوز، فربما يلجأ الزوجين إلى التجربة بدافع الإحساس الفضولي للأمر، فتذهب النفس إلى أهوائها بافتعال الطرق والوسائل التي قد تحيل الحرام حلالًا أو تجعل من المكروه أمر محبب.
لذا يلجأ الرجل إلى استخدام الواقي الذكري لتجربة الإيلاج في الدبر، مع العلم أنه بالأصل محرم، لكن قد يزعم البعض أنه محرم إيلاج العضو الذكري نفسه وإنزال ماء الرجل في الدبر دون حائل، فربما يكون الحائل في وجهة نظرهم هو دافع إباحة الأمر، فلا يصل ماء الرجل في الدبر.
لذا قمنا بإيضاح حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر في الشريعة الإسلامية حتى لا يلتبس الأمر على بعض الأزواج.
أما من الباب النفسي، فحتى المراجع الغربية اعتبرت هذا الأمر من قبيل الشذوذ الجنسي خاصة إذا تم الاعتياد عليه بشكل أكبر من الطريقة الطبيعية وهي مكان الحرث.
فبالتالي لا يمانع الغرب على وجود مثل هذه العلاقة ولكن لغرض المداعبة فقط، فلا يكون الدبر مكانًا للإيلاج ذلك لمعرفتهم بالآثار النفسية والضارة الناجمة عن هذا الأمر، من حيث كونه مكانًا لخروج الأذى.
كما أنه يتم اعتباره نوعًا من أنواع التحقير والتقليل من المرأة، لأنه إن كان استمتاعًا للرجل فهو لا شيء بالنسبة للعديد من الزوجات، ذلك لأن العلاقة الزوجية والجنسية السوية قائمة على التفاعل المتبادل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تقبيل الفرج لابن باز
حكم إتيان الزوجة من الدبر بالخطأ
إن كان الرجل يستعمل الواقي الذكري في العلاقة، وكان عن طريق الخطأ قام بوطء زوجته من الدبر، فحكمه مثل حكم من وطء بدون حائل أيضًا، وهو أنه لا إثم عليه في ذلك.
لأن النية هنا يجب أخذها في الاعتبار، فإن كان عامدًا قاصدًا أتته الفرصة حتى يحجم عن ذلك ولم يفعل واستمر فهذا هو الحرام لأنه خالف الشرع عن عمد.
أما إن كان غير متعمدًا فعليه أن يستغفر هو وزوجته، ونستند إلى قول الله تعالى: “وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” (سورة الأحزاب: الآية 5).
لكن يتطلب الأمر القليل من الفطنة، فالأفضل أن يبتعد الرجل عن هذه المنطقة فلا ينزلق إلى ما لا يحمد عقباه.
مهما يكن الأمر فإن الإتيان في الدبر بالنسبة للمرأة فيه أضرار كثيرة لها ولزوجها، فالأمر أشبه باللوطية الصغرى، إشارة إلى فعل قوم لوط ولكن بشكل مختلف، لأنهما يشتركان في مخالفة الفطرة السليمة التي أمرنا الله بها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم إزالة شعر الجسم للرجال
إن القضية أولًا وأخيرًا هي قضية شرعية دينية، فبعد ما أوضحنا عن حكم استعمال الواقي الذكري في الدبر نشير أنه يجب على الزوجين المسلم والمسلمة أن يلتمسا العفة في علاقتهما حتى تكن على بمرضاة الله، وفي الأخير نتمنى أن نكون قد أفدناكم.
بارك اللة فيكم على شرحكم الوافى وجعلة فى ميزان حسناتكم
بارك اللة فيكم على شرحكم الوافى