حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء
يجب علينا جميعًا معرفة حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء، لنعلم إن كانت قراءة الأبراج جائزة أم أنها محرمة لارتباطها بالطالع ومحاولة توقع الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله؟ حيث كثر اللغط وتزايدت الأقاويل حول هذا الموضوع، خاصة مع ظهور بعض علماء الدين الذين أفتوا بجواز قراءة الأبراج، فما هو الصحيح في حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء؟ نُجيبكم عن ذلك عبر موقع زيادة.
حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء
- تعد قراءة الأبراج من صور قراءة الطالع، ويتمثل الطالع في المسائل الإيمانية التي يتم من خلالها التنبؤ بالمستقبل وتفسير الأحداث التي تدور في الواقع من ناحية أخرى ووجهة نظر مختلفة، ففي عالم قراءة الطالع كل أمرٍ يحدث لك يعد علامة على شيء ما، فللسفر علامة، وللموت دلالة، وللرزق إشارات عدة.
- في العصور الجاهلية كان البشر يقدسون المنجمين، والسبب في ذلك هو ظن الناس أن المنجمين وما يعرفونه من الطالع يعد من الإشارات الإلهية، وكان يكفي أن يصدق توقع واحد للتصديق في قدرة هذا المنجم والدجال، تمايزت واختلفت دراسة الطوالع والتوقعات، فجاء فيها الحالات الطبيعية والظواهر مثل الكسوف، الخسوف، الفيضانات وثوران البراكين وغيرها.
- كما جاء فيها توقعات أخرى مثل الولادات غير الطبيعية للحيوانات والبشر، والجدير بالذكر أنه منذ قديم الأزل توجد العديد من الطقوس الخاصة بقراءة الطالع والتنبؤ بالمستقبل، فكانت التضحية بالحيوانات من أشهر هذه الطقوس، وتقديم القرابين كان من العادات التي استمرت طويلًا، فمنذ الفجر المظلم للتاريخ يتم استعمال كبد الحيوانات كقرابين لمخاطبة الآلهة ومعرفة آرائهم وما هو آتٍ في المستقبل.
- بقراءتك لما تم ذكره أعلاه قد تشعر بغباء من يقومون بذلك، وفي الواقع لا يختلف الأمر كثيرًا عن النسخة الحالية من المنجمين، فقراءة الأبراج لمعرفة المستقبل من صور الدجل والخرافات ناهيك عن كونها من أشكال الكبائر، وكان حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء محرمًا، وقد ورد في هذا الأمر العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
- التصديق بالأبراج وقراءتها تعد من صور التمجيد لأعمال الجاهلية، والإيمان بكون شخصٍ لا يعرفك ولا تعرفه توقع حدوث أمرٍ لك في قادم الأيام لمجرد أنك قد ولدت في يومٍ معين يعد من صور الجنون وضروب الخبل، فكل ما له علاقة بهذا الأمر باطل، حتى أن هناك من يربط بين هذه الأفعال وبين الشرك بالواحد القهار خالق الكون وبارئه.
- فيما يلي من سطور مقالنا هذا سنتعمق أكثر في حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء، بالإضافة إلى الإثباتات على حرمانية القيام بمثل هذه الأمور، كما أننا سنوضح الفارق بين قراءة هذه الأبراج لمعرفة الشخصيات والخصال، وبين قراءتها للتوقع بالمستقبل، فهل هناك فرق بينهما؟ ستجد ضالتك في قادم الكلمات.
اقرأ أيضًا: حكم الأبراج في الإسلام
هل تختلف حالات قراءة الطالع بين توقع ومعرفة للخصال
- كنا قد ذكرنا أعلاه أنه قد جاء في حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء أن الأبراج تعد من صور الطالع وقراءته، وهي من المحرمات في الدين الإسلامي، ويرجع السبب في ذلك لادعاء الدجالين والمنجمين بقدرتهم على توقع المستقبل، فما أكثر البرامج التي تستضيف مثل هؤلاء الشخصيات، والجدير بالذكر أن برامجهم وأقوالهم تجد رواجًا وانتشارًا واسعًا.
- ما تم ذكره أعلاه يختص بالتنجيم لمعرفة المستقبل، ولكن ما هو حكم الاعتماد على الأبراج لمعرفة صفات الأشخاص فقط؟ في الواقع نجد الكثير من الأقاويل التي جاء فيها أن أخذ الصفات الشخصية من الأبراج يعد من الأمور الجائزة على عكس التوقعات، وفي واقع الأمر هذا غير صحيح.
- فعلى الرغم من كثرة الآراء والفتاوى التي جاءت في كون معرفة الخصال والشخصيات عبر الأبراج من الأمور التي لا ضرر فيها وليست محرمة، إلا أن هذا غير صحيح، فهذه الصفات ليست مبنية على علم، فقط قم بالجلوس مع شخصين ولدا في نفس اليوم وستعلم أن سريان الخصال على كافة أبناء البرج الواحد من وحي الخيال.
- الصفات التي تقوم قراءة الأبراج بطرحها هي صفات مبنية على أحد فروع التنجيم، فليس للأمر أي إثبات علمي، والجدير بالذكر أنه يعد من صور الكهانة المحرمة، فعلم الغيب بمعرفة خصال ملايين الناس لمجرد ولادتهم في نفس اليوم لا يعد إلا من وحي الخرافات، ولا تقتصر قراءة الأبراج على خلوها من العلم فقط، فهي غير مبنية على عادة أو قواعد وحتى استقراء من الممكن جوازه.
- لذا يعد حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء واضحًا وصريحًا بالتحريم، فيكفي الاختلاف الجذري بين تفسيرٍ وآخر، فخصال أحدهم قد تكون حميدة في قول أحد المنجمين، وتكون مذمومة لدى غيره، ومن الأمثلة على حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء ما جاء على لسان اللجنة العلمية للإفتاء في المملكة العربية السعودية.
- حيث قالت اللجنة إنه يُحرم النشر والنظر في الأبراج وتوقعاتها وحتى معلوماتها كالخصال، ولا جواز في تصديقهم، وهذا يعد من أمثلة القدح في التوحيد والكفر في العقيدة، ومن الضروري اجتناب ذلك، والحث على تركه والابتعاد عنه، فالتوكل لا يكون إلا على الله، ولا يعلم الغيب سواه، وهو الوحيد القادر على تغييره.
اقرأ أيضًا: حكم من سب الدين ثم صلى
التنجيم في قول الله وسنة عبده ورسوله
إن الدين الإسلامي حرم التنجيم والدجل جملةً وتفصيلًا، فقد نهى الله تبارك وتعالى عنها، وفي ديننا الحنيف يعد التنجيم واللجوء إلى الدجالين وأصحاب الخرافات من صور الشرك والعياذ بالله، وجاء في الحث على البعد عن هذه الخرافات والذنوب الكبرى الكثير من الآيات والأحاديث.
في بداية الأمر نلجأ إلى القرآن الكريم، فليس هناك ما هو أجمل وأبلغ من قول الله تبارك وتعالى، فاشتملت الآيات التي ورد فيها ذكر الدجل والطالع على كل ما يلي:
-
قال تعالى: {عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [سورة الجن: الآية رقم 26].
-
قال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65].
-
قال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} [سورة يونس: الآية رقم 106]
-
قال تعالى: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} [سورة المؤمنون: الآية رقم 117]
في الآيات كافة أعلاه إجماع على عدم علم أي مخلوقٍ للغيب عدا الله تبارك اسمه وتعالى جده وصفاته، فما غاب عن أبصار المخلوقات يعلمها خالقهم، ومن يدَّعي غير ذلك ينال من الله عذابًا شديدًا وحسابًا لن يكون على الإطلاق يسيرًا، فحدود الله لا تساهل ولا تهاون فيها.
أما عن الأحاديث النبوية الشريفة فنرى أن هذه الموسوعة العطرة التي تركها الحبيب المصطفى إرثًا لأُمته من بعده تشتمل على العديد من صور الأحاديث، فبعد أن عرفنا حكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء نستعرض لكم أحاديث الهادي البشير وسراج الأمة المنير، وتشتمل هذه الأحاديث على ما يلي:
تحديث الألباني لرواية علقمة بن قيس
جاء في صحيح الترغيب أحد الأحاديث الهامة للغاية فيما يتعلق بالدجل والكهانة، فقد حدثنا الألباني أن علقمة بن قيس نقل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وأرضاهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ليس منا من تطيَّرَ أو تُطيِّر له أو تَكَهَّن أو تُكهِّن له أو سَحَر أو سُحِر له ومَن عقد عقدةً أو قال عقدَ عقدةً ومَن أتَى كاهنًا فصدَّقه بما قال فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم” في الحديث الشريف السابق ذكر النبي العدنان قولًا من الأقوال التي ترمز إلى الدجل والتكهن.
- قول رسولنا الكريم “ليس منا” يعد قولًا قاسيًا ومُرعبًا بحق، فهل يستحق معرفة البرج الخاص بك خروجك مما نصت عليه شريعة الله تبارك وتعالى في دينه الحنيف؟ وهل ما سيعود عليك من نفعٍ للجوئك إلى أحد الكهنة يفوق التزامك بطريق الحق وتطبيق ما نصت عليه أحكام الشريعة؟ عليك التفكير مليًا قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة.
- التطير هو التشاؤم، فمن يجعل الناس تتشاءم من شيءٍ ما وهو محمود، ومن يُصدق كلام المتشائمين الذين دائمًا ما يتوقعون الشر والسوء دون برهان لا يتبع ما جاء في السنة النبوية والشريعة الإسلامية.
- كما أن المُتكهن وطالب رأي الكاهن سواء، فهم حائدون عن الطريق الصحيح، كما جاء على لسان الهادي البشير أن تصديق ما يقوله الكاهن من صور عدم التصديق والكُفرٌ البين بما أُنزل على سيدنا محمد.
- الجدير بالذكر أن بعض روايات هذا الحديث جاء فيها أن صلاة مُصدق الدجل لا تُقبل لمدة 40 يوم والله أعلم، فعليكم تجنب الشبهات والابتعاد عنها.
اقرأ أيضًا: حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني
قول عبد الله بن عباس بتحديث الإمام النووي
جاء في تحقيق رياض الصالحين والمنثورات أن عبد الله بن عباس قال بتحديث الإمام النووي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“منِ اقتبسَ عِلمًا منَ النُّجوم، اقتبسَ شعبةً منَ السِّحرِ زادَ ما زادَ” في هذا الحديث الشريف يقول سيدنا محمد أن من يتعلم علم النجوم الخاص بادعاء معرفة الغيب وما سيحدث في المستقبل يكون قد تعلم صورة من صور السحر، ووزره يتشابه مع وزر السحر.
إن ذكرنا لحكم قراءة الأبراج هيئة كبار العلماء ومعرفتنا بأنه مُحرم بكافة الأشكال والصور، يوجب علينا أن ننوه إلى كون علم الأبراج لا يُقصد به الفلك، فعلم الفلك له قواعد عدة وهو من العلوم التي يُستند فيها إلى قوانين، كما أنه يُستخدم في تحديد مكان القبلة.