حكم قراءة الأبراج من باب الفضول

حكم قراءة الأبراج من باب الفضول يعتبر من أكثر الأمور الدينية التي يختلف فيها العلماء، والناس، فمنهم من يرى أنها حلال، ومنهم من يرى أن تصديقها فقط حرام، ولكن قراءتها من باب الفضول ليس حرامًا، ومنهم من يرى أن كل ما يتعلق بها حرام، وفي موقع زيادة سوف نتعرف إلى الحكم الصحيح لهذا الأمر.

حكم قراءة الأبراج من باب الفضول

يعتبر تحريم التنجيم من الأمور المؤكدة في الدين الإسلامي ولا جدال فيها، فإن الأبراج وعلم النجوم والفلك يعتبر من السحر، فإن الله سبحانه وتعالى هو وحده عالم الغيب، ولا يوجد أحد في العالم يقدر على علم شيء لم يحدث بعد، وما زال في علم الله.

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن سؤال الكهنة، والعرفين حرام حتى وإن كان من باب الفضول فقط، فنبينا الكريم أشار إلى أن الحكمة من تحريمها أنها يمكن أن تؤثر على قارئها، وتحدث خلل في معتقداته الدينية.

مما يؤدي إلى الشك في قدرة الله تعالى، وتزعزع الإيمان به، فلم يجعل الله عز وجل علم الغيب لأحد غيره، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه} (النمل: 65)، فمن كان في قلبه مثقال ذرة من شك في هذا الأمر، فإنه بذلك يكون قد كفر بالله سبحانه وتعالى.

أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن سؤال المنجمين عن الأبراج حرام وجزاؤه كبير عند الله وذلك من خلال الحديث الشريف: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”( رواه مسلم ).

فإن الحديث الشريف يبين لنا مدى كون هذا الفعل حرامًا، فإن الله لا يقبل من المسلم الذي يقرأ في الأبراج صلاته أربعين يومًا.

اقرأ أيضًا: حكم الأبراج في الإسلام

حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها

إن هذا العلم المسمى بعلم الفلك والنجوم، يكون نابع من بعض الممارسات التي كانت تمارس قبل الإسلام، وقد جاء الإسلام من أجل أن يحرمها، وقد استند ذلك إلى أن المشركين كانوا يستغلون الناس من خلال الاستعانة بالكهنة والعرافين، من أجل سرقة أموالهم.

فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليحرم هذا الفعل بقوله عن عبد الله ابن عباس: “من اقتبسَ شُعبةً منَ النُّجومِ فقد اقتبسَ شُعبةً منَ السِّحرِ”.

فإذا كان مجرد القراءة للتسلية أو الفضول حرام، فما الحال إذا كان القارئ يصدق هذه الخرافات؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الإيمان بالأبراج مثله مثل الإيمان بالشحر، وهذا ما أشار إليه في الحديث الشريف:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من أتَى عرَّافًا أو كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ، فقد كفر بما أُنزِل على محمَّدٍ”.

فإن هذا الحديث الشريف أقوى دليل على أن القراءة في الأبراج كفر بالله سبحانه وتعالى، وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

حكم قراءة الأبراج دون معرفة حكمها

انطلاقًا من التعرف إلى حكم قراءة الأبراج من باب الفضول، يمكن القول إن الدين الإسلامي دين السماحة لا يعاقب الإنسان على ما كان يجهله، وهذا استنادًا إلى قول النبي في الحديث الشريف:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه”.

أفاد هذا الحديث بالتعرف إلى عظمة الدين الإسلامي وسعة رحمة الله عز وجل، فإن المرء المسلم لا يعاقب على ما كان يفعل في حين أنه لم يكن يعلم أنها حرام، أو إذا كان ناسيًا، أو في حالة أنه كان مكرهًا على هذا فعل الأمر.

لا يوجد شك أن القراءة في الأبراج من هذه الأمور التي يتضمنها الحديث، فإذا كان الشخص يقرأ في الأبراج ولكنه لا يعلم أن هذا الفعل الحرام، فلا إثم عليه، ولكن يجب عليه بمجرد أن يعلم، أن يتوقف عن فعل ذلك الأمر، ويستغفر له تعالى.

حكم قراءة صفات الأبراج

تتبعًا التعرف إلى حكم قراءة الأبراج من باب الفضول، فمن الجدير بالذكر أن حتى القراءة في صفات الأبراج محرم، حيث إن قراءة صفات برج ما تكون مخالفة لله سبحانه وتعالى، والرغبة في معرفة أمر من علم الغيب.

فمن كان يعتقد أن قراءة التوقعات للأبراج حرام، دون قراءة الصفات، فعليه أن يصحح مفاهيمه، فإن أي شيء يتعلق بالأبراج فهو حرام، ومن كان يفعل ذلك فإنه قد كفر بالله، وما أنزل على النبي، لأنه يشكك في أن الله هو فقط من لديه علم الغيوب.

كما يمكن القول إن تحريم صفات الأبراج يأتي من منطلق سوء الظن بالآخرين، ففي حالة أن كان وصف برج الجدي على سبيل المثل بأنه شخص سيء، فإن هذا يكون سوء ظن بالناس، وهو من المحرمات أيضًا.

اقرأ أيضًا: حكم سب الدين عند الغضب

حكم قراءة الأبراج لابن الباز

أشار الإمام ابن الباز إلى أن القراءة في الأبراج والنجوم من أفعال أهل الجاهلية، التي جاء الإسلام ليقضي عليها، كما أكد على أن القراءة في الأبراج يعد مساوٍ للكفر بالله عز وجل، لأنه يعتقد بأن المنجمين يبحثوا في علم الغيب، وهذا ما حرمه الشرع والدين.

هل قراءة الأبراج تبطل الصلاة؟

بعد أن تعرفنا إلى حكم قراءة الأبراج من باب الفضول، وأدركنا أنه محرم، فقد يتساءل العديد من الناس عما إذا كانت قراءة الأبراج تبطل الصلاة.

فمن الجدير بالذكر أن القراءة في الأبراج، أو الحظ اليومي، في المجلات، أو الصحف، تبطل الصلاة لمدة 40 يوم، كذلك من يذهب إلى المنجم والعراف، فإنه لن يقبل منه صلاة لمدة 40 يوم، فلا بد من الاستغفار لله سبحانه وتعالى، والإكثار من الذكر.

لماذا يؤمن الناس بالأبراج؟

في سياق التعرف إلى حكم قراءة الأبراج من باب الفضول، فمن الجدير بالذكر أن هذا التساؤل يطرحه العديد من الأشخاص الذين لا يؤمنون بهذا الشيء، ويريدون التعرف إلى السبب وراء اهتمام الناس بعلم الأبراج، وتبين لنا الأسباب التالية:

  • لفهم الذات: فقد يلجأ الناس إلى الأبراج من أجل أن يفهموا أنفسهم، وبدلًا من البحث في الأسس العلمية، مثل علم النفس، أو علم الاجتماع، فيلجئون إلى علم الأبراج الذي حرمه الله.
  • لتحليل الشخصيات: في الكثير من الأحيان يبحث الناس في الأبراج، من أجل تحليل الشخصية، ونتيجة للفضول الذي يدفعهم لمعرفة صفات الشخص الذي يتعاملون معه.
  • تقييم الناس: في الكثير من الأحيان يكون الهدف هو تقييم الشخص الذي تتعامل معه، والحكم عليه من مجرد صفات لا أساس لها من الصحة.
  • الإيمان بالخطة المسبقة: فقد يسعى الكثير من الناس من أجل القراءة في التوقعات لكي يضعوا خطط مسبقة للتعامل مع الأحداث.
  • تحميل المسؤولية على كيانات وهمية: يلجأ الكثير من الناس إلى القراءة في توقعات الأبراج حتى إذا كان يومهم غير جيد، يلقون المسؤولية على الأبراج.

اقرأ أيضًا: حكمة عن المولد النبوي الشريف للإذاعة المدرسية

 سبب تحريم القراءة في الأبراج

إلى جانب معرفة أحكام الدين في قراءة كل ما يتعلق بالأبراج، فيمكن القول إن تحريم الأبراج في الإسلام يرجع إلى بعض الأمور، وتتمثل تلك الأمور فيما يلي:

  • تعد قراءة الأبراج نوع من أنواع السحر، والسحر محرم بالطبع في كل الأديان، ليس في الدين الإسلامي فقط.
  • كما أن قراءة الأبراج من الممكن أن تعمل على التشكيك في إيمان المسلم بربه، وبالمعتقدات الدينية.
  • تتسبب في الكثير من الأحيان في حدوث مشكلات نتيجة لقراءة توقع من توقعات الأبراج.

ما هي فائدة النجوم والأبراج من وجهة نظر الدين الإسلامي؟

من منطلق حكم قراءة الأبراج من باب الفضول، فإن الأبراج والنجوم والكواكب من صنع الله سبحانه وتعالى، والله لا يخلق شيء بدون حكمة، فإن علم الأبراج يعتبر من العلوم التي لا بد أن يستفيد منها الإنسان فيما ينفع.

كما يجب أن يترك منها الجهالة، والأمور التي تضعف الإيمان، وفيما يلي سوف نتعرف إلى فائدة النجوم والأبراج:

  • تعمل النجوم بمثابة إشارات تشير إلى الاتجاهات، كما أنها تساعد في تحديد أوقات الصلاة، وتقوم بتحديد اتجاه القبلة، وتمكن من السير في كل من البر والبحر.
  • كما يمكن القول إن النجوم في السماء، تكون لرجم الشياطين، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ) الملك: 5.

اقرأ أيضًا: حكم من سب الدين ثم صلى

الأبراج في القرآن

إلى جانب معرفة حكم قراءة الأبراج من باب الفضول، فقد أشار الكثير من علماء الدين إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر الأبراج في القرآن وأقسم بها، وذلك في قوله تعالى: (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ) البروج: 1.

فأشار الله تعالى إلى أن البروج هي منازل الشمس والقمر، وأضاف المشروف أن القمر منزله يومان وثلث في كل برج من الأبراج، ولكنه يستتر إذا اكتمل الشهر، لكن إذا كان الشهر 29 يوم، يستتر يومًا.

لكن الشمس يكون منزلها في كل برج 30 يوم، ولكن هناك الكثير من الناس يأخذون الأبراج من منطلق آخر، ويعلقونها بالكهانة، ويربطونها بالدجل والسحر، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

إن اختلاف آراء الناس حول الأبراج، لا يغير من الواقع في شيء، وإن الواقع يقول بأن القراءة في الأبراج من الأمور المحرمة، وكل ما يتعلق بها قراءته حرام، حتى وإن كان بغرض التسلية، أو الفضول.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.