حكم صيام من نزل عليها قطرات دم بعد الطهر
ما حكم صيام من نزل عليها قطرات دم بعد الطهر، وماذا يجب أن تفعل حينها؟ حيث تسرع النساء بعد الانتهاء من الحيض للتطهر، وفي ذلك الوقت تفاجئ بنزول قطرات من الدماء، وهنا تقع السيدات في الحيرة من أمرهن، هل ذلك الدم أفسد عليّ الطهر أم لا، لذلك من خلال موقع زيادة سنتعرف إلى حكم صيام من نزل عليها قطرات دم بعد الطهر.
حكم صيام من نزل عليها قطرات دم بعد الطهر
ذلك الدم هو ليس الحيض، ويمكنك القيام بالعبادات التي تستلزم الطهارة كالصيام والصلاة.
المعروف أن الدورة الشهرية تأتي للنساء كل شهر وهذا هو الأمر الطبيعي، تختلف المدة التي تأتي فيها من امرأة إلى أخرى وتتراوح الفترة التي تأتي فيها من28: 35 يوم، أي أنه بعد مرور تلك الفترة من نزول الدورة الشهرية، تجد المرأة أنه حان وقت نزول الدورة الشهرية الجديدة.
الدورة الشهرية (الحيض) تستمر إلى عدد معين من الأيام والذي يتراوح من 3:15 أيام، تلك الفترة تتوقف على الكثير من العوامل، ولكن في تلك الأثناء تأخذ المرأة رخصة بعدم القيام بالعبادات التي تستلزم الطهارة، لأنها في تلك الحالة غير طاهرة.
من تلك العبادات الصلاة والصيام، ثم بعد ظهور العلامة الدالة على انتهاء الدورة الشهرية، تبدأ المرأة في الأغتسال، حيث إنها تبدأ في تحضير النية بأنها ستشرع في الطهارة، ثم تقول الشهادة كاملة، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
ثم بعد ذلك تبدأ فى غسل منطقة العانة ثلاث، ثم تبدأ في غسل الجانب الأيمن أولًا بالماء يليه الجانب الأيسر، وبعد ذلك تبدأ المرأة في سكب الماء على جميع أجزاء الجسم، ثم تستكمل باقي الأستحمام بشكل عادي، وفي النهاية تتوضأ وتشرع فى الصلاة أو الصيام.
اقرأ أيضًا: هل نقطة الدم تفسد الصيام
الدليل من الفقه على جواز الصيام في حالة الاستحاضة
الاستحاضة هو عبارة عن نزول قطرات من الدم بعد الدورة الشهرية، وهي عبارة عن انفجار عروق داخل الرحم، بالتالي هي ليست من الدورة الشهرية والمرأة في ذلك الوقت طاهرة يجوز لها الصيام والصلاة.
حيث أجمع كل من ابن المنذر وابن جرير وابن عبد البر والمرغيناني وابن تميمة وابن القيم والعيني والنووي على التالي:
دمُ الاستحاضة لا يأخُذ حُكمُ دَمِ الحَيضِ، ولا يَمنعُ ممَّا يمنعُ منه الحيضُ.
اختلاف حالة الحكم بين الحيض والاستحاضة
الحائض وهي التي تمر بأيام الدورة الشهرية، حيث إنها منعت من الصلاة والصيام في ذلك الوقت، وذلك بسبب عدم توفر شرط الطهارة، والدليل على ذلك الحديث التالي، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “أليس إذا حاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ…” رواه البخاري ومسلم.
ذلك الحديث يوضح على أن المرأة خلال فترة الحيض لا يجوز لها الصيام والصلاة، ويوجد حديث آخر وهو قول عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها لَمَّا سُئِلَت: “…أنَّ امرأةً سأَلَتْ عائشةَ: أتَقْضي الحائضُ الصلاةَ؟ فقالت: أحَروريَّةٌ أنتِ؟ لقد كُنَّا نَحيضُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا نَقْضي، ولا نُؤمَرُ بالقَضاءِ]. وزادَ فيه: فنُؤمَرُ بقَضاءِ الصومِ، ولا نُؤمَرُ بقَضاءِ الصلاةِ” رواه البخاري ومسلم.
هذا الحديث يتضمن القضاء الذي يجب على المرأة بعد الإنتهاء من الدورة الشهرية أن تفعله، والقضاء هنا يعني إعادة صيام تلك الأيام، لأن في أيام الصيام الأساسية كما في رمضان كان معها العذر في عدم الصوم، بينما من العبادات التي لا تعاد للحائض هي الصلاة.
لكن من الناحية الأخرى نجد أن المارة بفترة الاستحاضة يجب عليها أن تقوم بالصلاة والصيام بشكل عادي وطبيعي لأنها طاهرة، وإذا قامت بغير ذلك فلا يجوز.
اقرأ أيضًا: علامات الطهر بعد الإجهاض
رأي الدكتور أحمد ممدوح في جواز الصيام في فترة الاستحاضة
الدكتور أحمد ممدوح هو مدير الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أشار على أنه ما لم يمر 15 يومًا، في تلك الأثناء تكون المرأة فى فترة حيضها، حيث إنها إذا ظلت خلال تلك ال 15 يومًا تنزل قطرات من الدم أو إفرازات بنية ولم تظهر أي علامة من علامات انتهاء الدورة فلا يجوز الصيام أو الصلاة في ذلك الوقت.
في حين إذا نزل على المرأة الدم أو ما شبه ذلك بعد إنتهاء أقصى مدة من الدورة الشهرية، في تلك الحالة هذا الدم هو دم الاستحاضة بالتالي يجب عليها الصيام والصلاة.
اقرأ أيضًا: الطهر من النفاس بعد القيصرية
طريقة تطهر المستحاضة للصلاة
الطريقة الصحيحة من أجل تطهر المرأة المستحاضة هو شروعها فى الوضوء قبل كل صلاة من صلوات الفرض، ويمكنها أيضًا صلاة النوافل الخاصة بكل صلاة عقب الإنتهاء من صلاة الفرض بنفس الوضوء.
أجاز بعض الفقهاء بصلاه المستحاضة ما فاتها من الفروض، كذلك يمكنها أن تمسك المصحف وأن تصلي سجود الشكر ولها أيضًا القدرة على قراءة القرآن.
إذن حكم صيام من نزل عليها قطرات دم بعد الطهر جائز، لأنها في ذلك الوقت لا يعتبر الدم النازل منها دم حيض، وإنما يعد دم استحاضة.