حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر
حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر هو أمر أختلف عليه الفقهاء، وقال الله -تعالى-: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ تلك الآية في تفسير بعض الصحابة تعني أن الصلاة لها وقت محدد ويجب على المسلم أن يؤدي الصلاة في وقتها كما أمرنا الله -عز وجل-، إذًا ما هو حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر، هذا هو ما سنعرفه عبر موقع زيادة.
حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر
قال أستاذ القرآن الكريم في الأزهر الشريف الشيخ ـ أحمد تركي إن تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر حرام ولا يجوز كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدد للصلاة أوقات معينة كما جاء في قوله -تعالى- في سورة الإسراء: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾؛ لذا فمن أخرها عن موعدها فقد تعدى حدود الله ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون .
عليه فإن الصلاة لها أوقات محددة مبينه في السنة النبوية، ومن ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وقتُ صلاةِ الظُّهرِ، ما لم تحضُرِ العَصرُ، ووقتُ صَلاةِ العصرِ، ما لم تَصفَرَّ الشَّمسُ ووقتُ المغرِبِ ما لَم يسقُطْ ثَورُ الشَّفَقِ، ووقتُ العِشاءِ ما لم ينتصِفِ اللَّيلُ، ووقتُ الصُّبحِ ما لم تطلُعِ الشَّمسُ).
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر
حكم تأخير الصلاة لأخر وقتها
لا يجوز تأخير وقت الصلاة عن وقتها بدون عذر شرعي كالنوم أو النسيان أو الغفلة، ومن أخرها عن وقتها بدون عذر فقد أثم إثمًا عظيمًا وتعرض للوعيد الذي توعد الله به الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، قال الله -تعالى-: “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”.
من ثم فإن إضاعة الصلاة وتفويت أوقاتها بالنوم أو الغفلة أو اللهو أو التكاسل فهو ذنب كبير وله عقوبة من الله -سبحانه وتعالى- في سورة مريم: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ قرأ عمر بن عبد العزيز هذه الآية ثم قال: ((لم تكن إضاعتهم تركها ولكن أضاعوا الوقت)) وقال -تعالى-: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: (الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها).
قد حدد الله -عز وجل – وجوب الصلاة مقدر بأوقات مبينه ويجب على من يؤخر الصلاة أن يصلى فور تذكر الصلاة إذا كانت تأخير الصلاة بسبب النسيان ، أما من يؤخر الصلاة متعمدًا فيجب عليه أن يرجع عن هذا الذنب ويستغفر الله كثيرًا وألا يعود إلى تكراره مرة ثانية .
إن حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر له عواقب كثيرة وله مآخذ في الدين وعند جمع العلماء، وعن التأخير في أداء الصلاة يؤكد الفقهاء أنه يجوز لمن يتأخر على الصلوات أن يصلي في أي مكان ميسر له؛ على ألا تتعدى الصلاة وقتًا كثيرًا فيمكن أداؤها بهذه الطريقة وعدم تأخيرها.
كما قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- : “أما الإنسان الذي يتعمد تأخير الصلاة إلى ما بعد الوقت، أو يضبط الساعة إلى ما بعد الوقت حتى لا يقوم في الوقت، فهذا متعمد للترك، وقد أتى منكراً عظيماً عند جميع العلماء، و لكن هل يكفر أم لا يكفر، هناك اختلاف بين العلماء في هذا الشأن”.
إلى جانب ذلك فقد ذهب جمع من العلماء إلى أنه يكفر بذلك كفرًا أكبر، والبعض من العلماء ذهب إلى أنه يكفر كفرًا أكبر يخرجه من الملة ذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم– : ” بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ” رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقوله -صلى الله عليه وسلم -: “ العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفرَ ” رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
الفرق بين تأخير الصلاة عن موعدها
تأخير الصلاة يطلق على معنيين
الأول : تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها أي تنقضي وقت الصلاة وسبق واستعرضنا رأي العلماء في هذا الشأن.
أما النوع الثاني فهو تأخير الصلاة إلى آخر وقتها حيث “روى مسلم عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة، فبين له النبي -صلى الله عليه وسلم- أول وقت كل صلاة وأخرها ثم قال: (الوقت بين هذين).
عليه فقد أستعرض الفقهاء العواقب الناجمة عن حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر إلى قسمين وهما ما سنشير إليه فيما يلي:
العذاب في الآخرة
لما ورد في قول الله تعالى :”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”، وقال الله -تعالى-: ” مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ*”.
الخروج من الإسلام
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ”
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ فمَن تركَها فقد كفرَ” رواه أحمد، وأبو داوود، والنسائي، والترمذي.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال :” مَن سمِع حَيَّ على الفلاحِ فلَمْ يُجِبْ فقد ترَك سُنَّةَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ” رواه الطبراني في الأوسط بأسناد حسن.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب
لا عذر لترك الصلاة
عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :” من سمِع النداءَ فلم يُجب، فلا صلاةَ له إلا من عذرٍ” رواه القاسم ابن أصبغ في كتابه.
أحب الأعمال إلى الله
في الصحيحين عن أبن مسعود -رضي الله عنه- أنه “سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قَالَ: أدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ وقَالَ: اكْلَفُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ”.
عليه فينبغي على المسلم أن يؤدي الصلاة في أول وقتها جماعة في المسجد مع المسلمين، حيث إنه لا يجوز للرجل المسلم التخلف عن صلاة الجماعة إلا بعذر، وقد شدد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هذا، فإذا حدث للإنسان عذر شرعي يمنعه من أداء الصلاة في وقتها كالنوم أو النسيان أو الخوف أو المرض فعندها يصلي على قدر استطاعته.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم النقاب على المذاهب الأربعة
بذلك نكون قد أشرنا في السطور السابقة إلى حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر، كما أوضحنا رأي الشيوخ بهذا الشأن، إلى جانب ذلك فقد عرضنا بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعم هذا الحكم، ونرجو أن نكون قد قدمنا لكم النفع والفائدة.