حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد

حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد يسأل المسلمون عن تلك المناسبة، حلال أم حرام المشاركة بها حتى لو بتهنئة بعضهم البعض فقط، هذا ما جرت عليه العادة من فترة كبيرة من الزمن تبادل والأمنيات بين الأشخاص، وتتنوع طرق التهنئة ما بين الرسائل الهاتفية، كروت المعايدة، المكالمات الهاتفية، تبدأ التهاني فيه من نهاية شهر ديسمبر إلى أول يناير، فهل ذلك صحيح، وهل يوجد في الدين ما يمنع استمرار المسلمين في تلك العادة.

اعرف اكثر: حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين والشافعية وعند مذهب العلماء

حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد

  • هذا المناسبة لا توجد في الشريعة الإسلامية، وقديماً لم يكن يقوم المسلمين بتبادل التهاني في هذه المناسبة، وهذا يعد من البدع الحديثة.
  • المسلمون عليهم التوقف عن تلك العادة، باستثناء التهنئة بمناسبة مرور سنة في تنفيذ فروض الله، وطاعته، والامتثال لما أمر به، لأن أفضل الأشخاص هو من مد الله في عمره، ووهب ذلك العمر في الامتثال لأوامر الله.
  • التهنئة بالعام الميلادي تجعل المسلمين يشبهون الكفار، وذلك من الأمور الغير مستحبة، لأنها خارج الشريعة الدينية للإسلام.
  • هناك بعض العلماء أجازوا تهنئة الأشخاص لبعضهم البعض، بهدف إدخال الفرح على نفوسهم، كما أجازوا بإمكانية رد تلك التهنئة إذا بدأ شخص بها معنا.
  • يقول بعض فقهاء الدين أن حكم التهنئة يختلف حسب نية كل شخص، إذا كان الشخص نيته هو التشبه بالمجتمعات الغير إسلامية، يكون ذلك لا يجوز، ويجب التوقف عن الأمر لإنه حرام.
  • إذا كانت نية الشخص إدخال الفرح على من حوله، من أهل وأقارب، عن طريق صلة الرحم في هذا اليوم، أو قراءة بعض الآيات القرآنية في ذلك اليوم ليبدأ عامه الجديد بالقرآن، يكون الأمر حلال، ولا يوجد ما يمنع الاستمرار به.

اقرأ هذا الموضوع: حكمة عن المولد النبوي الشريف قصيرة ومميزة وكيفية الاحتفال بذكرى المولد النبوي

حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

  • التهنئة في بداية كل عام هجري تعد من البدع المستحدثة أيضاً، حيث أنه لا يوجد ما يسمى بالعام الجديد، وبدايته، فكل يوم يمر علينا يعد بداية عام جديد.
  • بداية عمل التقويم الهجري كان في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان يأتيه رسائل ولا يعرف تاريخ كتابتها، ثم أخذ آراء بعض الصحابة في ذلك الأمر، وكان حينها يتعامل النصارى بالتاريخ الميلادي.
  • اتفق سيدنا عمر رضي الله عنه بعد استشارته الصحابة، على عدم استخدام التقويم الميلادي، حتى لا يكون المسلمين مشابهين للكفار، وجاءت فكرة عمل تقويم بداية هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وقع الاختيار على ذلك التاريخ، وتلك المناسبة، لما لها من أثر عظيم على الإنسانية، كما كان ذلك من الأحداث المهمة في الإسلام، حتى يستطيع معرفة وقت كتابة تلك الرسائل والمكاتيب.
  • بداية عمل التقويم الهجري كان لغرض محدد، ومصلحة، وليس لتبادل التهاني بين الأشخاص، ولا يوجد في السنة النبوية أو بين الصحابة بعضهم البعض دعاء لمثل تلك المناسبة، لذلك حكم التهنئة بها يعد بدعة.

تعرف على حكم الاحتفال بعيد الميلاد من خلال قراءة هذا المقال: حكم الاحتفال بعيد الميلاد وما الفرق بين البدعة والحكم الشرعي

حكم التهنئة بالسنة الجديدة

  • دائماً ما يقوم الأشخاص بين بعضهم البعض بتبادل التهاني على مختلف الأحداث التي السعيدة التي تمر عليهم في الحياة، من خطبة، أو زواج، أو مولود جديد، أو تغير حال إلى نحو أفضل.
  • هناك أيضا تهاني النجاح الدراسي، أو الانتهاء من أزمة ما، ومن ضمن تلك المناسبات السنة الجديدة، فما حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد.
  • تتنوع مظاهر الاحتفال بتلك المناسبة في الوقت الحالي ما بين إقامة بعض الاحتفالات التي تتضمن بعض الأغنيات، برامج تليفزيونية تحتفل بذلك الأمر عبر الشاشات.
  • كل طرق الاحتفال عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومنصات التواصل الاجتماعي، تحث الأشخاص على الاحتفال بالأمر، وتبادل التهنئة، وان يكون الشخص طرف في هذه الاحتفالات.
  • حكم التهنئة بالسنة الجديدة سواء الميلادية أو الهجرية تعتبر من العادات، وليس من العبادات، وحكمها يرجع إلى الهدف منها، ومعناها، وهذا هو رأي علماء الإسلام الحديث مثل ابن عثيمين، والخضير، وابن الباز.
  • هؤلاء العلماء يروا أن لا بد من الرد على من يهنئنا بالسنة الجديدة، ونشاركه بها، بنية الفرح، ولا يكون تفكيرنا منصب على أن نفعل مثل ما يفعل الكفار والنصارى.
  • عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود.
  • يجب أن تشتمل التهنئة على الحث على حسن العبادة، والتذكير بطاعة الله، واتباع تعاليمه وسنة رسوله، في السنة القادمة بإذن الله.

اعرف المزيد: دعاء دخول العام الهجري الجديد وتهنئة المسلمين لبعضهم البعض

حكم قول سنة سعيدة

  • جاء شخص وسئل العالم الشيخ ابن عثيمين عن حكم قول سنة سعيدة عند بداية كل سنة، وكان رده أن ذلك لم يحدث عند السلف من قبل، لذلك من الأفضل ترك تلك العادة.
  • هناك بعض الأشخاص يهنئون بعضهم على انقضاء عام في التقرب من الله وطاعته، وهنا يجوز الرد على تلك التهنئة، ويفضل أن تكون مع بداية السنة الهجرية، وليس الميلادية.
  • حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد لا يجوز، السنة الميلادية لا مكان لها في الشريعة الإسلامية، ولا يجب أن يهنئ الشخص الكفار في عيدهم الخاص.
  • تهنئة الكفار تجعل المسلم يخرج خارج عباءة الإسلام، وهذا ما تم ذكره في كتاب أحكام أهل الذمة، للعالم ابن القيم.
  • بوجه عام من الأفضل أن يهنئ المسلم غيره من المسلمين بالدعاء لهم بالأشياء الحسنة، والمباركة، لتقوية الترابط بين بعضهم البعض في الإسلام.

حكم دعاء السنة الجديدة

  • الدعاء للمسلمين متاح في أي وقت من أوقات السنة، ويجوز ذلك، سواء كان ذلك في السنة الميلادية أو الهجرية.
  • هناك بعض الكتب خصصت دعاء لآخر السنة، يتم ذكره بعد الوضوء وصلاة ركعتين، ثم قول الدعاء التالي.
  • بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، اللهم ما عملت في هذه السنة مما نهيتني عنه، فلم أتب منه ولم ترضه ونسيته ولم تنسه وحلمتٌ على بعد قدرتك على عقوبتي ودعوتني إلى التوبة بعد جرأتي على معصيتك فإني أستغفرك فاغفر لي بفضلك وما عملت فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثواب فأسالك اللهم يا كريم يا ذا الجلال والإكرام أن تتقبله مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
  • هذا الدعاء يعد من البدع أيضاً، ومن الأفضل ابتعاد الشخص عنها، ورغم ذكر ذلك الدعاء في بعض الكتب الدينية، إلا أنه لا يوجد له أساس ديني، لذلك يفضل تركه، لأن البدع تعد من الضلالة.
  • رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ أتتْكم الساعةُ بغتةً، بُعِثتُ أنا والساعةُ هكذا، صبحَتْكم الساعةُ ومستْكم، أنا أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه، من ترك مالًا فلأهلِه، ومن ترك دَيْنًا أو ضَياعًا فإليَّ وعليَّ، وأنا وليُّ المؤمنين.

اقرأ هذا الموضوع: هل يجوز قول رمضان كريم وما رد دار الإفتاء والشيخ ابن عثيمين

إلى هنا نكون أوضحنا أن حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد وأن ذلك لا يجوز دينياً، ولا يجب فعله، حتى التهنئة بقدوم السنة الهجرية جديدة من الأفضل تركها، لكن إذا قام المسلم بالرد على تلك التهنئة أو المبادرة بها لا يحاسب، مثل التهنئة بالعام الميلادي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.