حكم كتمان الريح أثناء الصلاة
حكم كتمان الريح أثناء الصلاة فيه شقان، الأول فيهما هو الرأي القاطع والأحوط، بينما الثاني هو ما يندرج ضمن الجواز حسب حالات معينة، وذلك حسب قول فقهاء الدين والشرع، والذي سوف نتناوله فيما يلي عبر موقع زيادة بالتفصيل لكي نفهم حكم كتمان الريح أثناء الصلاة بالتفصيل.
حكم كتمان الريح أثناء الصلاة
الصلاة من العبادات التي تحتاج إلى التطهر والوضوء بالشكل الجيد حتى تتقبل، حيث يُكره أن يكون العبد غير طهور أثناء الصلاة، أو أن يكون غير خاشع ومنتبه في الصلاة، ومن هنا يمكننا التطرق إلى الحديث عن شيء شائع بين الناس ألا وهو كتم الريح.
ففي بعض الأحيان ونظرًا لظروف الحياة يحتاج الشخص إلى أن يؤدي الفرض وهو خارج منزله، فيضطر إلى كتم الريح أثناء الصلاة، أو أن يكون غير قادر على أن يتوضأ مرة أخرى، فيضطر أن يكتمها.
من هنا يمكننا توضيح حكم كتمان الريح أثناء الصلاة فقد أوضحه الفقهاء في هذا الصدد، أنه يكره أن يكون العبد مشغولًا في صلاته بأية من الأمور الدنيوية، فإن ظل منشغلًا في الصلاة باندفاع الريح إمساكه لها، فبذلك يكون مكروه ولا يجوز، فيجب أن يتوضأ العبد ومن ثم يعيد الصلاة.
بينما في حالة كان العبد يصلي ولا يشعر بأن كتمه للريح فيه ثقل على نفسه أو مدافعة، ففي تلك الحالة الصلاة جائزة، وإن كان ذلك التمسك بالريح ناتج عن ضيق وقت الصلاة، فيمكنه أن يؤديها مقدمة ولكن الأحوط أن يتم التخلص منها فهي من الأمور المنهي عنها في الشرع.
اقرأ أيضًا: ما حكم مسك الريح في الصلاة
حكم كتم الريح في السنة النبوية
من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن حكم كتمان الريح أثناء الصلاة، التوضيح أن ذلك الحكم قد تم ذكره في السنة النبوية والأحاديث المنقولة عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ
فقد أوضح لنا النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن ذلك الأمر مكروه ويجب أن يقضي العبد حاجته أولًا ومن ثم يبدأ في صلاته، ففي ذلك عدم خشوع أو حضور للعقل والقلب في الصلاة لانشغاله بكتم الريح أو البول.
عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ لا صَلَاةَ بحَضْرَةِ الطَّعَامِ، ولَا هو يُدَافِعُهُ الأخْبَثَانِ.” [حديث صحيح مسلم].
اقرأ أيضًا: حكم خروج الريح بدون صوت
الشك في خروج ريح أثناء الصلاة
من الأمور الهام ذكرها بالحديث عن حكم كتمان الريح أثناء الصلاة، هي حكم إكمال الصلاة في حالة الشك بأن الريح قد انطلق، وفي ذلك قد جاء في السنة النبوية الشريفة ما يعيننا على فهمه، حيث إن السنة بها من التعاليم ما يتمسك بها العبد ولا يصيبه شيء في دينه.
فعن عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلُ الذي يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: لا يَنْفَتِلْ – أوْ لا يَنْصَرِفْ – حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا.” [حديث صحيح البخاري].
أوضح الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحديث الشريف أن الشك في الصلاة بخروج الريح لا يجعلها باطلة، فقط عليك التأكد إن كان خرج أم لا، وذلك من خلال شم رائحة أو سماع صوت، ففي تلك الحالة يتم إيقاف الصلاة وإعادة الوضوء.
تصح الصلاة في حالة كتمان الريح، ولكنها من الأمور التي نهى عنها رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولذلك فمن الهام أن يتم التخلص منها وإعادة الوضوء للصلاة في خشوع وسكينة.