حكم الزوجة التي تهمل زوجها
حكم الزوجة التي تهمل زوجها في دين الإسلام الحنيف، يعتمد بشكل كبير على تفاصيل كل حالة لأن فكرة الحكم بشكل عام من الممكن أن تكون ظالمة، لأن الإهمال المتعمد بالطبع لا يُقارن مع الإهمال الناتج عن العجز الصحي، أو الضغوطات الحياتية، لكن من خلال تتبع السنة النبوية الشريفة، وفتاوى من كبار المشايخ والعلماء سنتعرف على الخطوط الرفيعة التي تفصل بين الإهمال المتعمد الذي لا يُغفر والإهمال الغير مقصود، وكيف نتعامل في كلتا الحالتين. وإليكم في موقع زيادة كل التفاصيل حول حكم الزوجة التي تهمل زوجها.
حكم الزوجة التي تهمل زوجها
بادئ ذي بدء يجب معرفة أن حق الزوج على زوجته من أعظم الحقوق وأن الزوجة لا تستطيع إتمام حق الله تعالى عليه دون إتمام حق زوجها عليها أولاً، بل يصل تعظيم الله لحقوق الزوج على زوجته ليتعدى في أهميته حق الزوجة على زوجها والشاهد على ذلك قول الله تعالى في سورة البقرة: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيز ٌحَكُيمٌ)
حيث قال الجصاص مُفسراً هذه الآية: أن الله تعالى قد أخبرنا من خلال هذه الآية أن لكل واحدِ من الزوجين على شريكه حقاً، وأن الزوج مُختصاً بحق له على الزوجة وليس للزوجة مثل هذا الحق على الزوج.
قال ابن العربي أن هذا النص يدل على أنه مُفضل عليها ومُقدم في حقوق النكاح فوقها.
فبالنظر إلى الآية السابق ذكرها وتدبر التفسيرات التي تدور حولها نعرف أن للرجل حقوقاً يجب أن تُؤدى من قبل الزوجة، وبالطبع تأثم إن لم تفعلها لكن ماهي هذه الحقوق.
ما ورد في الإسلام عن حكم الزوجة التي تهمل زوجها
- بدأ الإسلام بالموعظة الحسنة.
- ثم النصيحة من الزوج بأن ما تفعله يُعد مُخالفاً لأوامر الله عز وجل.
- تذكرة الزوجة بحقوق زوجها عليها، وتذكيرها بعذاب الله إن أصرت على مخالفة ما أمر الله به.
- الخطوة التالية هي أن يهجرها في المضجع، حيث قال الله سبحانه وتعالي في هذا الأمر: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).
الحقوق الشرعية للزوج
الشريعة الإسلامية من اتبعها خير الاتباع لن يقع حائراً في أمرِ له أبداً، فالزوج مرهون بحقوق وواجبات معروفة وواضحة في الشريعة الإسلامية، حتى يتمكن كلا الطرفين من ضمان حقه ومعرفة واجبه الذي يأثم إذ لم يفعله، وفيما يلي نذكر أهم حقوق الزوج على زوجته:
- طاعته في كل ما يخص أمور البيت وشئون حياتهم بصفة عامة لكن فيما يتفق مع أوامر الله سبحانه وتعالى والشريعة الإسلامية بالطبع بمعنى آخر فيما يُرضي الله ولا يغضبه فكما نعلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ونذكر لكم أمثلة على الأمور التي يجب طاعة الزوج فيها فيما يلي:
- تلبية طلبه إذا دعاها إلى الجماع بمعنى آخر تمكين الزوج من الاستمتاع بحقه الشرعي، طالما لم يكن يوجد عذر مرضي، أو شرعي مثل أيام الحيض، وصيام الفرائض، وإذا خالفت المرأة ذلك تأثم وذلك بالاستناد إلى ما ورد في الحديث الشريف.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. “رواه البخاري ومسلم”.
- طاعته في السفر معه والتّرحالُ طالما كان ذلك في فترة ما بعد العقد عليها بالطبع.
- عدم الخروج من البيت، ولزومه طالما لم يأذن لها بالخروج.
- استئذانه قبل صوم النوافل بكل أشكالها والاتفاق مُسبقاً عليها، وذلك حتى لا يتأذّى الزوج لحاجته.
- حفظ الزوج في ماله وعرضه الذي تمثله الزوجة، وهذا الأمر يرجع إلى مدي حسن الدين والخلق اللذين تتمتع بهما الزوجة، وهنالك وصف جميل لهذا الأمر من الله عز وجل في كتابه العزيز حيث يقول (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ).
- حق الزوج في خدمته من قبل الزوجة بما لا يصعُب عليها ولقد أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى هذا الأمر حين قال وتجب عليها خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة بالطبع.
- حق الزوج في قنوت زوجته وهذا يعني أن تحبس نفسها عن غيره بشكل مطلق، بحيث لا يُشغِل قلبها، وفكرها، وعقلُها، ووقتها أي شخص غيره، وأن تبذل قصارى جهدها في كسب رضاه بجميع الوسائل التي أحلّها الله بل وأوجبها.
- أن يكون زوجها أهمُّ ما تشتغل به ومن أهم أولوياتها، ويأتي بعدهُ أهلها، وعملها أو أياً كان من الأمور التي تهتم بها وبذلك تصبح قانتةٌ صالحة.
- من حق الزوج أيضاً على زوجته أن تتزين له وتظهر له من نفسها أحسن صورة، ويصبح الأمر واجباً بدون مناقشة إذا طلب الزوج من زوجته أن تتزين له فحينها يُصبح الأمر واجباً عليها.
- ولأن للزوج على الزوجة حق الطاعة في أي شيء يكن غير معصية الله، ولأنه إذا طلب منها أن تتزين كانت له حاجة وغاية من ذلك، فمثلاً من الممكن أن يكون رأى غيرها من المتبرجات فأراد أن يرى زوجته في كامل زينتها ليعف نفسه.
- لذا وفي هذه الحالة يجب عليها أن تُعينه خاصة في عصرنا هذا الذي كثُرت فيه الفتن وأصبحت تُحيط بالإنسان من كل مكان، وأصبح من غير المعتاد أن يتحكم المرء في شهواته.
- وأكّد على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيرُ نسائِكم من إذا نظر إليها زوجُها سرَّتْه وإذا أمرَها أطاعتْهُ وإذا غاب عنها حفظَتْهُ في نفسِها ومالِه).
- من الجدير بالذكر أن التزين للطرف الآخر واجباً على الطرفين وذلك بالاستناد إلى الآية السابق ذكرها (ولهُنّ مثلُ الذي عليهنّ بالمعروف).
- المعاشرة بالمعروف حقُ وواجبُ على كلا الطرفين الزوج والزوجة، ومن صور المعاشرة الحسنة، والمعروف أن يتزين كل طرف للآخر.
- فكما يحب الزوج أن تتزين زوجته له وأن يراها في صورة سارة فكذلك الحال بالنسبة للزوجة التي تُحب أن يتزين زوجها لها.
حكم الزوجة التي تهمل بيتها
- إن الإهمال له صور متعددة وإهمال البيت والمهام المنزلية هو إحدى هذه الصور التي أصبحت واجباً على المرأة بمرور الزمان وبطبيعة الحال.
- على الرُغم من أنه بالرجوع إلى الشريعة الإسلامية سنكتشف أن أغلب المهام المنزلية ليست فرضاً شرعياً على المرأة إنما هي عادة اكتُسبت مع مرور الزمن وأكدت على ثوابها وفضلها السنة النبوية الشريف.
- ونستدل على ذلك ممّا ذهب إليه جمهور (الشافعية والحنابلة وبعض المالكية) حيث ذهبوا إلى أن خدمة الزوج ليست واجبة على الزوجة لكن يُفضل فعل ما جرت عليه العادة.
- بينما ذهب الأحناف إلى أن حكم خدمة الزوج واجب لكن من منظور ديانةً لا قضاءً، والدليل على ذلك تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم للأعمال بين سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة رضي الله عنها.
- حيث جعل الأعمال الداخلية من نصيب السيدة فاطمة، والأعمال الخارجية من نصيب سيدنا على رضي الله عنهما.
- لذا لا يجوز للزوجة (بالنسبة إلى الحنفية) أن تأخذ من زوجها أي أجر مادي من أجل خدمتها له.
- ففي جميع الأحوال لا يوجد شيء ينفي أن خدمة الزوجة لزوجها ورعايته هو وأطفالهما بشكل كامل من الصور المُحببة لطاعة الزوج، ولعبادة الله عز وجل، لذا يجب أن نأخذ هذا في الحسبان.