حكم دعاء غير الله بالدليل من القرآن الكريم
حكم دعاء غير الله عن عدم علم بما يحمله التوحيد من حقائق للأشخاص التابعين لدين الإسلام جاء في إطار الكفر، وعدم الاعتراف بوجود الله سبحانه وتعالى، ومن خلال ما سنتطرق إليه اليوم في مقالنا اليوم عبر موقع زيادة الإلكتروني سوف نتعرف على ذلك الحكم بشكل أكثر وضوح.
واقرأ أيضا في هذا الموضوع للتعرف على: دعاء بين السجدتين وحكم دعاء السجدتين وأدعية الصلاة وأفضل ما يقال في الصلاة
حكم دعاء غير الله في قولين
جاء حكم دعاء غير الله للمسلمين الجاهلين بعلم التوحيد والألوهية في إطار كفرهم بالله ورسوله، حيث أن الأشخاص الداعيين غير الله سبحانه وتعالى ممن ماتوا وفارقوا حياتنا، ويقوموا بالاستغاثة بهم أيضًا يعدوا بمثابة كفار ويعملون بأعمال الكفر، وقد اختلف علمائنا الأجلاء في ذلك الأمر، هل يتم الكفر للشخص في نفسه ويكون شخص كافر، أو يجب العلم بذلك الأمر، في قولين مختلفين كما يلي:
القول الأول
- أكد العلماء أنه من الضروري علم الشخص لربما يكون قد اختلط عليه الأمر بسبب ما يوفره علماء الباطل من معلومات خاطئة أو من يدعون الباطل ويوجهون إليه، فلابد أن يتم لفت نظره وتنبيهه للأمر الذي يقوم به قبل أن يصنف كافرًا ويقوم بأعمال الكفر التي من ضمنها دعاء غير الله، وهذا ما أقره مجموعة كبيرة من أهل العلم وفقهاء الإسلام.
القول الثاني
- كما قرر بعض العلماء أن أمر الألوهية والتوحيد من الأمور الواضحة المسلم بها لدى كافة المسلمين الموحدين بالله، وأنه ليس هناك بد من توضيح الأمر وبيانه لهم، فقد تم التوجيه مرارًا وتكرارًا لمثل تلك الأمور من قبل، فلا يمكن أن يرهن كفره بتوضيح الأمر حيث أنه بهذا العمل يعد كافرًا متعمدًا.
- ولكن من الواجب أن يستتاب قبل القتل من قبل دولته التي تحاسب من لديها من كفار بالقتل، حيث من المحرم شرعًا أن يتم قتله دون توبة وذلك بقول ارجع إلى الله وتب إليه واترك الشرك به، فإن امتثل لهذا فحمدًا لله رب العالمين، وإن لم يتم ذلك وأصر على شركة بالله يعاقب بالقتل فورًا.
- ومن الجدير بالذكر أن إطلاق لقب كافر على من يقوم بالدعاء بغير الله أمر جلل وعظيم، لكن من الأفضل أن يتم ارشاده وتوجيهه لأمور الصواب لعله يرجع إلى الله ويتوب عما اقترفه من ذنب إن كان ذلك أمر يسير على من حوله، ولكن مادام حي على وجه الأرض ويحيا في الدنيا فهو في حكم الكافر بدين الله، و يعمل عمل الكفار، فمن مات وهو كافر لا يصلي ولا يغسل ولا يرث إرثه المسلمين.
ومن خلال هذا الموضوع يمكنكم الاطلاع على: دعاء بعدم الظلم مستجاب وما هو حكم دعاء المظلوم على الظالم
حكم دعاء غير الله شرك أكبر أم أصغر
لقد ورد في السؤال أن أحدى السيدات تدعو الله مقارنة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبعض من أولياء الله الصالحين، وهذا يغضب ابنها جدًا ولكنه لا يستطيع توصيل أمر الحرمانية لهذا الأمر إليها نظرًا لضعف حاسة السمع لديها، فماذا يفعل، وكان الرد عليه كما يلي:
- يتم إعلامها بحرمانية هذا وخطورته عليها من خلال رفع الصوت لتوصيل المعلومة وليس الغرض منه إهانتها أو تجريحها، حيث أن النص القرآني جاء صريح في هذا الشأن حيث قال تعالى وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23]، والمقصود به هنا الإهانة والإيذاء.
- أما إن كان علو الصوت من أجل تفهيمها نظرًا لضعف سمعها، فلا حرج في ذلك أبدًا، بل هو أمر واجب ولابد من اتباعه، فمن الضروري توصيل المعلومة لها بأي طريقة إن كانت.
- أمر الاستغاثة بالنبي أو أولياء الله الصالحين أمر مكروه تمامًا في ديننا الحنيف، فقد تم تصنيف هذا الأمر أنه شرك بالله أكبر، فلا يجوز أبدًا دعوة النبي مع الله.
- النصرة وشفاء المريض والمعافاة ليست أبدًا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من خصائص الله سبحانه وتعالى، حيث لا يمكن طلب ذلك ممن مات وفارق الحياة إن كان النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام أو غيره من بيت أهل النبي.
آيات دعاء غير الله
هناك بعض الآيات الكريمة التي وردت في القرآن الكريم والتي تقوم بالنهي عن الاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى، كما امرتنا أيضًا بالإخلاص الديني في العبادة والدعاء والتوسل إلى الله عز وجل، حيث قال الله تعالى في محكم آياته ما يلي:
- (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ) [الزمر 3]، ما يوضح ضرورة الإخلاص في العبادة والدعاء.
- وقال تعالى جل شأنه: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [غافر14].
- (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت 65]، حيث وصف الله سبحانه في تلك الآية الأشخاص الذين لم يخلصوا في دعائهم لله سبحانه وتعالى بأنهم مشركون.
- (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) [الأحقاف 5]، كما قال أيضًا (يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد) {الحج13}، حيث أن هذا القول يوضح أن حكم دعاء غير الله في مرتبة الضلال.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: دعاء نية الصيام شهر رمضان وحكم التلفظ بالنية وكيفية تجديد نية الصيام في شهر رمضان
آيات قرآنية تحرم الاستغاثة بغير الله
حظى القرآن الكريم بعدد كبير من الآيات القرآنية التي توضح تحريم الاستغاثة بغير الله في أمور الدنيا، ومن أشهر تلك الآيات ما يلي:
- (وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) [البقرة 23]، حيث قال فيها ابن قتيبة أن الله تعالى قال فيما معنى الآية القرآنية أن دعوة غير الله للمعاونة على عمل شئ مثلما يفعله الله، إنما هو نوع من الاستغاثة بغير الله وهو من المحرمات، وهو من دعاء أهل الجاهلية.
- وقال تعالى (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، وهو نص قرآني صريح يؤكد على أن حكم دعاء غير الله كفر يتنافى مع تعاليم الإسلام.
- وقال أيضًا (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ 73 مِن دُونِ اللَّهِ قالوا ضلوا عنا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِين) [غافر73]. الآية الأولى: (أين ما كنتم تدعون من دون الله)، والثانية أين ما كنتم تشركون.
- (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) [الأنعام 40]، تلك الآيات دلالة على أن حكم دعاء غير الله في حكم الشرك بالله تعالى.
- (وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ) [النحل 86]، فقد كان المشركين يدعون من البشر أمثالهم.
- (فَلا تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون) [البقرة 22]، فقد سئل رسولنا الكريم عن الذنب الأكبر عند الله، قال، أن تجعل لله أندادًا وهم خالقك، ومعناه أن تقوم بجعل نظير لله عز وجل في تضرعك إليه وتوسلك له.
اقرأ أيضا من هنا: اللهم سخر لي الارض ومن عليها حكم العلماء الأئمة في هذا الدعاء
خلاصة الموضوع في 4 نقاط
- حكم الدعاء بغير الذات الإلهية أمر محرم شرعًا.
- الاستغاثة بأشخاص غير الله سبحانه وتعالى يعد كفر بين.
- التوبة وإخطار الداعي بغير الله أمر ضروري لربما يتوب ويرجع إلى الله تعالى.
- اقتران أي شخص بالذات الإلهية يعد من عمل الكفار والمشركين.