بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب

نتناول معكم بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب اليوم، فالطب البديل الذي لا يدخله العقاقير الدوائية من السبل المتبعة لكثير من الأشخاص، فالأعشاب الطبيعية المختلفة لها العديد من الفوائد التي لا مثيل لها، لذلك نتناول الحديث عنها بالتفصيل بموقع زيادة.

بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب

النباتات هي الغذاء الأساسي لمختلف أنواع الكائنات الحية، فهي لا مثيل لها وهي ما تواجدت في الأرض حتى تكون إفادة للخلق ولا غنى عنها، فحتى إذا لم يتناولها الإنسان بصورتها الأصلية فإن شركات الأدوية تستخلص منها الكثير من المواد الفعالة.

ومن رحمة الله علينا أنه جعل الناس تكتشف هذه الفوائد منذ قديم الزمان ومع العلم والدراسة أخذوا في تطوير الأمر، فالعلاج به وجدناه على جدران المعابد القديمة والبرديات الموجودة في القبور الأثرية.

ونتطرق أكثر في السطور التالية لنتعرف على مفهوم الطب النبوي، فهو في تعريفه الأصلي الوصفات وكل الطرق والنصائح التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام وتداوى بها الصحابة من بعده ليكونوا في صحة جيدة.

وهذه الوصفات من الممكن أن تكون إشارة إلى طعام ما أو شراب أو حتى رقية، والطب النبوي لم نتعرف عليه إلا من خلال كتب الأحاديث الصحيحة التي خصصت أبواب معينة لتتناول هذا الأمر.

ومن المعروف أن الطب مهم في الإسلام لأنه يساهم في بقاء الإنسان على قيد الحياة ليكون قادرًا على العمل والعبادة لله عز وجل والنبي لم يترك شيء في الدنيا إلا وقد حدثنا عنه مهما كان في نظر البعض بسيط، والتعاليم لم تقتصر على التعامل مع الله فقط بل أيضًا كيفية مراعاة النفس.

ونشير إلى أن الطب النبوي لم يعالج الجسد فقط بل كان يعمل على إصلاح النفس البشرية وصحته النفسية حتى يقدر على التعامل مع البيئة المحيطة به في سلام وهناك الكثير من الأحكام والأحاديث التي تنص على وجوب محافظة الإنسان على صحته، ومع مرور الزمن ومع الخوف من التفاعلات التي تحدث في الجسد بسبب الأدوية المصنعة وآثارها أخذ الناس في الرجوع إلى الطب النبوي.

اقرأ أيضًا: بحث عن العلم والعمل

جهود علماء المسلمين في الطب النبوي 

من خلال كلامنا عن بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب نذكر أن أول من تطرق إلى الكتابة عن الطب النبوي هو الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم، وكان يحمل اسم (الرسالة الذهبية في الطب النبوي) وصنع بواسطته رسالة عمل على نشرها والتدقيق فيها الدكتور الجليل محمد علي البار.

وكانت كتابة الإمام لهذا نتيجة استجابته لأمر الخليفة المأمون ولم تنشر إلى بعد وفاته بفترة زمنية طويلة فهي ظهرت للنور في عام 1992م، وهي تم ذكر حديث واحد فقط لذلك لا تصنف من ضمن الكتب الجامعة لعلم الطب النبوي.

ومن ثم أخذت الكتابات تتوالى من العديد من العلماء الماهرين والأطباء بعد الإمام علي الرضا ليظهر بعدها رسالات شهيرة منها ما يلي:

1- المنهج السوي والمنهل الروي

يعد من الكتب الأولى التي تحدثت عن الطب النبوي وكان الكتاب عبارة عن ثلاثة أجزاء، الجزء الأول كان يتحدث عن أهمية الطب النبوي وذكر ما توصل إليه علماء المسلمين الآخرين في الموضوع وأهمية العلاج به.

أما الجزء الثاني فتطرق فيه إلى كافة المفردات الطبية التي وردت في هذه الفترة ومعانيها الصحيحة، وختم كتابه في الجزء الثالث ليذكر أسماء الأدوية ولم يترك الأمراض وأحاديث وردت عن النبي.

2-  الطب النبوي لأبي نعيم الأصفهاني

في بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب ننوه أن هذا الكتاب يحمل حديث متوسع عن علم الطب وفضله ووصى بتعاليمه كما تناول بعض القضايا الفقهية مثل مداوة النساء لرجال من غير محارمها والعكس، وتطرق إلى ذكر الأحاديث النبوية في العلاج، وفصَل الكثير من الأمراض وأدويتها.

3- الطب النبوي لابن القيم

 ابن القيم حرص على أن يكون لهذا الكتاب فصولًا متعددة في كل فصل منهم قام بذكر العديد من الأحاديث التي تكلم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بها في كل الأمراض، فتناول في كتابه مرض الطاعون والحمى واستطلاق البطن كما عرض لنا فضل الحجامة وباقي العلاجات الأخرى.

اقرأ أيضًا: طريقة عمل البحث العلمي

 أسماء كتب متنوعة في علم الطب النبوي 

في إطار حديثنا عن بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب، نشير إلى أن العصر الذهبي لنهضة العلماء المسلمين كان في العهد السابق للخليفة هارون الرشيد وكذلك ابنه المأمون.

ففي هذه الفترة أبدع العلماء المتخصصون في الطب وتركوا للأجيال التي تليهم إرث لا مثيل له ألا وهو الكتب التي تحدثت عن الطب بكل التفاصيل التي تفوق بعضها تطور عصرنا.

والكتب التي تناولت الطب النبوي على وجه الخصوص لا حصر لها لكن نذكر لكم أشهرها إذا كان هناك رغبة في القراءة أو الدراسة لأنها مفيدة للغاية، وهي كما يلي:

  • كتاب الطب النبوي للذهبي.
  • موسوعة القانون في الطب لابن سينا.
  • كتاب الحاوي للرازي.
  • كتاب البخاري ومسلم.
  • الطب النبوي للعالم عبد الملك الأندلسي.
  • كتاب الشفاء لأحمد يوسف التفاشي.
  • الأحكام النبوية في الصناعة الطبية وهو لعلاء الدين طرخان الكحال.
  • كتاب الطب النبوي وهو لأبي بكر الدينوري.

الطب النبوي العلاجي

 لا يمكننا الحديث عن بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب دون التطرق إلى شرح الطب النبوي العلاجي وذكر الرسول في أحاديثه هذا حيث جاء الإسلام حتى يطمئن العبد ويتناول كافة الجوانب التي تجعله أفضل مما كان عليه حتى في الصحة.

ولقد أشار لنا النبي أن كل الأشخاص التي يصبها داء معين في جسدها يكون له علاج، فعن جابر ابن عبد الله روى أن الرسول قال:

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ بَرَأَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ” [صحيح].

وهنا إشارة واضحة إلى أن الشفاء بيد الله فلو عانى العبد من مرض لا يسر فعليه أن يثق في الخالق ويتوجه إلى العلاج بالرقية، وكذلك الحجامة والأدوية الأخرى التي لا يدخل بها مكونات محرمة.

والرسول نهى عن إهمال الإنسان لنفسه في المرض وعدم التواكل على الغير في انتظار أحد حتى تتم المعالجة بل يجب أن يبحث الفرد عن علاجه الصحيح فور علمه بالمرض مباشرةً.

كما أن الصدقة من الطرق الهامة التي تساهم في العلاج وهي لا تنقص المال بل تبارك فيه وتبارك في الرزق والصحة، وأوصى الرسول بالكمادات في العلاج مثل علاج الحمى فعن عائشة أم المؤمنين قال:

كنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بمَكَّةَ، فأخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقالَ: أبْرِدْهَا عَنْكَ بمَاءِ زَمْزَمَ؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فأبْرِدُوهَا بالمَاءِ. أوْ قالَ: بمَاءِ زَمْزَمَ. شَكَّ هَمَّامٌ” [صحيح]. 

وهذا تأكيد على نجاح طريقة العلاج بالكمادات التي يخبر بها الأطباء المرضى التي تعاني من ارتفاع درجة حرارة الجسم ويعقبها العديد من المضاعفات الخطيرة.

الطب النبوي الروحي

بعد كلامنا عن أجزاء هامة من بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب ننوه في هذه الفقرة الإسلام لم يهتم بصحة الجسد فقط بل أيضًا الروح والنفس البشرية التي تعاني من اختبارات دنيوية لا تنتهي.

فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:

{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة الإسراء: 82]. كما قال: {يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ} [سورة يونس: 57].

ولقد أشار لنا الرسول إلى أن الضيق الذي يصيب النفس علاجه قراءة القرآن وترتيله، فالآيات القرآنية فيها تحصين للنفس من المصائب التي توجد في الدنيا من الحسد والحقد ووسوسة الشياطين التي لا تبعث في الروح والفكر إلا السوء.

ومن أدوية الرسول لعلاج النفس هي النصائح التي قالها لنا بضرورة البعد عن الغضب والاقتناع بأن شيء لا يحدث إلا بأمر الله وكله خير.

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية عن العلم

التداوي بالأعشاب في الطب النبوي

ما زلنا في موضوعنا بحث عن الطب النبوي والتداوي بالأعشاب وتناول معكم كيفية التداوي بالأعشاب، وما ذكر منها في الكتب التي تتحدث عن هذا الأمر في السطور التالية:

1-  الحبة السوداء

  تعد واحدة من العلاجات الهامة الطبيعية التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام لنا وأمرنا بالحفاظ على المداومة عليها.

فعن خالد بن سعد ق قال لأبي مسعود البدري:

خَرَجْنَا ومعنَا غَالِبُ بنُ أبْجَرَ، فَمَرِضَ في الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ وهو مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابنُ أبِي عَتِيقٍ، فَقَالَ لَنَا: علَيْكُم بهذِه الحُبَيْبَةِ السَّوْدَاءِ، فَخُذُوا منها خَمْسًا أوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا في أنْفِهِ بقَطَرَاتِ زَيْتٍ، في هذا الجَانِبِ وفي هذا الجَانِبِ؛ فإنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي: أنَّهَا سَمِعَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إنَّ هذِه الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِن كُلِّ دَاءٍ، إلَّا مِنَ السَّامِ. قُلتُ: وما السَّامُ؟ قَالَ: المَوْتُ.” [صحيح].

وفي الحديث إشارة واضحة على قوة ومفعول الحبة السوداء أو ما يطلق عليها حبة البركة، فهي يمكن أن تدخل في علاج كل الأمراض لكنها لا تقدر على علاج الموت لأن هذا هو أجل الله العزيز.

2-  تأثير الكركم  

عرف الكركم في العلاج النبوي باسم الروس قديمًا وأخبر النبي الناس باستخدامه في علاج الأمراض فقد كانت تستخدمه السيدات في التخلص من الكلف الذي يوجد في جسدها بعد الولادة.

3-  عشب الشعير

هو واحد من العلاجات في الطب النبوي المستخدمة فهو الذي يأتي منه التلبينة بالعسل.

فروى عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين:

” أنها كانَتْ إذا ماتَ المَيِّتُ مِن أهْلِها، فاجْتَمع لِذلكَ النِّساءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إلَّا أهْلَها وخاصَّتَها، أمَرَتْ ببُرْمَةٍ مِن تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ، فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عليها، ثُمَّ قالَتْ: كُلْنَ مِنْها؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ ببَعْضِ الحُزْنِ” [صحيح].

والحديث يعني أنها تتسبب في راحة القلب، فهي كانت تحرص عند تجمع النساء من أهلها بعد وفاة الميت أن تقوم بطبخ التلبينة وهو طعام مضاف له الدقيق واللبن وهذا تطبيق عملي لما سمعته من رسول الله في فضلها في العلاج فهو يقوي المعدة ويرطبها.

كما أن في الحديث إشارة إلى أن أهل الميت لا يجب عليهم أن يستسلموا للحزن بقدر المستطاع وأن يأخذوا بالهم على صحتهم لأنها لها عليهم حق، وهو توضيح أن تجمع الأهل في الحزن يخفف من الهوم ويجعل العلاج أسرع والقدرة على الصبر أقوى.

اقرأ أيضًا: مقدمة بحث قصيرة حول المواضيع العلمية والأدبية

4- نبات الآراك

نبات الآراك هو السواك وهو من أهم العلاجات التي أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام به لعلاج المشكلات الخاصة بالفم وأمراض أخرى.

فعن أبي بكر وعلي بن أبي طالب قالوا إن الرسول قال:

لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ.” [صحيح].

ومن المعروف أن الصلاة تحتاج لطهارة وحسن الهيئة لأنها وقوف بين يدي الله العظيم ولولا أن الرسول يخشى أن يحمل المؤمنين فوق طاقتهم لكان أمرهم باستخدام السواك دائمًا وهذا يوضح أنه ذو قدرة كبيرة في تطهير الفم من السموم والترسبات الكريهة.

فعلى المدى البعيد يعاني الكثير من الناس من أمراض الفم بسبب البكتيريا المتراكمة ما يؤثر على باقي الجسد بانتقال الجراثيم إلى الخلايا والأجهزة والحل بسيط للغاية وغير مكلف بواسطة السواك.

الطب النبوي به العديد من الإرشادات التي توجهنا إلى الطرق السهلة للحفاظ على الصحة قبل تطور المرض والاضطرار للجوء إلى العقاقير المصنعة، والحفاظ على الصحة لا يكون في وقت معين أو مكان محدد بل هو في كل حين لأن الإنسان سيُسأل عليها أمام الله.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.