أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق

أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق التي يبحث عنها الكثير من الناس، فقد انتشرت ظاهرة الطلاق في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وقد عجز الكثير من الأزواج عن إنهاء حياتهم الزوجية بود واتفاق، وإنما دفعهم العناد دفعاً إلى اللجوء إلى محكمة الأسرة، لحل المنازعات بينهم، ومن بين الطرق التي تلجأ إليها الزوجة للحصول على الطلاق، هو رفع دعوى الطلاق للشقاق، فتابع أسباب رفضها فيما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: صيغة دعوى طلاق للضرر من الزوجة

أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق

أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق

لعلك ترغب يا عزيزي في معرفة أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق، والذي يعرف أيضا بالطلاق لاستحكام الخلاف بين الزوجين، فقد تلجأ إليه الكثير من النساء بسبب رغبتهن في التخلص من حياة زوجية يصعب التعايش معها، مع رفض الزوج تطليق زوجته وإعطاءها حقوقها كاملة، وعجز الزوجة عن إثبات وقوع الضرر عليها أمام المحكمة، وإليك أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق فتابع:

قد يقابل طلب الزوجة الطلاق لاستحكام الخلاف بالرفض، بسبب عدم طلبها للطلاق أثناء اعتراضها على دعوى الطاعة التي طالبها بها زوجها، حيث نص قانون الأحوال الشخصية المصري على الطلاق للشقاق أو الطلاق لاستحكام الخلاف في المادة 11 منه.

لذا يتوجب على الزوجة في حالة اللجوء إلى محكمة الأحوال الشخصية أن تستعين بمتخصص في القانون يخبرها بتلك الثغرات القانونية حتى لا يضيع حقها.

ومن الضروري طلب الزوجة للطلاق للشقاق مع الاعتراض على الطاعة، لأنها إن لم تطالب بحقها في الطلاق لاستحكام الخلاف كان هذا من أهم أسباب رد المحكمة على طلبها بالرفض.

واحذري الخلط يا عزيزتي بين الطلاق للشقاق والطلاق للضرر الذي نصت عليه المادة رقم 6 من قانون الأحوال الشخصية، فالخلط بينهم أيضا وعدم قدرتك على التمييز بين كلا النوعين من أهم أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق، رغم أن الطلاق للشقاق يعتبر أيضا طلاقاً للضرر، ولكن له مادة خاصة من قانون الأحوال الشخصية تنص عليه.

اقرأ أيضًا: هل يقع الطلاق باللفظ دون النية 

ما هو الطلاق وما مشروعيته؟

سيطرت كلمة الطلاق على مجتمعنا في الفترة الأخيرة بشكل كبير، فاسمحوا لي أن نتعرف على مدلول هذه الكلمة المرعبة بشيء من التفصيل:

  • اتفق علماء اللغة على أن كلمة الطلاق تعني التحرر من القيود، وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة الطلاق.
  • أما الطلاق اصطلاحاً فيعني مصطلح الطلاق عند فقهاء المسلمين فك رباط وقيد النكاح، كله أو بعضه، ويتم حل بعض قيد النكاح في حال الطلاق الرجعي، ويتم حله كلياً في حالة الطلاق البائن.
  • واستدل علماء المسلمين على مشروعية الطلاق من القرآن الكريم بقوله تعالى:

“الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”.

  • واستدل علماء المسلمين أيضًا على مشروعية الطلاق من السنة النبوية الشريفة حيث ورد عن رسول الله الكريم صلى الله عليه بعض الأحاديث التي تؤكد مشروعية الطلاق ومن بينها:

قوله صلى الله عليه وسلم: إن أبغضُ الحلالِ إلى اللَّهِ الطلاقُ”

  • وقد اتفق الكثير من علماء المسلمين أن الأصل في الطلاق هو المنع أو الحذر، ولا يتم الطلاق إلا عند الضرورة فقط، وأن تطليق النساء في حالة صلاحهن واستقامتهن من الأمور المكروهة ومن بين هؤلاء العلماء ابن تيمية والإمام السرخسي.
  • والدليل على كراهية طلاق الزوجة الصالحة المستقيمة المطيعة لزوجها قول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز:

“فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)” سورة النساء.

  • وهنا يأمر الله تعالى بعدم تطليق الزوجة المطيعة المستقيمة لكراهة الطلاق.

متى تلجأ الزوجة إلى طلب الطلاق للشقاق؟

تلجأ الزوجة عادة لرفع دعوى طلب الطلاق للشقاق، في حالة وجود بعض الخلافات مع زوجها والتي يصعب معها استمرار الحياة الزوجية لاستحكام الخلاف ووصول حياتهما الزوجية إلى طريق مسدود.

ومع عدم جدوى محاولات الأهل والمصلحين في التوفيق بينهما رغبة في الحفاظ على الكيان الأسري ومنع تشتت الأبناء، ومع عناد الزوج في هذه الحالة ورفض تطليق زوجته وإعطاءها حقوقها، و إصرار الزوجة على الطلاق والخلاص من حياة زوجية لا ترغب فيها.

تضطر الزوجة في هذه الحالة إلى اللجوء إلى محكمة الأحوال الشخصية ورفع دعوى طلاق للشقاق.

اقرأ أيضًا: الحالات التي لا يقع فيها الطلاق

ما المقصود بالشقاق واستحكام الخلاف؟

أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق

الشقاق المقصود في هذه الحالة هو وجود خلاف عميق بين الزوج وزوجته لدرجة استحالة الحياة الزوجية بينهما، وصعوبة التعايش مع هذه الخلافات، أي وجود نفور ونزاع مستمر بين الزوجين وليس مجرد مشكلة عابرة، ولكن يستغرق حكم المحكمة بوجوب الطلاق بين الزوجين لاستحكام الخلاف رحلة طويلة.

فلا يعني مجرد حصول الشقاق أن القاضي سيحكم فوراً بالطلاق، وإنما تسعى المحكمة أولا إلى محاولات عديدة للتوفيق بين الزوجين، وتنبيه الظالم ومنعه عن ظلمه، وفي حالة استمرار الخلاف واشتداده بين الزوجين يعين القاضي حكمان للإصلاح والتوفيق، وتحديد المتسبب في الخلافات الزوجية واستحالة العشرة بين الزوجين.

وغالبا ًيكون الحكمان من أهل الزوجين، ولكن لا مانع أن يكونا من غير أهلهما، وتقوم المحكمة بهذه الخطوة الهامة عملاً بقول الحق تبارك وتعالى:

“وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) “النساء”

وبعد ذلك يقرر الحكمان ما يرونه أصلح لمصلحة الأسرة والأبناء، فإما الصلح وإما الطلاق أو الخلع، ويتقرر ذلك تبعاً لنوع الإساءة التي أظهرها كل طرف للآخر.

فطلاق الشقاق هو حالة من حالات الطلاق القانونية التي تختص بها محكمة الأحوال الشخصية، وقد يكون هذا القانون أو هذا النوع من أنواع الطلاق الباب الوحيد للزوجة من الخلاص من حياة زوجية مهينة مع عدم وجود أدلة للضرر مع الحفاظ على حقوقها المالية من نفقة متعة ومؤخر وعدة.

وذلك وفقا لما نصت عليه المادة 11 مكرر ثانيا من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985، بعد أحكام المواد 6 و7 و8 و9 و10 التي توضح أنه:

“في حالة ادعاء الزوجة إضرار زوجها بها ضرراً لا تطيق معه استمرار العشرة، يجوز لها أن تطلب من قاضي الأحوال الشخصية التفريق بينهما، وحينها يطلقها القاضي طلقة بائنة إذا استطاعت إثبات الضرر الواقع عليها وعجزت المحكمة على الإصلاح بينهما، فإذا تم رفض الطلب وكررت الزوجة الشكوى بعث القاضي للحكمين”.

اقرأ أيضًا: هل يجوز طلب الطلاق لعدم الإشباع الجنسي

ماذا يحدث لو نجحت المحكمة في الصلح بين الزوجين؟

وإذا نجح الحكمان في الصلح بين الزوجين يقوم الحكمان بكتابة تقرير يوضح أسباب الخلافات بين الزوجين، والحلول الذي توصلا إليها وتعهد الزوجين بالالتزام بها، ويتم إيداع التقرير في ملف النزاع بعد أن يتم الإشهاد من طرفها على نجاح محاولات الإصلاح.

حقوق الزوجة المادية عند الحكم بالطلاق للشقاق

بعدما يحاول الحكمين الصلح والتوفيق بين الزوجين وتنتهي المحاولات بالفشل وتصر الزوجة على الطلاق، تحكم لها المحكمة بطلقة بائنة، ويتم تحديد حقوقها المادية بناء على التقرير الذي يقدمه الحكمين للقاضي عن المتسبب في استحكام الخلاف.

فقد تحكم للمحكمة للزوجة بحقوقها كاملة أو بجزء منها، وقد تحكم بعدم استحقاق الزوجة لأي من حقوقها وقد تلزمها بدفع تعويض مناسب للزوج إذا كانت المتسببة في الطلاق وقام الزوج برفع دعوى تعويض، وإليك هذه الحالات بشيء من التفصيل:

  • تلتزم المحكمة بإثبات دعوى وجوب حكم الطلاق عندما يثبت لها استحالة الإصلاح بين الزوجين، وتحكم بحقوق الزوجة وحقوق الأبناء أيضا إذا كان للزوجين المتنازعين أبناء.
  • في حالة تقرير الحكمان أن الزوجة هي المتسببة في الطلاق، يحكم بالتفريق بين الزوجين مع إسقاط حقوق الزوجة كاملة من نفقة متعة وعدة ومؤخر صداق وغيره من الحقوق، مع إلزام الزوجة بدفع تعويض مادي مناسب للزوج لا يزيد عن قيمة المهر.
  • أما في حالة تقرير الحكمان أن الزوج هو مصدر الإساءة والخلاف يحكم بالتفريق بين الزوجين بتطليق الزوجة طلقة بائنة ويلزم الزوج بإعطاء زوجته حقوقها كاملة من مؤخر صداق ونفقة عدة ومتعة وغيرها من الحقوق التي تحصل عليها الزوجة عند الطلاق.
  • أما في حالة تقرير الحكمان أن الطرفان مشتركان في الإساءة وهما الاثنان مصدر الخلاف يحكم بالتفريق بين الزوجين مع إعطاء الزوج لزوجته نصف حقوقها أو يتم تحديد النسبة التي تستحقها حسب نسبة تسبب الزوجة في النزاع والخلافات الزوجية، وربما يقرر الحكمان الطلاق دون بدل.
  • في حالة عجز الحكمان عن تحديد نسبة تسبب كلاً من الزوجين في الخلافات أو نسبة إساءة كلاً منهما للآخر يحكم بالتفريق بين الزوجين، ويقوما بتحديد تعويضاً مناسباً للزوجة لا يزيد على حقوق الزوجة عند الطلاق المعروفة، أو ربما قررا تطليق الزوج مع إسقاط حقوقها.
  • أما في حالة اختلاف الحكمين في تحديد المتسبب في الطلاق أو عدم قدرتهما على إتمام التقرير، وإنجاز المهمة المنشودة في الوقت التي حددته لهم المحكمة، تتولى المحكمة مهمة الحكم بما تراه مناسب.

اقرأ أيضًا: أسئلة القاضي عند الطلاق

ما هي الحقوق المادية التي لا تسقط في حالة تسبب الزوجة في الطلاق؟

أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق

هناك بعض الحقوق المتعلقة بالزوجة، والتي لا يمكن أن تسقط حتى في حالة تقرير الحكمان تسبب الزوجة بشكل كامل في الشقاق وإسقاط حقوقها، وتتمثل هذه الحقوق في الآتي:

  • يحق للزوجة أن تتمكن من شقة الزوجية أو تطالب بأجر مسكن، إذا كانت حاضنة أي رزقت من زوجها بأبناء لم يتعدى عمرهم خمسة عشرة عاماً، وهو السن الذي حدده القانون للحضانة، وتلزم المحكمة الزوج بمغادرة المسكن لأنه أصبح حق للمحضون وليس الحاضن.
  • يحق للزوجة أن تطالب زوجها عن طريق المحكمة بكافة منقولاتها الزوجية وتحكم المحكمة لها بقائمة المنقولات كاملة.
  • يحق للزوجة إذا كانت حاضنة أن تطالب زوجها بنفقة لصغارها أمام المحكمة على اعتبار أن هذا حق للمحضون وليس الحاضن كي يحرم منه أو يتنازل عنه.

اقرأ أيضًا: كم جلسة ويحكم القاضي بالطلاق

وفي الختام نكون قد تعرفنا سويا على أسباب رفض دعوى الطلاق للشقاق، وتعرفنا أيضًا على مفهوم الطلاق للشقاق ومتى تلجأ إليه الزوجة، كيف يتم والحقوق المادية المترتبة عليه في كل الحالات الواردة، كما تعرفنا أيضا على أنواع الحقوق المادية التي لا يمكن أن يعفى الزوج من الوفاء بها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.