أسباب الخوف من الموت
أسباب الخوف من الموت تصيب الإنسان نتيجة عوامل مختلفة، فنظرًا لما قد يمر به الإنسان خلال حياته من صعوبات وصدمات قد يصعب عليه تقبل الموت في بعض الحالات، والتي فيها يكون متعلقًا بالحياة لإتمامه غرض ما.
كما قد يرجع سبب الموت إلى مسببات أخرى، لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم أسباب الخوف من الموت، وما هي أعراض هذا الخوف، وما هي طرق علاجه؟ وهل يؤثر في المستقبل على نفسية المريض أم لا؟
أسباب الخوف من الموت
الموت هو أمر حقيقي، وأمر واقع في حياة الإنسان، فقال الله سبحانه في فاتحة سورة المُلك بالآية 2:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
فيؤمن كل مسلم بوجوده في هذه الحياة، مثل إيمانه بوجود الملائكة، واليوم الآخر، وقال العلماء إن الحياة هي الاختبار الذي يسعى فيه الإنسان إلى تحصيل الكم الأكبر من الحسنات، حتى إن حضر الموت وسحبت أوراق الامتحان.
استطاعت الحسنات التي اكتسبها في دنياه أن تنجيه من النار وتجعله من أهل الجنة، الخوف من الموت هو أمر بديهي وعادي، فيكون الخوف إما من عدم الاستعداد للقاء الله عز وجل، أو الخوف على ذريته من بعد وفاته.
لذلك أمر الله سبحانه وتعالى بالوصية في الآية رقم مائة وثمانين من سورة البقرة:
(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ).
أما عن أسباب الخوف من الموت فهي تنقسم إلى سببين هما:
1- سبب نفسي وعقائدي
السبب النفسي وراء الخوف من الموت يكون بسبب، شعور الإنسان بتقصيره في الأمور دينه، مثل الصلاة والصيام، والزكاة، وغيرها من الأسس العقائدية، فيكون في خشية من لقاء الله سبحانه وتعالى، فعدم الرجوع إليه سبحانه وتعالى في أمور الحياة، وعدم الامتثال لأوامره من الأسباب التي تجعل الموت غير مرغوب فيه من قبل الأشخاص خوفًا من الحساب.
السبب النفسي قد يوجد فيه النقيض، أي الخوف من الموت لشعوره بأنه لم يؤدٍ ما عليه في الدنيا من واجبات، على الرغم من أن هذا الرجل أو المرأة قد تكون ملتزمة في حياتها دينيًا، وهو ما يجعل الإنسان فريسة سهلة، وصيدٍ في المتناول بالنسبة للشيطان، فيعكف على أذنه موسوسًا بالأفكار السلبية التي لا تفارقه.
اقرأ أيضًا: أعراض الخوف من المرض وعلاجه
2- سبب طبي
يرجع إلى وسواس الموت “Thanatophobia“، في السطور القادمة سنعرض لكم وسواس الموت؟
فأثناء ذكرنا لأسباب الخوف من الموت عرضنا لكم سببين، أحدهما هو سبب نفسي، والسبب الآخر طبي مرتبط بسواس الموت أو فوبيا الموت أو رهاب الموت، كلها مسميات لذات المرض النفسي، وهو يتسبب في الانفعال أو الخوف من فكرة الموت، والإصابة ببعض نوبات الرهاب، وقد ذكر الأطباء أن هذا الخوف يرجع إلى أسباب عديدة منها، تعد أبرز أسباب وسواس الموت:
1- التعرض للصدمات النفسية القوية
فقد يتعرض المرء إلى فقدان أحد الأشخاص القريبين منه، وهو ما قد ينعكس عليه بأمرٍ من اثنين، إما الخوف الشديد من الموت، أو التفكير في الموت والانتحار خاصة إن كان مريضًا بدوره.
2- تناول بعض الأدوية والعقاقير
فتناول تلك الأدوية باستمرار دون انتظام له تأثير غير جيد على صحة الإنسان النفسية.
3- اضطرابات الغدة الدرقية
التي بدورها تؤثر على الحالة النفسية، والمزاجية للمصاب بهذا النوع من الرهاب.
4- إدمان الكحول
إدمان المشروبات الكحولية، وذلك لما ينتج عنها من هلاوس وفقدان للعقل بالكثير من الأوقات، بالإضافة إلى ما تسببة من مشاكل بالجسم، وتلف بخلايا الكبد والمعدة.
5- إدمان الكافيين
الإكثار من المشروبات التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين، والتي تؤثر بدورها على خلايا المخ.
6- إضطرابات في الدماغ
حدوث بعض الاضطرابات في أنشطة الدماغ، أو بمعنى أكثر دقة الإضرابات التي تؤثر على الكيمياء الجسم، فتجعل الدماغ في حالة نشاط باستمرار.
7- الخوف من المستقبل والتقدم في العمر
يزداد هذا الرهاب لدى كبار السن، أو أصحاب الأمراض المستعصية، أو الأمراض المزمنة.
8- عدم تقبل فكرة الموت
فقد يكون ناتجًا عن الجهل بالحياة بعد الموت، أو تعلق المرء بالدنيا الفانية.
اقرأ أيضًا: هل تبقى الروح بعد الموت في البيت
أنواع وسواس الموت
في السطور السابقة عرضنا لكم من أهم أسباب الخوف من الموت، هو الإصابة بوسواس الموت، وقد استفضنا بشرح أسباب وسواس الموت في السطور السابقة، لكن لم نذكر الأعراض، أو ما هو مرض وسواس الموت على وجه التحديد، وهذا ما سنوضحه لكم في سطور هذه الفقرة.
وسواس الموت كما ذكرنا في السابق أنه أحد الأمراض النفسية التي تتسبب في الخوف من فكرة الموت، وهذا هو التعريف البسيط لمرض وسواس الموت، أما الأطباء فقد قسموه إلى ثلاثة أنواع وهم:
1- وسواس الموت لصراع حول البقاء
هذا النوع يسميه الأطباء النفسيين باسم المفترس “Predator”، وسمي بهذا الاسم لأنه يلتهم عقل المريض محولاً إليه إلى فريسة سهلة تتغذى عليها الأفكار السلبية السوداء، سواء أكانت الخوف من الموت، أو أفكار تحث على الموت.
فهذا النوع الذي ذكرناه هو الذي يرتبط بصورة أكبر بالوسواس القهري، وطريقة التعامل مع هذا النوع من وسواس الموت يجب أن تكون باللين، والإيضاح للمريض بأن كل هذا من نسج خياله.
2- وسواس الموت مرتبط بماضٍ للمريض مستمر
ماضي الإنسان قد يطارده إن تسبب فيه بأي ذنبٍ عظيم أو هين، فيظل هذا الماضي في مخيلته، وإن أصيب بأي ضرر أو أذى، تذكر الذنب الذي ارتكبه في حياته.
3- وسواس الموت المرتبط بالبقاء والوجود
أما هذا النوع فهو أقل أنواع وسواس الموت خطورة على المريض، ففكرة الموت بالنسبة له هي العزلة والوحدة، والابتعاد عمن يحب، ولذلك يكره هذا النوع الموت أو ذكره في المجلس الذي يجلس فيه.
كما قد يؤدي هذا النوع على الرغم من كونه هين، إلى العديد من المشاكل إن لم تتم معالجته بالصورة الصحيحة، فقد تتطور الحالة الصحية معه إلى الخوف الغير مبرر ممن حوله.
أعراض وسواس الموت
بسبب الحالات العديد لمرض، فإن أعراضه تختلف، وإن كان التعدد في أسباب الموت، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أعراض وسواس الموت، وأبرزها:
- فقدان الشهية بسبب شعوره الدائم أنه ليس بحاجة إلى الغذاء، ظنًا منه أن هذا الغذاء فيه ما قد يتسبب في وفاته.
- ضربات القلب السريعة.
- الذعر فور سماع خبر موت أحدهم –حتى إن لم يكن من أقربائه-، أو الذعر والخوف لمجرد سماع لفظ الموت.
- الجفاف العام في الجسم، بسبب عدم تناوله إلى الطعام، أو شرب السوائل.
- الانطواء والشعور الدائم بالوحدة.
- قلة النوم، والأرق الشديد، بسبب الخوف من أن يموت في نومه، أو كي يكون مستعدًا للموت.
- التعرض لصعوبة في التنفس، والشعور بالغثيان والدوار.
- في الحالات المتأخرة من هذا المرض يصاب المريض بالاكتئاب.
اقرأ أيضًا: أين تذهب الروح بعد الموت
طريق التخلص من الخوف من الموت
في السطور السابقة عرضنا لكم أسباب الخوف من الموت، وأعراض وسواس الخوف من الموت، ولم نعرض لكم طرق العلاج، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم طرق التخلص من الخوف من الموت، والطرق هي:
- الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على ما فعل من الذنوب، كبيرها، وصغيرها.
- إن كان ملتزمًا، فعليه بالتعوذ من الشيطان الرجيم، أو قراءة دعاء رسول الله: “أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ” رواه ابن عباس، وأخرجه البخاري في صحيحه.
- قراءة القرآن، واستخدام الرقية الشرعية.
- كثرة ذكر الله، فذكر الله يطمئن القلوب (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد الآية 28.
- التحدث مع الشخص المصاب بهذه الوسواس.
- تذكيره بأن الموت هو الحقيقة الثابتة في حياتنا، وأن كل إنسان كتب الله عليه الموت أينما كان وإن في بروج محصنة.
الموت هو نهاية طريق يمشيه الإنسان، ويبلغ هذا الطريق لا محالة، فالدنيا هي الزاد، وعليه بأن يتزود خيرها.