أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق
أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق عديدة، فليس شرطًا بسبب مرورها بتجربة زوجية سابقة فاشلة أو سيئة أن يكون ذلك دلالة على انتهاء علاقتها بالزواج، فهناك دوافع كثيرة تكبح المخاوف وتشجع على تكرار التجربة وتضمن النجاح، فمن خلال موقع زيادة سوف نذكر لكم أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق.
أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق
الزواج هو الحياة المُفترض أن يتحقق فيها الاستقرار والعيش الآمن إلى جانب الدفء لا سيما إذا كان في كنف أسرة سعيدة تُطبق مبدأي الود والرحمة، ولكنه ليس طوال الوقت كذلك، فهو بمثابة التجربة القابلة للنجاح أو الفشل.
ففي كثير من الأحيان قد يتحول الزواج إلى الجحيم نتيجة لكثرة المشكلات والخلافات الجوهرية التي لا تُحتمل، فهنا يكون قرار التخلي عن تلك الحياة هو الحل، ويُقصد بالتخلي أي حدوث الطلاق.
على الرغم من أن الطلاق حلًا مثاليًا في تلك الحالة، إلا إنه يكون للمرأة المطلقة بمثابة الباب الذي فُتح أمامها للسير في طريق الحيرة والقلق والخوف فيما هو آت لا سيما نظرة المجتمع لها، وفي مصير أبنائها، فتضطر إلى الانسحاب من مسرح الحياة الزوجية تمامًا.
لكن ذلك القرار خاطئًا، فإن فكرة تعرضك للطلاق لا تعني إنهاء علاقتك بالزواج، دعي كل السلبيات التي تلاصقك وتلاحق ذهنك على جانب، وفكري فأنه لا بأس من تكرار التجربة مرة أخرى لا سيما إذا وجدتِ الشخص المناسب.
من المؤكد أن فكرة تعرضك للطلاق مرة أخرى فكرة خطيرة ومقلقة للغاية، لكن طالما قمتِ بوضع معايير للزواج مرة أخرى، وطالما أنت على دراية بما يلائمك أنتِ وابنائك فلا حاجة للقلق والتوجس خيفة من فشل تجربة الزواج مرة أخرى.
فالعديد من النساء يتخذن القرار ولا يشعرن بالندم، فهناك دوافع ومحفزات عديدة تجعلك تقبلين بعرض الزواج مجددًا، ففي السطور التالية سوف نذكر لكم أبرز أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق:
1- الوقوع في الحب دافع لزواج المرأة بعد الطلاق
إن أحد أهم أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق هو وقوعها في الحب، فبعض النساء المطلقات يعتقدن أنه مع انتهاء علاقتها بشريك حياتها السابق بأنه لا مجال لبث مشاعر الحب والعاطفة مرة أخرى.
لكن هذا خاطئًا، الطلاق حدث مؤلم بالفعل، وهذا لا يعني أن الحياة سوف تقف عنده، فمن الطبيعي أن تعودين إلى حياتك الروتينية والطبيعية بعده، ومن الوارد أن تقابلي شخصًا آخر في عملك أو في حياتك بصفة عامة يكون قادرًا على تحريك مشاعرك مجددًا.
مما يفسح لكِ المجال للوقوع في الحب والتخلي عن فكرة رفض تكرار تجربة الزواج، فكل امرأة مطلقة بمجرد أن تجد نفسها قادرة على الارتباط سوف تدفعها عواطفها بلا شك للزواج.
هذا على وجه التحديد إذا ضمنت أن العلاقة سوف تكون ناجحة لما رأته من توافق وجداني وروحي بينها وبين الرجل الذي استطاع مساعدتها في التخلص من أشباح الماضي، واستعادة طاقتها النفسية وثقتها في أن ليست كل العلاقات العاطفية سيئة.
اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق
2- حاجة المطلقة لرجل في حياتها والزواج مجددًا
الاحتياج لشريك حياة عمومًا من أبرز أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق، فمن المتعارف إليه أن المرأة بطبيعتها كائن ضعيف تحتاج للرجل في حياتها ليس بهدف إقامة العلاقة الجنسية المثيرة والممتعة فقط، بل لدعمها والاتكاء عليه.
إلى جانب أيضًا لكي يسندها عند الشدائد، ويكون بمثابة العائل لها في شتى أمور حياتها، فبعد الطلاق تصبح الحياة بهاتة، ولا يبدو لها ملامح بالنسبة للكثير من النساء.
مما يجعلهم يشعرن بأنهن غير قادرين على ضبطها لوحدهن، فهنا يأتي في أذهانهن فكرة الزواج مرة أخرى بعد انقضاء شهور العدة على الفور لا سيما إذا وجدن فرصة زواج مناسبة.
يُجدر بالإشارة إلى قول إن ذلك الأمر يفكر فيه النساء المطلقات اللاتي لا يمتلكن أبناء، لأن الأخريات قد يخشون من سقوط حضانة الأبناء عنها.
3- الاحتياج الجنسي والزواج الثاني للمرأة المطلقة
الاحتياج الجنسي هي عملية فطرية وطبيعية لدى جميع البشر من الرجال والنساء، ولكن تلك العملية لا تتم إلا في إطار العلاقة الشرعية التي تعفي من الوقوع في الخطأ وارتكاب الكبائر.
لهذا قد تلجأ العديد من النساء المطلقات إلى التفكير في الزواج مجددًا برجلًا يشبع حاجتهن الجنسية والنشوة التي قد تدفع إلى القيام بالمنكرات، وهذا الأمر يعد بمثابة أهم أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق.
4- زواج المرأة المطلقة نتيجة الظروف المادية السيئة
الظروف المادية السيئة هي سبب قوي من أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق، فبعض النساء المطلقات قد يحفزهن تكرار تجربة الزواج مرة أخرى هو عدم قدرتهن على إيجاد المأوى أو النفقة التي تساعدهن على استمرارية الحياة.
كما أنهم قد يكونوا غير قادرين على العمل من أجل جلب مصدر رزق لإعالتهن على مختلف تكاليف الحياة، فهنا يكون الحل أمامهن الاضطرار للارتباط برجل يحسن من أوضاعهن المالية.
5- تربية أبناء الزوج الأول تدفع المطلقة للزواج
هناك بعض الأمور الاضطرارية التي تصنف كسبب من أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق، ومن أبرز هذه الأمور هي الحاجة لتربية الأبناء الذين تم إنجابهم من الزوج الأول.
فبعض الرجال بعد الطلاق يتخلون عن أبنائهم ويرفضون الإنفاق عليهم أو حتى العناية بهم والسعي في استمرار تربيتهم على القيم السليمة، وذلك رغبةً منهم في رمي جميع الأعباء والأحمال على عاتق الأم المُطلقة كوسيلة للانتقام.
أو ربما لأن ذلك الأمر من أحد طباعهم المندرجة تحت مفهوم النرجسية وحب الذات، فهنا تكون المرأة المطلقة مرغمة في الموافقة على الارتباط مجددًا برجل آخر حتى تضمن تأمين حياة كريمة ومُرفهة للأبناء.
فبالطبع كل أم تسعى إلى إيواء الأولاد بعد الطلاق حتى لا يشعروا بأن ذلك القرار تسبب لهم في العديد من المشكلات النفسية وبأنه قرار أناني من كلًا من الأب والأم لم يراعي رغبة الأبناء.
يُجدر بالإشارة إلى أن تفكير المرأة بعد الطلاق في الزواج مجددًا لحاجتها لتربية أبنائها سوف يجعلها تواجه العديد من التحديات والمشاكل سواء من زوجها القديم أو من أبنائها الذين قد لا يرحبون في الأساس بذلك الزوج.
كما أنه في بعض الأحيان قد لا تستطيع المطلقة التي تمتلك أبناء أن تتزوج مجددًا، لأن العديد من الرجال يرفضون فكرة تحمل مسؤولية الغير، فهنا تقف أمام المدفع والاختيار بين البقاء مع أبنائها أو التخلي عنهم.
6- الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق للانتقام من الطليق
قد يكون الدافع والمحفز الأساسي لزواج المرأة بعد الطلاق هي رغبتها في الانتقام من زوجها السابق، والعمل على استفزازه، ولكن هذا الأمر لا يعد سببًا قويًا من أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق.
ففكرة انقضاء فترة العدة ثم الزواج من أقرب رجل يتقدم تعد بمثابة قرار خاطئ قد يجعلك تضرين بنفسك دون وعى لذلك، فبدلًا من أن تنتقمي من زوجك السابق سوف تأذي مشاعرك.
اقرأ أيضًا: في حالة رفض الزوج الطلاق
معايير تكرار تجربة الزواج للمرأة بعد الطلاق
بعد أن تعرفنا إلى أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق، فإننا سوف نذكر لكم المعايير التي تقتدي بها النساء المطلقات عند التفكير في الزواج مرة أخرى.
فعلى الرغم من اختلاف الشخصيات والطباع والوضع الاجتماعي والمادي وغيرها من الأمور، فهناك بعضًا من المتطلبات المشتركة بين المطلقات عمومًا، وهي كالآتي:
1- الأمانة شرط لزواج المطلقة مرة أخرى
في حالة مرور المرأة بتجربة زواج فاشلة نتيجة لتعرضها للخيانة من قِبل زوجها السابق، فإن أول ما سوف تبحث عنه في شريك الحياة الجديد هو تضميد ذلك الجرح، وهذا من خلال الحصول على ضمانات منه بعدم تعرضها مجددًا للخيانة.
2- الصبر من معايير زواج المرأة المطلقة ثانيًا
من الطبيعي أن تكون مشاعر المرأة بعد الطلاق مضطربة إلى جانب حالتها النفسية، فعند تفكيرها في الزواج مرة أخرى سوف تفكر في إيجاد رجلًا يصبر عليها حتى تتخطى من تجربتها السيئة السابقة.
فإن وجدت من يستطيع دعمها وتحملها ومساعدتها في الخروج مما يحزنها، إلى جانب تعبيره عن حبه لها بشكل كبير، سوف تكرر تجربة الزواج مرة أخرى دون خوف.
3- الثقة من متطلبات الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق
بعد الطلاق تفقد المرأة بشكل ملحوظ ثقتها في جميع الرجال بلا شك لا سيما إذا خلف لها زوجها السابق في ذهنها الكثير من السلبيات، فهنا يكون قرار تجربتها للزواج مجددًا متوقفًا على تحقيق معيار الثقة والراحة النفسية.
فلا توافق إلا على من يجدد الثقة داخلها ويتمكن من مساعدتها في التخلص من كل الأفكار السلبية التي حصلت عليها من تجربتها السابقة، وذلك عبر تزويده لها بمشاعر الحب والطمأنينة.
4- تقرر المطلقة الزواج عند ضمانها رعاية الأبناء
من أبرز المعايير والتي تصنف أيضًا على أنها من أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق هي ضمانها أن الزوج الجديد سوف يرعى الله في تربية أبنائها، وسوف يعاملهم بكل حنية ولين ورفق، ولن يقسو أبدًا عليهم.
مهام المرأة بعد الطلاق عند الزواج مرة أخرى
إلى جانب أهمية التعرف إلى أسباب الزواج الثاني للمرأة بعد الطلاق، فإنه ينبغي التعرف أيضًا إلى المسؤوليات التي من المفترض ألا تتخلي عنها المطلقة في حالة رغبتها في الطلاق.
فمن المؤسف قول إن هناك مسؤوليات من تجربتها السابقة قد تستمر معها وتبقي على عاتقها حتى بعد الانتهاء تمامًا من العلاقة الزوجية، ومسؤوليات جديدة عليها التأقلم معها والتعامل بحكمة، وإليكم بها فيما يلي:
- في حالة إذا كان للمرأة المطلقة أبناء من زوجها السابق فعليها أن تهتم براعايتهم بشكل جيد ولا تجعل زواجها الجديد يتسبب في تقصيرها في ذلك، فمن الواجب أن تربيهم تربية سليمة بوضع نفسي يكون صحيًا ومريحًا.
- لا ينبغي مطلقًا أن تحرم المرأة بعد الطلاق أبنائها من رؤية أبيهم حتى في حالة زواجها من رجل آخر.
فالأبناء يكونوا بمثابة مسؤولية مشتركة بين الأب والأم عند وقوع الطلاق ويلزم تحملها حتى لا يحدث لهم الأذى النفسي، كما أنه من الممكن أن يلجأ الطليق إلى المحاكم وذلك سوف يذبذب وضع المرأة مع زوجها الجديد.
- يلزم أن يتم تنظيم أوقات لكي يرى الأب أبنائه، وقد يكون على المرأة المطلقة أن تستوعب فكرة تواصل زوجها الحالي مع الزوج السابق عند الاضطرار إلى ذلك ومن أجل تنظيم زيارات الأبناء، وهنا ينبغي أن يكون التواصل هادئًا ومحترمًا.
- يجب على المرأة بعد الطلاق أن تحترم الخصوصية بالنسبة للعلاقة الزوجية السابقة، فلا تفشي لزوجها الحالي عن أي أسرار متعلقة بالطليق حتى وإن كان شخصًا سيئًا، فالمبادئ والقيم أمورًا ثابتة وراسخة ولا يجوز التخلي عنها للانتقام.
- عند تكرار المرأة المطلقة لتجربة زواج جديدة عليها ألا تتبع فكرة المقارنة، وذلك من خلال برز صفات زوجها السابق المحببة إليها لزوجها الحالي والتسبب في احراجه، فالماضي صفحة ينبغي إغلاقها لبدء أخرى جديدة.
اقرأ أيضًا: الطلاق قبل الدخول بطلب الزوجة
تأثير الزواج الثاني للمطلقة على الأبناء
من المؤسف قول إن تحقيق نجاح الزواج الثاني بالنسبة للمرأة المطلقة ليس مقتصرًا على تمتعها بحياة زوجية هادئة ومريحة فقط، بل إنه يشمل إرضاء أهم جانب في حياتها وهو الأبناء.
فإذا كان الأبناء ليسوا بموافقين على استبدال أبيهم بهذه الطريقة السهلة لا سيما إذا كانت علاقتهم به علاقة طيبة، فسوف تواجه المرأة عدة مشكلات تفسد عليها حياتها مع زوجها الجديد، ومن المشكلات المحتملة ما يلي:
- وقوع الطلاق في الأساس قد يترك ندوب نفسية سيئة على الأبناء، ومع فكرة زواج الأم مجددًا فإن هذه الندوب سوف تتحول لسلوكيات عدوانية أو تؤدي بهم للانطواء أو الانحراف.
- قد يشعر الأبناء بأن الزوج الثاني متعديًا لحدوده في تربيتهم بسبب اختلاف طريقته عن طريقة أبيهم السابق، مما يؤدي إلى فقدانهم الثقة بأنفسهم.
لكي يتم تفادي مثل هذه التأثيرات فعلى الأم أن توفر للأبناء مناخًا مستقرًا حتى يتقبلون فكرة وجود أب جديد لهم، ومع معاملة الزوج الجديد بشكل سليم وبرفق سوف يكون الأمر أيسر.
كما أنه ينبغي عليها أن تحرص على وضع حدود لزوجها الجديد في حالة رغبته في تولي تربية الأبناء لكيلا تخرج الأمور عن السيطرة.
يُجدر بالإشارة إلى قول إنه يجب على المرأة المطلقة أن تدرس الأمر جيدًا وتفكر في قرارها حول تكرار الزواج مرة أخرى وتأثيرها عليها وعلى الأبناء، فإن ذلك في حالة عدم تقبل الزوج السابق له قد يسلبها حضانة الأبناء.
تقرر المرأة بعد الطلاق أن تتزوج مجددًا عندما تقع في الحب، أو ترغب في إشباع رغبتها الزوجية، أو رغبةً منها في الانتقام، وجميعها أمورًا قد لا تُجدى نفعًا بالنسبة لمن تملك أبناء.