قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين
قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين متنوعة وهادفة، نظرًا لأن بر الوالدين من أهم الأفعال التي يجب أن يحرص عليها جميع الأبناء، لذا سنوضح لكم اليوم من خلال موقع زيادة قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين.
قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين
قد وصانا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين في كتابه العزيز، حيث قال الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [العنكبوت: 8].
كما جاء قول الله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23[.
فنظرًا لمدى حث الإسلام على بر الوالدين سنوضح لكم قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين، فيما يلي.
اقرأ أيضًا: خطبة قصيرة عن بر الوالدين
قصة بر الوالدين من خُلق الأنبياء
هناك قصة واحدة تعد من أعظم قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين حيث إنها تروي ما دار بين سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل، فجاءت القصة عظيمة لما تدل به عن مدى بر إسماعيل بوالده.
فكانت قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه هي أنه أنجبه في عمر متأخر للغاية بعد الثامنين عام، وذات يوم رأى سيدنا إبراهيم أنه يذبح ابنه إسماعيل في المنام، وتكرر هذا ثلاث مرات، ومن المعروف أن رؤى الأنبياء لا تأتى عبث فهي حق.
علم وقتها سيدنا إبراهيم أن هذه الرؤية أمر من الله تعالى أن يذبح ابنه إسماعيل، فلم يكن بيد سيدنا إبراهيم شيئًا سوى أن يقوم بقص الرؤية على ابنه إسماعيل، ومن هنا جاء قول الله عز وجل:
﴿فَبَشَّرناهُ بِغُلامٍ حَليمٍ فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنّي أَرى فِي المَنامِ أَنّي أَذبَحُكَ فَانظُر ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرين﴾ [الصافات: 102[.
فجاءت الآية الكريمة السابقة لكي تعلم الخلق مدى بر إسماعيل بوالده، وبالفعل ذهب إسماعيل مع أبيه ليذبحه، وألقى سيدنا إبراهيم وجهه حتى لا يرى ابنه وهو يذبح، فيتراجع عما أمره الله به، وهم سيدنا إبراهيم بوضع السكين على حلق ابنه إسماعيل ليذبحه وبالفعل مررها على عنقه ولكنها لم تذبحه.
فقام سيدنا إبراهيم على رقبة سيدنا إسماعيل من الخلف ولكنها لم تذبحه مرةً أخرى.
فجاء هنا قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ، كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ ]الصافات: 106[
ففدى الله سبحانه وتعالى سيدنا إسماعيل بكبش عظيم واستجاب لدعاء سيدنا إبراهيم وأزال الهم والغم عنه، وكانت هذه القصة من أعظم القصص التي حدثت عن بر الوالدين، فهي قائمة على قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا إسماعيل مع أبيه
هناك بعض الدروس المستفادة من هذه القصة العظيمة والتي منها:
- طاعة الوالدين.
- التحاور مع الأبناء.
- طاعة الله.
- الصبر على الابتلاءات.
قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه أزر
جاءت قصة أخرى والتي تتواجد ضمن قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين، لتدل على أن سيدنا إبراهيم كان بارًا بأبيه على الرغم من أنه كان كافرًا، فكان يعامله برفق ويتودد إليه ويدعوه إلى عبادة الله الواحد الأحد فجاء قول الله عز وجل:
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ ]الأنعام: 74[.
جاء قول الله تعالى حول بر سيدنا إبراهيم بوالده، حيث قال الله عز وجل: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)﴾ ]مريم: 47 [
كان يدعو سيدنا إبراهيم ربه دومًا أن يغفر لوالديه، وذلك يتضح من قول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ ]إبراهيم:41[.
إن هذه الآيات تدل على مدى بر سيدنا إبراهيم بوالده وإلى أي مدى كان يدعوه إلى عبادة الله وتوحيده بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعد هذه القصة واحدة ضمن قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية قصيرة عن بر الوالدين
قصة بر الوالدين منجاة
واحدة من قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين جاءت في قول رسول الله صل الله عليه وسلم:
” بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا رُحْتُ عليهم حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بوَالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وإنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَومٍ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ” حديث صحيح، رواه البخاري.
قصة نصيحة أم
نعرض لكم هذه القصة لكونها أحد قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين، وتبدأ هذه القصة مع أسرة هادئة مكونة من ثلاثة أفراد زوج وزوجة وابنهما البالغ من العمر ثلاثة سنوات.
في يوم من الأيام توفى الأب، وأصبحت الأم وحيدة معيلة لابنها، ورغم صغر سنها إلا أنها رفضت كل من تقدموا إليها للزواج، واعتكفت على تربية ابنها، ولكن بالطبع واجهتها عدة مشكلات، سنعرضها لكم فيما يلي:
1- ضلال الابن
يوم تلو الآخر كبر الابن وصار شابًا وكانت وصية الأم دومًا له أن يصلي ويتقرب إلى الله، ولكنه لم يكن يسمع لكلامها وكان دائمًا يجلس على الانترنت مشغولًا، ويجلس مع أمه أوقات قليلة للغاية ولا يتبادل معها الحديث.
ذات يوم دخلت الأم على ابنها ووبخته لجلوسه على جهاز الكمبيوتر، وتركه لها وكم هي لا تشعر أنه متواجد في المنزل، ولا يؤدي حتى فروض الله، فرد عليها ابنها قائلًا سأشتري لك جهاز مثله يا أمي ولن تشعرين بالملل بعد ذلك.
جاء اليوم التالي ودخلت الأم على ابنها الغرفة فوجدته يفعل ما يغضب الله فهو يقوم بتزوير العُملات ويستغرق الكثير من الوقت على جهاز الكمبيوتر في فعل هذا الشيء، فتفاجأت الأم وقالت له ما هذا يا بني؟ لماذا تفعل ذلك.
اتق الله يا ولدي وظلت تبكي الأم وهي تقول أنا أخاف أن تموت على فعل الشيء الذي اعتدت عليه، فمن عاش على شيء مات عليه، ولكنه كالمعتاد لم يهتم لنصائح أمه، فلم تجد أحد سوى أخيها لكي تستنجد به في مصيبتها.
اتصلت الأم بأخيها في اليوم التالي وحكت له ما حدث، فإذا بأخيها أتى إلى منزلها فوجدها منهكة ومتعبة من كثرة البقاء حتى طالها الإغماء، فذهب بها إلى المستشفى، وعقب عودتهما إلى المنزل دخلوا إلى ابنها الغرفة فوجدوه مغمى عليه أمام جهاز الكمبيوتر وهو يقوم بتزوير الأموال.
2- توبة الابن والعودة لطريق الهداية
ذهبت الأم والخال بالابن إلى المستشفى، حيث تم احتجازه هناك حوالي أسبوع أو عشرة أيام، ولكن في هذه الفترة تم تبديل حاله إلى حال آخر، فهو تاب وعرف طريق الحق والهداية وأدرك أنه كان مخطئ في حقه وفي حق أمه.
من هذا اليوم أصبح الابن يستمع إلى نصائح الأم ويتقرب إلى الله بفضلها، واهتم بها وبأحوالها، وتاب عما كان يفعله، وعزم على ألا يعود إلى الذنب مرة أخرى، وأدرك أن والدته كانت محقة عندما قالت له، حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:” يُبعَثُ كلُّ عبدٍ على ما مات عليه“.
كما أنه أدرك أنها لها حق عليه أن يجلس ويتعاون معها، ويخدمها ويقضي طلباتها، وأصبح يفعل ذلك بالفعل فمن أوامر الله له، أن يرضيها، ولا يغضبها حتى ولو بمقدار قليل.
قصة الإرث المبكر
سنعرض قصة الأب والإرث المبكر لأنها تعد من ضمن قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين، وتبدأ القصة برجل لديه من الأبناء أربعة بنات وولد، وكان ذلك الأب يقوم بتفضيل الابن على بناته، حتى إنه من ضمن هذا التفضيل اهتم على أن يقوم بتزويج ابنه في سن مبكر للغاية وهو عشرون عامًا، وتتابع بعد ذلك الأحداث، ونوضحها لكم فيما يلي:
1- تمليك الابن لأموال والده
في عمر الخمسين قرر الأب أن يكتب كل ما يملك لابنه دون أن يترك شيء لبناته المتزوجات، حيث إنه في ذلك الوقت توفت زوجته، ولم يلتفت الأب إلى قول الله تعالى:
﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِىٓ أَوْلَٰدِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَآءً فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَٰحِدَةً فَلَهَا ٱلنِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَٰحِدٍۢ مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُۥ وَلَدٌ وَوَرِثَهُۥٓ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ ٱلثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُۥٓ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ ٱلسُّدُسُ ۚ مِنۢ بَعْدِ وَصِيَّةٍۢ يُوصِى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ ۗ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ ] النساء: الآية 11[.
فبعد أن كتب الأب لابنه كل شيء لم يصبح الابن مالك من حطام الدنيا شيئًا، ولم يمر عام واحد على هذا الفعل، حتى وجد ابنه وزوجته تحولت معاملتهم من المعاملة الحسنة إلى معاملة أخرى، حيث إنهم ظلوا يضايقونه ويعاملونه معاملة سيئة.
صارت المعاملة غليظة، وعندما تحدث الأب لابنه ولامه على ما يفعله، رد عليه الابن أنه لن يستطيع تحمله، وإذا فعل ذلك فلن تستطيع زوجته أن تفعل، فهي لن تقدر على تلبية خدمات الأب وأبنائها وزوجها، وأنها ستفارقه إذا استمر الوضع كذلك.
2- عصيان الابن لوالده
أخذ الأب وقتًا طويلًا من التفكير حتى توصل إلى أنه سيذهب إلى أحد محلاته التجارية التي كتبها باسم ابنه ليأخذ مال الإيراد، ولكنه تفاجئ بابنه يأتي إليه ويهدده ومن ثمَ قام برفع يده وصفعه أمام الجميع، كما أنه هدده بالقتل إذا لم يترك المكان.
قام الابن بمراسلة أحد إخوته المتزوجات حتى تأتي لتأخذ أبيها معها، فجاءت الابنة مسرعة لأخذ الأب فكانت دومًا تتودد له، فهي تحبه وأخذت ترجوه لكي يذهب معها، حتى أن زوجها نزل على قدم أبيها وقام بتقبيلها حتى يوافق على الذهاب معه.
3- الابنة بارة بأبيها
فوافق الأب على الذهاب مع ابنته وظل عدة أسابيع في منزلها، وكانت هذه الفترة مريحة للأب جدًا، حيث إنه نال الكرم واللطف وطيب المعاملة وحسن الخدمة، وتمنى الأب أن يعامله ابنه مثل ما تعامله ابنته وزوجها، فهم حقًا خير مثال على بر الوالدين.
مرت الأيام ورزق الابن بولد أحبه كثيرًا، وكبر الابن وصار عمره عشر سنوات وعندما علم ما فعله والده غضب منه غضبًا شديدًا، وترك البيت ولم يعد له، في هذه المدة سيطر على الابن الحزن والقهر، فضاعت أمواله وتجارته التي كتبها له والده.
4- ندم الابن وبره بوالده
افتقر الابن وضاق به الحال فعلم أن كل ما حدث له كان بسبب أنه عاق والده، فذهب الابن إلى اخته وهو يبكي وأراد أن يعتذر عما فعله نادمًا عليه، فذهب إلى منزل الجد فوجد ابنه الصغير ذو العشر سنوات يعيش في المنزل مع جده سعيدًا.
ندم الابن واعتذر على ما فعله بوالده طوال السنوات السابقة واعتذر له، وأصبح بارًا به، فأراد أن يأخذه مجددًا للعيش معه في منزله فوافق الأب، وعادا سويًا، حتى تحولت حياته، وصارت مليئة بالنجاح والغنى مجددًا.
أعاد كل ما كتبه أبيه له، وأدرك قيمة بر الوالدين وعاهد نفسه على أن يكون بارًا بوالده ما دام حيًا.
جاء قول الله تعالى ليدل على أن العمل الصالح سيُرد إلى صاحبه، حيث قال الله عز وجل: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ]النحل:97[.
كانت هذه القصة واحدة من ضمن العديد من قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين، فبر الوالدين يجعل الحياة هنيئة، وبعقوقهم تختل وتضطرب الحياة.
اقرأ أيضًا: كيف يكون بر الوالدين
بر الوالدين وعلاقته بالجهاد في سبيل الله
جاء في الإسلام والسنة النبوية كثير من قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين، حيث إن جاء قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
“أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا.” حديث صحيح، رواه عبد الله بن عمرو.
فجاءت هذه الأحاديث لتثبت مدى تأثير بر الوالدين على حياة الشخص، ووجدت قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين ومتعددة، لتضرب لنا مثلًا لأهمية برهما، وتعلمنا دروسًا في حكمة الله من حسن معاملتهم.
إن بر الوالدين من أعظم السلوكيات التي يجب على الأبناء فعلها، حيث إنه أمر من الله تعالى، وحث الدين الإسلامي على اتباعه، لذا أوضحنا عدة قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين لمعرفة مدى أهمية بر الوالدين.