قصص واقعية من الحياة مؤثرة
قصص واقعية من الحياة مؤثرة عن الحب والفرح والألم؛ فالحياة مليئة بالتجارب التي نخوضها جميعًا ونحكي عن قصصها وأحداثها، ونأخذ من القصص الواقعية التي سردها أُناس قبلنا العبرة والحِكم، لهذا فمن خلال موقع زيادة سنعرض أفضل القصص الواقعية التي تؤثر بشكل كبير في الطبيعة البشرية.
قصص واقعية من الحياة مؤثرة
هناك العديد من القصص واقعية من الحياة مؤثرة والتي يُمكن أخذ العبرة منها والتعلم من خبرات الآخرين، حيث إن القصص هي أقصر طريق يمكن من خلاله إيصال أي نوع من المعلومات والعبر وتأثيرها على النفس يكون بالغ الأهمية، ومن هذه القصص:
1- قصة الكرم سيد الأخلاق
في أحد الأيام جلست امرأة مع زوجها لتناول العشاء وقد كان زوجها بخيلًا جدًا رغم أنه تاجر قماش غني، وأثناء تناول العشاء طرق بابهم سائل من شدة حاجته وجوعه ففتح له الزوج فلما طلب السائل طعامًا أطاح الزوج به ولم يقبل إعطائه أي شيء.
لما عاد إلى طعامه سألته زوجته لماذا لم تعطه طعامًا فلدينا الكثير ولو كنت أعطيته جزء صغير لاستطاع سد جوعه فصرخ بها الزوج وقال لها أجننتي اعطيه من الطعام الذي نأكله؟! قالت الزوجة إذن لا تتغالظ عليه فهو مجرد مسكين.
بعد فترة ذهب الزوج إلى متجره فوجد أن النار أضرمت في المكان وأصبح كل القماش رمادًا فعاد إلى زوجته وقال لها خسرت كل ما أملك في الحريق فقالت الزوجة تواسيه لا تحزن يا زوجي سيعوضنا الله خيرًا، فطلق الرجل زوجته وقال لها أنا لا أستطيع تحمل مسئوليتك الآن، فذهبت الزوجة إلى بيت أهلها.
بعد فترة أكرم الله المرأة بزوج آخر كريمًا ولا يرد سائلًا ولا مسكينًا وذات يوم وهما يتناولان العشاء سمعا طرقًا على الباب فقامت الزوجة لتفتح الباب ثم عادت لزوجها وقالت له هناك سائل بالباب يريد طعامًا فقال لها اعطه إحدى الدجاجتين فتكفينا واحدة نأكل منها سويًا، ففعلت الزوجة ما قاله زوجها وعادت لتُكمل طعامها شاردة حزينة.
فسألها الزوج ما بالكِ شاردة فقالت له إن السائل الذي طرق بابنا منذ قليل كان هو زوجي الأول وقد كان بخيلًا لا يساعد المساكين، فقال لها أنا كنت السائل الذي رده زوجك الأول وقد أكرمني الله فسبحان الله الواهب الرزاق.
تعتبر هذه القصة من أفضل القصص الواقعية المؤثرة للغاية والتي من خلالها يتضح أن الكرم من سمات الرجال وأن من يعطف على الفقير والمسكين لا يُخسره الله شيئًا بل يزيده من رزقه.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية مؤثرة جدا للفتيات
2- قصة زارع الأمل
استكمالًا لعرض قصص واقعية من الحياة مؤثرة نذكر قصة عن الشاب كفيف الذي أوشك على فقد الأمل في الحياة، ولكن بعث الله له رسالة عن طريق شيخ كبير رزين العقل.
حيث توجه شاب كفيف بصحبة أخيه ذات يوم إلى محطة القطار وأجلسه أخيه في مقعده وتركه وذهب وكان الليل قد أسدل ستاره وعم الظلام على القطار، ولم يلاحظ الشاب بالطبع أنه جلس بجانب شيخ كبير يجلس مبتسمًا وبعد فترة شعر الشاب بهاتفه يرن في جيب بنطاله فأخرجه وضغط زر الاستجابة.
كان المتصل هو والد الشاب حدثه قليلًا، ثم رد الشاب لا تقلق يا والدي فابن عمي سينتظرني في المحطة ولا تخف حتى إن حدث لي مكروه فلن يتأثر العالم من وجودي أو عدمه فأنا لا أفعل شيء سوى الأكل والنوم، قال له الأب لا تقل هذا الكلام يا ولدي فأجاب الشاب كيف لا أقول هذا أنا أتمنى الموت كل دقيقة وأغلق الشاب مع أبيه متفقًا معه أنه سيحدثه بمجرد وصوله.
وجد الشاب يدًا تحط على كتفه فإذا هي يد الشيخ الذي يجلس بجواره وهو يقول له لماذا كل هذا التشاؤم يا ولدي؟ فالحياة أجمل مما تظن، فقال الشاب ما الجميل فيها يا والدي، قال الشيخ الجميل أنك أنت فيها فالحياة كلها خُلقت من أجلك لأنك خليفة الله في الأرض.
قال الشاب هذا الكلام لمن يرون الحياة ويتمتعون بما تقول، فقاطعه الشيخ وقال له فقط دع عنك الإحباط واليأس وأنت ترى كل تلك الأشياء في وجدانك، فكل تلك الأشياء حية بداخلك سترى شروق الشمس وتفتح الأزهار لبدء حياة جديدة، قاطعه الشاب وقال له هل أنت شاعر يا سيدي؟
أجاب الشيخ مبتسمًا لا يا ولدي ولكني أرى جمال الحياة، فقال الشاب ليتني كنت متفائلًا مثلك لكنك لا تشعر بما أكابده فقال الشيخ يا ولدي إن كان الله قد أخذ بصرك فلم يأخذ منك البصيرة فلماذا تنظر إلى ما ليس لديك وتنسى ما هو لديك فنعم الله لا تُحصى، أنظر إلى من أُخذت منهم نعمة البصر لكنهم لم ييأسوا وأفادوا العالم بعلمهم.
قال الشاب لم يحدثني أحد من قبل بتلك الطريقة فكلامك له أثرًا عميقًا في نفسي، قال الشيخ إذن ألقِ الماضي خلف ظهرك وانظر للحاضر والمستقبل وعدني أن تستغل مواهبك وكل طاقتك لتتقدم للأمام.
قال الشاب لقد صحوت في مشاعر كنت ظننتها قد ماتت منذ زمن والآن أشعر بقوة لم أشعر بها من قبل، أتمنى أن تظل على صلة بي من حين لآخر وتفقد أحوالي فأنا أحتاج لمن يبث في نفسي الأمل بتلك الطريقة.
ربت الشيخ على كتف الشاب وقال له لست في حاجة إلى أنا سأنزل المحطة القادمة مع السلامة يا ولدي، قال الشاب إلى اللقاء يا زارع الأمل؛ ولكن اندهش الشاب حين سمع صوت عصا الشيخ التي تشبه صوت عصاه مما يعني أن الشيخ أيضا كفيفًا.
3- قصة الفقير الغني
كان هناك رجل يدعى إبراهيم يسكن في كوخ أعلى قمم التلال اعتزل الناس للصلاة والعبادة وكان يقدم النصائح لكل من يحتاج بفضل خبرته في الحياة.
ذات يوم كان ذاهبًا إلى الغابة المجاورة يتأمل خلق الله فوجد رجلًا يبدو عليه السعادة فسأله عن سبب سعادته فأجاب الرجل أكرمني الله بأعمالي وتجارتي ومشاريعي فاللهم لك الحمد، فقال له إبراهيم أحسنت أيها الرجل لأنك تشكر الله وتحمده دائما.
أكمل إبراهيم سيره فوجد رجلًا فقيرًا فسأله ما سبب هذا الفقر يا رجل فقال الرجل لم ينعم الله عليّ ولستُ سعيدًا، فقال له إبراهيم تقرب إلى الله واشكره فالله على كل شيء قدير قال الرجل علام أشكر الله؟ على فقري وحاجتي أم حياتي الحزينة أم ثيابي الممزقة.
أكمل إبراهيم سيره وهو يفكر في الرجلين الذي يشكر الله دون سبب والذي يعتقد أن الله وراء فقره وحاجته، وقد قرر الرجل الفقير أن ينزل إلى المدينة ليرى ما يمكن أن يفعله ليُحسن من وضعه فوجد رجلًا كفيفًا يقول أعطوني من مال الله.
ثم أكمل سيره فوجد رجلًا عاجزًا يجلس على كرسي متحرك يصرخ من الألم ويقول ساعدوني وارحموني يرحمكم الله.
وقف الرجل الفقير أمام الحديقة وأخذ يُفكر إن كان كفيفًا أو عاجزًا فما قيمة الحياة والمال فوجد أنه غني بصحته وجسده المُعافى فشكر الله وندم على ما تفوه به ورأى نفسه إنسانًا جديدًا وقرر أن يبحث عن عمل.
فإذا به يسمع صوت صاحب محل مجوهرات يقول أوقفوا السارق وكان السارق يمر بجانب الفقير فأمسكه الفقير وألقت الشرطة القبض عليه فشكر صاحب محل المجوهرات الرجل الفقير وأعطاه مالًا ففرح الرجل الفقير وتذكر كلام إبراهيم فنظر إلى السماء وشكر الله.
هذه القصة من أجل قصص واقعية من الحياة مؤثرة، والتي تحث عن شكر الله دائمًا، والتيقن بأن الأرزاق جميعها بيد المولى عز وجل.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية من الحياة
4- قصة عن الصبر
ذات يوم كان هناك رجلًا غنيًا يستطيع شراء كل ما يريد وأتاه رجل فقير لا يستطيع شراء شيء إلا طعام لأولاده كل يوم، فأخذه الرجل الغني ليعمل حارسًا لديه فسأل الغني الفقير ماذا تريد أن تعمل فقال له الفقير أعمل أي شيء لأجل أولادي فقط، فقال له الغني أنت ستقوم بحماية المنزل وتجمع النفايات وتنظف البيت.
فقال الفقير متى تحب أن ابدأ العمل؟ فقال له الغني الآن وخذ ملابس لترتديها وابدأ العمل، وفي يوم من الأيام مرض الرجل وذهب إلى بيته معه بعض الطعام والحلوى لأطفاله فأخذ الرجل الغني يوبخه لتأخره على العمل.
مرت الأيام والغني يُهين الفقير ويأمره بأوامر قاسية صعبة والرجل الفقير ينفذ كل الأوامر، إلى أن أتى يوم وخسر الرجل الغني كل أمواله وأصبح لا يملك حتى نفقة هذا الرجل الفقير وكان الرجل يعمل وينظف بلا مقابل مادي.
عندما تحسن وضع الرجل الغني وأصبحت لديه أموال مرة أخرى زاد من مرتب الفقير وأصبحت أوامره أقل من ذي قبل وخصص له جزء من المزرعة ليبني بها بيتًا ليعيش به هو وأولاده.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية مؤثرة عن بر الوالدين
5- قصة عن الحب
استكمالًا لعرض قصص واقعية من الحياة مؤثرة نذكر: أنه أجد الأيام تزوج رجل من امرأة غاية في الجمال وكان زواجهم عن قصة حب طويلة، حتى أصاب البلد التي يعيشون فيها مرض يشوه الوجوه والأجساد.
فأُصيبت الزوجة بالمرض وتشوه وجهها وكان الزوج مسافرًا وعلم بحالة زوجته فور عودته فأُصيب بالعمى وعاشا سويا حياة سعيدة وبعد فترة طويلة توفيت الزوجة فقال الناس له بعد العزاء كيف ستعود إلى منزلك فقال لهم أنا لم أكن كفيفًا لكني تظاهرت بهذا حتى لا أجرح شعور زوجتي.
6- قصة الصبي والمسامير
كان هناك صبي معروف عنه الغضب وانعدام الصبر وقد وقع في عدة مشاكل بسبب الغضب فقرر والده أن يُعلمه الصبر فأحضر له كيسًا من المسامير وقال له كلما غضبت من شخص ما قم بدق مسمارًا في الحديقة لم يفهم الولد ما يريده أباه لكنه وافق مجبرًا ووعد أباه بالتنفيذ.
اليوم التالي قام الولد بدق 37 مسمارًا في السياج وشعر أن دق المسامير كل مرة أمرًا صعبًا، مما جعله يحاول أن يتمالك نفسه لتجنب دق المسامير واستمر الوضع كما هو لكن لاحظ الأب والابن أن كل يوم تقل المسامير عن اليوم السابق.
مما يعني أن الولد استطاع التحكم في غضبه إلى أن أتى يوم ولم يحتج الولد دق أي مسامير مما جعل الولد والأب شديدي السعادة، ولكن طلب الأب من الابن أن يُخرج كل يوم لا يغضب فيه مسمارًا ففعل الولد ما قاله أبوه إلى أن انتهى من نزع كل المسامير.
فقال الأب هل ترى تلك الثقوب يا بني هل تعتقد أنها ستزول مع الوقت؟ فقال الصبي لا يا أبي لن تزول من الخشب، فقال الأب هذا ما يحدث عندما تُحدث الآخرين بقسوة، تترك بداخلهم ندوب لا تستطيع محوها مهما مر من الزمن لذا يجب أن تنتبه يا ولدي.
تعتبر هذه القصة من أجمل قصص واقعية من الحياة مؤثرة، حيث أنها تحث على التحكم في الغضب لتجنب آثاره في النفوس.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة خيالية للكبار
7- قصة كما تدين تدان
تعتبر هذه القصة واحد من أفضل القصص واقعية من الحياة مؤثرة، فذات يوم قرر رجل التخلص من أبيه بوضعه في دار لرعاية المسنين بعد رفض زوجته العناية بأبيه لأنه يسبب لها الإحراج الشديد أمام أصدقائها بسبب مرضه الذي يجعله ينسى كل شيء ولا يدري ما يفعل.
فأخذ الرجل يجمع أشياء أبيه وهو حزين لما سيفعله بأبيه وناسيًا ما كان يفعله الأب منذ صغره وشرائه الحلوى له والملابس وتقديم الأب التضحية لسعادة الابن، وأخذ مع أشياء والده قطعة اسفنج لينام عليها في دار الرعاية.
أخذ الرجل والده وأشيائه ليذهب به إلى دار الرعاية ولكن رفض طفله الصغير للأمر أثار دهشته، فسأله لماذا ترفض اعطائي قطعة الاسفنج فقال الطفل ببراءة أريد أن أبقيها لك يا والدي عندما اصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك.
صُعق الرجل من كلمة طفله وتذكر ما قام به والده منذ الصغر فبكى وعدل عن قراره ولم يذهب بوالده إلى دار الرعاية وظل يعتني بوالده.
تنتشر الكثير من قصص واقعية من الحياة مؤثرة لأخذ العبرة والتفكر في كل أمور الحياة والاستفادة من تجارب الآخرين لتفادٍ الوقوع في نفس الأخطاء، وللتقدم في الحياة بسهولة أكثر ولأخذ الخبرة من أصحاب الخبرة.