آيات قرآنية عن جبر القلوب
آيات قرآنية عن جبر القلوب تُصلح ما أفسدته الدنيا عند تلاوتها، فتجبر خاطر قارئها من أي ظن، فما تفسده الدنيا تصلحه آيات القرآن الكريم.
جميعنا نمر بلحظات ضعف وهوان وانكسار، فتلك أحد سُنن الحياة، لذا وجب علينا أن نعرف كيف نجبر قلوبنا من أي كسر أحدثته بنا الدنيا بواسطة آيات قرآنية عن جبر القلوب من خلال موقع زيادة.
آيات قرآنية عن جبر القلوب
من أسماء الله عز وجل الحسنى هو اسم الجبار، فقد يطرأ على الذهن ما معنى الجبار، فالبعض يفسره بمعناه الاصطلاحي الدارج في العامة إن الجبار هو الظالم والطاغي!
حاشاه -عز وجل- أن ينسب تلك الصفة إلى نفسه، فلنعرف المعنى الصواب لذلك الاسم يمكن أن نحللها لغويًا، بناءً على قواعد اللغة العربية التي اتخذها الله -عز وجل- نبراس لمشكاة القرآن الكريم.
فنجد أن الجبار هي صيغة مبالغة على وزن فعال تدل على كثرة الفعل، والفعل هنا هو جبر، أي أن الله -سبحانه وتعالى- كثير الجبر.
فعندما نتطرق لمعنى الجبر في اللغة العربية نجد أن الجبر هو “أن تصلح العظام من الكسر أو أن تغني فقيرًا من الفقر”، فبذلك يتضح لنا عظمة اختصاص الله -عز وجل- لتلك الصفة على ذاته العليا.
فإن تلك هي صفة صاحب الشريعة الله عز وجل، فلا شك أن تكون كل آياته تحمل من صفاته، ففي حياتنا الدنيا نجد أن قول الرجل الصادق هو انعكاس لصفاته، فنجد العظيم يحمل في حروف أقواله العظمة، ونجد الخسيس في قوله الخسة.
فماذا بقول الله -سبحانه وتعالى- وهو العظيم الجبار، فقول الله وصل لنا من نور آياته التي أنزلها على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- فنجد كل آياته تحمل صفاته الجليلة من جبر بقلوب وخواطر عباده المؤمنون.
فمن الطبيعي أن يكون في القرآن الكريم -وهو قول الله- آيات قرآنية عن جبر القلوب بكثرة لكل قلب يحتاج من يجبره، وما أكثر وجود آيات قرآنية عن جبر القلوب سوف نذكر بعضها الآن.
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء مستجاب
آيات جبر الخواطر من سورة الشعراء
قد أُنزل القرآن الكريم رحمة للعالمين وشفاعة لهم، فلم يفرق القرآن بين غني وفقير وقوي وضعيف، بل كان غنى للفقير ورحمة للضعيف وقهر للظالم، فجاء في قرانه الكريم قوله:
“الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)“ (سورة الشعراء).
جبر القلوب في آيات سورة النساء
أُنزل القرآن الكريم في مجتمع جاهلي وهو شبه الجزيرة العربية، فكانت من سمات جاهليته بطش الفقراء ونحرهم، فلا يسأل بهم غني ولا يجبر بخاطرهم قوي.
فكانت من أوامر القرآن الكريم إصلاح ذلك، فأمر الله -عز وجل- في قرآنه وعلى لسان رسوله، أن يكون المؤمنون بالفقراء عونًا فلا يقهرون بل يرزقوهم مما رزقهم الله.
فلا يكون مجتمع به غني وفقير بينهم حائل من حقد الفقير للغني واحتقار الغني للفقير، بل إن الغني يكون للفقير مقدرًا وعونًا وأخًا، والفقير يكون للغني ممتنًا ومخلصًا وشاكرًا.
فما الغني إلا غني من فضل الله، ولا الفقير إلا فقيرًا اختبارًا من الله، وما الدنيا إلا مرحلة عابرة بكل ما فيها لتكون هي السبيل للآخرة والخلود فيها، فمن كان شاكرًا وجابرًا لخاطر أخيه كانت له الدنيا السبيل الصحيح لجنة الخلود.
فجاء قول الله تعال للمؤمنين أمرًا بجبر قلوب الضعفاء منهم والمساكين فقال تعالى: “وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” (سورة النساء: الآية 5).
فلم تكن آيات القرآن منزلة لفرض أوامر وعقوبة، لكن لبناء مجتمع شديد القوام أركانه هي المودة والرحمة، فلا يكون هناك ضعيفًا فيه مكسور الخاطر، ولا غني مبتور الرحمة.
فما أكثر أن نجد آيات قرآنية عن جبر القلوب، تكون لكل قلبًا فجرًا في طريق ظن من عتمته أنه لن يضئ أبدًا.
جبر الخواطر في سورة الضحى
نقرأ القرآن دومًا لتهتدي قلوبنا وتجبر خواطرنا، فنقف كل مرة مُتأملين لمعين الأعيان أمام ما يقوله لنا صاحب الشريعة من أحكام إن سيرنا عليه لن يعرف الحزن والقهر لنا في الدنيا طريقًا، ولن يعرف الشيطان لعقولنا سبيلًا وتجهل نار الآخرة لجلودنا طريقًا.
فعند تأمل آيات الله عز وجل في سورة الضحى نقف عند كل اية متأملين مبتسمين، عاجزين أمام رحمة الله -سبحانه وتعالى- ووعده لنا، وكان وعد الله دومًا هو الوعد الحق، فقال عز وجل في آياته الكريمة:
“وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴿5﴾ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَأوى ﴿6﴾ وَوَجَدَكَ ضَإلا فَهَدَى ﴿7﴾ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴿8﴾ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴿9﴾ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴿10﴾ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴿11﴾” (سورة الضحى).
فوعد الله للمؤمنين بالصبر حتى ينالوا من كرم الله عز وجل فيرضون، فعطاء الله يفوق الدنيا وما فيها فمن لا يرضى من عطائه الكريم!
فهو الهادي للضالين، فلولا رحمة الله وستره ما جريء أحد عباده أن يسير بين عيون الناس، لكن الله كان دومًا لذنوبنا ساتر، ولتوبتنا قابل، فنخطئ ونذنب ونجد الله لنا هاديًا لطريق رحمته في الدنيا وجنته في الآخرة.
فلا ينهر المؤمن سائلًا له، اختصه بتلبية حاجة سؤاله، فعليه أن يكون خير معاون له في تلبية حاجته فذلك أمرًا من الله لتنفيذ طاعته في الدنيا.
فلا تغرنا الدنيا فقرها أو غنائها، فشتى النعم ما هي إلا رزقًا من الله فوجب علينا أن ننسبه لصاحبه، ونكون دومًا محدثين بنعم الله عز وجل، فيكون لنا دومًا جبار للقلوب، فنستدل دومًا برحمة قرآنه وما به من آيات قرآنية عن جبر القلوب، لتكون خير مرشدًا لنا.
اقرأ أيضًا: اجمل دعاء لمن تحب مُستجاب
جبر القلوب في قصة يوسف وأخواته
فقد حدثنا الله أن نكون دومًا لليتيم عونًا وسندًا، فلا نقهره فهو لم يجد من يرفع عنه هم الحياة وشقائها فوجب علينا أن نكون له البديل الصالح.
لكن قد يكون الهم والشقاء قد نبع عن أقرب من لنا في الحياة، فأشد الأوجاع ألمًا هي من أتت لنا ممن يفترض أن يكونون لنا مصدر للأمن والأمان.
فكان لنا في الأنبياء والرسل قدوة حسنة، فنتعلم من الابتلاءات التي أصيبوا بها وكيف جبر الله بخاطرهم، فنجد جبر الله لخاطر رسوله يوسف الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- عندما غدر به أخواته ورموه في البئر.
فكان الله موحي له وجبارًا بخاطر رسوله، بأن يكون دومًا من الصابرين، فكان قول الله عز وجل في آياته: “فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأوحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” (15) (سورة يوسف).
فسورة يوسف تحمل في عمقها أكثر آيات قرآنية عن جبر القلوب، فهي في حد ذاتها هي العبرة الأعظم لمن يتأملون عن جبر الله لخاطر عابده، فمن استعان بذكر الله وطبق لآياته وأحكامه مهما قابل من بلاء فهو على ثقة من وعد الله الحق بالنعيم.
فنجد سيدنا يوسف -عليه السلام-لم يجد من الدنيا إلا الشقاء والقسوة، فقد ولد مع أخوة يحملون له الغل والحقد، وما لبس إلا أن تحول سواد قلوبهم لفعل فحاولوا أن يقتلوه، ووضعوه في البئر.
فكانت نهاية قصته هي أن أصبح عليه السلام عزيز مصر ومُطعم العالم ومنقذهم من الشقاء والبلاء، فجبر الله بخاطره في الدنيا ورد ظلمه أمام كل من ظلموه، فنجد في كل سورة في القرآن الكريم آيات قرآنية عن جبر القلوب، تضئ قلوبنا بجمال كل آية قرآنية عن جبر الخواطر.
عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ
عندما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحاول أن يهدي سادة من كبار قريش لآيات لإسلام ومنشغل بمحاولة تصويب مسارهم ليحدون عن طريق النار ويهتدون لسبيل الجنة.
فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخاطب كل من العباس ابن عبد المطلب وعتبة ابن ربيعة وأبا جهل ابن هشام بآيات الله عز وجل.
فجاء للرسول رجل أعمى، عجزهُ نظره من أن يرى حال الرسول وانشغاله بالدعوة فطلب من الرسول وقت انشغاله معهم أن يهديه ويذكر له آيات الله، فعبس عنه الرسول لانشغاله بالدعوة السابق ذكرهم.
فكان الله جبارًا لخاطر الرجل الأعمى وأنزل آيات لتكون عزة له، ومرشدة لخير الناس ومعلمهم الخير محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان قول الله:
“عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ إلاعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أو يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ إلا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12)” سورة عبس
فلا يرد أي مؤمن من جائه يسعى لمعروف بل يكون له دومًا جبارًا لخاطره فيذكر كل من يحتاجه فإن الذكرى تنفع المؤمنون، فلا يكون عنه أبدًا متلهى بل مقدرًا.
فنجد أن القرآن جاءت به آيات قرآنية عن جبر القلوب تشمل كل موضع وموقف وفئة، لتكون هناك آية تجبر خاطر كل منكسر.
قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ
كما ذكرنا أن من صفات الله -عز وجل- أنه جبارًا للخواطر، فلا شك ان كل آياته جاءت دالة عن تلك الصفة الكريمة، فكانت وصية الله -عز وجل- بالقول المعروف الذي لا يكلف العبد شيء إلا تحريك لسانه لنطق حروف تربط كلمات قد يحسبها قليلة لكنها على القلوب ثقيلة، وعند الله عظيمة.
تلك الكلمات لا تطلب لنطقها سوى قلب نقي يضئ بنور الله، فكانت وصية الله -عز وجل- بالقول المعروف أن يكون أحب من الصدقة، فجاء في آياته: “قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ” (الآية 263 سورة البقرة).
فلا يظن من يقدم الصدقة المصحوبة بالمهانة ولأذى إن الله متقبله، ولا يظن من لم يكن له المال من حظوظ الدنيا إنه عاجز عن تقديم شيء للمحتاج.
فمن لم يملك من الدنيا سوى القلب النقي، يمتلك الكثير ليقدمه للمحتاج من قول معروف وجبر لخاطر لكل مكسور القلب، فيكون كل عبد من عباد له يحمل بقلبه آيات قرآنية عن جبر القلوب تكون خير مرشد له لجبر الخواطر بآيات القرآن.
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ
كان الله دومًا خير مرشدنا لعباده فيوجههم للصواب لتكن الدنيا بين الناس قائمة على المودة والرحمة والأخوة والمحبة، فمن كان فظًا غليظ القلب كان الله مرشدًا له بأن نتيجة سلوكه سوف يكون من حوله منفضين عنه.
فعلى العبد أن يكون دومًا للعباد عفوًا كريم، فيستغفر لذنوبهم ويعطيهم الحق بالمشاورة في الأمر، فلا يكون العبد على العبد قاسيًا فيسود في الدنيا الشقاء والقسوة وتصبح الدنيا موضع عذاب للضعفاء.
بل أوصى الله أن يكون كل عبد يحمل من صفات ربه، فالله هو الجبار فوجب على العبد أن يكون في الدنيا جبرًا لخاطر أخيه، فلا يكون معه فظًا غليظًا.
فجاء قول الله الكريم: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَأورْهُمْ فِي إلامْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” (159) آل عمران
فكانت كثرة ما في القرآن من آيات قرآنية عن جبر القلوب تدل عن رحمة الله لقلوب عباده فكان قول الله لجبر خواطر العباد عظيم.
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ
كما ذكرنا سابقًا أن القرآن جاء دستور ليقوم عليه مجتمع كريم تسوده المودة والرحمة بين العالمين، فيكون كل قوي هو للضعيف ذراعًا يعوله على الحياة، ويكون كل غني هو للفقير خيرًا ورزقًا.
فلا يحقد فقير على غناء غني، بل يتمنى زيادة نعم الله عليه، فبزيادة نعمته يضمن زيادة رزقه، ولا يحتقر غني فقير بل يعلم إن عطاء الله له جاء اختبار ليرى مدى كرمه، فإن زاد كرمه زادت عطيات الله.
فجاءت وصية اللها في آياته الكريمة لتقول: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” (271) سورة البقرة
فما أكثر وجود آيات قرآنية عن جبر القلوب في قرآننا الكريم، فمن اتباعها ضمن عيشة كريمة، فقول الله دومًا لجبر الخواطر جليل.
اقرأ أيضًا: دعاء الصباح والمساء
جبر القلوب في سورة مريم
كما جاء ذكرنا في سورة يوسف كيف كان اختبار الله له فوضعه في موضع الشقاء ليكون عبرة لسائر العباد، فيعلمون أن الله دومًا لكل عباده عونًا.
فكل مؤمن مُبتلي بالهموم والشقاء، ووعد الله دومًا هو الوعد الحق، فلا يشك العبد في رحمة ربه فهو دومًا جبارًا للقلوب، فجاء في سورة مريم جبر الله بخاطر السيدة مريم عليها السلام فأمرها ألا تحزن.
قال الله تعالى: “فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا إلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا” (24) سورة مريم.
فما الله -عز وجل- أبدًا بغافل عن حزن وشقاء أي من عباده بل هو دومًا بما في داخل القلوب عليم، وما كان حزن عبدًا عن الله هين بل إن الله دومًا يحمل النعيم للصابرين.
فنجد في كل سورة قرآنية آيات قرآنية عن جبر القلوب فيجبر خاطر القارئ من خلال قراءة آية قرآنية تهدي المظلوم.
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
جاءت آيات القرآن الكريم رحمة للعالمين ومشكاة لتضيء قلوب المؤمنين، فكان الإسلام هو دين القوام للمجتمع وبناء لترابطه وترسيخ الود والرحمة فيه.
فكل مؤمن يكون لجميع المؤمنين أخ ورفيق، فيكون سبب صلة بين أخواته وسبب ليسود مناخ الرحمة والسلام بينهم، فلا يجوز أن يسخر أحدهم من الأخر فقد حرم الله ذلك على النساء والرجال سواء.
فكانت أوامر الله واضحة هدفها وقيمتها أن يترسخ بين المجتمع قيمة جبر الخواطر والمودة والرحمة، فيكون جرح المؤمن على المؤمن عظيم عند الله، ويكون كل مؤمن جبارًا للخواطر بين الناس أجمعين.
فجاءت وصية الله في آياته الكريمة لتقول: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِإلالْقَابِ ۖ بِئْسَ إلاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ إلايمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)” سورة الحجرات.
فكان الله علينا بآيته رحيم وبقرآنه دومًا جبار للقلوب، وكنت كثرة الآيات القرآنية لجبر الخواطر دلالة على ذلك.
إن الله جبارًا لخواطر عباده، وحزنهم عليه عظيم فما أكثر ما في القرآن الكريم من آيات قرآنية عن جبر القلوب تضئ قلب من قرأها.