دعاء التحصين من الوباء

دعاء التحصين من الوباء قد أخبرتنا به دار الإفتاء المصرية، ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد وصانا بأدعية أخرى تكفينا شر أي ضرر بإمكانه أن يُصيبنا، ونحن من خلال موقع زيادة سنعرض لكم دعاء التحصين من الوباء، بالإضافة إلى عدد من الأدعية الأخرى تحفظنا من الشرور المحتملة.

دعاء التحصين من الوباء

دعاء التحصين من الوباء

إن الأوبئة والأمراض من أكثر الابتلاءات التي تعرض البشرية إلى أضرار بالغة يمكنها أن تُذهب أرواحهم، ومن أشهر الأوبئة على الإطلاق في عصرنا الحالي هو وباء فيروس كورونا الذي انتشر في عام 2019 وما زال يُصيب الناس إلى الآن.

لقد نقلت لنا دار الإفتاء المصرية نصًا لدعاء التحصين من الوباء، وهو: “تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير”، وذلك الدعاء يُسمى بدعاء رفع البلاء.

لكن هنالك أدعية أخرى قد بلغنا في النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد وصانا بذكرها في كل صباحًا ومساء، وهذه الأدعية من أهم الأدعية التي من الواجب على كل مسلم أن يقولها كل صباح ومساء، حتى يأمن شر أي ضرر يمكن أن يتعرض له.

إن هذه الأدعية تعتبر كنزًا يمتلكه كل مسلم، ولكن مع الأسف كثير منا لا يُدرك الفائدة العظمى لهذه الأدعية، ويتكاسل عن ذكرها كل صباح ومساء، ونحن هنا نود أن نذرك لكم تلك الأدعية ونُخبركم بقيمتها العظمى.

اقرأ أيضًا: دعاء الحفظ من المرض والبلاء مجرب بإذن الله

أدعية إن قالها المسلم كفى نفسه شر البلاء

لقد أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) بعدة أدعية تكفينا شر البلاء، وتمنعه من ألّا يُصيبنا، ومن هذه الأدعية ما يلي:

إن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصانا بقول: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، وأخبرنا بأن من قالها ثلاث مرات حين يُصبح وحين يُمسي كفاه الله من شر الإصابة بأي بلاء.

قد أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) أيضًا بقول: “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”، وهذا الدعاء من سورة التوبة الآية رقم (129)، وقد أخبرنا بأن من قالها سبع مرات كل صباح ومساء كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.

لقد أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) كذلك بقول: “بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، وأخبرنا بأن من يقول هذا الدعاء ثلاث مرات كل صباح ومساء لم يضره من الله شيء.

هذه الأدعية تُقال في الصباح والمساء، وذلك لأنه من قالها في الصباح يتم حفظه من الله عز وجل حتى يُمسي، ومن قالها في المساء يحفظه الله حتى يصبح؛ لذلك يجب علينا ذكر هذه الأدعية وغيرها من أذكار الصباح والمساء حتى يرضى عنَّا الله ويحفظنا من شر أي ابتلاء.

اقرأ أيضًا: دعاء الوقاية من المرض بالكتاب والسنة

دعاء للنبي يحفظ الإنسان من أي مرض

إن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يحرص كل الحرص على أن يدعو الله بأن يحفظه من شر الأمراض التي يمكن أن تُصيبه في بدنه أو في سمعه أو في بصره، وكان يوصينا أن ندعو مثله حتى يحفظنا الله من شر تلك الأمراض.

لا بد لنا أن نعلم أن الإنسان الذي يحافظ على دوام حمد ربه على ما وهبه من نعم عديدة وأهمها نعمة الصحة والعافية، ويدعو الله دائمًا أن يكفيه شر تلك الأمراض التي بإمكانها أن تُصيبه في يوم من الأيام، حتى يأمن الإصابة بها، وتجدر الإشارة إلى أن الدعاء الذي أوصانا به النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى يحفظنا من أي ضرر هو:

روى أبو داوود ـ وقال الألباني: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة رحمه الله، أنه قال لأبيه بكرة رضي الله عنه: يا أبتِ؛ إني أسمعُك تدعو كل غَداةٍ: “ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. تُعِيدُهَا ثَلاَثًا، حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي”. فقال إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو بهنَّ فأنا أحب أن أستنَّ بِسُنَّته.

قد روى أنس بن مالك عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قاله: “ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك منَ البرَصِ والجنونِ والجُذامِ وسيِّئِ الأسقامِ”.

هذا الدعاء يعتبر نص صريح يوضح لنا مدى أهمية أن ندعو الله تعالي أن يكفينا شر الأمراض ما نعلم منها وما لا نعلم، لأن الإنسان عندما يُصاب بأي مرض، فهذا المرض من شأنه أن يؤرق حياته ويجعله لا يقوى على العمل أو التعامل مع الآخرين، أو أن يُمارس حياته بشكل طبيعي.

هل يُشترط أن ندعو الله بأن يحصننا من الوباء حتى يحمينا؟

إن الله عز وجل قد أمرنا بالدعاء في معظم أمور حياتنا، ووعدنا بالاستجابة، ودين الإسلام دين يُسر لا عُسر، معنى ذلك أنه يمكننا أن ندعو الله بأية صيغة دعاء نقدر على قولها بكل يُسر، والله عز وجل سيتقبل منا دعائنا بإذنه.

لذلك لا يجب على أي مسلم سواء كان على قدر من العلم والمعرفة، أو لم يكن قدر من العلم، أن يكف عن الدعاء بحجة أنه لا يعلم الصيغة الصحيحة لدعاء التحصين من الوباء، فعلى ذلك المسلم أن يدعو الله بأن يحفظه هو وأولاده وأهله وكل من يُحب من شر الوباء، ومن شر الأمراض، ومن شر أي شيء يمكن أن يُصيبهم، وبعد أن يقوم بدعاء ربه لا يحمل هم أي شيء، لأن الله قادر على كل شيء.

معنى ذلك أن إجابة ذلك السؤال هي: لا يُشترط قول دعاء التحصين من الوباء حتى يحفظنا الله من الوباء، فيمكننا أن ندعو الله بأن يحفظنا من الوباء بأي صيغة ـ نقوى على قولها وتذكرها ـ تُفيد نفس معنى الدعاء.

اقرأ أيضًا: دعاء يكفينا شر الأمراض وفائدة المداومة عليه

أهمية الدعاء

إن الدعاء من الأمور العظيمة الذي وهبنا الله إياه، وأمرنا بها أيضًا، لأنه الدعاء له فضل عظيم على كل مسلم يقوم بقوله، أيًا كان ذلك الدعاء، ولا بد لنا أن ندعو الله بالخير حتى يحقق لنا الله هذا الخير، ولا يجب علينا أبدًا أن ندعو بالشر لأي أحد حتى ولو على سبيل الفكاهة فيمكن أن يُستجاب دعائنا هذا، ونندم ندمًا شديدًا لقول هذا الدعاء.

لا بد لنا أن نعلم أيضًا أننا إذا دعينا ربنا بأمر ما ولم يتحقق لنا هذا الأمر، معنى ذلك أن هذا الأمر لا يحمل الخير لنا، والله لا يريد لنا سوى الخير، فعلينا ندرك هذا جيدًا، ولا نكف الدعاء عن أمورنا الأخرى بحجة أن هذا الأمر لم يُجاب.

يجب علينا معرفة أن الدعاء لا وقت محدد لاستجابته، فيمكن أن تدعو الله بشيء، وفور الدعاء به تجد الاستجابة لدرجة أنك ستندهش من سرعة تحقيق ذلك الشيء لك، وعلى الجانب الآخر يمكن أن تدعو الله بأمر، وتتأخر استجابة الله لهذا الأمر، فيمكن أن تتأخر الإجابة أسبوع أو شهر أو سنة أو حتى سنوات، وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله، فعليك دومًا أن تكون مؤمن بأن الله سيُحقق لك الخير، وسيستجيب لأدعيتك فلا تيأس من ذلك الأمر أبدًا.

إن دعاء التحصين من الوباء له فضل عظيم علينا، ولا بد لنا أن نعي أهمية قول هذا الدعاء وغيره من الأدعية، ولا بد لنا أن نعلم أيضًا أن الله عز وجل سيقبل دعائنا بأي صيغة نقوى على قولها ما دام خيرًا لنا.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.